(سلسلة)
الدرر السنية في الفوائد العلمية
(20)
بهجة قلوب أهل الإيمان بتقريب ضوابط وتقسيمات كتاب التوحيد للعلامة الفوزان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه تقسيمات كتاب التوحيد للعلامة الفوزان جمعتها ولخصتها لنفاستها سائلا الله جل في علاه أن ينفع بها.
أبو أسامة سمير الجزائري
بلعباس
19 صفر 1422
24 جانفي 2011
الشرك تعريفه – أنواعه
1. تعريف الشرك : هو جعل شريك لله تعالى في ربوبيته وإلهيته . والغالب الإشراك في الألوهية بأن يدعو مع الله غيره ، أو يصرف له شيئا من أنواع العبادة : كالذبح والنذر والخوف والرجاء والمحبة .
2. أنواع الشرك :
الشرك نوعان:
النوع الأول : شرك أكبر يخرج من الملة ، ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم يتب منه - وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير اللّه .
النوع الثاني : شرك أصغر لا يخرج من الملة ، لكنه ينقص التوحيد ، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر
وهو قسمان :
أ. القسم الأول : شرك ظاهر ، وهو : ألفاظ وأفعال .
1. فالألفاظ كقول : لولا الله وفلان - والصواب أن يقال : ما شاء الله ثم فلان ، ولولا اللّه ثم فلان - لأن ثم للترتيب مع التراخي - تجعل مشيئة العبد تابعة لمشيئة اللّه - كما قال تعالى : { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [ التكوير : 29 ] .
وأما الواو فهي لمطلق الجمع ، والاشتراك لا تقتضي ترتيباَ ولا تعقيبا . ومثله قول : ما لي إلا اللّه وأنت وهذا من بركات اللّه وبركاتك .
2. أما الأفعال : فمثل لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه ، ومثل تعليق التمائم خوفاَ من العين وغيرها ، إذا اعتقد أن هذه أسباب لرفع البلاء أو دفعه ، فهذا شرك أصغر . لأن الله لم يجعل هذه أسبابا . أما إن اعتقد أنها تدفع أو ترفع البلاء بنفسها فهذا شرك أكبر ، لأنه تعلق بغير اللّه .
ب. القسم الثاني من الشرك الأصغر :
شرك خفي ، وهو الشرك في الإرادات والنيات - كالرياء والسمعة - كأن يعمل عملا مما يتقرب به إلى الله ، يريد به ثناء الناس عليه.
والرياء إذا خالط العمل أبطله - قال الله تعالى : { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [ الكهف : 110 ] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر - قالوا : يا رسول اللّه ؛ وما الشرك الأصغر ؛ قال : الرياء »(1).
ومنه العمل لأجل الطمع الدنيوي - كمن يحج أو يؤذن أو يؤم الناس لأجل المال - أو يتعلم العلم الشرعي أو يجاهد لأجل المال . قال النبي صلى الله عليه وسلم : « تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة إن أُعطي رضي وإن لم يعط سخط » رواه البخاري .
ويتخلص مما مر أن هناك فروقا بين الشرق الأكبر والأصغر ، وهي :
1 - الشرك الأكبر يخرج من الملة - والشرك الأصغر لا يخرج من الملة .
2 - الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار - والشرك الأصغر لا يخلد صاحبه فيها إن دخلها .
3 - الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال - والشرك الأصغر لا يحبط جميع الأعمال ، وإنما يحبط الرياءُ والعملُ لأجل الدنيا العملَ الذي خالطاه فقط .
4 - الشرك الأكبر يبيح الدم والمال - والشرك الأصغر لا يبيحهما .
يتبع...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) صححه الألباني رحمه الله في الصحيحة برقم 951 .
الدرر السنية في الفوائد العلمية
(20)
بهجة قلوب أهل الإيمان بتقريب ضوابط وتقسيمات كتاب التوحيد للعلامة الفوزان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه تقسيمات كتاب التوحيد للعلامة الفوزان جمعتها ولخصتها لنفاستها سائلا الله جل في علاه أن ينفع بها.
أبو أسامة سمير الجزائري
بلعباس
19 صفر 1422
24 جانفي 2011
الشرك تعريفه – أنواعه
1. تعريف الشرك : هو جعل شريك لله تعالى في ربوبيته وإلهيته . والغالب الإشراك في الألوهية بأن يدعو مع الله غيره ، أو يصرف له شيئا من أنواع العبادة : كالذبح والنذر والخوف والرجاء والمحبة .
2. أنواع الشرك :
الشرك نوعان:
النوع الأول : شرك أكبر يخرج من الملة ، ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم يتب منه - وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير اللّه .
النوع الثاني : شرك أصغر لا يخرج من الملة ، لكنه ينقص التوحيد ، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر
وهو قسمان :
أ. القسم الأول : شرك ظاهر ، وهو : ألفاظ وأفعال .
1. فالألفاظ كقول : لولا الله وفلان - والصواب أن يقال : ما شاء الله ثم فلان ، ولولا اللّه ثم فلان - لأن ثم للترتيب مع التراخي - تجعل مشيئة العبد تابعة لمشيئة اللّه - كما قال تعالى : { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [ التكوير : 29 ] .
وأما الواو فهي لمطلق الجمع ، والاشتراك لا تقتضي ترتيباَ ولا تعقيبا . ومثله قول : ما لي إلا اللّه وأنت وهذا من بركات اللّه وبركاتك .
2. أما الأفعال : فمثل لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه ، ومثل تعليق التمائم خوفاَ من العين وغيرها ، إذا اعتقد أن هذه أسباب لرفع البلاء أو دفعه ، فهذا شرك أصغر . لأن الله لم يجعل هذه أسبابا . أما إن اعتقد أنها تدفع أو ترفع البلاء بنفسها فهذا شرك أكبر ، لأنه تعلق بغير اللّه .
ب. القسم الثاني من الشرك الأصغر :
شرك خفي ، وهو الشرك في الإرادات والنيات - كالرياء والسمعة - كأن يعمل عملا مما يتقرب به إلى الله ، يريد به ثناء الناس عليه.
والرياء إذا خالط العمل أبطله - قال الله تعالى : { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [ الكهف : 110 ] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر - قالوا : يا رسول اللّه ؛ وما الشرك الأصغر ؛ قال : الرياء »(1).
ومنه العمل لأجل الطمع الدنيوي - كمن يحج أو يؤذن أو يؤم الناس لأجل المال - أو يتعلم العلم الشرعي أو يجاهد لأجل المال . قال النبي صلى الله عليه وسلم : « تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة إن أُعطي رضي وإن لم يعط سخط » رواه البخاري .
ويتخلص مما مر أن هناك فروقا بين الشرق الأكبر والأصغر ، وهي :
1 - الشرك الأكبر يخرج من الملة - والشرك الأصغر لا يخرج من الملة .
2 - الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار - والشرك الأصغر لا يخلد صاحبه فيها إن دخلها .
3 - الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال - والشرك الأصغر لا يحبط جميع الأعمال ، وإنما يحبط الرياءُ والعملُ لأجل الدنيا العملَ الذي خالطاه فقط .
4 - الشرك الأكبر يبيح الدم والمال - والشرك الأصغر لا يبيحهما .
يتبع...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) صححه الألباني رحمه الله في الصحيحة برقم 951 .