بسم الله الرحمن الرحيم
التعريف بكتاب (كشف الشبهات) لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ (ت: 1206هـ)
المصدر : منتديات التصفية والتربية السلفية [بتصرف]
تحميل المتن :pdf ، mp3 ، word
1 ـ اسمُ الكِتاب(1):
اشتهر باسم "كشف الشُّبهات"، وبذلك سمَّاه أهلُ العِلم؛ منهم:
ـ سليمانُ بن عبد اللهِ بن محمَّد بن عبدِ الوهَّاب ـ رحمه الله ـ في "تيسير العزيز الحميد" في (باب من الشِّرك أن يستغِيث بغير الله) (1/446).
ـ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ـ رحمه الله ـ كما في "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" (4/ 415، 426 ـ ط.الأولى 1349).
ـ ابنُ بِشرٍ ، رحمه الله ـ في "تاريخه" (ص 165) في حوادث سنة 1206هـ.
ـ حسين بن غنَّام ، رحمه الله ـ في "تاريخ نجد" (ص 90 ـ ط.دار الشروق).
ـ سُليمان بن سُحمَان ـ رحمه الله ـ كما في "الضِّياء الشَّارق" (ص 39).
وسمَّاه الشَّيخُ عبدُ اللَّطيف بن عبد الرَّحمن آل الشيخ ـ رحمه الله ـ "كشف الشُّبَه"، كما في "مجموعة الرَّسائل والمسائل النَّجدية" (3/332).
2 ـ مَوضُوع الكِتاب:
قال الشَّيخ محمَّد بن إبراهِيم آل الشَّيخ - رحمه الله -: "هذَا الكِتاب جوابٌ لشُبَهٍ اعتَرض بهَا بعضُ المُنتَسِبين للعِلم في زمانِه علَيه؛ فإِنَّ الشَّيخ الإمامَ محمَّد بن عبد الوهَّاب - رحمه الله - لـمَّا تصدَّى لبَيان التَّوحيد والدَّعوة إلَيه، وتَفصِيل أنواعِه والمُوالاةِ والمعادَاة فيه، ومُصادَمة من ضادَّه، وكشف شبَه من شبَّه علَيه - وإِن كانَت أوهَى من خَيط العَنكبُوت - وبيَّن ما علَيه الكثِيرُ من الشِّرك الأَكبر، اعتَرض عليه بعضُ الجَهلَة المُتَمَعلِمِين، أزَّهُم إبلِيسُ فجَمعُوا شُبَهًا شبَّهُوا بِها علَى النَّاس، وزعمُوا أنَّ الشَّيخ : يُكفِّر المُسلِمينَ، وحَاشَاهُ ذلِك؛ بَل لَا يُكفِّر إلَّا مَن عَمِل مُكفِّرًا، وقامَت علَيه الحُجَّة، فأجابَهُم المصنِّف بهذَا الكِتاب، وما يُميِّز به المُنصِفُ ما علَيه الشَّيخ وأتبَاعُه، وما علَيه أُولَئِك.
وقدَّم مُقدِّمةً في بيَان حقيقَة دِينِ المُسلِمين ومَا دُعُوا إلَيه، وحقيقَة دِين المُشركِين ومَا كانُوا علَيه، وبيَّن أنَّ مُشرِكي زمانِه هُم أَتبَاعُ دِين المُشرِكِين" اهـ(2).
وقال الشَّيخ عبدُ الله بن عَقِيل - حفظه الله -: "وهذه الشُّبهات يُقال إِنَّ الَّذي أورَدها هو الشَّيخ محمَّد بن عبد الله بن فَيرُوز الأَحسَائي المتوفَّى في محرَّم 1216هـ، وهو مَن شرَق بهذِه الدَّعوة المُبارَكة، وقام بعَدائِها بكلِّ وسيلَةٍ، وكتَب بذلِك لوالي بغدَاد يُغرِيه بأن يقضِي علَيها، وأنشَد في ذلِك القصائِد مع ما بَينَه وبينَ الشَّيخ المجدِّد محمَّد بن عبد الوهَّاب من صِلةِ قرابَتِه نسبًا وصِهرًا؛ فأمَّا النَّسب فكلاهُما من الوُهبَة من بني تمِيمٍ، وأمَّا المصاهَرة فإنَّ عبدَ الله بن فَيروز والدَ محمَّدٍ هو ابنُ عمَّة الشَّيخ المجدِّد محمَّد بن عبد الوهَّاب.
ذكَر ذلِك الشَّيخ عبد الله البسَّام [- رحمه الله -] في كتاب "علماء نجد خلال ثمانية قرون" (ج 1ص 143)".
ويقول الشَّيخ عبدُ المحسِن العبَّاد - حفظه الله -:
"اسم الكِتاب مُطابقٌ لموضوعه؛ فالشَّيخ - رحمه الله - أَورَد فيه الشُّبهات الَّتي ذكَرها أهلُ البِدع، ملبِّسين بهَا على الدَّعوة إلى الحقِّ والصِّراط المستَقِيم، ومخالِفين فيها لِما كان علَيه سلَفُ هذِه الأُمَّة من الصَّحابة ومَن سار علَى نَهجِهم، وذلك بتعلُّقهم بالأَولِياء والصَّالحين، وجَعلِهم وسائِط بَينَهم وبَينَ الله، يَدعونَهُم ويَستغِيثُون بِهم، فجَمع الشَّيخ : جُملًا كبِيرةً من هذِه الشُّبَه، فيَذكُر الشُّبهَة ثُمَّ يذكُر الجَواب علَيها، مُستدِلًّا على ذلِك بنُصوص الكِتاب والسنَّة وما كانَ علَيه سلَفُ الأمَّة.
وكتابُه هذا متمِّمٌ لكُتبه الأُخرى في العقِيدة، الَّتي أَوضَح فيهَا ما يجِبُ اعتِقادُه وَفقًا لنُصوص الكِتاب والسنَّة، فإنَّه بهذَا الكِتاب أجابَ علَى ما يُورَد على العقِيدة الصَّحيحة مِن شُبهاتٍ، مُبيِّنًا بُطلانَها ومخالَفتَها للحقِّ والهُدى الَّذي كانَ علَيه سلَفُ هذِه الأمَّة"(3).
تنبِيهٌ مُهِمٌّ!!
ينبَغي أن يُعلَم أنَّ هذه الرِّسالة تضمَّنَت أصولَ الشُّبَه، وليسَ كلَّها؛ ولهذَا فإنَّ الشُّبَه تظهَرُ في كلِّ وقتٍ، وفي كلِّ بلَدٍ(4)، وليسَت لها نِهايَة.
قال ابنُ القيِّم - رحمه الله - وهُوَ يبَيِّن أنَّ الشُّبَه ليسَ لهَا حَدٌّ: "فإِنَّ الشُّبُهات العَقلِيَّة المُعارِضة لنُصوصِ الأَنبِياء ليسَ لهَا حَدٌّ تقِفُ علَيه، بَل قَد عارَض أربَابُ المَعقُول الفاسِدِ جمِيعَ ما جَاءُوا بِه؛ مِن أوَّلِه إلى آخِره بعُقولِهم، ومُعارَضةُ المُشرِكين لمَا دعَت إلَيه الرُّسُل مِن التَّوحيد بشُبهاتِهِم مِن جِنس مُعارَضَة الدَّهرِيَّة لمَا أخبَرُوا بِه مِن المَعاد بشُبُهاتِهم، فهَلُمُّوا نضَعُ الشُّبُهاتِ جمِيعَها فِي المِيزانِ، ونَحُكُّها علَى المِحَكِّ يتَبيَّن أنَّها زَغَلٌ وزَيفٌ كلُّها"(5).
ومعرِفةُ شُبَه القَوم مُهِمٌّ جِدًّا في فَهم التَّوحِيد وإِبلاغِه للنَّاس، ولهذَا فالدَّاعي إلى التَّوحيد ينبَغي أن يكُونَ مُلِمًّا بشُبُهات قَومِه، ويُخرِّجَها على الأُصُول، حتَّى يُفَنِّدها.
3 ـ مَزَايَا الكِتابِ:
أوَّلاً: ألفاظُه: اختَار الشَّيخُ - رحمه الله - أسهَل الأَلفاظِ في كِتابِه، وهذَا مِن بلاغَتِه - رحمه الله -، وأسلُوبه هذَا مُعتادٌ في رسائِله؛ كـ"ثلاثةِ الأُصولِ"، و"الأُصولِ السِّتة".
ثانيًا: أسلُوبه: سَهلٌ؛ ليسَ فِيه تعقِيدٌ؛ ارتَكَز علَى(6):
- تَقرِير توحِيد العِبادَة.
- دَفعِ الشِّرك فِيه.
- إِيرَاد الشُّبَه فِيه.
- دَفع الشُّبَه فِيه.
وممَّا تميَّز به أسلُوبه أنَّه يُورِد الشُّبهة، ثُمَّ يُجِيب عَنها بمَا جاءَ في الكِتاب والسُّنة، وقَد جرَى على هذَا - رحمه الله - في كثِيرٍ مِن كتُبِه، ومِنها "كتَابُ التَّوحيد"؛ فإنَّه يسرُد - غالِبًا - تحتَ كلِّ تَرجمَةٍ آيَةً وحدِيثًا يدُلُّ علَيها.
وهذَا فِيه دلِيلٌ علَى أنَّ الشَّيخ محمَّد بن عبدَ الوهَّاب - رحمه الله - لم يَأتِ بشَيءٍ جدِيدٍ مِن عِندِه.
4 ـ ثَناءُ العُلَماء علَى الكِتابِ:
- قال الشَّيخ سُليمَان بن سُحمَان - رحمه الله -: "وكانَ كتابًا عظِيمَ النَّفع علَى صِغر حَجمِه، جلِيل القَدر انقَمَع به أَعدَاءُ اللهِ، وانتَفع بِه أولِياءُ الله، فصَار عَلَمًا يقتَدِي به المُوحِّدُون، وسَلسَبِيلًا يرِدُه المُهتَدون، ومِن كَوثَرِه يَشرَبُون، وبِه على أعدَاء اللهِ يَصُولون، فلِلهِ ما أَنفَعَه مِن كِتابٍ، ومَا أوضَح حُجَجه مِن خِطابٍ، لكِن لمَن كانَ ذا قَلبٍ سلِيمٍ، وعَقلٍ راجِحٍ مستَقيمٍ"(7).
- يقُول( الشَّيخ عبدُ الرَّزاق عفِيفي - رحمه الله -: "كَشفُ الشُّبهات هِي رِسالَةٌ صغِيرةٌ، لكنَّها أصعَبُ كُتُب الشَّيخ محمَّد بن عبدِ الوهَّاب - رحمه الله -"، وهذَا لأنَّ الكِتاب علَى صِغَر حَجمِه قَد تضمَّن مسائِل قَد تُخرِج الإِنسان مِن التَّوحيد.
- يقُول الشَّيخ ابنُ عُثَيمين - رحمه الله -: "أورَد فيه المؤلِّف بِضعَ عَشرَةَ شُبهَةً لأَهلِ الشِّرك، وأجابَ عَنها بأَحسَن إِجابَةٍ مُدعَّمةً بالدَّليل مَع سُهولَة المَعنَى، ووُضوح العِبارَة"(9).
- وقال بعضُهم(10):
نُسِبت هذِه الأبيات إلى الشَّيخ سُلَيمان بنِ عبدِ الله آل الشَّيخ - رحمه الله -:
- الأوَّل: بيانُ كثيرٍ مِن الشُّبه الَّتِي تخفَى علَى كثِيرٍ مِن النَّاس، بل حتَّى على الأذكِياء مِنهُم؛ قال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الَحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَينَهُمَا أُمُورٌ مُشتَبِهَاتٌ لاَ يَعلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ"(12).
- الثَّاني: بيانُ أنَّها مِن أهل الشِّرك، قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: "ثُمَّ عامَّةُ هذِه الشُّبهاتِ - الَّتِي يُسمُّونَها دلائِلَ - إنَّما تقَلَّدُوا أكثَرَها عَن طاغُوتٍ مِن طَواغِيت المُشرِكينَ"(13).
وقال ابنُ القيِّم - رحمه الله -: "ففِتنَة الشُّبهات مِن ضَعفِ البَصيرَة، وقِلَّة العِلم، ولا سِيَّما إذَا اقتَرن بذلِك فسَادُ القَصد، وحُصُول الهَوى؛ فهُنالِك الفِتنةُ العُظمَى والمُصيبَة الكُبرَى، فقُل ما شِئت فِي ضلَالِ سَيِّءِ القَصدِ، الحاكِم علَيه الهوَى - لاَ الهُدَى - معَ ضَعف بصِيرَته، وقِلَّة عِلمِه بما بعَث اللهُ بِه رسُولَه، فهُوَ مِن الَّذِين قالَ اللهُ تعَالى فِيهم: "إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهوَى الأَنفُسُ".
وهذِه الفِتنةُ مآلُهَا إلى الكُفر والنِّفاق، وهِي فِتنَة المُنافِقين، وفِتنَةُ أهلِ البِدَع علَى حسَبِ مرَاتِب بِدَعِهم؛ فجَمِيعُهم إنَّما ابتَدعُوا مِن فِتنَة الشُّبهاتِ الَّتِي اشتَبه علَيهِم فِيها الحقُّ بالباطِل، والهُدى بالضَّلال".
إلى أَن قَال: "وهذِه الفِتنَةُ تَنشَأُ تارَةً مِن فَهمٍ فاسِدٍ، وتارَةً مِن نَقلٍ كاذِبٍ، وتارَةً مِن حقٍّ ثابِتٍ خفِيٍّ علَى الرَّجُل فلَم يَظفَر بِه، وتارَةً مِن غرَضٍ فاسِدٍ وهوًى مُتَّبَعٍ، فهِي مِن عمًى فِي البَصِيرة، وفسَادٍ في الإِرادَة"(14).
- الثَّالث: بيانُ خطَر الشُّبهة على المُؤمِن؛ وذلك على:
1 - باطِنه، قالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "تُعرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ عَرضَ الحَصِيرِ؛ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلبٍ أُشرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكتَةٌ سَودَاءُ، وأَيُّ قَلبٍ أَنكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكتَةٌ بَيضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلبَينِ؛ عَلَى أَبيَضَ مِثلِ الصَّفَا، فَلاَ تَضُرُّهُ فِتنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرضُ، وَالآخَرُ أَسوَدُ مُربَادًّا، كَالكُوزِ مُجَخِّيًّا، لاَ يَعرِفُ مَعرُوفًا وَلاَ يُنكِرُ مُنكَرًا، إِلاَّ مَا أُشرِبَ مِن هَوَاهُ"(15).
2 - ظاهِره، قال شيخُ الإِسلام - رحمه الله -: "اتِّباع الشُّبهات داءُ المُبتدِعة وأهلِ الأَهواءِ والخُصومَات وكثِيرًا ما يَجتَمِعان؛ فقَلَّ مَن تجِدُ فِي اعتِقادِه فسَادًا إلَّا وهُو ظاهِرٌ في عَملِه"(16).
- الرَّابع: بيان أنها تزال بالعلم الصحيح؛ قال شيخُ الإسلام - رحمه الله -: "فتُزَالُ الشُّبهاتُ بالبَيِّناتِ، وتُزَال محبَّةُ البَاطل ببُغضِه ومحبَّةِ الحَقِّ"(17).
قال ابنُ القيِّم - رحمه الله - في تفسِير قولِه - عز وجل -: "فَسَالَتْ أَودِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا" [الرعد: 17]: "هذَا مثَلٌ ضرَبهُ اللهُ تعَالى للعِلم حِين تُخالِطُ القُلوبَ بشَاشَتُه؛ فإِنَّه يَستَخرِجُ مِنها زَبَدَ الشُّبهاتِ البَاطِلَة فيَطفُو علَى وَجهِ القَلبِ، كمَا يَستَخرِجُ السَّيلُ مِن الوادِي زَبدًا يَعلُو فوقَ المَاءِ، وأخبَر سُبحانَه أنَّه رَابٍ يَطفُو ويَعلُو علَى المَاءِ، لَا يَستَقِرُّ فِي أرضِ الوادِي، كذلِك الشُّبهاتُ الباطِلة إذَا أَخرَجها العِلمُ ربَت فَوقَ القُلوبِ، وطَفَت فلَا تَستَقِرُّ فيهِ، بَل تُجفَى وتُرمَى، فيَستقِرُّ في القَلبِ مَا يَنفَعُ صاحِبَه والنَّاسُ؛ مِن الهُدَى ودِين الحقِّ، كمَا يستقِرُّ في الوادِي المَاءُ الصَّافي، ويَذهَبُ الزَّبدُ جُفاءً، ومَا يَعقِلُ عَن الله أمثالَه إِلَّا العَالِمُون"(1.
ويقول أيضًا - رحمه الله -: "وقالَ لِي شَيخُ الإسلام - رضي الله عنه - وقَد جَعلتُ أورِد علَيه إِيرادًا بعدَ إيرَادٍ -: "لا تَجعَل قلبَك لِلإِيرادَاتِ والشُّبهاتِ مِثلَ السِّفِنجَةِ، فيَتشَرَّبَها؛ فلَا ينضَح إِلَّا بهَا، ولكِن اجعَلهُ كالزُّجاجَة المُصمَتَة؛ تَمُرُّ الشُّبهاتُ بظاهِرها، ولَا تستَقِرُّ فيهَا، فيَراهَا بصَفائِه، ويَدفَعُها بصَلابَتِه، وإِلَّا فإذَا أَشرَبتَ قَلبكَ كلَّ شُبهَةٍ تمُرُّ علَيها صارَ مَقرًّا للشُّبهاتِ" أو كمَا قالَ، فمَا أعلَم أنِّي انتَفعتُ بوَصِيَّةٍ فِي دَفعِ الشُّبهاتِ كانتِفاعِي بذَلِك"(19).
6 - شُرُوحُ "كَشفِ الشُّبُهات"([20]):
1. شرح سماحة الشَّيخ محمَّد بن إبراهِيم آل الشَّيخ - رحمه الله - (ت: 1389هـ)، جمعه الشَّيخ محمَّد بن عبد الرَّحمن بن قاسم، نشر سنة (1419هـ).
2. شرح الشَّيخ محمَّد بن صالح العُثَيمِين - رحمه الله - (ت: 1421هـ)، إعداد الشَّيخ فهد بن ناصر السُّليمان، نشرته دار الثُّريا بالرِّياض سنة (1416هـ).
3. شرح الشَّيخ صالِح بن فَوزان الفَوزان - حفظه الله -، جمع وترتيب الشَّيخ عادل بن علي الفرَيدان، نشرته دار النَّجاح بالرِّياض سنة (1419هـ).
4. شرح الشَّيخ محمَّد بن عبد الرَّحمن الخميس، وهو القسم الأوَّل من كتابه "المجموع المفيد في نقض القبورية ونصرة التَّوحيد"، طبعته دار أطلس سنة (1418هـ).
5. شرح الشَّيخ عبد العَزِيز بن محمَّد بن علي آل عبد اللَّطيف - رحمه الله - (ت: 1430هـ)، نشرته دار الوطن بالرِّياض سنة (1418هـ).
وقد نظَمه الشَّيخ محمد الطَّيب الأنصاري - رحمه الله - (ت: 1363هـ)، بإشارةٍ من الشَّيخ عبد الله بن حسَن آل الشَّيخ - رحمه الله - (ت: 1378هـ)، وقد طُبِع سنة (1357هـ) في المدينة، باسم "البَراهِين الموضِحات نَظم الشَّيخ محمَّد الطَّيب الأنصاري لكشف الشُّبهات".
7 - مُلخَّص الكِتاب(21):
قد ذكَر الشَّيخ - رحمه الله - في رسالَته جوابًا لشُبَهٍ أثارَها المُشرِكون في زَمانِه؛ كما قالَ: "وأنَا أَذكُر لكَ أَشيَاء ممَّا ذكَر اللهُ في كِتابه جوابًا لكَلامٍ احتَجَّ به المُشرِكون في زمَانِنا علَينا".
وقَد أجابَ بجَوابٍ مُجمَلٍ، وجَوابٍ مُفصَّلٍ.
ويُمكِن اختِصار الشُّبَه الَّتِي أجَاب عَنهَا الشَّيخ - رحمه الله - فيمَا يَلي:
1. أنَّ الأولِياء لَهُم جاهٌ عِند اللهِ، ونحنُ نَسأَلُ اللهَ بجاهِهِم، فلَيس هذَا شِركًا.
2. أنَّ المُشرِكين دَعَوُا الأَصنَام، ونحنُ نَدعُو الصَّالِحينَ، وفَرقٌ بَينَهما.
3. أنَّ المُشرِكين يُرِيدُون جَلبَ النَّفعِ ودَفعَ الضَّرِّ، ونحنُ نرِيد الشَّفاعَة.
4. أنَّ الاِلتِجاءَ إلى الصَّالحِين ليسَ بعِبادةٍ.
5. أنَّ مَن يُنكِر طَلَب الشَّفاعَة مِن الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - والصَّالحِين فهُو مُنكِرٌ لشَفاعَتِه - صلى الله عليه وسلم -، وشفاعَتِهم.
6. أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُعطِي الشَّفاعَة، ونحنُ نطلُب مِنه ما أَعطَاهُ اللهُ - عز وجل -.
7. أنَّ الاِلتِجاء إلى الصَّالحِين ليسَ بشِركٍ.
8. أنَّ الشِّرك خاصٌّ بعبَادةِ الأَصنَام.
9. أنَّ الكُفرَ خاصٌّ بمَن نَسَب الولَد إلى اللهِ - عز وجل -.
10. أنَّ أولِياءَ اللهِ - عز وجل - لَهُم جاهٌ عندَ اللهِ - عز وجل -، ونحنُ نسأَل اللهَ بجاهِهِم.
11. أنَّ مَن أدَّى بعضَ الواجِبات لا يَكُون كافِرًا ولَو أتَى بمَا يُنافِي التَّوحِيد.
12. أنَّ بعضَ أصحَاب مُوسَى ؛، وأصحَابَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكفُرُوا معَ شنَاعَة ما طَلَبُوا.
13. أنَّ مَن أتى بالتَّوحِيد فإنَّه لا يَكفُر، ولو فعَل ما يُناقِضُه.
14. أنَّه إذَا جازَت الاِستغاثَة بالأنبِياء في الآخِرة فتَجُوز بِهِم في الدُّنيا مِن باب أَولى.
15. أنَّ جِبريل عَرَض على إِبراهِيم أن يُغيثَه، فلَو كانَ شِركًا لما فعَلهُ.
8 - الزِّيادَاتُ على الكِتاب(22):
قد زَاد الشَّيخُ سُلَيمان بنُ عبدِ الله آل الشَّيخ - رحمه الله - بعضَ الشُّبهات الَّتِي لم يَذكُرها جَدُّه - رحمه الله -(23)؛ وهي:
1. احتِجاجُهم بحدِيثٍ عن عُثمانَ بن حُنَيفٍ أنَّ رجُلاً ضَرِير البَصَر أتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقَال: اُدعُ اللهَ أَن يُعَافِيَنِي. قالَ: "إِنْ شِئْتَ دَعَوتُ، وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيرٌ لَكَ"، قَالَ: فَادعُه. فَأَمرَهُ أَن يَتَوَضَّأَ وَيُحسِن وُضوءَهُ، ويَدعُو بهَذَا الدُّعاءِ: "اللَّهُمَّ! إِنِّي أَسأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحمَةِ، إِنِّي تَوَجَّهتُ بِهِ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقضَى، اللَّهُمَّ! فَشَفِّعهُ فِيَّ"(24).
2. احتِجاجُهم بحدِيثٍ عن عبدِ الله بن مَسعودٍ - رضي الله عنه - قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا انفَلَتَتْ دَابَّةُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضٍ فَلْيُنَادِ: يَا عِبَادَ اللهِ! احْبِسُوا (فَإِنَّ للهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي الأَرْضِ حَاضِرًا سَيَحبِسُهُ عَلَيكُم)"(25).
هذا غايَةُ ما احتَجُّوا به، وغيرُها فهُوَ مِن صُنعِهم؛ كقَولِهم:
3. "إِذَا أَعيَتكُمُ الأُمُورُ فَعَلَيكُم بِأَصحَابِ القُبُورِ"(26).
4. "لَو أَحسَنَ أَحَدُكُم ظَنَّهُ بِحَجَرٍ لَنَفَعَهُ"(27).
========================================
(1) انظر: "التَّوضيح والتَّتمات" (ص 6 ـ مذكرة).
(2) "شرح كشف الشبهات" للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ص: ).
(3) "منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التأليف": للشيخ عبد المحسن العباد ـ حفظه الله ـ (ص: ).
(4) ذكر ذلك الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه على "شرح كشف الشبهات" (ش 1/و 1).
(5) "الصواعق المرسلة": (2/422 ـ ط.الفقيهي).
(6) "الدلائل والإشارات": (ص 7).
(7) "الضياء الشارق" (ص 39).
(8) لما سأله الشيخ صالح آل الشيخ ـ حفظه الله ـ، كما في "شرح كشف الشبهات" (ش 1/و 2).
(9) "شرح كشف الشبهات": (ص 15).
(10) انظر "شرح كشف الشبهات": للشيخ عبد الله بن محمد بن حميد (ص 12 ـ هامش).
(11) كذا ذكرها محقق الكتاب! ولعلها: (ظلَّ)!
(12) رواه البخاري، ومسلم.
(13) "المجموع": (5/1.
(14) "إغاثة اللهفان": (2/887، 888 ـ ط.الحلبي) بتصرف.
(15) رواه مسلم (144) وغيره.
(16) "اقتضاء الصراط المستقيم": (1/121).
(17) "المجموع": (10/145).
(1 "مفتاح دار السعادة": (1/249).
(19) "مفتاح دار السعادة": (1/443).
(20) انظر: "الدليل إلى المتون العلمية" للشيخ عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم (ص 162 - 167).
(21) انظر مقدمة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم لـ"شرح كشف الشبهات" للشيخ محمد بن إبراهيم.
(22) ومما يضاف إليه ما ذكره شيخنا أبو عبد المعز - حفظه الله - في كتابه: "الجواب الصحيح في إبطال شبهات من أجاز الصلاة في قبر فيه ضريح".
(23) "تيسير العزيز الحميد": (1/ 446 - 455).
(24) رواه الترمذي في "سننه" (357، وصححه الشيخ الألباني في "التوسل" (ص 75) ورد شبهتهم به.
(25) رواه أبو يعلى في "مسنده" (5269)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (50، وهو في "ضعيف الجامع" (1417).
(26) قال شيخ الإسلام: "كذب مفترى على النبي - صلى الله عليه وسلم - بإجماع العارفين بحديثه، ولم يروه أحد من العلماء بذلك، ولا يوجد في شيء من الكتب المعتمدة" "التوسل والوسيلة" (ص )، وقال: "وإنما هذا وضع من فتح باب الشرك" "الفرقان" (ص 33، وانظر "الرد على البكري" (1/483)، "إغاثة اللهفان" (2/ 394).
(27) "الضعيفة" (450). قال شيخ الإسلام: "هو من كلام أهل الشرك والبهتان" "المجموع" (11/513)، "إغاثة اللهفان" (2/394).
المصدر : منتديات التصفية والتربية السلفية [بتصرف]
تحميل المتن :pdf ، mp3 ، word
1 ـ اسمُ الكِتاب(1):
اشتهر باسم "كشف الشُّبهات"، وبذلك سمَّاه أهلُ العِلم؛ منهم:
ـ سليمانُ بن عبد اللهِ بن محمَّد بن عبدِ الوهَّاب ـ رحمه الله ـ في "تيسير العزيز الحميد" في (باب من الشِّرك أن يستغِيث بغير الله) (1/446).
ـ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ـ رحمه الله ـ كما في "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" (4/ 415، 426 ـ ط.الأولى 1349).
ـ ابنُ بِشرٍ ، رحمه الله ـ في "تاريخه" (ص 165) في حوادث سنة 1206هـ.
ـ حسين بن غنَّام ، رحمه الله ـ في "تاريخ نجد" (ص 90 ـ ط.دار الشروق).
ـ سُليمان بن سُحمَان ـ رحمه الله ـ كما في "الضِّياء الشَّارق" (ص 39).
وسمَّاه الشَّيخُ عبدُ اللَّطيف بن عبد الرَّحمن آل الشيخ ـ رحمه الله ـ "كشف الشُّبَه"، كما في "مجموعة الرَّسائل والمسائل النَّجدية" (3/332).
2 ـ مَوضُوع الكِتاب:
قال الشَّيخ محمَّد بن إبراهِيم آل الشَّيخ - رحمه الله -: "هذَا الكِتاب جوابٌ لشُبَهٍ اعتَرض بهَا بعضُ المُنتَسِبين للعِلم في زمانِه علَيه؛ فإِنَّ الشَّيخ الإمامَ محمَّد بن عبد الوهَّاب - رحمه الله - لـمَّا تصدَّى لبَيان التَّوحيد والدَّعوة إلَيه، وتَفصِيل أنواعِه والمُوالاةِ والمعادَاة فيه، ومُصادَمة من ضادَّه، وكشف شبَه من شبَّه علَيه - وإِن كانَت أوهَى من خَيط العَنكبُوت - وبيَّن ما علَيه الكثِيرُ من الشِّرك الأَكبر، اعتَرض عليه بعضُ الجَهلَة المُتَمَعلِمِين، أزَّهُم إبلِيسُ فجَمعُوا شُبَهًا شبَّهُوا بِها علَى النَّاس، وزعمُوا أنَّ الشَّيخ : يُكفِّر المُسلِمينَ، وحَاشَاهُ ذلِك؛ بَل لَا يُكفِّر إلَّا مَن عَمِل مُكفِّرًا، وقامَت علَيه الحُجَّة، فأجابَهُم المصنِّف بهذَا الكِتاب، وما يُميِّز به المُنصِفُ ما علَيه الشَّيخ وأتبَاعُه، وما علَيه أُولَئِك.
وقدَّم مُقدِّمةً في بيَان حقيقَة دِينِ المُسلِمين ومَا دُعُوا إلَيه، وحقيقَة دِين المُشركِين ومَا كانُوا علَيه، وبيَّن أنَّ مُشرِكي زمانِه هُم أَتبَاعُ دِين المُشرِكِين" اهـ(2).
وقال الشَّيخ عبدُ الله بن عَقِيل - حفظه الله -: "وهذه الشُّبهات يُقال إِنَّ الَّذي أورَدها هو الشَّيخ محمَّد بن عبد الله بن فَيرُوز الأَحسَائي المتوفَّى في محرَّم 1216هـ، وهو مَن شرَق بهذِه الدَّعوة المُبارَكة، وقام بعَدائِها بكلِّ وسيلَةٍ، وكتَب بذلِك لوالي بغدَاد يُغرِيه بأن يقضِي علَيها، وأنشَد في ذلِك القصائِد مع ما بَينَه وبينَ الشَّيخ المجدِّد محمَّد بن عبد الوهَّاب من صِلةِ قرابَتِه نسبًا وصِهرًا؛ فأمَّا النَّسب فكلاهُما من الوُهبَة من بني تمِيمٍ، وأمَّا المصاهَرة فإنَّ عبدَ الله بن فَيروز والدَ محمَّدٍ هو ابنُ عمَّة الشَّيخ المجدِّد محمَّد بن عبد الوهَّاب.
ذكَر ذلِك الشَّيخ عبد الله البسَّام [- رحمه الله -] في كتاب "علماء نجد خلال ثمانية قرون" (ج 1ص 143)".
ويقول الشَّيخ عبدُ المحسِن العبَّاد - حفظه الله -:
"اسم الكِتاب مُطابقٌ لموضوعه؛ فالشَّيخ - رحمه الله - أَورَد فيه الشُّبهات الَّتي ذكَرها أهلُ البِدع، ملبِّسين بهَا على الدَّعوة إلى الحقِّ والصِّراط المستَقِيم، ومخالِفين فيها لِما كان علَيه سلَفُ هذِه الأُمَّة من الصَّحابة ومَن سار علَى نَهجِهم، وذلك بتعلُّقهم بالأَولِياء والصَّالحين، وجَعلِهم وسائِط بَينَهم وبَينَ الله، يَدعونَهُم ويَستغِيثُون بِهم، فجَمع الشَّيخ : جُملًا كبِيرةً من هذِه الشُّبَه، فيَذكُر الشُّبهَة ثُمَّ يذكُر الجَواب علَيها، مُستدِلًّا على ذلِك بنُصوص الكِتاب والسنَّة وما كانَ علَيه سلَفُ الأمَّة.
وكتابُه هذا متمِّمٌ لكُتبه الأُخرى في العقِيدة، الَّتي أَوضَح فيهَا ما يجِبُ اعتِقادُه وَفقًا لنُصوص الكِتاب والسنَّة، فإنَّه بهذَا الكِتاب أجابَ علَى ما يُورَد على العقِيدة الصَّحيحة مِن شُبهاتٍ، مُبيِّنًا بُطلانَها ومخالَفتَها للحقِّ والهُدى الَّذي كانَ علَيه سلَفُ هذِه الأمَّة"(3).
تنبِيهٌ مُهِمٌّ!!
ينبَغي أن يُعلَم أنَّ هذه الرِّسالة تضمَّنَت أصولَ الشُّبَه، وليسَ كلَّها؛ ولهذَا فإنَّ الشُّبَه تظهَرُ في كلِّ وقتٍ، وفي كلِّ بلَدٍ(4)، وليسَت لها نِهايَة.
قال ابنُ القيِّم - رحمه الله - وهُوَ يبَيِّن أنَّ الشُّبَه ليسَ لهَا حَدٌّ: "فإِنَّ الشُّبُهات العَقلِيَّة المُعارِضة لنُصوصِ الأَنبِياء ليسَ لهَا حَدٌّ تقِفُ علَيه، بَل قَد عارَض أربَابُ المَعقُول الفاسِدِ جمِيعَ ما جَاءُوا بِه؛ مِن أوَّلِه إلى آخِره بعُقولِهم، ومُعارَضةُ المُشرِكين لمَا دعَت إلَيه الرُّسُل مِن التَّوحيد بشُبهاتِهِم مِن جِنس مُعارَضَة الدَّهرِيَّة لمَا أخبَرُوا بِه مِن المَعاد بشُبُهاتِهم، فهَلُمُّوا نضَعُ الشُّبُهاتِ جمِيعَها فِي المِيزانِ، ونَحُكُّها علَى المِحَكِّ يتَبيَّن أنَّها زَغَلٌ وزَيفٌ كلُّها"(5).
ومعرِفةُ شُبَه القَوم مُهِمٌّ جِدًّا في فَهم التَّوحِيد وإِبلاغِه للنَّاس، ولهذَا فالدَّاعي إلى التَّوحيد ينبَغي أن يكُونَ مُلِمًّا بشُبُهات قَومِه، ويُخرِّجَها على الأُصُول، حتَّى يُفَنِّدها.
3 ـ مَزَايَا الكِتابِ:
أوَّلاً: ألفاظُه: اختَار الشَّيخُ - رحمه الله - أسهَل الأَلفاظِ في كِتابِه، وهذَا مِن بلاغَتِه - رحمه الله -، وأسلُوبه هذَا مُعتادٌ في رسائِله؛ كـ"ثلاثةِ الأُصولِ"، و"الأُصولِ السِّتة".
ثانيًا: أسلُوبه: سَهلٌ؛ ليسَ فِيه تعقِيدٌ؛ ارتَكَز علَى(6):
- تَقرِير توحِيد العِبادَة.
- دَفعِ الشِّرك فِيه.
- إِيرَاد الشُّبَه فِيه.
- دَفع الشُّبَه فِيه.
وممَّا تميَّز به أسلُوبه أنَّه يُورِد الشُّبهة، ثُمَّ يُجِيب عَنها بمَا جاءَ في الكِتاب والسُّنة، وقَد جرَى على هذَا - رحمه الله - في كثِيرٍ مِن كتُبِه، ومِنها "كتَابُ التَّوحيد"؛ فإنَّه يسرُد - غالِبًا - تحتَ كلِّ تَرجمَةٍ آيَةً وحدِيثًا يدُلُّ علَيها.
وهذَا فِيه دلِيلٌ علَى أنَّ الشَّيخ محمَّد بن عبدَ الوهَّاب - رحمه الله - لم يَأتِ بشَيءٍ جدِيدٍ مِن عِندِه.
4 ـ ثَناءُ العُلَماء علَى الكِتابِ:
- قال الشَّيخ سُليمَان بن سُحمَان - رحمه الله -: "وكانَ كتابًا عظِيمَ النَّفع علَى صِغر حَجمِه، جلِيل القَدر انقَمَع به أَعدَاءُ اللهِ، وانتَفع بِه أولِياءُ الله، فصَار عَلَمًا يقتَدِي به المُوحِّدُون، وسَلسَبِيلًا يرِدُه المُهتَدون، ومِن كَوثَرِه يَشرَبُون، وبِه على أعدَاء اللهِ يَصُولون، فلِلهِ ما أَنفَعَه مِن كِتابٍ، ومَا أوضَح حُجَجه مِن خِطابٍ، لكِن لمَن كانَ ذا قَلبٍ سلِيمٍ، وعَقلٍ راجِحٍ مستَقيمٍ"(7).
- يقُول( الشَّيخ عبدُ الرَّزاق عفِيفي - رحمه الله -: "كَشفُ الشُّبهات هِي رِسالَةٌ صغِيرةٌ، لكنَّها أصعَبُ كُتُب الشَّيخ محمَّد بن عبدِ الوهَّاب - رحمه الله -"، وهذَا لأنَّ الكِتاب علَى صِغَر حَجمِه قَد تضمَّن مسائِل قَد تُخرِج الإِنسان مِن التَّوحيد.
- يقُول الشَّيخ ابنُ عُثَيمين - رحمه الله -: "أورَد فيه المؤلِّف بِضعَ عَشرَةَ شُبهَةً لأَهلِ الشِّرك، وأجابَ عَنها بأَحسَن إِجابَةٍ مُدعَّمةً بالدَّليل مَع سُهولَة المَعنَى، ووُضوح العِبارَة"(9).
- وقال بعضُهم(10):
نُسِبت هذِه الأبيات إلى الشَّيخ سُلَيمان بنِ عبدِ الله آل الشَّيخ - رحمه الله -:
كَشَفَ بِـ"الكَشفِ" عَنَّا كُلَّ مُعضَلِ *** نَصَرتَ فِيهِ طَرِيقًا لِلنَّبِيِّ غَدَتْ
ذَرَّتْ عَلَيهَا الذَّوَارِي فَهيَ خَافِيَةٌ
ضَلَّ(11) الذَّكِيُّ بِهَا فِي الكَونِ حَيرَانَا *** لاَ تَستَطِيعُ لَهَا الأَفهَامُ عِرفَانَا
حَتَّى جَهَدتَ لَهَا بَحثًا وَتِبيَانَا
5 - أهمِّيةُ الكِتاب:وتظهَرُ مِن أوجُهٍ:ذَرَّتْ عَلَيهَا الذَّوَارِي فَهيَ خَافِيَةٌ
ضَلَّ(11) الذَّكِيُّ بِهَا فِي الكَونِ حَيرَانَا *** لاَ تَستَطِيعُ لَهَا الأَفهَامُ عِرفَانَا
حَتَّى جَهَدتَ لَهَا بَحثًا وَتِبيَانَا
- الأوَّل: بيانُ كثيرٍ مِن الشُّبه الَّتِي تخفَى علَى كثِيرٍ مِن النَّاس، بل حتَّى على الأذكِياء مِنهُم؛ قال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الَحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَينَهُمَا أُمُورٌ مُشتَبِهَاتٌ لاَ يَعلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ"(12).
- الثَّاني: بيانُ أنَّها مِن أهل الشِّرك، قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: "ثُمَّ عامَّةُ هذِه الشُّبهاتِ - الَّتِي يُسمُّونَها دلائِلَ - إنَّما تقَلَّدُوا أكثَرَها عَن طاغُوتٍ مِن طَواغِيت المُشرِكينَ"(13).
وقال ابنُ القيِّم - رحمه الله -: "ففِتنَة الشُّبهات مِن ضَعفِ البَصيرَة، وقِلَّة العِلم، ولا سِيَّما إذَا اقتَرن بذلِك فسَادُ القَصد، وحُصُول الهَوى؛ فهُنالِك الفِتنةُ العُظمَى والمُصيبَة الكُبرَى، فقُل ما شِئت فِي ضلَالِ سَيِّءِ القَصدِ، الحاكِم علَيه الهوَى - لاَ الهُدَى - معَ ضَعف بصِيرَته، وقِلَّة عِلمِه بما بعَث اللهُ بِه رسُولَه، فهُوَ مِن الَّذِين قالَ اللهُ تعَالى فِيهم: "إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهوَى الأَنفُسُ".
وهذِه الفِتنةُ مآلُهَا إلى الكُفر والنِّفاق، وهِي فِتنَة المُنافِقين، وفِتنَةُ أهلِ البِدَع علَى حسَبِ مرَاتِب بِدَعِهم؛ فجَمِيعُهم إنَّما ابتَدعُوا مِن فِتنَة الشُّبهاتِ الَّتِي اشتَبه علَيهِم فِيها الحقُّ بالباطِل، والهُدى بالضَّلال".
إلى أَن قَال: "وهذِه الفِتنَةُ تَنشَأُ تارَةً مِن فَهمٍ فاسِدٍ، وتارَةً مِن نَقلٍ كاذِبٍ، وتارَةً مِن حقٍّ ثابِتٍ خفِيٍّ علَى الرَّجُل فلَم يَظفَر بِه، وتارَةً مِن غرَضٍ فاسِدٍ وهوًى مُتَّبَعٍ، فهِي مِن عمًى فِي البَصِيرة، وفسَادٍ في الإِرادَة"(14).
- الثَّالث: بيانُ خطَر الشُّبهة على المُؤمِن؛ وذلك على:
1 - باطِنه، قالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "تُعرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ عَرضَ الحَصِيرِ؛ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلبٍ أُشرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكتَةٌ سَودَاءُ، وأَيُّ قَلبٍ أَنكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكتَةٌ بَيضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلبَينِ؛ عَلَى أَبيَضَ مِثلِ الصَّفَا، فَلاَ تَضُرُّهُ فِتنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرضُ، وَالآخَرُ أَسوَدُ مُربَادًّا، كَالكُوزِ مُجَخِّيًّا، لاَ يَعرِفُ مَعرُوفًا وَلاَ يُنكِرُ مُنكَرًا، إِلاَّ مَا أُشرِبَ مِن هَوَاهُ"(15).
2 - ظاهِره، قال شيخُ الإِسلام - رحمه الله -: "اتِّباع الشُّبهات داءُ المُبتدِعة وأهلِ الأَهواءِ والخُصومَات وكثِيرًا ما يَجتَمِعان؛ فقَلَّ مَن تجِدُ فِي اعتِقادِه فسَادًا إلَّا وهُو ظاهِرٌ في عَملِه"(16).
- الرَّابع: بيان أنها تزال بالعلم الصحيح؛ قال شيخُ الإسلام - رحمه الله -: "فتُزَالُ الشُّبهاتُ بالبَيِّناتِ، وتُزَال محبَّةُ البَاطل ببُغضِه ومحبَّةِ الحَقِّ"(17).
قال ابنُ القيِّم - رحمه الله - في تفسِير قولِه - عز وجل -: "فَسَالَتْ أَودِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا" [الرعد: 17]: "هذَا مثَلٌ ضرَبهُ اللهُ تعَالى للعِلم حِين تُخالِطُ القُلوبَ بشَاشَتُه؛ فإِنَّه يَستَخرِجُ مِنها زَبَدَ الشُّبهاتِ البَاطِلَة فيَطفُو علَى وَجهِ القَلبِ، كمَا يَستَخرِجُ السَّيلُ مِن الوادِي زَبدًا يَعلُو فوقَ المَاءِ، وأخبَر سُبحانَه أنَّه رَابٍ يَطفُو ويَعلُو علَى المَاءِ، لَا يَستَقِرُّ فِي أرضِ الوادِي، كذلِك الشُّبهاتُ الباطِلة إذَا أَخرَجها العِلمُ ربَت فَوقَ القُلوبِ، وطَفَت فلَا تَستَقِرُّ فيهِ، بَل تُجفَى وتُرمَى، فيَستقِرُّ في القَلبِ مَا يَنفَعُ صاحِبَه والنَّاسُ؛ مِن الهُدَى ودِين الحقِّ، كمَا يستقِرُّ في الوادِي المَاءُ الصَّافي، ويَذهَبُ الزَّبدُ جُفاءً، ومَا يَعقِلُ عَن الله أمثالَه إِلَّا العَالِمُون"(1.
ويقول أيضًا - رحمه الله -: "وقالَ لِي شَيخُ الإسلام - رضي الله عنه - وقَد جَعلتُ أورِد علَيه إِيرادًا بعدَ إيرَادٍ -: "لا تَجعَل قلبَك لِلإِيرادَاتِ والشُّبهاتِ مِثلَ السِّفِنجَةِ، فيَتشَرَّبَها؛ فلَا ينضَح إِلَّا بهَا، ولكِن اجعَلهُ كالزُّجاجَة المُصمَتَة؛ تَمُرُّ الشُّبهاتُ بظاهِرها، ولَا تستَقِرُّ فيهَا، فيَراهَا بصَفائِه، ويَدفَعُها بصَلابَتِه، وإِلَّا فإذَا أَشرَبتَ قَلبكَ كلَّ شُبهَةٍ تمُرُّ علَيها صارَ مَقرًّا للشُّبهاتِ" أو كمَا قالَ، فمَا أعلَم أنِّي انتَفعتُ بوَصِيَّةٍ فِي دَفعِ الشُّبهاتِ كانتِفاعِي بذَلِك"(19).
6 - شُرُوحُ "كَشفِ الشُّبُهات"([20]):
1. شرح سماحة الشَّيخ محمَّد بن إبراهِيم آل الشَّيخ - رحمه الله - (ت: 1389هـ)، جمعه الشَّيخ محمَّد بن عبد الرَّحمن بن قاسم، نشر سنة (1419هـ).
2. شرح الشَّيخ محمَّد بن صالح العُثَيمِين - رحمه الله - (ت: 1421هـ)، إعداد الشَّيخ فهد بن ناصر السُّليمان، نشرته دار الثُّريا بالرِّياض سنة (1416هـ).
3. شرح الشَّيخ صالِح بن فَوزان الفَوزان - حفظه الله -، جمع وترتيب الشَّيخ عادل بن علي الفرَيدان، نشرته دار النَّجاح بالرِّياض سنة (1419هـ).
4. شرح الشَّيخ محمَّد بن عبد الرَّحمن الخميس، وهو القسم الأوَّل من كتابه "المجموع المفيد في نقض القبورية ونصرة التَّوحيد"، طبعته دار أطلس سنة (1418هـ).
5. شرح الشَّيخ عبد العَزِيز بن محمَّد بن علي آل عبد اللَّطيف - رحمه الله - (ت: 1430هـ)، نشرته دار الوطن بالرِّياض سنة (1418هـ).
وقد نظَمه الشَّيخ محمد الطَّيب الأنصاري - رحمه الله - (ت: 1363هـ)، بإشارةٍ من الشَّيخ عبد الله بن حسَن آل الشَّيخ - رحمه الله - (ت: 1378هـ)، وقد طُبِع سنة (1357هـ) في المدينة، باسم "البَراهِين الموضِحات نَظم الشَّيخ محمَّد الطَّيب الأنصاري لكشف الشُّبهات".
7 - مُلخَّص الكِتاب(21):
قد ذكَر الشَّيخ - رحمه الله - في رسالَته جوابًا لشُبَهٍ أثارَها المُشرِكون في زَمانِه؛ كما قالَ: "وأنَا أَذكُر لكَ أَشيَاء ممَّا ذكَر اللهُ في كِتابه جوابًا لكَلامٍ احتَجَّ به المُشرِكون في زمَانِنا علَينا".
وقَد أجابَ بجَوابٍ مُجمَلٍ، وجَوابٍ مُفصَّلٍ.
ويُمكِن اختِصار الشُّبَه الَّتِي أجَاب عَنهَا الشَّيخ - رحمه الله - فيمَا يَلي:
1. أنَّ الأولِياء لَهُم جاهٌ عِند اللهِ، ونحنُ نَسأَلُ اللهَ بجاهِهِم، فلَيس هذَا شِركًا.
2. أنَّ المُشرِكين دَعَوُا الأَصنَام، ونحنُ نَدعُو الصَّالِحينَ، وفَرقٌ بَينَهما.
3. أنَّ المُشرِكين يُرِيدُون جَلبَ النَّفعِ ودَفعَ الضَّرِّ، ونحنُ نرِيد الشَّفاعَة.
4. أنَّ الاِلتِجاءَ إلى الصَّالحِين ليسَ بعِبادةٍ.
5. أنَّ مَن يُنكِر طَلَب الشَّفاعَة مِن الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - والصَّالحِين فهُو مُنكِرٌ لشَفاعَتِه - صلى الله عليه وسلم -، وشفاعَتِهم.
6. أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُعطِي الشَّفاعَة، ونحنُ نطلُب مِنه ما أَعطَاهُ اللهُ - عز وجل -.
7. أنَّ الاِلتِجاء إلى الصَّالحِين ليسَ بشِركٍ.
8. أنَّ الشِّرك خاصٌّ بعبَادةِ الأَصنَام.
9. أنَّ الكُفرَ خاصٌّ بمَن نَسَب الولَد إلى اللهِ - عز وجل -.
10. أنَّ أولِياءَ اللهِ - عز وجل - لَهُم جاهٌ عندَ اللهِ - عز وجل -، ونحنُ نسأَل اللهَ بجاهِهِم.
11. أنَّ مَن أدَّى بعضَ الواجِبات لا يَكُون كافِرًا ولَو أتَى بمَا يُنافِي التَّوحِيد.
12. أنَّ بعضَ أصحَاب مُوسَى ؛، وأصحَابَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكفُرُوا معَ شنَاعَة ما طَلَبُوا.
13. أنَّ مَن أتى بالتَّوحِيد فإنَّه لا يَكفُر، ولو فعَل ما يُناقِضُه.
14. أنَّه إذَا جازَت الاِستغاثَة بالأنبِياء في الآخِرة فتَجُوز بِهِم في الدُّنيا مِن باب أَولى.
15. أنَّ جِبريل عَرَض على إِبراهِيم أن يُغيثَه، فلَو كانَ شِركًا لما فعَلهُ.
8 - الزِّيادَاتُ على الكِتاب(22):
قد زَاد الشَّيخُ سُلَيمان بنُ عبدِ الله آل الشَّيخ - رحمه الله - بعضَ الشُّبهات الَّتِي لم يَذكُرها جَدُّه - رحمه الله -(23)؛ وهي:
1. احتِجاجُهم بحدِيثٍ عن عُثمانَ بن حُنَيفٍ أنَّ رجُلاً ضَرِير البَصَر أتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقَال: اُدعُ اللهَ أَن يُعَافِيَنِي. قالَ: "إِنْ شِئْتَ دَعَوتُ، وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيرٌ لَكَ"، قَالَ: فَادعُه. فَأَمرَهُ أَن يَتَوَضَّأَ وَيُحسِن وُضوءَهُ، ويَدعُو بهَذَا الدُّعاءِ: "اللَّهُمَّ! إِنِّي أَسأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحمَةِ، إِنِّي تَوَجَّهتُ بِهِ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقضَى، اللَّهُمَّ! فَشَفِّعهُ فِيَّ"(24).
2. احتِجاجُهم بحدِيثٍ عن عبدِ الله بن مَسعودٍ - رضي الله عنه - قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا انفَلَتَتْ دَابَّةُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضٍ فَلْيُنَادِ: يَا عِبَادَ اللهِ! احْبِسُوا (فَإِنَّ للهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي الأَرْضِ حَاضِرًا سَيَحبِسُهُ عَلَيكُم)"(25).
هذا غايَةُ ما احتَجُّوا به، وغيرُها فهُوَ مِن صُنعِهم؛ كقَولِهم:
3. "إِذَا أَعيَتكُمُ الأُمُورُ فَعَلَيكُم بِأَصحَابِ القُبُورِ"(26).
4. "لَو أَحسَنَ أَحَدُكُم ظَنَّهُ بِحَجَرٍ لَنَفَعَهُ"(27).
كتبه: أبو عبد الله حسن بن داود بوقليل ـ عفا الله عنه ـ
========================================
(1) انظر: "التَّوضيح والتَّتمات" (ص 6 ـ مذكرة).
(2) "شرح كشف الشبهات" للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ص: ).
(3) "منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التأليف": للشيخ عبد المحسن العباد ـ حفظه الله ـ (ص: ).
(4) ذكر ذلك الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه على "شرح كشف الشبهات" (ش 1/و 1).
(5) "الصواعق المرسلة": (2/422 ـ ط.الفقيهي).
(6) "الدلائل والإشارات": (ص 7).
(7) "الضياء الشارق" (ص 39).
(8) لما سأله الشيخ صالح آل الشيخ ـ حفظه الله ـ، كما في "شرح كشف الشبهات" (ش 1/و 2).
(9) "شرح كشف الشبهات": (ص 15).
(10) انظر "شرح كشف الشبهات": للشيخ عبد الله بن محمد بن حميد (ص 12 ـ هامش).
(11) كذا ذكرها محقق الكتاب! ولعلها: (ظلَّ)!
(12) رواه البخاري، ومسلم.
(13) "المجموع": (5/1.
(14) "إغاثة اللهفان": (2/887، 888 ـ ط.الحلبي) بتصرف.
(15) رواه مسلم (144) وغيره.
(16) "اقتضاء الصراط المستقيم": (1/121).
(17) "المجموع": (10/145).
(1 "مفتاح دار السعادة": (1/249).
(19) "مفتاح دار السعادة": (1/443).
(20) انظر: "الدليل إلى المتون العلمية" للشيخ عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم (ص 162 - 167).
(21) انظر مقدمة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم لـ"شرح كشف الشبهات" للشيخ محمد بن إبراهيم.
(22) ومما يضاف إليه ما ذكره شيخنا أبو عبد المعز - حفظه الله - في كتابه: "الجواب الصحيح في إبطال شبهات من أجاز الصلاة في قبر فيه ضريح".
(23) "تيسير العزيز الحميد": (1/ 446 - 455).
(24) رواه الترمذي في "سننه" (357، وصححه الشيخ الألباني في "التوسل" (ص 75) ورد شبهتهم به.
(25) رواه أبو يعلى في "مسنده" (5269)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (50، وهو في "ضعيف الجامع" (1417).
(26) قال شيخ الإسلام: "كذب مفترى على النبي - صلى الله عليه وسلم - بإجماع العارفين بحديثه، ولم يروه أحد من العلماء بذلك، ولا يوجد في شيء من الكتب المعتمدة" "التوسل والوسيلة" (ص )، وقال: "وإنما هذا وضع من فتح باب الشرك" "الفرقان" (ص 33، وانظر "الرد على البكري" (1/483)، "إغاثة اللهفان" (2/ 394).
(27) "الضعيفة" (450). قال شيخ الإسلام: "هو من كلام أهل الشرك والبهتان" "المجموع" (11/513)، "إغاثة اللهفان" (2/394).