السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع لتوضيح لمن قال المؤمنين لا يرون ربهم في الجنة
إن من عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الجنة وقد دل على هذا الكتاب والسنة وإجماع السلف.
قال الله تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ).
وقال تعالى ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله تعالى – رزقني الله وإياكم هذا الفضل- كما في صحيح مسلم 297 فقد قال صلى الله عليه وسلم : إذا دخل أهل الجنة الجنة قال : يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال فيكشف الحجاب , فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عزوجل ثم تلا هذه الآية ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة).
((75 المؤمنون يرون ربهم حقا في الجنة كما يشاء الله
س في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه قال ( إنكم سترون ربكم يوم القيامة كالقمر ليلة البدر .. لا تضامون في رؤيته ) .
1- هل رؤية الله حق يوم القيامة ؟ وهل الحديث المذكور أعلاه صحيح ؟ ! وهل الرؤية للناس جميعًا أم للمؤمنين ؟
2- قال بعض رواة الحديث إن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فهل هذا صحيح ؟ ! .
س في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه قال ( إنكم سترون ربكم يوم القيامة كالقمر ليلة البدر .. لا تضامون في رؤيته ) .
1- هل رؤية الله حق يوم القيامة ؟ وهل الحديث المذكور أعلاه صحيح ؟ ! وهل الرؤية للناس جميعًا أم للمؤمنين ؟
2- قال بعض رواة الحديث إن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فهل هذا صحيح ؟ ! .
ج 1 هذا الحديث صحيح ثابت ، وهو دليل على أن المؤمنين يرون ربهم حقًّا كما يشاء الله وأما الكفار فلا يرونه ، لقوله تعالى { كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } .
وقد وردت الأحاديث الكثيرة في إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الجنة ، وكذلك دل عليها القرآن كقوله تعالى { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } . وقوله { عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ } . فأما كيفية الرؤية فلا نعلمها مع أحقيتها ، فإن الدار الآخرة لا تُقاس بالدنيا ، ولا يقاس الغيب على الشهادة ، وإنما علينا أن نقول بما نعلم .
2- وردت الأحاديث الصحيحة في النزول كقوله صلى الله عليه وسلم " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول ( هل من داعٍ فأستجيب له ، هل من مستغفر فأغفر له ، هل من تائب فأتوب عليه ؟ ) .
لكن هذا النزول من الأمور الغيبية ، فنحن نقبله ولا نخوض في كيفيته ، وإنما نستفيد من فضل آخر الليل ، واستحباب الصلاة هناك والدعاء والاستغفار وإنه مظنة الإجابة .
الشيخ ابن جبرين)) فتاوى الإسلامية
الشيخ ابن جبرين)) فتاوى الإسلامية
وقال إبن كثير في تفسير قال تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ } من النضارة، أي حسنة بَهِيَّة مشرقة مسرورة، { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } أي: تراه عيانا، كما رواه البخاري، رحمه الله، في صحيحه: "إنكم سترون ربكم عَيَانا". وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح، من طرق متواترة عند أئمة الحديث، لا يمكن دفعها ولا منعها؛ لحديث أبي سعيد وأبي هريرة -وما في الصحيحين-: أن ناسا قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تُضَارُّون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سَحَاب؟" قالوا: لا. قال: "فإنكم تَرَون ربكم كذلك". ) وفي الصحيحين عن جرير قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنكم تَرَون ربكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم ألا تُغلَبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ولا قبل
غروبها فافعلوا" ) وفي الصحيحين عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جَنَّتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فِضَّة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى الله إلا رِدَاء الكبرياء على وجهه في جنة عدن". (2) وفي أفراد مسلم، عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهلُ الجنة الجنة" قال: "يقول الله تعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تُبَيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟" قال: "فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم، وهي الزيادة". ثم تلا هذه الآية: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [ يونس : 26 ]. (3)
وفي أفراد مسلم، عن جابر في حديثه: "إن الله يَتَجلَّى للمؤمنين يضحك" (4) -يعني في عرصات القيامة-ففي هذه الأحاديث أن المؤمنين ينظرون (5) إلى ربهم عز وجل في العرصات، وفي روضات الجنات.
غروبها فافعلوا" ) وفي الصحيحين عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جَنَّتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فِضَّة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى الله إلا رِدَاء الكبرياء على وجهه في جنة عدن". (2) وفي أفراد مسلم، عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهلُ الجنة الجنة" قال: "يقول الله تعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تُبَيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟" قال: "فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم، وهي الزيادة". ثم تلا هذه الآية: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [ يونس : 26 ]. (3)
وفي أفراد مسلم، عن جابر في حديثه: "إن الله يَتَجلَّى للمؤمنين يضحك" (4) -يعني في عرصات القيامة-ففي هذه الأحاديث أن المؤمنين ينظرون (5) إلى ربهم عز وجل في العرصات، وفي روضات الجنات.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا عبد الملك بن أبجر، حدثنا ثُوَير (6) بن أبي فاختة، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه. وإن أفضلهم منزلة لينظر إلى وجه الله كل يوم مرتين". (7)
ورواه الترمذي عن عبد بن حميد، عن شَبابة، عن إسرائيل، عن ثُوَير قال: "سمعت ابن عمر..". فذكره، قال: "ورواه عبد الملك بن أبجر، عن ثُوَير، عن مجاهد، عن ابن عمر، قوله". وكذلك رواه الثوري، عن ثُوَير، عن مجاهد، عن ابن عمر، لم يرفعه ( 8 ) ولولا خشية الإطالة لأوردنا الأحاديث بطرقها وألفاظها من الصحاح والحسان والمسانيد والسنن، ولكن ذكرنا ذلك مفرقا في مَواضِعَ من هذا التفسير، وبالله التوفيق (9) . وهذا بحمد الله مجمع عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة، كما هو متفق عليه بين أئمة الإسلام. وهُدَاة الأنام.
وهذا واللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
نقلَ أخوكم أبو علي من كتاب فتاوى الإسلامية وكتاب تفسير ابن كثير و موقع السحاب السلفية (م.ش)مكتبة الشاملة