بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل .
(الأولى ) العلم وهو معرفة الله ، وعرفة نبيه ، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة .
( الثانية ) العمل به .
( الثالثة ) الدعوة إليه .
( الرابعة ) الصبر على الأذى فيه ، والدليل قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصواْ بالحق وتواصواْ بالصبر ) .
قال الشافعي رحمه الله تعالى : لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم .
وقال البخاري رحمه الله تعالى ( جزء 1 صفحة45 ) ( باب ) (( العلم قبل القول والعمل ، والدليل قوله تعالى : ( فاعلم أنه لآ إله الله واستغفر لذنبك …..) . فبدأ بالعلم قبل القول والعلم )).
(اعلم ) رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه المسائل الثلاث والعمل بهن .
( الأولى ) أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً بل أرسل إلينا رسولاً فن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار ، والدليل قوله تعالى : ( إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً ) سورة المزمل آيه 15 ، 16.
( الثانية) أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ، والدليل قوله تعالى : ( وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا ) سورة الجن آية 18 .
( الثالثة ) أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب ، والدليل قوله تعالى : ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبكم الأيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم
جنت تجري من تحتها الأنهر خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون )سورة المجادلة آية 22.
(اعلم ) أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين ! وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى : (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) 56 . ومعنى يعبدون : يوحدوني .
وأعظم ما أمر الله به التوحيد ، وهو إفراد الله بالعبادة وأعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى : (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا )
(فإذا قيل لك ): ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها ؟
فقل : معرفة العبد ربه . ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه و سلم
(فإذا قيل لك ) : من ربك ؟
فقل : ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه , والدليل قوله تعالى : (الحمد لله رب العالمين ) وكل ماسوى الله عالم
وأنا واحد من ذلك العالم .
( فإذا قيل لك ) : بم عرفت ربك ؟
فقل : بآياته ومخلوقاته ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما ، والدليل قوله تعالى :
( ومن ءايته اليل والنهار والشمس واقمر لاتسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذى خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) .سورة فصلت آية 37 .
وقوله تعالى : ( إن ربكم الله الذي خلق السموات وا لأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) . سورة الأعراف آية 54.
والرب هو المعبود ، والدليل قوله تعالى : ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ، الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) سورة البقرة آية 21 ، 22 .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة .
( وأنواع العبادة ) التي أمر الله بها مثل الإسلام والإيمان ، والإحسان ، ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة ، والرهبة ، والخشوع ، والخشية ، والإنابة ، والاستعانة ، والاستعاذة ، والاستغاثة ، والذبح ، والنذر ، وغير ذلك من العبادة التي أمر الله بها (كلها لله ) والدليل قوله تعالى : (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) سورة الجن آية 18 .
فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى : (ومن يدعو مع الله إلها ء اخر لابرهن له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون)
سورة المؤمنون آية 117. وفي الحديث "الدعاء مخ العبادة " والدليل (وقال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) سورة غافر آية 60 .
ودليل الخوف قوله تعالى : (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) سورة آل عمران آية 175 .
ودليل الرجاء قوله تعالى : (… فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) سورة الكهف آية 110 .
ودليل التوكل قوله تعالى :(…وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) سورة المائدة آية 23 (…ومن يتوكل على الله فهو حسبه …).
سورة الطلاق آية 3 .ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى : (..إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا
خاشعين ) .
ودليل الخشية قولة تعالى :(…فلا تخشوهم واخشون …) الآية سورة المائدة آية3 .
ودليل الإنابة قوله تعالى : (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له …) الآية سورة الزمر آية 54 .
ودليل الاستعانة قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين ) الفاتحة آية 5. وفي الحديث " إذا استعنت فاستعن بالله " .
ودليل الاستعاذة قوله تعالى : (قل أعوذ برب الناس ملك الناس ) . ودليل الاستغاثة قوله تعالى : ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )
الآية سورة الأنفال آية 9 . ودليل اذبح قوله تعالى :(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا
أول المسلمين ) سورة الأنعام آية 162، 163 .
ومن السنة " لعن الله من ذبح لغير الله " ودليل النذر قوله تعالى : (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) سورة الدهر آية 7 .
الأصلالثاني
معرفة دين الإسلام بالأدلة . وهو الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والخلوص من الشرك . وهو ثلاث مراتب :
(الإسلام ) و (الإيمان ) و ( الإحسان )،وكل مرتبة لها أركان .
فأركان الإسلام (خمسة ) شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله و (إقام الصلاة ) و(إيتاء الزكاة ) و( صوم رمضان ) و
(حج بيت الله الحرام ) .
فدليل الشهادة قوله تعالى : (شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لاإله إلا هو العزيز الحكيم ) سورة
آل عمران آية 18 .ومعناها لامعبود بحق إلا الله وحده . و(لاإله ) نافيا جميع ما يعبد من دون الله ، (إلا الله )مثبتا العبادة لله وحده لاشريك له في عبادته كما أنه ليس له شريك في ملكه . وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى :(وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) الزخرف آية 26 _27-28 ، وقوله تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا شهدوا بأنا مسلمون ) آل عمران آية 64 .
ودليل شهادة أن محمدا رسول الله قوله تعالى : (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) التوبة آية 128.
ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله :طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )
البينة آية 5 .
ودليل الصيام قوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة آية 183 .
ودليل الحج قوله تعالى : (… ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) آل عمران آية 97.
المرتبة الثانية الإيمان :
وهو بضع وسبعون شعبة . فأعلاها قول لاإله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان .
وأركانه ستة : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره .
والدليل على هذه الأركان الستة قوله تعالى : (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتب
والنبين …) الآية ، البقرة آية 177.
ودليل القدر قوله تعالى : (إنا كل شيء خلقناه بقدر ) القمر آية 49 .
المرتبة الثالثة : الإحسان ركن واحد .
وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، والدليل قوله تعالى : (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) النحل آية 128 ، وقوله
تعالى (وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم ) الشعراء آية 217- 220 ،وقوله تعالى: (وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرء ان ولا تعلمون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه …) يونس آية 61.
(والدليل من السنة ) حديث جبريل المشهور عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ((قال بينما نحن جلوس عند النبي إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لايرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد فجلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال :يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال:أن تشهد أن لا إله إلا الله. وأن محمد اً رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال :
صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال : أخبرني عن الإيمان قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره قال: أخبرني عن الإحسان ؟ قال:أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال: أخبرني عن الساعة ؟ قال :ما المسئول عنها بأعلم من السائل . قال : أخبرني عن أماراتها قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة يتطاولون في البنيان قال : فمضى فلبثنا ملياً فقال :يا عمر أتدرون من السائل؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ،قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم )) .
الأصلالثالث معرفة نبيكم محمد
وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش ، وقريش من العرب ، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام . وله من العمر ثلاث وستون سنة منها أربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبياً رسولاً . نبئ بإقرأ . وأرسل بالمدثر . وبلده مكة بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعو إلى التوحيد ، والدليل قوله تعالى : ( يأيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر ) المدثر آية 1-7 ، ومعنى قم فأنذر : ينذر عن الشرك ويدعو إلى التوحيد ، وربك فكبر عظمه بالتوحيد ، وثيابك فطهر: أي طهر أعمالك من الشرك والرجز: الأصنام ،وهجرها : تركها وأهلها والبراءة منها وأهلها . أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد، وبعد العشر عرج به إلى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس ، وصلى في مكة ثلاث سنين وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة . والهجرة الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام . والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الإسلام ، وهى باقيه إلى أن تقوم الساعة .والدليل قوله تعالى : (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواًّ غفوراً ) النساء آية 97-99 .وقوله تعالى :(ياعبادى الذين ءامنوا إن أرضى واسعة فإيي فاعبدون ) . العنكبوت آية 56 .
قال البغوي رحمه الله :سبب نزول هذه الآية في المسلمين الذين في مكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الإيمان .
والدليل على الهجرة من السنة قوله :)لاتنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ( فلما استقر في المدينة أمر ببقية شرائع الإسلام مثل الزكاة . والصوم .والحج . والأذان . والجهادوالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وغير ذلك من شرائع الإسلام ، أخذ على هذا عشر سنين . وتوفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باق وهذا دينه لاخير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه ، والخيرالذي دلها عليه التوحيد وجميع مايحبه الله ويرضاه ،والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع مايكره الله ويأباه ، بعثه الله إلى الناس كافة ، وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس .والدليل قوله تعالى:(قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا …) الأعراف آية 158 ، وكمل الله به الدين ، والدليل قوله تعالى : (… اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا …) المائدة آية 3 . والدليل على موته قوله تعالى:
(إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيمة عند ربكم تختصمون) الزمر آية 30 ، 31. والناس إذا ماتوا يبعثون ، والدليل قوله تعالى (منها خلقنكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) طه آية 55 .
وقوله تعالى (والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا ) نوح آية17 ، 18وبعد البعث محاسبون ومجزيون بأعمالهم ، والدليل قوله تعالى : (ولله ما في السموات وما في الأرض ليجزي الذين أساؤ بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) النجم آية 31 . ومن كذب بالبعث كفر ،
والدليل قوله تعالى (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير ) التغابن آية7 ، وأرسل الله جيع الرسل مبشرين ومنذرين ، والدليل قوله تعالى : (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) النساء آية 165 ، وأولهم نوح عليه السلام
وآخرهم محمد وهو خاتم النبيين والدليل على أن أولهم نوح قوله تعالى (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبين من بعده ) النساء آية 163 ، وكل أمة بعث الله إليهم رسولا من نوح إلى محمد يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاقوت ، والدليل قوله تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطغوت ) النحل آية 36 ، وافترض الله علىجميع العباد الكفر بالطاغوت والإيمان بالله .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : معنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع والطواغيت كثيرون . ورؤسهم خمسة ، إبليس لعنه الله ، ومن عبد وهو راض ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه ومن ادعى شيئا من علم الغيب ، ومن حكم بغير ماأنزل الله ، والدليل قوله تعالى : (لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها والله سميع عليم ) البقره آية 156 وهذا هو معنى لاإله الاالله .
وفي الحديث "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله " والله أعلم .
اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل .
(الأولى ) العلم وهو معرفة الله ، وعرفة نبيه ، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة .
( الثانية ) العمل به .
( الثالثة ) الدعوة إليه .
( الرابعة ) الصبر على الأذى فيه ، والدليل قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصواْ بالحق وتواصواْ بالصبر ) .
قال الشافعي رحمه الله تعالى : لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم .
وقال البخاري رحمه الله تعالى ( جزء 1 صفحة45 ) ( باب ) (( العلم قبل القول والعمل ، والدليل قوله تعالى : ( فاعلم أنه لآ إله الله واستغفر لذنبك …..) . فبدأ بالعلم قبل القول والعلم )).
(اعلم ) رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه المسائل الثلاث والعمل بهن .
( الأولى ) أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً بل أرسل إلينا رسولاً فن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار ، والدليل قوله تعالى : ( إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً ) سورة المزمل آيه 15 ، 16.
( الثانية) أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ، والدليل قوله تعالى : ( وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا ) سورة الجن آية 18 .
( الثالثة ) أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب ، والدليل قوله تعالى : ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبكم الأيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم
جنت تجري من تحتها الأنهر خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون )سورة المجادلة آية 22.
(اعلم ) أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين ! وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى : (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) 56 . ومعنى يعبدون : يوحدوني .
وأعظم ما أمر الله به التوحيد ، وهو إفراد الله بالعبادة وأعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى : (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا )
(فإذا قيل لك ): ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها ؟
فقل : معرفة العبد ربه . ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه و سلم
(فإذا قيل لك ) : من ربك ؟
فقل : ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه , والدليل قوله تعالى : (الحمد لله رب العالمين ) وكل ماسوى الله عالم
وأنا واحد من ذلك العالم .
( فإذا قيل لك ) : بم عرفت ربك ؟
فقل : بآياته ومخلوقاته ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما ، والدليل قوله تعالى :
( ومن ءايته اليل والنهار والشمس واقمر لاتسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذى خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) .سورة فصلت آية 37 .
وقوله تعالى : ( إن ربكم الله الذي خلق السموات وا لأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) . سورة الأعراف آية 54.
والرب هو المعبود ، والدليل قوله تعالى : ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ، الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) سورة البقرة آية 21 ، 22 .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة .
( وأنواع العبادة ) التي أمر الله بها مثل الإسلام والإيمان ، والإحسان ، ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة ، والرهبة ، والخشوع ، والخشية ، والإنابة ، والاستعانة ، والاستعاذة ، والاستغاثة ، والذبح ، والنذر ، وغير ذلك من العبادة التي أمر الله بها (كلها لله ) والدليل قوله تعالى : (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) سورة الجن آية 18 .
فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى : (ومن يدعو مع الله إلها ء اخر لابرهن له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون)
سورة المؤمنون آية 117. وفي الحديث "الدعاء مخ العبادة " والدليل (وقال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) سورة غافر آية 60 .
ودليل الخوف قوله تعالى : (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) سورة آل عمران آية 175 .
ودليل الرجاء قوله تعالى : (… فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) سورة الكهف آية 110 .
ودليل التوكل قوله تعالى :(…وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) سورة المائدة آية 23 (…ومن يتوكل على الله فهو حسبه …).
سورة الطلاق آية 3 .ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى : (..إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا
خاشعين ) .
ودليل الخشية قولة تعالى :(…فلا تخشوهم واخشون …) الآية سورة المائدة آية3 .
ودليل الإنابة قوله تعالى : (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له …) الآية سورة الزمر آية 54 .
ودليل الاستعانة قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين ) الفاتحة آية 5. وفي الحديث " إذا استعنت فاستعن بالله " .
ودليل الاستعاذة قوله تعالى : (قل أعوذ برب الناس ملك الناس ) . ودليل الاستغاثة قوله تعالى : ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )
الآية سورة الأنفال آية 9 . ودليل اذبح قوله تعالى :(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا
أول المسلمين ) سورة الأنعام آية 162، 163 .
ومن السنة " لعن الله من ذبح لغير الله " ودليل النذر قوله تعالى : (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) سورة الدهر آية 7 .
الأصلالثاني
معرفة دين الإسلام بالأدلة . وهو الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والخلوص من الشرك . وهو ثلاث مراتب :
(الإسلام ) و (الإيمان ) و ( الإحسان )،وكل مرتبة لها أركان .
فأركان الإسلام (خمسة ) شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله و (إقام الصلاة ) و(إيتاء الزكاة ) و( صوم رمضان ) و
(حج بيت الله الحرام ) .
فدليل الشهادة قوله تعالى : (شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لاإله إلا هو العزيز الحكيم ) سورة
آل عمران آية 18 .ومعناها لامعبود بحق إلا الله وحده . و(لاإله ) نافيا جميع ما يعبد من دون الله ، (إلا الله )مثبتا العبادة لله وحده لاشريك له في عبادته كما أنه ليس له شريك في ملكه . وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى :(وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) الزخرف آية 26 _27-28 ، وقوله تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا شهدوا بأنا مسلمون ) آل عمران آية 64 .
ودليل شهادة أن محمدا رسول الله قوله تعالى : (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) التوبة آية 128.
ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله :طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )
البينة آية 5 .
ودليل الصيام قوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة آية 183 .
ودليل الحج قوله تعالى : (… ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) آل عمران آية 97.
المرتبة الثانية الإيمان :
وهو بضع وسبعون شعبة . فأعلاها قول لاإله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان .
وأركانه ستة : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره .
والدليل على هذه الأركان الستة قوله تعالى : (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتب
والنبين …) الآية ، البقرة آية 177.
ودليل القدر قوله تعالى : (إنا كل شيء خلقناه بقدر ) القمر آية 49 .
المرتبة الثالثة : الإحسان ركن واحد .
وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، والدليل قوله تعالى : (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) النحل آية 128 ، وقوله
تعالى (وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم ) الشعراء آية 217- 220 ،وقوله تعالى: (وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرء ان ولا تعلمون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه …) يونس آية 61.
(والدليل من السنة ) حديث جبريل المشهور عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ((قال بينما نحن جلوس عند النبي إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لايرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد فجلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال :يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال:أن تشهد أن لا إله إلا الله. وأن محمد اً رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال :
صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال : أخبرني عن الإيمان قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره قال: أخبرني عن الإحسان ؟ قال:أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال: أخبرني عن الساعة ؟ قال :ما المسئول عنها بأعلم من السائل . قال : أخبرني عن أماراتها قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة يتطاولون في البنيان قال : فمضى فلبثنا ملياً فقال :يا عمر أتدرون من السائل؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ،قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم )) .
الأصلالثالث معرفة نبيكم محمد
وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش ، وقريش من العرب ، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام . وله من العمر ثلاث وستون سنة منها أربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبياً رسولاً . نبئ بإقرأ . وأرسل بالمدثر . وبلده مكة بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعو إلى التوحيد ، والدليل قوله تعالى : ( يأيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر ) المدثر آية 1-7 ، ومعنى قم فأنذر : ينذر عن الشرك ويدعو إلى التوحيد ، وربك فكبر عظمه بالتوحيد ، وثيابك فطهر: أي طهر أعمالك من الشرك والرجز: الأصنام ،وهجرها : تركها وأهلها والبراءة منها وأهلها . أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد، وبعد العشر عرج به إلى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس ، وصلى في مكة ثلاث سنين وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة . والهجرة الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام . والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الإسلام ، وهى باقيه إلى أن تقوم الساعة .والدليل قوله تعالى : (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواًّ غفوراً ) النساء آية 97-99 .وقوله تعالى :(ياعبادى الذين ءامنوا إن أرضى واسعة فإيي فاعبدون ) . العنكبوت آية 56 .
قال البغوي رحمه الله :سبب نزول هذه الآية في المسلمين الذين في مكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الإيمان .
والدليل على الهجرة من السنة قوله :)لاتنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ( فلما استقر في المدينة أمر ببقية شرائع الإسلام مثل الزكاة . والصوم .والحج . والأذان . والجهادوالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وغير ذلك من شرائع الإسلام ، أخذ على هذا عشر سنين . وتوفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باق وهذا دينه لاخير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه ، والخيرالذي دلها عليه التوحيد وجميع مايحبه الله ويرضاه ،والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع مايكره الله ويأباه ، بعثه الله إلى الناس كافة ، وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس .والدليل قوله تعالى:(قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا …) الأعراف آية 158 ، وكمل الله به الدين ، والدليل قوله تعالى : (… اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا …) المائدة آية 3 . والدليل على موته قوله تعالى:
(إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيمة عند ربكم تختصمون) الزمر آية 30 ، 31. والناس إذا ماتوا يبعثون ، والدليل قوله تعالى (منها خلقنكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) طه آية 55 .
وقوله تعالى (والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا ) نوح آية17 ، 18وبعد البعث محاسبون ومجزيون بأعمالهم ، والدليل قوله تعالى : (ولله ما في السموات وما في الأرض ليجزي الذين أساؤ بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) النجم آية 31 . ومن كذب بالبعث كفر ،
والدليل قوله تعالى (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير ) التغابن آية7 ، وأرسل الله جيع الرسل مبشرين ومنذرين ، والدليل قوله تعالى : (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) النساء آية 165 ، وأولهم نوح عليه السلام
وآخرهم محمد وهو خاتم النبيين والدليل على أن أولهم نوح قوله تعالى (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبين من بعده ) النساء آية 163 ، وكل أمة بعث الله إليهم رسولا من نوح إلى محمد يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاقوت ، والدليل قوله تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطغوت ) النحل آية 36 ، وافترض الله علىجميع العباد الكفر بالطاغوت والإيمان بالله .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : معنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع والطواغيت كثيرون . ورؤسهم خمسة ، إبليس لعنه الله ، ومن عبد وهو راض ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه ومن ادعى شيئا من علم الغيب ، ومن حكم بغير ماأنزل الله ، والدليل قوله تعالى : (لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها والله سميع عليم ) البقره آية 156 وهذا هو معنى لاإله الاالله .
وفي الحديث "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله " والله أعلم .
تعليق