[شرح متن] شرح الشيخ محمد أمان الجامي لقواعد الأربع في سؤال وجواب

[أبو عبدالرحمن محمد رئيسي]

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة
شرح الشيخ محمد أمان الجامي لقواعد الأربع في سؤال وجواب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد :
فإن هذه الرسالة: (شرح القواعد الأربع)، للشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى، وهو عبارة عن شرح لرسالة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب، الموسوم: (القواعد الأربع)، ولا يخفى ما لشروح الشيخ محمد بن أمان رحمه الله تعالى خاصة التي في العقيدة من أهمية، كما يوصي أهل العلم بأخذ العلم من كتبه وأشرطته رحمه الله تعالى.

فلهذا، ولغيره من الأسباب، فإننا ننقل هذا الشرح الذي حوى فيه من الدرر والفوائد الكثيرة، مع صغر حجمه، بشكل سؤال وجواب.
عملي في هذا :
- اعتمت على تفريغ : حاتم فتح الله، المنشور في شبكة حساب السلفية.
- نشر الشرح على طريقة سؤال وجواب، والجواب جعلته نص الشارح، وأحيانا أضعه مع طوله.
- حرصت على إبقاء لفظ الماتن والشارح قدر المستطاع؛ خاصة أني قصت بهذا إرشاد القراء إلى هذا الشرح مع متنه.
- دمجت الشرح مع المتن في الأسئلة، إلا في بعض المواضع.
- أبقيت الفوائد الخارجية .
- حذفت بعض العبارات، وهي قليلة جداً.
تنبيه: تركت الشرح كما هو من حيث الصيغة، ولعلي أعود مرة أخرى في صياغة الجواب بعد الانتهاء من المادة.

وأما عن الرموز المقصودة في هذه الرسالة :
1 - قول المؤلف محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، " ".
2- إذا أطلق الشيخ : يقصد به الشيخ المجدد: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.
3 - ما أضفته من باب التوضيح، أجعله بين المعكوفتين مع إدخال رمز يساوي قبل الجملة، هكذا [=الإنسان].

يتبع إن شاء الله تعالى

[أبو عبدالرحمن محمد رئيسي]

رد: شرح الشيخ محمد أمان الجامي لقواعد الأربع في سؤال وجواب

س1: قال المؤلف محمد بن عبد الوهاب " وإذا ابتلي صبر ".
ماذا على المسلم إذا ابتلي ؟
الجواب :
[=الإنسان] يبتلى بالأمراض، يبتلى بأشياء كثيرة، يصبر ولا يجزع، ويحتسب الأجر على الله.


س2: قال المؤلف محمد بن عبد الوهاب " وإذا أذنب استغفر ".
ماذا على المسلم إذا أذنب ذنباً ؟

الجواب: فمن الذي لا يذنب والذنوب كثيرة، من الموبقات والكبائر والصغائر ومحقرات الذنوب، فإذا أحس أنه اقترف ذنبا بادر بالاستغفار، لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار.

س3: ما معنى " لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار " ؟
الجواب:
[=ولا صغيرة مع الإصرار، أي:] من ارتكب صغيرة ولم يستغفر ولم يتب وأصر عليها تنقلب الصغيرة كبيرة.
(ولا كبيرة مع الاستغفار): المراد بالاستغفار في مثل هذا الحديث التوبة، أي: لا كبيرة مع التوبة؛ من اقترف كبيرة فتاب وصدق مع الله في توبته بالإقلاع والندم والعزم على ألا يعود، إذا كان الذنب فيما بينه وبين ربه، وبِرَدِّ المظالم بالنسبة لحقوق الناس، وصدق في ذلك يمحو الله بالتوبة الذنب.

س4: ماذا يقال عن من: إذا اعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر ؟
الجواب: "فإن هؤلاء لثلاث عنوان السعادة"، من وفق إلى هذه العناوين الثلاثة قد وُفِّق كل التوفيق.

س5: ما هو الأدب المستفاد من أداب العالِم مع الطلاب من قوله " اعلم أرشدك الله لطاعته " ؟
الجواب :
هذا أسلوب العلماء الأولين، كثيرا ما يبدأ بالدعاء لطالب العلم الذي يحضر بين يديه، الذي يدرس، الذي يسمع.

س6: قال المؤلف محمد بن عبد الوهاب " أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم ".
ما معنى ذلك، وما هو الدين الذي اتفقت عليه الأنبياء ؟

الجواب:
ملة إبراهيم بدل أو عطف بيان من الحنيفية، كأنك تقول أن الحنفية أي ملة إبراهيم: أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين، هذا ما جاء به إبراهيم ومن بعده من الأنبياء، وقبله نوح هذا هو الدين كله، الدين الذي اتفقت عليه الأنبياء أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين.
وهذا الكلام في ظاهرة ليس فيه إشكال؛ ما من مسلم ينتسب إلى الإسلام إلا ويدعي هذه الدعوة أنه يعبد الله وحده مخلصا له الدين.
س7: ما سبب وقوع الناس في الشرك ؟
الجواب:
قد يقع العابد في الشرك بالله إما الشرك الأصغر أو الأكبر؛ لأنه لا يعلم، لأن هذا الباب باب لا يُدرس كثيرا ولا يطرق كثيرا، لذلك يحصل فيه الخلط.
و((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين))[=متفق عليه]، ويفهم الفهم الصحيح في دين الله، بدءا من العقيدة، ومرورا على العبادة، والمعاملات إلى آخر الأمور الدينية، وقل من يهتدي للتفريق بين الشرك والتوحيد، وبين البدعة والسنة إلا من وفقهم الله وساروا على منهج السلف من الفرقة الناجية، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات/56].

س8: اللام في قول الله تعالى {لِيَعْبُدُونِ} ماذا يفيد ؟
الجواب:
اللام في {لِيَعْبُدُونِ} لام الحكمة، وهي التي يسميها النحاة لام العلة، العلة أي؛ الحكمة في خلق الجن والإنس عبادة الله، ليعرفوه وليوحدوه وليخلصوا له العبادة، ليكونوا عبيدا له وحده لا شَرِكة فيهم لهذا خلقهم.

س9: قال المؤلف محمد بن عبد الوهاب " فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته، فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد".
ما معنى " إلا مع التوحيد "، وما حكم عبادة من أشرك مع الله تعالى ؟
الجواب:
أي إلا مع الإخلاص، العبادة التي ليس فيها إخلاص، ليس فيها إفراد الله تعالى بالعبادة ليست بعبادة كَلاَ شَيء.

س10: ما المثال الذي ضربه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليقرب معنى أن العبادة لا تسمى إلا مع التوحيد ؟

الجواب:
ضرب الشيخ لذلك مثلا فقال: "كما أن لصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة"، ولو صلى الإنسان طول الليل والنهار يصلي ولكن بلا طهارة هل تعتبر صلاة ؟ الجواب: لا.
كذلك من يعبدون الله كثيرا وكثيرا، ويكثرون من العبادة ويتعبون على أنفسهم، ولكن من وقت لآخر يجأر باسم غير الله ويلتجأ إلى غير الله ويستغيث بغير الله، يصلي لله ...
وتبصيرهم في دين الله وبيان حقيقة ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام لهم حتى تَقُوم عليهم الحُجة.


س11: قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: "فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها، وأحبط العمل، وصار صاحبه من الخالدين في النار، عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك".
فما معنى قوله: "معرفة ذلك " ؟
الجواب:معرفة الشرك وأنواع الشرك، ومعرفة العبادة، ومعرفة أنواع العبادة هذا أهم شيء، أي أن تعرف حق الله على العباد، وتصرف هذا الحق لله على علم وبصيرة دون أن تصرفـ[ـه] لغير لله.

س12: قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: " لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله".
أذكر دليلاً على خطورة هذا الشرك الذي حذر منه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟
الجواب: قال الله تعالى فيه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء/116].

س13: ما سبب تحذير الشيخ من هذه الأنواع من الشرك ؟

الجواب: عندما ألف الشيخ هذه الرسالة، كانت بلاد نجد التي أصبحت بعد ذلك دار توحيد، يعبر الشيخ عن واقع القوم؛ إنهم يقعون في هذه الأشياء، ولكن جزاه الله خيرا جاهد وانتشر التوحيد وإفراد الله تعالى بالعبادة، ثم خرج التوحيد من نجد إلى الحجاز وانتشر في الجزيرة، فإذا وبحمد الله منتشر حتى في أمريكا، في دول أوربا، لا أقول في الدول العربية والإفريقية وشرق آسيا، ولكن انتشر هذا التوحيد في كثير من الأقطار، ولذلك الداعية المجدد أجر كل موحد وأجر كل عابد لأنه دعا إلى هدى؛ ((من دعى إلى هدى فله أجر من اتبعه أو أجر من تبعه إلى يوم القيامة)) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.


س14: ما معنى قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ؟
وما مصير كل من مات على الشرك أو دونه ؟
الجواب:
أي لمن مات على الشرك، وليس معنى ذلك أن من أشرك بالله لو تاب وأناب إن الله لا يغفر له، ليس هذا معنى الآية، معنى الآية: من مات وهو يدعو لله نداً لا يغفر الله له فيدخل النار خالدا مخلدا.

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}: أي لمن مات على الشرك.
{وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}: ما دون ذلك قد يغفره الله بدون توبة، بأن تكثر حسناته وتغلب على سيئاته، وبأن يقيض له الشفعاء وبأن يكفر عنه بالمصائب، بأشياء كثيرة من المكفرات.
أما الشرك فلابد من التوبة قبل الموت، أما من مات على ما دون الشرك أمره إلى الله أي قبل أن يتوب؛ من ارتكب الكبائر والموبقات فيما دون الشرك ومات على ذلك قبل أن يتوب أمره إلى الله، إن مات على خير عمله رجونا له خيرا، وإن مات على سيء عمله خفنا عليه، ولكن لا نقطع بأنه من أهل النار مهما كانت الذنوب كثيرة ومن الموبقات، بل نفوض أمره إلى الله، هذا الذي درج عليه سلف هذه الأمة إلى يومنا هذا إذا استثنينا المعتزلة ومن نحى نحوهم.

س15: من أين أخذت هذه القواعد التي تخلصنا من الوقوع في الشرك ؟

الجواب:
"وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه": هذا الكلام كله تمهيد للقواعد الأربع، تمهيد عظيم ومشروح.
قال الشيخ رحمه الله تعالى، "وذلك" تخلصك من الشرك إنما يقع "بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه"، هذا يسمى استقراء واستنتاج من القرآن.

[أبو عبدالرحمن محمد رئيسي]

رد: شرح الشيخ محمد أمان الجامي لقواعد الأربع في سؤال وجواب

[الشروع في ذكر القواعد، وبيانها]

س16: ما هي القاعدة الأولى، وما الدليل عليها ؟
الجواب:
" القاعدة الأولى: أن تعلم أنّ الكفّار الذين قاتلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقِرُّون بأنّ الله تعالى هو الخالِق المدبِّر، وأنّ ذلك لم يُدْخِلْهم في الإسلام؛ والدليل، قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} " [يونس:31].

س17: أذكر ملخصاً للقاعدة الأولى ؟
الجواب: نقول: الإقرار بتوحيد الربوبية وحده لا يُدخل المرء في الإسلام.
س18: لماذا الإقرار بالتوحيد الربوبية وحده لا يكفي، ولا يدخله المرء في الإسلام ؟
الجواب: إذا أردنا أن نعبر بعبارتنا اليوم نقول: الإقرار بتوحيد الربوبية وحده لا يدخل المرء في الإسلام، لماذا ؟ لأن الكفار الذين استحل النبي عليه الصلاة والسلام دمائهم وأموالهم وقاتلهم، كانوا يقرون لله تعالى بالربوبية، يؤمنون بأن الله هو الخالق الرازق الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، يؤمنون هذا الإيمان، أي؛ يفردون الله تعالى بأفعاله سبحانه لا يعتقدون أن آلهتهم من اللات وعزى ومناة وهُبَل أنها شاركت الله تعالى في الخلق والرزق والعطاء والمنع، لا يعتقدون ذلك.
س19: هل يوجد الآن من يشرك في التوحيد الربوبية التي آمنت به المشركون الأولون ؟
الجواب:
يوجد اليوم من يشرك بالله تعالى في هذا التوحيد، -أي؛ في توحيد الربوبية الذي لم يشرك فيه المشركون الأولون-.
المشركون الأولون - بدليل الآيات القرآنية -لم يشركوا بالله تعالى أحدا في ربوبيته، أي: لم يعتقدوا أن لأحد من خلق الله تصرفا في هذا الكون بالعطاء والمنع والنفع والضر.
وهل يوجد اليوم من يشرك هذا الإشراك في توحيد الربوبية ؟ نعم يوجد.

س20: ما الخطأ الذي زاده المتأخرون على المشركين السابقين ؟
الجواب: الفرق بين القوم: في عهد الجاهلية لا يوجد التصوف، التصوف هو الذي عَلَّمَ الناس في الآونة الأخيرة: وجود أرباب يتصرفون في هذا الكون مع الله، تَنُصُّ كتب المتصوفة أو بعض كتبهم أن الصالحين وأن الأولياء مشغولون بالخدمة في حياتهم، وإذا ماتوا تفرغوا ليتصرفوا في هذا الكون لأتباعهم، لذلك يتوكل الدراوشة والمريدون يتوكلون على شيوخهم أكثر من توكلهم على الله في نجاتهم حتى يوم القيامة، في صلاح شؤونهم، في حفظ أموالهم وأولادهم، وفي سعة أرزاقهم، إنما يعتمدون على الشيوخ بعد وفاتهم، وأما في حياتهم يخلصون لهم الخدمة والخضوع والتذلل والسجود على أقدامهم رجاء أن ينفعوهم بعد وفاتهم، هذا دين الصوفية، هذا الدين غير معروف في عهد المشركين الأولين، المشركون الأولون: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [الزخرف/87].

س21: هل كان المشركون الأولون يشركون في توحيد الربوبية ؟
الجواب: لا يشركون بالله أبدا في الربوبية؛ لذلك يقول الشيخ رحمه الله تعالى مستدلا على هذه القاعدة التي استنتجها من القرآن - احفظها -: والدليل قوله تعالى : {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} [يونس/31] . الجواب في هذه الأسئلة كلها: الله.


س22: ما معنى توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية ؟
وهل هذه الطريقة موجودة في القرآن ؟
الجواب:
[=قال تعالى:] {فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [يونس/31] [=أي] إذا كان الأمر كذلك ما تتقون الله تعالى أن تشركوا به في عبادته ؟ طالما آمنتم هذا الإيمان وعلمتم أنه هو المتصرف في كل ذلك، يلزمكم أن تفردوا الله تعالى بعبادته، لذلك توحيد الربوبية توحيد يُلْزَم به المشركون إلزاما، -أي: يُسْتَدَلُّ بتوحيد الربوبية على إلزام المشركين بتوحيد العبادة-، وإلا لا يذكر القرآن توحيد الربوبية ليدعو الناس إليه؛ لأن الناس موحدون من قبل، ولكنَّ القرآن كما تَرَونَ يستدل بتوحيد الربوبية على توحيد العبادة، ويلزم الناس الذين يشركون بالله تعالى في عبادته يُلْزِمهم عدم الإشراك بتوحيد الربوبية حتى وحدوا الله تعالى في ربوبيته.


س23: ما الطريقة التي يجب على الداعية سلوكها إذا وقع الإنسان المنتسب إلى الإسلام المكثر من العبادة في النوعين – الشرك في الربوبية والألوهية - معا بما تلزم ؟
الجواب: لكن إذا وقع الإنسان المنتسب إلى الإسلام المكثر من العبادة، إذا وقع في النوعين معا بما تلزم ؟ المشرك ألزمته بتوحيد الربوبية؛ لأنه موحد في ربوبيته، وإذا وُجِد من يشرك بالله في ربوبيته وفي عبادته ما الحلية ؟ تَقِلُّ الحيلة إنما ترجع إلى العقل وتذكر من خلقه، من حيث الخلق الكل متفق الله وحده هو الخالق، لكن إذا آمنت بأنه الخالق وتؤمن بأنه الرازق، كيف تدعي بأن الشيخ يؤثر في رزقك، وفي حياتك، وفي أجلك، وينفعك ويضرك ؟!

س24: هل الذين يقولون: أن الصالحين أذن الله لهم أن يتصرفوا في الكون، لهم دليل من القرآن أو السنة ؟
وما هي طريقة الفِرق المخالفة لأهل السنة عند مطالبتهم بالدليل ؟
الجواب:
القول بأن الله أذن له يحتاج إلى دليل، ولا دليل، ومطالبتك الجاهلَ بالدليل تضييع للوقت، لذلك يؤثر عن الإمام الشافعي قوله إن صح: ما ناظرت عالما إلا غلبته، ولا ناظرت جاهلا إلا غلبني؛ لأن الجاهل لا يُقَدِّر الدليل، إذا أفحمته يسبك ويشتمك ويمد يده إلى العصا، هذا دليل العاجز، دليل العجز الإساءة، وينتهي الأمر إلى الإساءة إذا انتهى، هذا ما تشاهدون إذا عجزوا - أتباع المتصوفة - من إقامة الدليل على ما هم فيه، قالوا: هؤلاء لا يحبون الأولياء، أعداء الأولياء، أعداء الرسل، دين جديد، ملة جديدة،... هذا دليل العاجز عن الدليل. الله المستعان.
س: فهمنا القاعدة الأولى ؟
الإقرار بتوحيد الربوبية وحده لا يدخل المرء في الإسلام، هذا ملخص القاعدة الأولى والدليل عندك الآية.

[أبو عبدالرحمن محمد رئيسي]

رد: شرح الشيخ محمد أمان الجامي لقواعد الأربع في سؤال وجواب

ارجوا ممن لديه ملاحظة أو اقتراح ، أن يراسلني على الخاص

وإن شاء الله تعالى أكمل ذا العمل

[أبو عبدالرحمن محمد رئيسي]

رد: شرح الشيخ محمد أمان الجامي لقواعد الأربع في سؤال وجواب

س25: ما تعريف توحيد الربوبية ؟
الجواب: بأن الله هو الخالق الرازق الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض.
[= أو نقول]:يفردون الله تعالى بأفعاله سبحانه.




س26: ما تعريف توحيد الألوهية ؟
الجواب: أن تفردوا الله تعالى بعبادته.