مَنْظُومَةٌ فِي غُرْبَةِ الإسْلامِ
لِلشيخ
سُلَيْمَانَ بْنِ سَحْمَانَ
رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
عَلَى الدِّينِ فَلْيَبْكِ ذَوُو الْعِلْمِ وَالْهُدَى **** فَقَدْ طُمِسَتْ أَعْلامُهُ فِي الْعَوَالِمِ
وَقَدْ صَارَ إقْبَالُ الْوَرَى وَاحْتِيَالُهُمْ **** عَلَى هَذِهِ الدُّنْيَا وَجَمْعِ الدَّرَاهِمِ
وَإصْلاحِ دُنْيَاهُمُ بِإفْسَادِ دِينِهِمْ **** وَتَحْصِيلِ مَلْذُوذَاتِهَا وَالْمَطَاعِمِ
يُعَادُونَ فِيهَا بَلْ يُوَالُونَ أَهْلَهَا **** سَوَاءٌ لَدَيْهِمْ ذُو التُّقَى وَالْجَرَائِم
ِ إذَا انْتُقِصَ الإنْسَانُ مِنْهَا بِمَا عَسَى**** يَكُونُ لَهُ ذُخْرًا أَتَى بِالْعَظَائِمِ
وَأَبْدَى أَعَاجِيبًا مِنَ الْحُزْنِ وَالأَسَى ع **** َلَى قِلَّةِ الأَنْصَارِ مِنْ كُلِّ حَازِمِ
وَنَاحَ عَلَيْهَا آسِفًا مُتَظَلِّمًا وَبَاتَ **** بِمَا فِي صَدْرِهِ غَيْرَ كَاتِمِ
فَأَمَّا عَلَى الدِّينِ الْحَنِيفِيِّ وَالْهُدَى **** وَمِلَّةِ إبْرَاهِيمَ ذَاتِ الدَّعَائِمِ
فَلَيْسَ عَلَيْهَا وَالَّذِي فَلَقَ النَّوَى **** مِنَ النَّاسِ مِنْ بَاكٍ وَآسٍ وَنَادِمِ
وَقَدْ دَرَسَتْ مِنْهَا الْمَعَالِمُ بَلْ عَفَتْ **** وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ الإِسْمُ بَيْنَ الْعَوَالِمِ
وَقَدْ دَرَسَتْ مِنْهَا الْمَعَالِمُ بَلْ عَفَتْ **** وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ الإِسْمُ بَيْنَ الْعَوَالِمِ
فَلا آمِرٌ بِالْعُرْفِ يُعْرَفُ بَيْنَنَا وَلا **** زَاجِرٌ عَنْ مُعْضِلاتِ الْجَرَائِمِ
وَمِلَّةُ إبْرَاهِيمَ غُودِرَ نَهْجُهَا عَفَاءً **** فَأَضْحَتْ طَامِسَاتِ الْمَعَالِمِ
وَقَدْ عُدِمَتْ فِينَا وَكَيْفَ وَقَدْ سَفَتْ **** عَلَيْهَا السَّوَافِي فِي جَمِيعِ الأَقَالِمِ
وَمَا الدِّينُ إلاَّ الْحُبُّ وَالْبُغْضُ وَالْوَلا **** كَذَاكَ الْبَرَا مِنْ كُلِّ غَاوٍ وَآثِمِ
وَلَيْسَ لَهَا مِنْ سَالِكٍ مُتَمَسِّكٍ **** بِدِينِ النَّبِيِّ الأَبْطَحِيِّ ابْنِ هَاشِمِ
فَلَسْنَا نَرَى مَا حَلَّ فِي الدِّينِ وَامَّـحَتْ **** بِهِ الْمِلَّةُ السَّمْحَاءُ إحْدَى الْقَوَاصِمِ
فَنَأْسَى عَلَى التَّقْصِيرِ مِنَّا وَنَلْتَجِي إلَى**** اللهِ فِي مَحْوِ الذُّنُوبِ الْعَظَائِمِ
فَنَشْكُو إلَى اللهِ الْقُلُوبَ الَّتِي قَسَتْ **** وَرَانَ عَلَيْهَا كَسْبُ تِلْكَ الْمَآثِمِ
أَلَسْنَا إذَا مَا جَاءَنَا مُتَضَمِّخٌ بَأَوْضَارِ**** أَهْلِ الشِّرْكِ مِنْ كُلِّ ظَالِمِ
نَهَشُّ إلَيْهِمْ بِالتَّحِيَّةِ وَالثَّنَا **** وَنُهْرَعُ فِي إكْرَامِهِمْ بِالْوَلائِمِ
وَقَدْ بِرِئ الْمَعْصُومُ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ**** يُقِيمُ بِدَارِ الْكُفْرِ غَيْرَ مُصَارِمِ
وَلا مُظْهِرٍ لِلدِّينِ بَيْنَ ذَوِي الرَّدا **** فَهَلْ كَانَ مِنَّا هَجْرُ أَهْلِ الْجَرَائِمِ
وَلَكِنَّمَا الْعَقْلُ الْمَعِيشِيُّ عِنْدَنَا **** مُسَالَمَةُ الْعَاصِينَ مِنْ كُلِّ آثِمِ
فَيَا مِحْنَةَ الإسْلامِ مِنْ كُلِّ جَاهِلٍ **** وَيَا قِلَّةَ الأَنْصَارِ مِنْ كُلِّ عَالِمِ
وَهَذَا أَوَانُ الصَّبْرِ إنْ كُنْتَ حَازِمًا عَلَى**** الدِّينِ فَاصْبِرْ صَبْرَ أَهْلِ الْعَزَائِمِ
فَمَنْ يَتَمَسَّكْ بِالْحَنِيفِيَّةِ الَّتِي **** أَتَتْنَا عَنِ الْمَعْصُومِ صَفْوَةِ آدَمِ
لَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ امْرَأً مِنْ ذَوِي الْهُدَى **** مِنَ الصَّحْبِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ الأَكَارِمِ
لَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ امْرَأً مِنْ ذَوِي الْهُدَى **** مِنَ الصَّحْبِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ الأَكَارِمِ
فَنُحْ وَابْكِ وَاسْتَنْصِرْ بِرَبِّكَ **** رَاغِبًا إلَيْهِ فَإنَّ اللهَ أَرْحَمُ رَاحِمِ
لِيَنْصُرَ هَذَا الدِّينَ مِنْ بَعْدِ مَا عَفَتْ**** مَعَالِمُهُ فِي الأَرْضِ بَيْنَ الْعَوَالِمِ
وَصَلِّ عَلَى الْمَعْصُومِ وَالآلِ كُلِّهِمْ **** وَأَصْحَابِهِ أَهْلِ التُّقَى وَالْمَكَارِمِ
بِعَدِّ وَمِيضِ الْبَرْقِ وَالرَّمْلِ وَالْحَصَى **** وَمَا انْهَلَّ وَدْقٌ مِنْ خِلالِ الْغَمَائِمِ
انتَهَتْ بِحَمْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
تعليق