أَشِعَّةُ الأَنْوَارِ فِيمَا تَضَمَّنَتْهُ (لا إلَهَ إلاَّاللهُ) مِنْ بَعْضِ الأَسْرَارِ
لِلعَلاَّمَةِ
سُلَيْمَانَ بْنِ سَحْمَانَ
رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
سُلَيْمَانَ بْنِ سَحْمَانَ
رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
رَسَائِلُ إخْوَانِ الصَّفَا وَالتّـــــــَوَدُّدِ **** إلَى كُلِّ ذِي قَلْبٍسَلِيمٍ مُوَحِّدِ
وَمِنْ بَعْدِ حَمْدِ اللهِ وَالشُّكْرِ وَالثَّنَـــــا **** صَلاةً وَتَسْلِيمًا عَلَى خَيْرِ مُرْشِدِ
وَآلٍ وَصَحْبٍ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمُ بِعَدِّ **** وَمِيضِ الْبَرْقِ أَهْلَ التَّوَدُّدِ
وَبَعْدُ فَقَدْ طَمَّ البَلاءُ وَعَمَّنَا مِنَ **** الْجَهْلِ بِالدِّينِ الْقَوِيمِ الْمُحَمَّدِ
بِمَا لَيْسَ نَرْجُو كَشْفَهُ وَانْتِقَاذَنَا **** لِغَيْرِ الإلَهِ الْوَاحِدِ الْمُتَفَرِّدِ
وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ النَّزْرُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ **** يُعَادِيهِمُ مِنْ أَهْلِهَا كُلُّ مُعْتَدِي
فَهُبُّوا عِبَادَ اللهِ مِنْ نَوْمَةِ الرَّدَى إلَى **** الْفِقْهِ فِي أَصْلِ الْهُدَى وَالتَّجَرُّدِ
وَقَدْ عَنَّ أَنْ نُهْدِي إلَى كُلِّ صَاحِبٍ نَضِيدًا **** مِنَ الأَصْلِ الأَصِيلِ الْمُؤَطَّدِ
فَدُونَكَ مَا نُهْدِي فَهَلْ أَنْتَ قَابِلٌ **** لِذَلِكَ أَمْ قَدْ غِينَ قَلْبُكَ بِالدَّدِ
تَرُوقُ لَكَ الدُّنْيَا وَلَذَّاتُ أَهْلِهَا كَأَنْ **** لَمْ تَصِرْ يَوْمًا إلَى قَبْرِ مُلْحَدِ
فَإنْ رُمْتَ أَنْ تَنْجُو مِنَ النَّارِ سَالِمًا **** وَتَحْظَى بِجَنَّاتٍ وَخُلْدٍ مُؤَبَّدِ
وَرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَأَرْفَهِ حَبْرَةٍ **** وَحُورٍ حِسَانٍ - كَالْيَوَاقِيتِ - خُرَّدِ
فَحَقِّقْ لِتَوْحِيدِ الْعِبَادَةِ مُخْلِصًا **** بِأَنْوَاعِهَا للهِ قَصْدًا وَجَرِّدِ
وَأَفْرِدْهُ بِالتَّعْظِيمِ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَا **** وَبِالْحُبِّ وَالرَّغْبَا إلَيْهِ وَوَحِّدِ
وَبِالنَّذْرِ وَالذَّبْحِ الَّذِي أَنْتَ نَاسِكٌ **** وَلا تَسْتَغِثْ إلاَّ بِرَبِّكَ تَهْتِدِي
وَلا تَسْتَعِنْ إلاَّ بِهِ وَبِحَوْلِهِ **** لَهُ خَاشِيًا بَلْ خَاشِعًا فِي التَّعَبُّدِ
وَلا تَسْتَعِذْ إلاَّ بِهِ لا بِغَيْرِهِ **** وَكُنْ لائِذًا بِاللهِ فِي كُلِّ مَقْصِدِ
إلَيْهِ مُنِيبًا تَائِبًا مُتَوَكِّلاً **** عَلَيْهِ وَثِقْ بِاللهِ ذِي الْعَرْشِ تَرْشُدِ
وَلا تَدْعُ إلاَّ اللهَ لا شَيْءَ غَيْرَهُ **** فَدَاعٍ لِغَيْرِ اللهِ غَاوٍ وَمُعْتَدِي
وَكُنْ خَاضِعًا للهِ رَبِّكَ لا لِمَنْ **** تُعَظِّمُهُ وَارْكَعْ لِرَبِّكَ وَاسْجُدِ
وَصَلِّ لَهُ وَاحْذَرْ مُرَاءَاةَ نَاظِرٍ **** إلَيْكَ وَتَسْمِيعًا لَهُ بِالتَّعَبُّدِ
وَجَانِبْ لِمَا قَدْ يَفْعَلُ النَّاسُ عِنْدَ مَنْ **** يَرَوْنَ لَهُ حَقًّا فَجَاؤُوا بِمَوْئِدِ
يَقُومُونَ تَعْظِيمًا وَيَحْنُونَ نَحْوَهُ **** وَيُومُونَ نَحْوَ الرَّأْسِ وَالأَنْفِ بِالْيَدِ
وَهَذَا سُجُودٌ وَانْحِنَا بِإشَارَةٍ **** إلَيْهِ بِتَعْظِيمٍ وَذَا فِعْلُ مُعْتَدِي
إلَى غَيْرِ ذَا مِنْ كُلِّ أَنْوَاعِهَا الَّتِي **** بِهَا اللهُ مُخْتَصٌّ فَوَحِّدْهُ تُسْعَدِ
وَفِي صَرْفِهَا أَوْ بَعْضِهَا الشِّرْكُ قَدْ أَتَى **** فَجَانِبْهُ وَاحْذَرْ أَنْ تَجِيءَ بِمَوْئِدِ
وَهَذَا الَّذِي فِيهِ الْخُصُومَةُ قَدْ جَرَتْ **** عَلَى عَهْدِ نُوحٍ وَالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ
فَوَحِّدْهُ فِي أَفْعَالِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ **** مُقِرًّا بِأَنَّ اللهَ أَكْمَلُ سَيِّدِ
هُوَ الْخَالِقُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ مُدَبِّرٌ **** هُوَ الْمَالِكُ الرَّزَّاقُ فَاسْأَلْهُ وَاجْتَدِ
إلَى غَيْرِ ذَا مِنْ كُلِّ أَفْعَالِهِ الَّتِي **** أَقَرَّ وَلَمْ يَجْحَدْ بِهَا كُلُّ مُلْحِدِ
وَوَحِّدْهُ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ **** وَلا تَتَأَوَّلْهَا كَرَأْيِ الْمُفَنَِّدِ
فَتَشْهَدُ أَنَّ اللهَ حَقٌّ بِذَاتِهِ **** عَلَى عَرْشِهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ مُمَجَّدِ
عَلَيْهِ اسْتَوَى مِنْ غَيْرِ كَيْفٍ وَبَائِنٌ **** عَنِ الْخَلْقِ حَقًّا قَوْلُ كُلِّ مُوَحِّدِ
وَأَنَّ صِفَاتِ اللهِ حَقٌّ كَمَا أَتَى **** بِهَا النَّصُّ مِنْ آيٍ وَمِنْ قَوْلِ أَحْمَدِ
بِكُلِّ مَعَانِيهَا فَحَقٌّ حَقِيقَةً **** وَلَيْسَتْ مَجَازًا قَوْلَ أَهْلِ التَّرَمُّدِ
فَلَيْسَ كَمِثْلِ اللهِ شَيْءٌ وَلا لَهُ **** سَمِيٌّ وَقُلْ لا كُفْوَ للهِ تَهْتَدِي
وَذَا كُلُّهُ مَعْنَى شَهَادِةِ أَنَّهُ **** إلَهُ الْوَرَى حَقًّا بَغَيْرِ تَرَدُّدِ
فَحَقِّقْ لَهَا لَفْظًا وَمَعْنًى فَإنَّهَا **** لَنِعْمَ الرَّجَا يَومَ اللِّقَا لِلْمُوَحِّدِ
هِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى فَكُنْ مُتَمَسِّكًا **** بِهَا مُسْتَقِيمًا فِي الطَّرِيقِ الْمُحَمِّدِ
فَكُنْ وَاحِدًا فِي وَاحِدٍ وَلِوَاحِدٍ **** تَعَالَى وَلا تُشْرِكْ بِهِ أَوْ تُنَدِّدِ
وَمَنْ لَمْ يُقَيِّدْهَا بِكُلِّ شُرُوطِهَا **** كَمَا قَالَهُ الأَعْلامُ مِنْ كُلِّ مُهْتَدِي
فَلَيْسَ عَلَى نَهْجِ الشَّرِيعَةِ سَالِكًا **** وَلَكِنْ عَلَى آرَاءِ كُلِّ مُلَدِّدِ
فَأَوَّلُهَا الْعِلْمُ المُنَافِي لِضِدِّهِ **** مِنَ الْجَهْلِ إِنَّ الْجَهْلَ لَيْسَ بِمُسْعِدِ
وَمِنْ شَرْطِهَا وَهْوَ الْقَبُولُ وَضِدُّهُ**** هُوَ الرَّدُّ فَافْهَمْ ذَلِكَ الْقَيْدَ تَرْشُدِ
كَحَالِ قُرَيْشٍٍ حِينَ لَمْ يَقْبَلُوا الْهُدَى **** وَرَدُّوهُ لَمَّا أَنْ عَتَوا فِي التَّمَرُّدِ
وَقَدْ عَلِمُوا مِنْهَا الْمُرَادَ وَأَنَّهَا **** تَدُلُّ عَلَى تَوْحِيدِهِ وَالتَّفَرُّدِ
فَقَالُوا كَمَا قَدْ أَخْبَرَ اللهُ عَنْهُمُ **** بِسُورَةِ صَادٍ فَاعْلَمَنْ ذَاكَ تَهْتَدِي
فَصَارَتْ بِهِ أَمْوَالُهُمْ وَدِمَاؤُهُمْ **** حَلالاً وَأَغْنَامًا لِكُلِّ مُوَحِّدِ
وَثَالِثُهَا الإخْلاصُ فَاعْلَمْ وَضِدُّهُ **** هُوَ الشِّرْكُ بِالْمَعْبُودِ فِي كُلِّ مَقْصِدِ
كَمَا أَمَرَ اللهُ الْكَرِيمُ نَبِيَّهُ **** بِسُورَةِ تَنْزِيلِ الْكِتَابِ الْمُمَجَّدِ
وَرَابِعُهَا شَرْطُ الْمَحَبَّةِ فَلْتَكُنْ **** مُحِبًّا لِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنَ الْهَدِي
وَإخْلاصُ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ كُلِّهَا **** كَذَا النَّفْيُ لِلشِّرْكِ الْمُفَنَِّدِ وَالدَّدِ
وَمَنْ كَانَ ذَا حُبٍّ لِمَوْلاهُ إنَّمَا **** مَحَبَّتُهُ لِلدِّينِ شَرْطٌ فَقَيِّدِ
وَمَنْ لا فَلا وَالْحُبُّ للهِ إنَّمَا **** يَتِمُّ بِحُبِّ الدِّينِ دِينِ مُحَمَّدِ
فَعَادِ الَّذِي عَادَى لِدِينِ مُحَمَّدٍ **** وَوَالِ الَّذِي وَالاهُ مِنْ كُلِّ مُهْتَدِي
وَأَحْبِبْ رَسُولَ اللهِ أَكْمَلَ مَنْ دَعَا **** إلَى اللهِ وَالتَّقْوَى وأَكْمَلَ مُرْشِدِ
أَحَبَّ مِنَ الأَوْلادِ وَالنَّفْسِ بَلْ وَمِنْ **** جَمِيعِ الْوَرَى وَالْمَالِ مِنْ كُلِّ أَتْلَدِ
وَبَعْدُ فَقَدْ طَمَّ البَلاءُ وَعَمَّنَا مِنَ **** الْجَهْلِ بِالدِّينِ الْقَوِيمِ الْمُحَمَّدِ
بِمَا لَيْسَ نَرْجُو كَشْفَهُ وَانْتِقَاذَنَا **** لِغَيْرِ الإلَهِ الْوَاحِدِ الْمُتَفَرِّدِ
وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ النَّزْرُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ **** يُعَادِيهِمُ مِنْ أَهْلِهَا كُلُّ مُعْتَدِي
فَهُبُّوا عِبَادَ اللهِ مِنْ نَوْمَةِ الرَّدَى إلَى **** الْفِقْهِ فِي أَصْلِ الْهُدَى وَالتَّجَرُّدِ
وَقَدْ عَنَّ أَنْ نُهْدِي إلَى كُلِّ صَاحِبٍ نَضِيدًا **** مِنَ الأَصْلِ الأَصِيلِ الْمُؤَطَّدِ
فَدُونَكَ مَا نُهْدِي فَهَلْ أَنْتَ قَابِلٌ **** لِذَلِكَ أَمْ قَدْ غِينَ قَلْبُكَ بِالدَّدِ
تَرُوقُ لَكَ الدُّنْيَا وَلَذَّاتُ أَهْلِهَا كَأَنْ **** لَمْ تَصِرْ يَوْمًا إلَى قَبْرِ مُلْحَدِ
فَإنْ رُمْتَ أَنْ تَنْجُو مِنَ النَّارِ سَالِمًا **** وَتَحْظَى بِجَنَّاتٍ وَخُلْدٍ مُؤَبَّدِ
وَرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَأَرْفَهِ حَبْرَةٍ **** وَحُورٍ حِسَانٍ - كَالْيَوَاقِيتِ - خُرَّدِ
فَحَقِّقْ لِتَوْحِيدِ الْعِبَادَةِ مُخْلِصًا **** بِأَنْوَاعِهَا للهِ قَصْدًا وَجَرِّدِ
وَأَفْرِدْهُ بِالتَّعْظِيمِ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَا **** وَبِالْحُبِّ وَالرَّغْبَا إلَيْهِ وَوَحِّدِ
وَبِالنَّذْرِ وَالذَّبْحِ الَّذِي أَنْتَ نَاسِكٌ **** وَلا تَسْتَغِثْ إلاَّ بِرَبِّكَ تَهْتِدِي
وَلا تَسْتَعِنْ إلاَّ بِهِ وَبِحَوْلِهِ **** لَهُ خَاشِيًا بَلْ خَاشِعًا فِي التَّعَبُّدِ
وَلا تَسْتَعِذْ إلاَّ بِهِ لا بِغَيْرِهِ **** وَكُنْ لائِذًا بِاللهِ فِي كُلِّ مَقْصِدِ
إلَيْهِ مُنِيبًا تَائِبًا مُتَوَكِّلاً **** عَلَيْهِ وَثِقْ بِاللهِ ذِي الْعَرْشِ تَرْشُدِ
وَلا تَدْعُ إلاَّ اللهَ لا شَيْءَ غَيْرَهُ **** فَدَاعٍ لِغَيْرِ اللهِ غَاوٍ وَمُعْتَدِي
وَكُنْ خَاضِعًا للهِ رَبِّكَ لا لِمَنْ **** تُعَظِّمُهُ وَارْكَعْ لِرَبِّكَ وَاسْجُدِ
وَصَلِّ لَهُ وَاحْذَرْ مُرَاءَاةَ نَاظِرٍ **** إلَيْكَ وَتَسْمِيعًا لَهُ بِالتَّعَبُّدِ
وَجَانِبْ لِمَا قَدْ يَفْعَلُ النَّاسُ عِنْدَ مَنْ **** يَرَوْنَ لَهُ حَقًّا فَجَاؤُوا بِمَوْئِدِ
يَقُومُونَ تَعْظِيمًا وَيَحْنُونَ نَحْوَهُ **** وَيُومُونَ نَحْوَ الرَّأْسِ وَالأَنْفِ بِالْيَدِ
وَهَذَا سُجُودٌ وَانْحِنَا بِإشَارَةٍ **** إلَيْهِ بِتَعْظِيمٍ وَذَا فِعْلُ مُعْتَدِي
إلَى غَيْرِ ذَا مِنْ كُلِّ أَنْوَاعِهَا الَّتِي **** بِهَا اللهُ مُخْتَصٌّ فَوَحِّدْهُ تُسْعَدِ
وَفِي صَرْفِهَا أَوْ بَعْضِهَا الشِّرْكُ قَدْ أَتَى **** فَجَانِبْهُ وَاحْذَرْ أَنْ تَجِيءَ بِمَوْئِدِ
وَهَذَا الَّذِي فِيهِ الْخُصُومَةُ قَدْ جَرَتْ **** عَلَى عَهْدِ نُوحٍ وَالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ
فَوَحِّدْهُ فِي أَفْعَالِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ **** مُقِرًّا بِأَنَّ اللهَ أَكْمَلُ سَيِّدِ
هُوَ الْخَالِقُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ مُدَبِّرٌ **** هُوَ الْمَالِكُ الرَّزَّاقُ فَاسْأَلْهُ وَاجْتَدِ
إلَى غَيْرِ ذَا مِنْ كُلِّ أَفْعَالِهِ الَّتِي **** أَقَرَّ وَلَمْ يَجْحَدْ بِهَا كُلُّ مُلْحِدِ
وَوَحِّدْهُ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ **** وَلا تَتَأَوَّلْهَا كَرَأْيِ الْمُفَنَِّدِ
فَتَشْهَدُ أَنَّ اللهَ حَقٌّ بِذَاتِهِ **** عَلَى عَرْشِهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ مُمَجَّدِ
عَلَيْهِ اسْتَوَى مِنْ غَيْرِ كَيْفٍ وَبَائِنٌ **** عَنِ الْخَلْقِ حَقًّا قَوْلُ كُلِّ مُوَحِّدِ
وَأَنَّ صِفَاتِ اللهِ حَقٌّ كَمَا أَتَى **** بِهَا النَّصُّ مِنْ آيٍ وَمِنْ قَوْلِ أَحْمَدِ
بِكُلِّ مَعَانِيهَا فَحَقٌّ حَقِيقَةً **** وَلَيْسَتْ مَجَازًا قَوْلَ أَهْلِ التَّرَمُّدِ
فَلَيْسَ كَمِثْلِ اللهِ شَيْءٌ وَلا لَهُ **** سَمِيٌّ وَقُلْ لا كُفْوَ للهِ تَهْتَدِي
وَذَا كُلُّهُ مَعْنَى شَهَادِةِ أَنَّهُ **** إلَهُ الْوَرَى حَقًّا بَغَيْرِ تَرَدُّدِ
فَحَقِّقْ لَهَا لَفْظًا وَمَعْنًى فَإنَّهَا **** لَنِعْمَ الرَّجَا يَومَ اللِّقَا لِلْمُوَحِّدِ
هِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى فَكُنْ مُتَمَسِّكًا **** بِهَا مُسْتَقِيمًا فِي الطَّرِيقِ الْمُحَمِّدِ
فَكُنْ وَاحِدًا فِي وَاحِدٍ وَلِوَاحِدٍ **** تَعَالَى وَلا تُشْرِكْ بِهِ أَوْ تُنَدِّدِ
وَمَنْ لَمْ يُقَيِّدْهَا بِكُلِّ شُرُوطِهَا **** كَمَا قَالَهُ الأَعْلامُ مِنْ كُلِّ مُهْتَدِي
فَلَيْسَ عَلَى نَهْجِ الشَّرِيعَةِ سَالِكًا **** وَلَكِنْ عَلَى آرَاءِ كُلِّ مُلَدِّدِ
فَأَوَّلُهَا الْعِلْمُ المُنَافِي لِضِدِّهِ **** مِنَ الْجَهْلِ إِنَّ الْجَهْلَ لَيْسَ بِمُسْعِدِ
فَلَوْ كَانَ ذَا عِلْمٍ كَثِيرًا وَجَاهِلاً **** بِمَدْلُولِهَا يَوْمًا فَبِالْجَهْلِ مُرْتَدِي
وَمِنْ شَرْطِهَا وَهْوَ الْقَبُولُ وَضِدُّهُ**** هُوَ الرَّدُّ فَافْهَمْ ذَلِكَ الْقَيْدَ تَرْشُدِ
كَحَالِ قُرَيْشٍٍ حِينَ لَمْ يَقْبَلُوا الْهُدَى **** وَرَدُّوهُ لَمَّا أَنْ عَتَوا فِي التَّمَرُّدِ
وَقَدْ عَلِمُوا مِنْهَا الْمُرَادَ وَأَنَّهَا **** تَدُلُّ عَلَى تَوْحِيدِهِ وَالتَّفَرُّدِ
فَقَالُوا كَمَا قَدْ أَخْبَرَ اللهُ عَنْهُمُ **** بِسُورَةِ صَادٍ فَاعْلَمَنْ ذَاكَ تَهْتَدِي
فَصَارَتْ بِهِ أَمْوَالُهُمْ وَدِمَاؤُهُمْ **** حَلالاً وَأَغْنَامًا لِكُلِّ مُوَحِّدِ
وَثَالِثُهَا الإخْلاصُ فَاعْلَمْ وَضِدُّهُ **** هُوَ الشِّرْكُ بِالْمَعْبُودِ فِي كُلِّ مَقْصِدِ
كَمَا أَمَرَ اللهُ الْكَرِيمُ نَبِيَّهُ **** بِسُورَةِ تَنْزِيلِ الْكِتَابِ الْمُمَجَّدِ
وَرَابِعُهَا شَرْطُ الْمَحَبَّةِ فَلْتَكُنْ **** مُحِبًّا لِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنَ الْهَدِي
وَإخْلاصُ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ كُلِّهَا **** كَذَا النَّفْيُ لِلشِّرْكِ الْمُفَنَِّدِ وَالدَّدِ
وَمَنْ كَانَ ذَا حُبٍّ لِمَوْلاهُ إنَّمَا **** مَحَبَّتُهُ لِلدِّينِ شَرْطٌ فَقَيِّدِ
وَمَنْ لا فَلا وَالْحُبُّ للهِ إنَّمَا **** يَتِمُّ بِحُبِّ الدِّينِ دِينِ مُحَمَّدِ
فَعَادِ الَّذِي عَادَى لِدِينِ مُحَمَّدٍ **** وَوَالِ الَّذِي وَالاهُ مِنْ كُلِّ مُهْتَدِي
وَأَحْبِبْ رَسُولَ اللهِ أَكْمَلَ مَنْ دَعَا **** إلَى اللهِ وَالتَّقْوَى وأَكْمَلَ مُرْشِدِ
أَحَبَّ مِنَ الأَوْلادِ وَالنَّفْسِ بَلْ وَمِنْ **** جَمِيعِ الْوَرَى وَالْمَالِ مِنْ كُلِّ أَتْلَدِ
تعليق