تعليقات
العلامة المحدث
عبد الله الدويش رحمه الله
على كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فهذه تعليقات الشيخ عبد الله الدويش على كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري و قد أتم الشيخ رحمه الله من حيث غنتهى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أي من المجلد الرابع إلى غاية الصفحة 320 من المجلد التاسع عسى الله من يقيض له من يتم ما وقف عليه و قد قام فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك بالتعليق على المخالفات العقدية في الفتح كاملاً وقد اشتمل هذا التعليق على "45" بحثاً بالتكرار موزعة كالآتي
فمواضيع التوحيد والعقيدة "33" موضوعاً
وموضوع في أصول الفقه .
وثلاثة مواضيع في تصحيح أسماء مصحفه .
وموضوعين في تضعيف بعض الأحاديث .
وموضوع في تصحيح عزواً بعض الأحاديث التي نسبت إلى بعض الكتب سهواً .
وموضوع في غريب الحديث .
وموضوع في السيرة النبوية .
ملاحظة : التعقيب يرمز له بحرف "جـ "
بسم الله الرحمن الرحيم
• في 4 : 57 لما ذكر قول الصحابي قال :
" ولكن معناه كما قال المزني وغيره من أهل النظر إنه النقل " أ.هـ .
جـ ـ هذا فيه تفصيل إن كان الصحابي قد خالفه صحابي آخر فنعم وأما إذا أفتى بفتيا ولم يخالفه غيره من الصحابة فقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه إعلام الموقعين 4 : 133 إلى 147 أكثر من أربعين وجهاً تدل على أن ما أفتى به حجة والله أعلم .
• قال في جـ 4 ص 93 , 94 :
" وكان مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبي فيشمل ذلك جميع الأزمنة لأنه في زمن النبي للتعلم إلى أن قال ومن بع ذلك لزيارة قبره والصلاة في مسجده" أ.هـ
جـ ـ السفر لزيارة قبر النبي غير مشروع وإنما المشروع السفر إلى مسجده للصلاة فيه فإذا وصل المسجد فحينئذ تكون زيارة مسنونة كما في الحديث لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد الحديث والله أعلم .
• " ثم قال بعد ذلك والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار أصحابه " ا.هـ
جـ ـ ليس التبرك بذلك من دين الإسلام بل هو من الغلو ووسائل الشرك كما قال عمر بن الخطاب إنما هلك الذين من قبلكم بمثل هذا كانوا يتبعون آثار أنبيائهم والله أعلم .
• قال في جـ 4 ص 105 على قوله في الحديث أطيب عند الله من ريح المسك :
" مع أنه سبحانه وتعالى منزهٌ عن استطابة الروائح؛ إذ ذاك من صفات الحيوان وقيل عند الملائكة وقيل أن الله ص 106 يجزيه في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك وقيل إن صاحبه ينال من الثواب ما هو أفضل من ريح المسك , وقيل رضاه به وثناؤه عليه " أ.هـ
جـ ـ كل هذا تأويل لا حاجة إليه وإخراج للفظ عن حقيقته والصواب أن نسبة الاستطابة إليه سبحانه كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين كما أن رضاه وغضبه وفرحه وكراهته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك كما أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات المخلوقين وصفاته لا تشبه صفاتهم وأفعاله لا تشبه أفعالهم قاله العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في الوابل الصيب والله أعلم
• قال في جـ 4 ص 345 قوله " خالد بن معدان عن المقدام بن معد يكرب هكذا رواه الوليد وتابعه يحيى بن حمزة عن ثور وهكذا رواه عبدالرحمن بن مهدي عن ابن المبارك عن ثور أخرجه أحمد عنه وتابعه يحيى بن سعد عن خالد بن معدان "
جـ ـ قلت قوله يحيى بن سعيد تصحيف وإنما هو بحير بن سعد كما رواه ابن ماجه
حيث قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي ثنا بقية بن الوليد
عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام ابن معد يكرب عن أبي أيوب عن
النبي .
• قال" ووقع في رواية إسماعيل بن عياش عند الطبراني ونفيه عنده وعند ابن ماجه كلاهما عن يحيى بن سعيد"
قلت ونفيه تصحيف وإنما هو بقية كما تقدم وقوله يحيى بن سعيد تصحيف وإنما هو بحير بن سعد على ما تقدم في الذي قبله .
• قال في الجزء الخامس ص 105 "وفيه أن الأرضين السبع متراكمة لم يفتق بعضها من بعض لأنها لو فتقت لاكتفى في حق هذا الغاصب بتطويق التي غصبها لانفصالها عما تحتها أشار إلى ذلك الداودي "
جـ ـ هذا فيه نظر قال ابن جرير في تفسيره المجلد الثاني عشر الجزء الثامن والعشرين ص 98 , 99 على قوله تعالى وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يقول وخلق من الأرض مثلهن لما في كل واحدة منهن مثل ما في السموات من الخلق ثم ذكر آثاراً منها قوله حدثنا أبو كريب قال ثنا أبو بكر عن عاصم بن زر عن عبدالله قال خلق الله سبع سموات غلظ كل واحدة مسيرة خمسمائة عام وبين كل واحدة منهم خمسمائة عام وفوق السبع السماوات الماء والله جل ثناؤه فوق الماء لا يخفى عليه شيء من إهمال بني آدم والأرض سبع بين كل أرضين خمسمائة عام وغلظ كل أرض خمسمائة عام . أ .هـ
وقال ابن كثير في البداية والنهاية جـ 1 ص 20 لما ذكر الأرضين والظاهر
أن بين كل واحدة منهن وبين الأخرى مسافة لظاهر قوله تعالى : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ [الطلاق:12] .
• قال في الجزء الخامس ص 183 "وزعم بعضهم أن الضمير يعود على آدم أي على صفته أي خلقه موصوفاً بالعلم إلخ "
جـ ـ هذا قول الجهمية كما ذكر في الدرر السنية المجلد الثاني ص 314 , 315
أن أحمد قال في رواية أبي طالب من قال أن الله خلق آدم على صورة الرحمن فهو
جهمي وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه . أ.هـ
• قال في جـ 5 ص 183" وقد قال المازري غلط ابن قتيبة فأجرى هذا الحديث على ظاهره وقال صورة لا كالصور انتهى "
جـ ـ ليس قوله غلطاً بل هو الصحيح في هذا الباب لأن أهل السنة والجماعة
يؤمنون بجميع ما صح من أسماء الله وصفاته حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته وقد
ثبت في الصحيحين الحديث فيأتيهم الله في صورته وإنما الغلط قول من نفى ما اطلقه
الله على نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله .
• قال في جـ 5 ص 183 "لما ذكر حديث لا تقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته وهو ظاهر في عود الضمير على المقول له ذلك "
جـ ـ هذا خلاف قول أهل السنة كما قال عبدالله بن الإمام أحمد قال رجل
لأبي أن فلاناً يقول في حديث رسول الله إن الله خلق آدم على صورته فقال
على صورة الرجل فقال أبي كذب هو قول الجهمية وأي فائدة في هذا وقال أحمد
في رواية أخرى فأين الذي يروي إن الله خلق آدم على صورة الرحمن وقد جزم
أحمد وإسحاق بصحة هذا الحديث كما ذكره المؤلف والذهبي في سير أعلام النبلاء
وفي ميزان الإعتدال في ترجمة أبي الزناد .
• قال في الجزء الخامس ص 336 " ووقع للمهلب استبعاد جواز هذه الكلمة وهي حابس الفيل على الله تعالى فقال المراد حبسها الله عزوجل وتعقب بأنه يجوز إطلاق ذلك في حق الله فيقال حبسها الله حابس الفيل وإنما الذي يمكن أن يمنع تسميته سبحانه وتعالى حابس الفيل ونحوه كذا جاء ابن المنير وهو مبني على الصحيح من أن الأسماء توقيفيه .أ.هـ
جـ ـ ليس هذا من باب التسمية حتى يحتاج إلى ما ذكره وإنما هو من باب
الإخبار وهو أوسع من باب التسمية كما أشار إلى مثل ذلك العلامة ابن القيم في
بدائع الفوائد ج 1 ص 162 .
• قال في المجلد الخامس ص 29 " على قول ابن عباس وكتابكم أي القرآن أحدث الأخبار بالله قال أي أقربها نزولاً إليكم من عند الله عزوجل فالحديث بالنسبة إلى
المنزول إليهم وهو في نفسه قديم "
جـ ـ قوله وهو في نفسه قديم يحتاج إلى تفصيل إن أراد به أن الله علمه وكتبه في
اللوح المحفوظ وإذا نزل جبريل بشيء منه سمعه من الله ونزل به منه فهذا حق كما
قال تعالى مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ [الأنعام:114] .وإن أراد أنه قديم بمعنى أن جبريل
يأخذه من اللوح المحفوظ ولا يسمعه من الله فهذا باطل كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 126,127,إلى 133, 520
• قال في الجزء الخامس ص 351 " وفي رواية موسى بن عقبة عن الزهري فكتب رسول الله إلى أبي بصير فقدم كتابه وأبو بصير يموت فمات وكتاب رسول الله في يده فدفنه أبو جندل مكانه وجعل عند قبره مسجداً "
جـ ـ هذا لا يثبت لأنه إما مرسل أو معضل خصوصاً مراسيل الزهري فإنها من أضعف المراسيل كما روى ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل ج 1 : ص 246 عن يحيى بن سعيد القطان أنه كان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئاً ويقول هو بمنزلة الريح ويقول هؤلاء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا شيء عقلوه وأيضاَ يعارضه ما تقدم من الأحاديث الصحيحة الدالة على تحريم اتخاذ المساجد على القبور .
• قال في الجزء السادس ص 40 " قال الخطابي وقد تأول البخاري الضحك في موضع آخر على معنى الرحمة وهو قريب "
جـ ـ أقول قد ذكر الحافظ مثل هذا أيضاً عن الخطابي في الجزء الثامن ص 632 ثم قال ولم أر ذلك في النسخ التي وقعت لنا من البخاري .
"ثم قال في الجزء السادس ص 40 لما ذكر تأويل الخطابي للضحك بالرضا قلت ويدل على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بإلى تقول ضحك فلان إلى فلان إذ توجه إليه طلق الوجه مظهراً للرضا عنه "
جـ ـ الصواب إثبات هذه الصفة وإجراؤها على ظاهرها كسائر الصفات على ما يليق بجلال الله وعظمته وهذا قول سلف الأمة وأئمتها .
• قال في الجزء السادس ص 136 " ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله أن لا يوصف بالعلو لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى والمستحل كون ذلك من جهة الحس ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي ولم يرد ضد ذلك وإن كان الله قد أحاط بكل شيء علماً "
جـ ـ إعلم أن لفظة إطلاق الجهة في حق الله نفياً او إثباتاً بدعة وأما قوله إن وصفه بالعلو مستحيل من جهة الحس فليس كذلك بل هو سبحانه فوق كل شيء بذاته وهذا قول أهل السنة والجماعة يثبتون له تعالى صفة العلو علو الذات وعلو القهر وعلو القدر خلافاً لأهل البدع الذين لا يثبتون علو الذات وأما قوله ولم يرد ضد ذلك إلخ , فيقال إنه سبحانه لم يوصف بضد ذلك لأنه ينافي كونه سبحانه فوق كل شيء وهذا أدل دليل على علوه سبحانه بذاته على كل شيء سبحانه وتعالى كما أشار إلى ذلك العلامة ابن القيم في كتابه الصواعق أ .هـ راجع الدرر السنية المجلد الثاني ص 369
• قال في الجزء السادس ص 142 "هذا كله في تعليق التمائم وغيرها ليس فيه قرآن ونحوه فأما ما فيه ذكر الله فلا نهي فيه فإنه إنما يجعل للتبرك به والتعوذ بأسمائه و ذكره "
جـ ـ هذا لا دليل عليه والراجح النهي عنه لثلاثة أمور:
الأول : عموم النهي ولا مخصص للعموم
الثاني : أنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك
الثالث : أن معلقه لا بد أن يمتهنه بدخوله الخلاء ونحوه كما أشار إلى ذلك في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد باب ما جاء في الرقى والتمائم .
• قال في الجزء الساس ص 145 " وقد تقدم توجيه العجب في حق الله في أوائل الجهاد وأن معناه الرضا ونحو ذلك "
جـ ـ تقدم أن هذا تأويل مردود والصواب غثبات هذه الصفة وغيرها من صفات الله على ما يليق بجلاله وعظمته وأنه قول سلف الأمة وأئمتها والله أعلم .
• قال في الجزء السادس ص 221 , 222 " وروى الطحاوي والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في الدرئل عن أسماء بنت عميس أنه دعا لما نام على ركبه علي ففاتته صلاة العصر فردت الشمس حتى صلى علي ثم غربت وهذا أبلغ في المعجزة وقد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في الموضوعات وكذا ابن تيمية في كتاب الرد على الروافض في زعم وضعه والله أعلم "
جـ ـ أقول من تدبر كلام ابن تيمية في كتاب منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية بان له عدم صحة هذا الحديث فإنه ساق طرقه وتكلم عليها والله أعلم( ) .
• قال في الجزء الساس ص 291 على قوله في الحديث فهو عنده فوق العرش "ويحتمل أن يكون المراد بقوله فهو عنده أي ذكره أو علمه فلا تكون العندية مكانية بل هي إشارة إلى كمال كونه خفياً عن الخلق مرفوعاً عن حيز إدراكهم "
جـ ـ هذا خلاف ظاهر الحديث والصواب إجراؤه على ظاهره كما هو قول أهل السنة والجماعة وهذا مما استدلوا به على إثبات علو الله على خلقه .
• قال في ص 292 على قوله إن رحمتي غلبت غضبي " والمراد من الغضب لا زمه وهو إرادة إيصال العذاب إلى من يقع عليه الغضب "
جـ ـ الصواب إثبات هذه الصفة لله على ما يليق بجلاله وعظمته وهذا قول أهل السنة والجماعة خلافاً لأهل البدع .
• قال في الجزء السادس ص 366 على قوله خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً " وهذه الرواية تؤيد قول من قال إن الضمير لآدم والمعنى أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل في النشأة أحوالاً ولا تردد في الرحام أطواراً كذريته بل خلقه الله رجلاً كاملاً سوياً من أول ما نفخ فيه الروح "
جـ ـ هذا خلاف قول أهل السنة وهو قول مردود من وجوه كثيرة كما بسط ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس وقد ذكرته في كتاب " دفاع أهل السنة والإيمان عن حديث خلق آدم على صورة الرحمن " .
• قال في الجزء السادس ص 540 لما ذكر حديث أبي ذر ليس من رجل ادعى إلى غير أبيه وهو يعلمه إلا كفر قال " فقوله في الإسناد عن الحسين هو ابن واقد المعلم "
جـ ـ هذا وهم ليس هو ابن واقد وإنما هو ابن ذكوان والله أعلم .
• قال في الجزء السادس ص 389 على قوله تعالى وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا [النساء:125] "والخليل بمعنى فعيل بمعنى فاعل وهو من الخلة بالضم وهي الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله وهذا صحيح بالنسبة إلى ما قلب إبراهيم من حب الله تعالى وأما إطلاقه في حق الله تعالى فعلى سبيل المقابلة وقيل الخلة أصلها الاستفصاء وسمي بذلك لأنه يوالي ويعادي في الله وخلة الله له نصره وجعله إماماً " وكذا ما ذكره في الجزء السابع ص 23
جـ ـ هذا خلاف قول أهل السنة والجماعة فغنهم يثبتون له صفة الخلة وهي فوق المحبة على ما يليق بجلاله وعظمته سبحانه .
• قال في الجزء السادس ص 454 لما تكلم على قول البخاري باب قول الله تعالى وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا [النساء:163, الإسراء : 55] إلى أن قال " أفرغ أنزل" قال " لم أعرف المراد من هذه الكلمة هنا واستقريت قصة داود في المواضع التي ذكرت فيها فلم أجدها "
جـ ـ إن هذا لهو العجب كيف خفي مثل هذا على الحافظ ابن حجر وهو مذكور في قوله تعالى وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا إلى قوله وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ [البقرة:250 ,251]
وقد أشار إلى مثل ذلك لما تكلم على قوله وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ [البقرة: 247] وهذه الكلمة في قصة طالوت وكأنه ذكرها لما كان آخرها متعلقاً بداود فلمح بشيء من قصة طالوت .
• قال في الجزء السادس ص 600 " وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء وفيه عرض الطعام الذي تظهر فيه البركة على الكبار وقبولهم ذلك "
جـ ـ ليس الأمر كما قال فإن هذا من خصائص النبي ولذلك لم يفعله الصحابة والتابعون مع صالحيهم والله أعلم .
• قال في الجزء السابع ص 29 لما تكلم على قول أبي بكر لا يذيقك الله الموتتين " تقدم شرحه في أوائل الجنائز وقد تمسك به من أنكر الحياة في القبر وأجيب عن أهل السنة المثبتين لذلك بأن المراد نفي الموت اللازم من الذي اثبته عمر بقوله وليبعثه الله في الدنيا ليقطه أيدي القائلين بموته وليس تعرض لما يقع في البرزخ وأحسن من هذا الجواب أن يقال إن حياته في القبر لا يعقبها موت بل يستمر حياً والأنبياء أحياء في قبورهم ولعل هذا هو الحكمة في تعريف الموتتين حيث قال لا يذيقك الله الموتتين أي المعروفتين المشهورتين الواقعتين لكل أحد غير الأنبياء "
جـ ـ الصواب هو الأول وهو أن حياة الأنبياء في قبورهم برزخية غير الحياة المعهودة هنا وأما ما جعله أحسن فليس كما قال لأنه قام الدليل القاطع أنه لا يبقى عند النفخ في الصور أحد حيا فلو كان الأمر كما قال لكان الله قد جمع عليه موتتين وهو خلاف الحديث أشار إلى ذلك في الدرر السنية 272:1
• قال في الجزء السابع ص 120 لما تكلم على قوله ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكما " قال ونسبة الضحك والتعجب إلى الله تعالى مجازية والمراد بهما الرضا بصنيعهما "
جـ ـ قد تقدم الكلام عليه والصواب إثبات هاتين الصفتين على ما يليق بجلال الله وعظمته كسائر أسمائه وصفاته الواردة في الكتاب والسنة .
• قال في المجلد السابع ص 124 " فمعتقد سلف الأمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول إلخ "
جـ ـ اعلم أن أهل السنة والجماعة يثبتون لله سبحانه ما أثبته لنفسه من صفات الكمال و ما وصفه به رسول الله ينزهونه عما لا يليق بجلاله وعظمته و لا يتوسعون بإطلاق عبارات تحتمل حقاً وباطلاً كمثل هذه العبارات المذكورة .
• قال في الجزء السابع ص 145 "والمراد بغضب الله إرادة إيصال العقاب كما أن المراد بلعنة الله الإبعاد عن رحمته "
جـ ـ هذا تأويل مردود والصواب إثبات صفة الغضب واللعن لله على ما يليق بجلاله وعظمته وهذا قول أهل السنة والجماعة خلافاً للجهمية ومن أخذ عنهم .
• قال في الجزء السابع ص 192 قوله " باب تقاسم المشركين على النبي كان ذلك أول يوم من المحرم سنة سبع من البعثة وكان النجاشي قد جهز جعفراً ومن معه فقدموا والنبي بخيبر وذلك في صفر منهما "
جـ ـ هذا وهم وإنما كان ذلك في السنة السابعة من الهجرة بعد التقاسم المذكور بأكثر من عشر سنسن والله أعلم .
• قال في الجزء السابع ص 412 , 413 " قال السهيلي قوله من فوق سبع سماوات معناه أن الحكم نزل من فوق قال ومثله قول زينب بنت جحش وزوجني الله من نبيه من فوق سبع سماوات أي نزل تزويجها من فوق قال ولا يستحيل وصفه تعالى بالفوق على المعنى الذي يليق بجلاله لا على المعنى الذي يسبق إلى الوهم من التحديد الذي يفضي إلى التشبيه "
جـ ـ لا حاجة إلى هذا التكلف فإن هذا الحديث كنظائره من الأحاديث الدالة على إثبات علوه جل وعلا على جميع المخلوقات علو الذات وعلو القهر وعلو القدر على ما يليق بجلاله وعظمته وهذا هو قول أهل السنة والجماعة .
• قال في الجزء الثامن ص 155 " والرحمة لغة الرقة والإنعطاف وعلى هذا فوصفه به تعالى مجاز عن إنعامه على عباده "
جـ ـ هذا باطل والصواب إثبات صفة الرحمة له تعالى حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته وأما كونها في اللغة رقة وانعطافاً فهذا إنما يلزم في حق المخلوقين وأما الرب جل وعلا فلا يلزم مثل هذا في حقه .
• قال في الجزء الثامن ص 185 " جَاءَ مُفَسَّرًا فِي حَدِيث أَبِي أَيُّوب الَّذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن حِبَّانَ وَالْحَاكِم مِنْ طَرِيق أَسْلَمَ بْن عِمْرَان قَالَ " كُنَّا بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ، فَخَرَجَ صَفّ عَظِيم مِنْ الرُّوم ، فَحَمَلَ رَجُل مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صَفّ الرُّوم حَتَّى دَخَلَ فِيهِمْ ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلًا . فَصَاحَ النَّاس : سُبْحَان اللَّه ، أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة . فَقَالَ أَبُو أَيُّوب : أَيّهَا النَّاس ، إِنَّكُمْ تُؤَوِّلُونَ هَذِهِ الْآيَة عَلَى هَذَا التَّأْوِيل ، وَإِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِينَا مَعْشَر الْأَنْصَار : إِنَّا لَمَّا أَعَزّ اللَّه دِينه وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ قُلْنَا بَيْننَا سِرًّا : إِنَّ أَمْوَالنَا قَدْ ضَاعَتْ ، فَلَوْ أَنَّا أَقَمْنَا فِيهَا وَأَصْلَحْنَا مَا ضَاعَ مِنْهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ الْآيَة ، فَكَانَتْ التَّهْلُكَة الْإِقَامَة الَّتِي أَرَدْنَاهَا "
جـ ـ هذا الحديث لم يروه مسلم ولذلك خالف المصنف كلامه هذا في موضع آخر فذكره في بلوغ المرام رقم [1301] ولم يعزه إلى مسلم وهو الصحيح والله أعلم .
• قال في الجزء الثامن ص 336 لما تكلم على قوله تعالى اسْتَغْفِرْ لَهُمْ [التوبة: 80] الآية فنقل كلاماً لابن بطال ثم قال "وتعقبه ابن المنير بأن الإيمان لا يتبعض قال وهو كما قال "
جـ ـ هذا خلاف قول أهل السنة فإن مذهبهم أن الإيمان يتبعض كما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى في كتاب افيمان 8 : 566,565,564,563,562 .
• قال في الجزء الثامن ص 340 لما تكلم على قوله وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ [التوبة: 84] وحديث طلب الصلاة على عبداله بن أبي بن سلول قال" وفيه جواز سؤال الموسر من المال من ترجى بركته شيئاً من ماله لضرورة دينية "
جـ ـ قد تقدم أن التبرك بمثل ذلك خاص بالنبي .
• قال في الجزء الثامن ص 383 لما ذكر الكلام على لا أقسم " قيل إنها زائدة وتعقب بأنها لا تزاد إلا في أثناء الكلام وأجيب بأن القرآن كله كالكلام الواحد "
جـ ـ قوله إن القرآن كالكلام الواحد فيه نظر .
• قال في الجزء الثامن ص 551 على حديث أن الله يجعل السماوات على إصبع "وقال ابن فورك يحتمل أن يكون المراد بالإصبع إصبع بعض المخلوقات وما ورد في بعض طرقه أصابع الرحمن يدل على القدرة والملك "
جـ ـ هذا التأويل مردود مخالف لقول أهل السنة والجماعة والصواب إثبات ذلك على ما يليق بجلال الله وعظمته .
• قال في الجزء الثامن ص 596 على قوله في الحديث حتى يضع قدمه فيها "واختلف في المراد بالقدم فطريق السلف في هذا وغيره مشهورة وهو أن تمر كما جاءت ولا يتعرض لتأويله بل نعتقد استحالة ما يوهم النقص على اللع وخاض كثير من أهل العلم في تأويل ذلك إلخ"
• قال في الجزء الثامن ص 664 على قوله في الحديث يكشف ربنا عن ساقه " قال الإسماعيلي هو من رواية سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ يكشف عن ساق قال الإسماعيلي هذه اصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة لا يظن أن الله ذو أعظاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين "
جـ ـ لفظة ساقه ثابتة في الصحيح والرواية الأخرى لا تنافيها ولا تعارضها وماذكره الإسماعيلي لا يلزم من إثبتها فغن أهل السنة والجماعة يثبتون لله هذه الصفة وغيرها مما ورد في الكتاب والسنة على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تشبيه بصفات المخلوقين لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]
• قال في الجزء التاسع ص 69 على قوله في الحديث ما أذن الله لشيء كأذنه إلخ "وقال القرطبي: أصل الأذن بفتحتين أن المستمتع يميل بأذنه إلى جهة من يسمعه، وهذا المعنى في حق الله لا يراد به ظاهره، وإنما هو على سبيل التوسع على ما جرى به عرف المخاطب، والمراد به في حق الله تعالى إكرام القارئ وإجزال ثوابه؛ لأن ذلك ثمرة الإصغاء "
جـ ـ هذا تأويل مردود والصواب إثبات هذه الصفة لله حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته من غير أن يشبه ذلك باستماع المخلوق وهذا قول أهل السنة والجماعة خلافاً لأهل البدع من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ونحوهم .
• قال في الجزء التاسع ص 247 لما ذكر إجابة الدعوة" وفي الحضور فوائد أخرى كالتبرك بالمدعو "
جـ ـ هذا غير مشروع على الصحيح وقد تقدم رده .
• قال في الجزء التاسع ص 320 لما تكلم على قوله ما أحد أغير من الله " قال عياض: ويحتمل أن تكون الغيرة في حق الله الإشارة إلى تغير حال فاعل ذلك، وقيل: الغيرة في الأصل الحمية والأنفة، وهو تفسير بلازم التغير فيرجع إلى الغضب، وقد نسب سبحانه وتعالى إلى نفسه في كتابه الغضب والرضا.وقال ابن العربي: التغير محال على الله بالدلالة القطعية، فيجب تأويله بلازمه، كالوعيد أو إيقاع العقوبة بالفاعل، ونحو ذلك "
جـ ـ الصواب إثبات صفة الغيرة لله حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تشبيه ولا تمثيل بغيرة المخلوقين وما ذكره هؤلاء الذين نقل عنهم لا حاجة إليه . انتهى كلام المؤلف رحمه الله
المصدر
العلامة المحدث
عبد الله الدويش رحمه الله
على كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فهذه تعليقات الشيخ عبد الله الدويش على كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري و قد أتم الشيخ رحمه الله من حيث غنتهى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أي من المجلد الرابع إلى غاية الصفحة 320 من المجلد التاسع عسى الله من يقيض له من يتم ما وقف عليه و قد قام فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك بالتعليق على المخالفات العقدية في الفتح كاملاً وقد اشتمل هذا التعليق على "45" بحثاً بالتكرار موزعة كالآتي
فمواضيع التوحيد والعقيدة "33" موضوعاً
وموضوع في أصول الفقه .
وثلاثة مواضيع في تصحيح أسماء مصحفه .
وموضوعين في تضعيف بعض الأحاديث .
وموضوع في تصحيح عزواً بعض الأحاديث التي نسبت إلى بعض الكتب سهواً .
وموضوع في غريب الحديث .
وموضوع في السيرة النبوية .
ملاحظة : التعقيب يرمز له بحرف "جـ "
بسم الله الرحمن الرحيم
• في 4 : 57 لما ذكر قول الصحابي قال :
" ولكن معناه كما قال المزني وغيره من أهل النظر إنه النقل " أ.هـ .
جـ ـ هذا فيه تفصيل إن كان الصحابي قد خالفه صحابي آخر فنعم وأما إذا أفتى بفتيا ولم يخالفه غيره من الصحابة فقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه إعلام الموقعين 4 : 133 إلى 147 أكثر من أربعين وجهاً تدل على أن ما أفتى به حجة والله أعلم .
• قال في جـ 4 ص 93 , 94 :
" وكان مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبي فيشمل ذلك جميع الأزمنة لأنه في زمن النبي للتعلم إلى أن قال ومن بع ذلك لزيارة قبره والصلاة في مسجده" أ.هـ
جـ ـ السفر لزيارة قبر النبي غير مشروع وإنما المشروع السفر إلى مسجده للصلاة فيه فإذا وصل المسجد فحينئذ تكون زيارة مسنونة كما في الحديث لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد الحديث والله أعلم .
• " ثم قال بعد ذلك والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار أصحابه " ا.هـ
جـ ـ ليس التبرك بذلك من دين الإسلام بل هو من الغلو ووسائل الشرك كما قال عمر بن الخطاب إنما هلك الذين من قبلكم بمثل هذا كانوا يتبعون آثار أنبيائهم والله أعلم .
• قال في جـ 4 ص 105 على قوله في الحديث أطيب عند الله من ريح المسك :
" مع أنه سبحانه وتعالى منزهٌ عن استطابة الروائح؛ إذ ذاك من صفات الحيوان وقيل عند الملائكة وقيل أن الله ص 106 يجزيه في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك وقيل إن صاحبه ينال من الثواب ما هو أفضل من ريح المسك , وقيل رضاه به وثناؤه عليه " أ.هـ
جـ ـ كل هذا تأويل لا حاجة إليه وإخراج للفظ عن حقيقته والصواب أن نسبة الاستطابة إليه سبحانه كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين كما أن رضاه وغضبه وفرحه وكراهته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك كما أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات المخلوقين وصفاته لا تشبه صفاتهم وأفعاله لا تشبه أفعالهم قاله العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في الوابل الصيب والله أعلم
• قال في جـ 4 ص 345 قوله " خالد بن معدان عن المقدام بن معد يكرب هكذا رواه الوليد وتابعه يحيى بن حمزة عن ثور وهكذا رواه عبدالرحمن بن مهدي عن ابن المبارك عن ثور أخرجه أحمد عنه وتابعه يحيى بن سعد عن خالد بن معدان "
جـ ـ قلت قوله يحيى بن سعيد تصحيف وإنما هو بحير بن سعد كما رواه ابن ماجه
حيث قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي ثنا بقية بن الوليد
عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام ابن معد يكرب عن أبي أيوب عن
النبي .
• قال" ووقع في رواية إسماعيل بن عياش عند الطبراني ونفيه عنده وعند ابن ماجه كلاهما عن يحيى بن سعيد"
قلت ونفيه تصحيف وإنما هو بقية كما تقدم وقوله يحيى بن سعيد تصحيف وإنما هو بحير بن سعد على ما تقدم في الذي قبله .
• قال في الجزء الخامس ص 105 "وفيه أن الأرضين السبع متراكمة لم يفتق بعضها من بعض لأنها لو فتقت لاكتفى في حق هذا الغاصب بتطويق التي غصبها لانفصالها عما تحتها أشار إلى ذلك الداودي "
جـ ـ هذا فيه نظر قال ابن جرير في تفسيره المجلد الثاني عشر الجزء الثامن والعشرين ص 98 , 99 على قوله تعالى وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يقول وخلق من الأرض مثلهن لما في كل واحدة منهن مثل ما في السموات من الخلق ثم ذكر آثاراً منها قوله حدثنا أبو كريب قال ثنا أبو بكر عن عاصم بن زر عن عبدالله قال خلق الله سبع سموات غلظ كل واحدة مسيرة خمسمائة عام وبين كل واحدة منهم خمسمائة عام وفوق السبع السماوات الماء والله جل ثناؤه فوق الماء لا يخفى عليه شيء من إهمال بني آدم والأرض سبع بين كل أرضين خمسمائة عام وغلظ كل أرض خمسمائة عام . أ .هـ
وقال ابن كثير في البداية والنهاية جـ 1 ص 20 لما ذكر الأرضين والظاهر
أن بين كل واحدة منهن وبين الأخرى مسافة لظاهر قوله تعالى : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ [الطلاق:12] .
• قال في الجزء الخامس ص 183 "وزعم بعضهم أن الضمير يعود على آدم أي على صفته أي خلقه موصوفاً بالعلم إلخ "
جـ ـ هذا قول الجهمية كما ذكر في الدرر السنية المجلد الثاني ص 314 , 315
أن أحمد قال في رواية أبي طالب من قال أن الله خلق آدم على صورة الرحمن فهو
جهمي وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه . أ.هـ
• قال في جـ 5 ص 183" وقد قال المازري غلط ابن قتيبة فأجرى هذا الحديث على ظاهره وقال صورة لا كالصور انتهى "
جـ ـ ليس قوله غلطاً بل هو الصحيح في هذا الباب لأن أهل السنة والجماعة
يؤمنون بجميع ما صح من أسماء الله وصفاته حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته وقد
ثبت في الصحيحين الحديث فيأتيهم الله في صورته وإنما الغلط قول من نفى ما اطلقه
الله على نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله .
• قال في جـ 5 ص 183 "لما ذكر حديث لا تقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته وهو ظاهر في عود الضمير على المقول له ذلك "
جـ ـ هذا خلاف قول أهل السنة كما قال عبدالله بن الإمام أحمد قال رجل
لأبي أن فلاناً يقول في حديث رسول الله إن الله خلق آدم على صورته فقال
على صورة الرجل فقال أبي كذب هو قول الجهمية وأي فائدة في هذا وقال أحمد
في رواية أخرى فأين الذي يروي إن الله خلق آدم على صورة الرحمن وقد جزم
أحمد وإسحاق بصحة هذا الحديث كما ذكره المؤلف والذهبي في سير أعلام النبلاء
وفي ميزان الإعتدال في ترجمة أبي الزناد .
• قال في الجزء الخامس ص 336 " ووقع للمهلب استبعاد جواز هذه الكلمة وهي حابس الفيل على الله تعالى فقال المراد حبسها الله عزوجل وتعقب بأنه يجوز إطلاق ذلك في حق الله فيقال حبسها الله حابس الفيل وإنما الذي يمكن أن يمنع تسميته سبحانه وتعالى حابس الفيل ونحوه كذا جاء ابن المنير وهو مبني على الصحيح من أن الأسماء توقيفيه .أ.هـ
جـ ـ ليس هذا من باب التسمية حتى يحتاج إلى ما ذكره وإنما هو من باب
الإخبار وهو أوسع من باب التسمية كما أشار إلى مثل ذلك العلامة ابن القيم في
بدائع الفوائد ج 1 ص 162 .
• قال في المجلد الخامس ص 29 " على قول ابن عباس وكتابكم أي القرآن أحدث الأخبار بالله قال أي أقربها نزولاً إليكم من عند الله عزوجل فالحديث بالنسبة إلى
المنزول إليهم وهو في نفسه قديم "
جـ ـ قوله وهو في نفسه قديم يحتاج إلى تفصيل إن أراد به أن الله علمه وكتبه في
اللوح المحفوظ وإذا نزل جبريل بشيء منه سمعه من الله ونزل به منه فهذا حق كما
قال تعالى مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ [الأنعام:114] .وإن أراد أنه قديم بمعنى أن جبريل
يأخذه من اللوح المحفوظ ولا يسمعه من الله فهذا باطل كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 126,127,إلى 133, 520
• قال في الجزء الخامس ص 351 " وفي رواية موسى بن عقبة عن الزهري فكتب رسول الله إلى أبي بصير فقدم كتابه وأبو بصير يموت فمات وكتاب رسول الله في يده فدفنه أبو جندل مكانه وجعل عند قبره مسجداً "
جـ ـ هذا لا يثبت لأنه إما مرسل أو معضل خصوصاً مراسيل الزهري فإنها من أضعف المراسيل كما روى ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل ج 1 : ص 246 عن يحيى بن سعيد القطان أنه كان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئاً ويقول هو بمنزلة الريح ويقول هؤلاء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا شيء عقلوه وأيضاَ يعارضه ما تقدم من الأحاديث الصحيحة الدالة على تحريم اتخاذ المساجد على القبور .
• قال في الجزء السادس ص 40 " قال الخطابي وقد تأول البخاري الضحك في موضع آخر على معنى الرحمة وهو قريب "
جـ ـ أقول قد ذكر الحافظ مثل هذا أيضاً عن الخطابي في الجزء الثامن ص 632 ثم قال ولم أر ذلك في النسخ التي وقعت لنا من البخاري .
"ثم قال في الجزء السادس ص 40 لما ذكر تأويل الخطابي للضحك بالرضا قلت ويدل على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بإلى تقول ضحك فلان إلى فلان إذ توجه إليه طلق الوجه مظهراً للرضا عنه "
جـ ـ الصواب إثبات هذه الصفة وإجراؤها على ظاهرها كسائر الصفات على ما يليق بجلال الله وعظمته وهذا قول سلف الأمة وأئمتها .
• قال في الجزء السادس ص 136 " ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله أن لا يوصف بالعلو لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى والمستحل كون ذلك من جهة الحس ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي ولم يرد ضد ذلك وإن كان الله قد أحاط بكل شيء علماً "
جـ ـ إعلم أن لفظة إطلاق الجهة في حق الله نفياً او إثباتاً بدعة وأما قوله إن وصفه بالعلو مستحيل من جهة الحس فليس كذلك بل هو سبحانه فوق كل شيء بذاته وهذا قول أهل السنة والجماعة يثبتون له تعالى صفة العلو علو الذات وعلو القهر وعلو القدر خلافاً لأهل البدع الذين لا يثبتون علو الذات وأما قوله ولم يرد ضد ذلك إلخ , فيقال إنه سبحانه لم يوصف بضد ذلك لأنه ينافي كونه سبحانه فوق كل شيء وهذا أدل دليل على علوه سبحانه بذاته على كل شيء سبحانه وتعالى كما أشار إلى ذلك العلامة ابن القيم في كتابه الصواعق أ .هـ راجع الدرر السنية المجلد الثاني ص 369
• قال في الجزء السادس ص 142 "هذا كله في تعليق التمائم وغيرها ليس فيه قرآن ونحوه فأما ما فيه ذكر الله فلا نهي فيه فإنه إنما يجعل للتبرك به والتعوذ بأسمائه و ذكره "
جـ ـ هذا لا دليل عليه والراجح النهي عنه لثلاثة أمور:
الأول : عموم النهي ولا مخصص للعموم
الثاني : أنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك
الثالث : أن معلقه لا بد أن يمتهنه بدخوله الخلاء ونحوه كما أشار إلى ذلك في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد باب ما جاء في الرقى والتمائم .
• قال في الجزء الساس ص 145 " وقد تقدم توجيه العجب في حق الله في أوائل الجهاد وأن معناه الرضا ونحو ذلك "
جـ ـ تقدم أن هذا تأويل مردود والصواب غثبات هذه الصفة وغيرها من صفات الله على ما يليق بجلاله وعظمته وأنه قول سلف الأمة وأئمتها والله أعلم .
• قال في الجزء السادس ص 221 , 222 " وروى الطحاوي والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في الدرئل عن أسماء بنت عميس أنه دعا لما نام على ركبه علي ففاتته صلاة العصر فردت الشمس حتى صلى علي ثم غربت وهذا أبلغ في المعجزة وقد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في الموضوعات وكذا ابن تيمية في كتاب الرد على الروافض في زعم وضعه والله أعلم "
جـ ـ أقول من تدبر كلام ابن تيمية في كتاب منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية بان له عدم صحة هذا الحديث فإنه ساق طرقه وتكلم عليها والله أعلم( ) .
• قال في الجزء الساس ص 291 على قوله في الحديث فهو عنده فوق العرش "ويحتمل أن يكون المراد بقوله فهو عنده أي ذكره أو علمه فلا تكون العندية مكانية بل هي إشارة إلى كمال كونه خفياً عن الخلق مرفوعاً عن حيز إدراكهم "
جـ ـ هذا خلاف ظاهر الحديث والصواب إجراؤه على ظاهره كما هو قول أهل السنة والجماعة وهذا مما استدلوا به على إثبات علو الله على خلقه .
• قال في ص 292 على قوله إن رحمتي غلبت غضبي " والمراد من الغضب لا زمه وهو إرادة إيصال العذاب إلى من يقع عليه الغضب "
جـ ـ الصواب إثبات هذه الصفة لله على ما يليق بجلاله وعظمته وهذا قول أهل السنة والجماعة خلافاً لأهل البدع .
• قال في الجزء السادس ص 366 على قوله خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً " وهذه الرواية تؤيد قول من قال إن الضمير لآدم والمعنى أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل في النشأة أحوالاً ولا تردد في الرحام أطواراً كذريته بل خلقه الله رجلاً كاملاً سوياً من أول ما نفخ فيه الروح "
جـ ـ هذا خلاف قول أهل السنة وهو قول مردود من وجوه كثيرة كما بسط ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس وقد ذكرته في كتاب " دفاع أهل السنة والإيمان عن حديث خلق آدم على صورة الرحمن " .
• قال في الجزء السادس ص 540 لما ذكر حديث أبي ذر ليس من رجل ادعى إلى غير أبيه وهو يعلمه إلا كفر قال " فقوله في الإسناد عن الحسين هو ابن واقد المعلم "
جـ ـ هذا وهم ليس هو ابن واقد وإنما هو ابن ذكوان والله أعلم .
• قال في الجزء السادس ص 389 على قوله تعالى وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا [النساء:125] "والخليل بمعنى فعيل بمعنى فاعل وهو من الخلة بالضم وهي الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله وهذا صحيح بالنسبة إلى ما قلب إبراهيم من حب الله تعالى وأما إطلاقه في حق الله تعالى فعلى سبيل المقابلة وقيل الخلة أصلها الاستفصاء وسمي بذلك لأنه يوالي ويعادي في الله وخلة الله له نصره وجعله إماماً " وكذا ما ذكره في الجزء السابع ص 23
جـ ـ هذا خلاف قول أهل السنة والجماعة فغنهم يثبتون له صفة الخلة وهي فوق المحبة على ما يليق بجلاله وعظمته سبحانه .
• قال في الجزء السادس ص 454 لما تكلم على قول البخاري باب قول الله تعالى وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا [النساء:163, الإسراء : 55] إلى أن قال " أفرغ أنزل" قال " لم أعرف المراد من هذه الكلمة هنا واستقريت قصة داود في المواضع التي ذكرت فيها فلم أجدها "
جـ ـ إن هذا لهو العجب كيف خفي مثل هذا على الحافظ ابن حجر وهو مذكور في قوله تعالى وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا إلى قوله وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ [البقرة:250 ,251]
وقد أشار إلى مثل ذلك لما تكلم على قوله وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ [البقرة: 247] وهذه الكلمة في قصة طالوت وكأنه ذكرها لما كان آخرها متعلقاً بداود فلمح بشيء من قصة طالوت .
• قال في الجزء السادس ص 600 " وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء وفيه عرض الطعام الذي تظهر فيه البركة على الكبار وقبولهم ذلك "
جـ ـ ليس الأمر كما قال فإن هذا من خصائص النبي ولذلك لم يفعله الصحابة والتابعون مع صالحيهم والله أعلم .
• قال في الجزء السابع ص 29 لما تكلم على قول أبي بكر لا يذيقك الله الموتتين " تقدم شرحه في أوائل الجنائز وقد تمسك به من أنكر الحياة في القبر وأجيب عن أهل السنة المثبتين لذلك بأن المراد نفي الموت اللازم من الذي اثبته عمر بقوله وليبعثه الله في الدنيا ليقطه أيدي القائلين بموته وليس تعرض لما يقع في البرزخ وأحسن من هذا الجواب أن يقال إن حياته في القبر لا يعقبها موت بل يستمر حياً والأنبياء أحياء في قبورهم ولعل هذا هو الحكمة في تعريف الموتتين حيث قال لا يذيقك الله الموتتين أي المعروفتين المشهورتين الواقعتين لكل أحد غير الأنبياء "
جـ ـ الصواب هو الأول وهو أن حياة الأنبياء في قبورهم برزخية غير الحياة المعهودة هنا وأما ما جعله أحسن فليس كما قال لأنه قام الدليل القاطع أنه لا يبقى عند النفخ في الصور أحد حيا فلو كان الأمر كما قال لكان الله قد جمع عليه موتتين وهو خلاف الحديث أشار إلى ذلك في الدرر السنية 272:1
• قال في الجزء السابع ص 120 لما تكلم على قوله ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكما " قال ونسبة الضحك والتعجب إلى الله تعالى مجازية والمراد بهما الرضا بصنيعهما "
جـ ـ قد تقدم الكلام عليه والصواب إثبات هاتين الصفتين على ما يليق بجلال الله وعظمته كسائر أسمائه وصفاته الواردة في الكتاب والسنة .
• قال في المجلد السابع ص 124 " فمعتقد سلف الأمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول إلخ "
جـ ـ اعلم أن أهل السنة والجماعة يثبتون لله سبحانه ما أثبته لنفسه من صفات الكمال و ما وصفه به رسول الله ينزهونه عما لا يليق بجلاله وعظمته و لا يتوسعون بإطلاق عبارات تحتمل حقاً وباطلاً كمثل هذه العبارات المذكورة .
• قال في الجزء السابع ص 145 "والمراد بغضب الله إرادة إيصال العقاب كما أن المراد بلعنة الله الإبعاد عن رحمته "
جـ ـ هذا تأويل مردود والصواب إثبات صفة الغضب واللعن لله على ما يليق بجلاله وعظمته وهذا قول أهل السنة والجماعة خلافاً للجهمية ومن أخذ عنهم .
• قال في الجزء السابع ص 192 قوله " باب تقاسم المشركين على النبي كان ذلك أول يوم من المحرم سنة سبع من البعثة وكان النجاشي قد جهز جعفراً ومن معه فقدموا والنبي بخيبر وذلك في صفر منهما "
جـ ـ هذا وهم وإنما كان ذلك في السنة السابعة من الهجرة بعد التقاسم المذكور بأكثر من عشر سنسن والله أعلم .
• قال في الجزء السابع ص 412 , 413 " قال السهيلي قوله من فوق سبع سماوات معناه أن الحكم نزل من فوق قال ومثله قول زينب بنت جحش وزوجني الله من نبيه من فوق سبع سماوات أي نزل تزويجها من فوق قال ولا يستحيل وصفه تعالى بالفوق على المعنى الذي يليق بجلاله لا على المعنى الذي يسبق إلى الوهم من التحديد الذي يفضي إلى التشبيه "
جـ ـ لا حاجة إلى هذا التكلف فإن هذا الحديث كنظائره من الأحاديث الدالة على إثبات علوه جل وعلا على جميع المخلوقات علو الذات وعلو القهر وعلو القدر على ما يليق بجلاله وعظمته وهذا هو قول أهل السنة والجماعة .
• قال في الجزء الثامن ص 155 " والرحمة لغة الرقة والإنعطاف وعلى هذا فوصفه به تعالى مجاز عن إنعامه على عباده "
جـ ـ هذا باطل والصواب إثبات صفة الرحمة له تعالى حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته وأما كونها في اللغة رقة وانعطافاً فهذا إنما يلزم في حق المخلوقين وأما الرب جل وعلا فلا يلزم مثل هذا في حقه .
• قال في الجزء الثامن ص 185 " جَاءَ مُفَسَّرًا فِي حَدِيث أَبِي أَيُّوب الَّذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن حِبَّانَ وَالْحَاكِم مِنْ طَرِيق أَسْلَمَ بْن عِمْرَان قَالَ " كُنَّا بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ، فَخَرَجَ صَفّ عَظِيم مِنْ الرُّوم ، فَحَمَلَ رَجُل مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صَفّ الرُّوم حَتَّى دَخَلَ فِيهِمْ ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلًا . فَصَاحَ النَّاس : سُبْحَان اللَّه ، أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة . فَقَالَ أَبُو أَيُّوب : أَيّهَا النَّاس ، إِنَّكُمْ تُؤَوِّلُونَ هَذِهِ الْآيَة عَلَى هَذَا التَّأْوِيل ، وَإِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِينَا مَعْشَر الْأَنْصَار : إِنَّا لَمَّا أَعَزّ اللَّه دِينه وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ قُلْنَا بَيْننَا سِرًّا : إِنَّ أَمْوَالنَا قَدْ ضَاعَتْ ، فَلَوْ أَنَّا أَقَمْنَا فِيهَا وَأَصْلَحْنَا مَا ضَاعَ مِنْهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ الْآيَة ، فَكَانَتْ التَّهْلُكَة الْإِقَامَة الَّتِي أَرَدْنَاهَا "
جـ ـ هذا الحديث لم يروه مسلم ولذلك خالف المصنف كلامه هذا في موضع آخر فذكره في بلوغ المرام رقم [1301] ولم يعزه إلى مسلم وهو الصحيح والله أعلم .
• قال في الجزء الثامن ص 336 لما تكلم على قوله تعالى اسْتَغْفِرْ لَهُمْ [التوبة: 80] الآية فنقل كلاماً لابن بطال ثم قال "وتعقبه ابن المنير بأن الإيمان لا يتبعض قال وهو كما قال "
جـ ـ هذا خلاف قول أهل السنة فإن مذهبهم أن الإيمان يتبعض كما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى في كتاب افيمان 8 : 566,565,564,563,562 .
• قال في الجزء الثامن ص 340 لما تكلم على قوله وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ [التوبة: 84] وحديث طلب الصلاة على عبداله بن أبي بن سلول قال" وفيه جواز سؤال الموسر من المال من ترجى بركته شيئاً من ماله لضرورة دينية "
جـ ـ قد تقدم أن التبرك بمثل ذلك خاص بالنبي .
• قال في الجزء الثامن ص 383 لما ذكر الكلام على لا أقسم " قيل إنها زائدة وتعقب بأنها لا تزاد إلا في أثناء الكلام وأجيب بأن القرآن كله كالكلام الواحد "
جـ ـ قوله إن القرآن كالكلام الواحد فيه نظر .
• قال في الجزء الثامن ص 551 على حديث أن الله يجعل السماوات على إصبع "وقال ابن فورك يحتمل أن يكون المراد بالإصبع إصبع بعض المخلوقات وما ورد في بعض طرقه أصابع الرحمن يدل على القدرة والملك "
جـ ـ هذا التأويل مردود مخالف لقول أهل السنة والجماعة والصواب إثبات ذلك على ما يليق بجلال الله وعظمته .
• قال في الجزء الثامن ص 596 على قوله في الحديث حتى يضع قدمه فيها "واختلف في المراد بالقدم فطريق السلف في هذا وغيره مشهورة وهو أن تمر كما جاءت ولا يتعرض لتأويله بل نعتقد استحالة ما يوهم النقص على اللع وخاض كثير من أهل العلم في تأويل ذلك إلخ"
• قال في الجزء الثامن ص 664 على قوله في الحديث يكشف ربنا عن ساقه " قال الإسماعيلي هو من رواية سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ يكشف عن ساق قال الإسماعيلي هذه اصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة لا يظن أن الله ذو أعظاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين "
جـ ـ لفظة ساقه ثابتة في الصحيح والرواية الأخرى لا تنافيها ولا تعارضها وماذكره الإسماعيلي لا يلزم من إثبتها فغن أهل السنة والجماعة يثبتون لله هذه الصفة وغيرها مما ورد في الكتاب والسنة على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تشبيه بصفات المخلوقين لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]
• قال في الجزء التاسع ص 69 على قوله في الحديث ما أذن الله لشيء كأذنه إلخ "وقال القرطبي: أصل الأذن بفتحتين أن المستمتع يميل بأذنه إلى جهة من يسمعه، وهذا المعنى في حق الله لا يراد به ظاهره، وإنما هو على سبيل التوسع على ما جرى به عرف المخاطب، والمراد به في حق الله تعالى إكرام القارئ وإجزال ثوابه؛ لأن ذلك ثمرة الإصغاء "
جـ ـ هذا تأويل مردود والصواب إثبات هذه الصفة لله حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته من غير أن يشبه ذلك باستماع المخلوق وهذا قول أهل السنة والجماعة خلافاً لأهل البدع من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ونحوهم .
• قال في الجزء التاسع ص 247 لما ذكر إجابة الدعوة" وفي الحضور فوائد أخرى كالتبرك بالمدعو "
جـ ـ هذا غير مشروع على الصحيح وقد تقدم رده .
• قال في الجزء التاسع ص 320 لما تكلم على قوله ما أحد أغير من الله " قال عياض: ويحتمل أن تكون الغيرة في حق الله الإشارة إلى تغير حال فاعل ذلك، وقيل: الغيرة في الأصل الحمية والأنفة، وهو تفسير بلازم التغير فيرجع إلى الغضب، وقد نسب سبحانه وتعالى إلى نفسه في كتابه الغضب والرضا.وقال ابن العربي: التغير محال على الله بالدلالة القطعية، فيجب تأويله بلازمه، كالوعيد أو إيقاع العقوبة بالفاعل، ونحو ذلك "
جـ ـ الصواب إثبات صفة الغيرة لله حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تشبيه ولا تمثيل بغيرة المخلوقين وما ذكره هؤلاء الذين نقل عنهم لا حاجة إليه . انتهى كلام المؤلف رحمه الله
المصدر
سحاب الخير