الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمد و على آله وصحبه وسلَّم
أمّا بعدُ
فإنّ الشيخَ الوالدَ : عبيد الجابري ـــ حفظه الله تعالى- في شرحه على كتاب التوحيد قال :أمّا بعدُ
المادة الصوتية
التفريغ:
هناك شبه لأبي خرابة من غلاة الصوفية ،الذين يجيزون الاستغاثة مطلقًا ،لمن يزعمون فيهم الولاية حيًا أو ميتًا، فمن الشبه حديث الإسراء والمعراج وفيه أنّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - فُرضتْ عليه الصلوات أشار عليه موسى أن يرجع إلى الله ليخفّف عنه قالوا: فموسى في قانون الأموات ميت ومحمد صلى الله عليه وسلم في قانون الأحياء حيّ، فجازت الاستغاثة بالميّت.
والجواب على هذه الشبهة
-أولًا:
إنَّ كلاًّ من النبيين - عليهما الصلاة والسلام - في تلك الليلة حيّ فموسى ـــ عليه السلام ـــ ليس بميت بل أحياه الله ضمن من أحياه من الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- فهو ضمن الأنبياء كلهم، فإنّ الله أحياهم لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - وصلى بهم إمامًا في بيت المقدس، ولقي إبراهيم، ولقي آدم، ولقي هارون ،وعيسى ويحيى -عليهم الصلاة والسلام ولقيَ إدريس - عليهم الصلاة والسلام - الله أحياهم ، نعم .
- وثانيًا:
النبيّ- صلى الله عليه وسلم- لم يستغثْ بموسى بل استشاره، بل إنّ موسى - صلى الله عليه وسلم - عَرضَ عليه سؤال الله وكان كلما نَزلَ سأله يا محمدُ ماذا فرض عليك ربك؟ قال: خمسين صلاة، بعد ذلك كذا وكذا حتى وصلتْ إلى خمسٍ فالنبيّ- عليه الصلاة والسلام - لم يستغثْ بموسى -عليه الصلاة والسلام-، ولكنْ عَرض عليه موسى -عليه السلام - المشورة فقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم منه .
- فأصبحت هذه الحجة داحضة ..ومنها أن أهل الموقف يطلبون الشفاعة عند الله -عزّ وجلّ- من آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى ،ومحمد -عليهم الصلاة والسلام- فكلهم يعْتذرون عنها عدا محمدًا -عليه الصلاة والسلام-، قال هولاء : هذه استغاثة بهم نقول: هم ليسوا أموات ،الله بعثهم فأحياهم، فهم يسألون هولاء الأنبياء أن يشفعوا لهم عند الله.
- هناك شبه كثير،ومِن مراجعها شروح كتاب التوحيد للشيوخ:عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، والشيخ سليمان بن عبد الله، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ العثيمين - رحم الله الجميع، فليراجعها مَنْ شاء. بنت عمر