الرد على محمد بن ناصر الأسمري
قرأت في صحيفة الوطن عدد الاثنين 9 جمادى الأولى 1430 هـ كلاما للكاتب: محمد ناصر الأسمري ينقله عمن سماها: أبكار كلاما تقول فيه حسب نقله: فلم تعبد الأصنام في شبه الجزيرة العربية بصفتها آلهة قائمة بذاتها وإنما هي لا تمثل إلا تماثيل الشفعاء لم تعبد إلا بصفتها شفعاء إلى الله ويقينا أن هذا في ضوء الحقيقة ليس شركا فإن الشيء الذي يتخذ شفيعا إلى شيء آخر لا يعدل هذا الشيء الآخر مساويا، ثم قال الكاتب مقرا هذا الكلام الذي نقله: لقد مرت الأديان في شبه جزيرة العرب بأطوار كلها في مسارات التوحيد، إلى أن قال: عسى الله أن ينور قلب وعقل الباحثين إلى اتباع الحق والبعد عن التزلف والتزييف فالتاريخ صناعة وصنعة لذوي الحجج والأفهام والقلوب النابضة لا القلوب الراجفة الواجفة. انتهى كلام الكاتب.
وأقول: سبحان الله كيف يصدر هذا الكلام من رجل نشأ في بلاد التوحيد وتعلم في مدارسها وقرأ كتاب الله وسنة رسوله فهو يقر الكاتبة ويستشهد بقولها أنه لم يحدث شرك في شبه الجزيرة العربية وأين هو مما ذكره الله في القرآن الكريم عن العرب من عبادتهم الأصنام عموما واللات والعزى ومناة خصوصا ولما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة غير الله من الأصنام وغيرها قالو: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } وقال تعالى عنهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } وأما قول صاحبة الكتاب الذي نقل منه الكاتب: لم تعبد الأصنام بصفتها آلهة مستقلة وإنما عبدت لكونها شفعاء والشفيع لا يساوي المشفوع عنده فنقول: عبادة الشفعاء تعتبر شركا أكبر لأن العبادة حق لله وحده وقد سمى الله ذلك شركا في قوله: { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } فسمى فعلهم هذا شركا نزه نفسه عنه وسماه كفرا وكذبا في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } فأهل الإيمان الذين قال عنهم الكاتب: القلوب الراجفة الواجفة يخافون الله ويعتقدون ما في كتاب الله من تسمية هذا العمل شركا وكفرا، هذا ما أردت التنبيه عليه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
كتبه:
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
وأقول: سبحان الله كيف يصدر هذا الكلام من رجل نشأ في بلاد التوحيد وتعلم في مدارسها وقرأ كتاب الله وسنة رسوله فهو يقر الكاتبة ويستشهد بقولها أنه لم يحدث شرك في شبه الجزيرة العربية وأين هو مما ذكره الله في القرآن الكريم عن العرب من عبادتهم الأصنام عموما واللات والعزى ومناة خصوصا ولما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة غير الله من الأصنام وغيرها قالو: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } وقال تعالى عنهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } وأما قول صاحبة الكتاب الذي نقل منه الكاتب: لم تعبد الأصنام بصفتها آلهة مستقلة وإنما عبدت لكونها شفعاء والشفيع لا يساوي المشفوع عنده فنقول: عبادة الشفعاء تعتبر شركا أكبر لأن العبادة حق لله وحده وقد سمى الله ذلك شركا في قوله: { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } فسمى فعلهم هذا شركا نزه نفسه عنه وسماه كفرا وكذبا في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } فأهل الإيمان الذين قال عنهم الكاتب: القلوب الراجفة الواجفة يخافون الله ويعتقدون ما في كتاب الله من تسمية هذا العمل شركا وكفرا، هذا ما أردت التنبيه عليه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
كتبه:
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء