بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين وعلى آله ومن اتبع هداه إلى يوم الدين أما بعد
يقول الله عز وجل :(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ..) [آل عمران:103]ويقول: (َكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ..) [البقرة:143]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لاتجتمع أمتي على ضلالة"(([1])).
يقول عمر رضي الله عنه كما في رسالته لشريح بعد أن كتب له الثانييسأله فكتب إليه" أن اقض بما في كتاب الله فإن لم يكن في كتاب الله فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم يكن في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض بما قضى به الصالحون"(([2]))
ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: أتى علينا حين ولسنا نقضي ولسنا هنالك وإن الله عز وجل قدر أن بلغنا ما ترون فمن عرض له قضاء بعد اليوم فليقض فيه بما في كتاب الله فإن جاء أمر ليس في كتاب الله فليقض بما قضى به نبيه فإن جاء أمر ليس في كتاب الله ولم يقض به نبيه صلى الله عليه وسلم فليقض بما قضى به الصالحون"(([3]))
-وقد نص علماء الأصول أن من شروط الاجتهاد أن يعرف المجتهد ما أجمع عليه العلماء من المسائل حتى لا يخالفهم ويَشُذ عنهم وكذا معرفة الإجماع مهم لتقوية الحجة والقطع بمراد الشارع من بعض النصوص المحتملة ولإلزام المخالف..الخ الفوائد المنثورة في كلام العلماء نصا أو عملا وإذا كانت هذه منزلة الإجماع في المسائل الفقهية فهي في أمور العقيدة أجل وأعظم فهي تعصم المسلم من الوقوع في البدعة وتنصره على من خالف السلف وانحرف عن سبيلهم.
فمعرفة ما أجمعوا عليه من مسائل العقيدة أولى وأولى(([4])) فتَأمُّل الكتب التي نقلت ما أجمع عليه العلماء في مسائل العقيدة مفيد للطالب والمنتهي خاصة إن كان الناقل لهذه الإجماعات عالم فحل متبحر في العلوم أو ناقل عمن هو كذلك والكتاب الذي أحببت أن أنتقي منه هذه الإجماعات هو:
يقول عمر رضي الله عنه كما في رسالته لشريح بعد أن كتب له الثانييسأله فكتب إليه" أن اقض بما في كتاب الله فإن لم يكن في كتاب الله فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم يكن في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض بما قضى به الصالحون"(([2]))
ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: أتى علينا حين ولسنا نقضي ولسنا هنالك وإن الله عز وجل قدر أن بلغنا ما ترون فمن عرض له قضاء بعد اليوم فليقض فيه بما في كتاب الله فإن جاء أمر ليس في كتاب الله فليقض بما قضى به نبيه فإن جاء أمر ليس في كتاب الله ولم يقض به نبيه صلى الله عليه وسلم فليقض بما قضى به الصالحون"(([3]))
-وقد نص علماء الأصول أن من شروط الاجتهاد أن يعرف المجتهد ما أجمع عليه العلماء من المسائل حتى لا يخالفهم ويَشُذ عنهم وكذا معرفة الإجماع مهم لتقوية الحجة والقطع بمراد الشارع من بعض النصوص المحتملة ولإلزام المخالف..الخ الفوائد المنثورة في كلام العلماء نصا أو عملا وإذا كانت هذه منزلة الإجماع في المسائل الفقهية فهي في أمور العقيدة أجل وأعظم فهي تعصم المسلم من الوقوع في البدعة وتنصره على من خالف السلف وانحرف عن سبيلهم.
فمعرفة ما أجمعوا عليه من مسائل العقيدة أولى وأولى(([4])) فتَأمُّل الكتب التي نقلت ما أجمع عليه العلماء في مسائل العقيدة مفيد للطالب والمنتهي خاصة إن كان الناقل لهذه الإجماعات عالم فحل متبحر في العلوم أو ناقل عمن هو كذلك والكتاب الذي أحببت أن أنتقي منه هذه الإجماعات هو:
"الإقناع في مسائل الإجماع"
للعلامة الحافظ علي بن محمد بن عبدالملك الفاسي المكنى بأبي الحسن ويلقب بابن القطان.
ولد بفاس سنة 562هـ وتوفي سنة 628 هـ رحمه الله.
قال عنه الذهبي: الحافظ العلامة الناقد..
وقال ابن عبدالهادي: العلامة الحافظ الناقد.. جمع وصنف.
وقال ابن العماد: كان حافظا ثقة مأمونا.
وقال ابن ناصر: وهو حافظ علامة متفنن ثقة مأمون.
له مؤلفات عديدة ومن أنفس ما ألف وكتب:
1- بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام.
وقد طبع طبعة نفسية مؤخرا وقد سمعت الشيخ حسن بن نور المروعي يثني عليه كثيرا وقد نقل منه الحافظ ابن حجر في النكت وأثنى على تحريره وعلمه وكذا من المعاصرين رأيت الشيخ بازمول ينقل منه –من المخطوط- في كتاب "قواعد التخريج" وهو نفيس حقا-أي "بيان الوهم.."- فيه من الدرر الحديثية الشيء الكثير.
2- الإقناع في مسائل الإجماع.وهو الكتاب المختصر منه هذه المشاركة فسيأتي التعريف به.
3- النظر في أحكام النظر.
وممن نقل عنه كثيرا شيخنا محمد الإمام في كتاب "الاختلاط" وهو كتاب نفيس أعني الأصل.([5])
وكتب أخرى كثيرة في الرجال والحديث والفقه وغيرها من فنون العلم.(([6]))
نبذة عن كتاب "الإقناع في مسائل الإجماع"[7]
يعد هذا الكتاب موسوعة إجماع حقيقية لم تتوفر في مصدر آخر, فقد حاول المصنف استقراء (24) مصدرا من مصادر الفقه المتنوعة, ويعد صورة حقيقية لنبذ التعصب المذهبي فهو ينقل من كتب :
المالكية : "الموطأ" و "الاستذكار" و"التمهيد".
المالكية : "الموطأ" و "الاستذكار" و"التمهيد".
ومن كتب الشافعية: "اختلاف الحديث" و "الرسالة" للشافعي.
ومن كتب الحنفية: "شرح معاني الآثار" للطحاوي الحنفي.
ومن كتب الظاهرية: "مراتب الإجماع" و" المحلى" و"إحكام الأحكام" لابن حزم الظاهري.
ومن كتب الخلاف: "الإشراف" للإمام المجتهد ابن المنذر رحمه الله.
-ومن مميزات الكتاب:
أنه قد حفظ أقوالا لعلماء ليس من المتوقع العثورعلى تراثهم لأن كتبهم قد اندثرت خلال المحن والكوارث التي مرت بها الأمة الإسلامية.
وكذا بسبب الآثار القاتلة لفهرسة بعض المخطوطات فهرسة خاطئة.
-وهو كذلك يغني عن كتب كثيرة مثل "الإشراف" و"النوادر" و"مراتب الإجماع" (أي في هذا الباب).
-الأصول التي اعتمد عليها الحافظ ابن القطان في كتابه تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين:
أ-ما وقفنا عليه:
وهي كتب بين أيدينا, متداولة في المكتبات وبين طلاب العلم وأذكرها بحسب كثرة ورودها واستفادة المصنف منها وهي كالتالي:
1- الاستذكار لابن عبدالبر.
2- مراتب الإجماع لابن حزم الظاهري.
3- الإشراف على مذاهب أهل العلم, للحافظ ابن المنذر رحمه الله والموجود منه قطعة صغيرة وبقية الكتاب في عداد المفقود.
4- نوادر الفقهاء, للإمام محمد بن الحسن التميمي الجوهري.
5- المحلى بالآثار: لابن حزم الظاهري.
6- التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: للإمام ابن عبدالبر رحمه الله.
7- شرح معاني الآثار, للإمام االطحاوي رحمه الله.
8- شرح صحيح البخاري, لابن بطال رحمه الله.
9-اختلاف العلماء, للإمام محمد بن نصر المروزي وقد حكى الذهبي أنه كان أعلم الأئمة باختلاف العلماء على الإطلاق.
10- اختلاف الحديث, للإمام الشافعي رحمه الله.
11- الرسالة, للإمام الشافعي رحمه الله.
12- الإحكام في أصول الأحكام, لابن حزم الظاهري رحمه الله.
13- الموطأ, للإمام مالك بن أنس رحمه الله.
ب-ما لم نقف عليه:
1- الإيجاز. 2- الإنباه. 3- النير. 4- الموضح. 5-النكت. 6- الإيضاح. 7- الأسماء والصفات. 8- الانتصار. 9- الوصول إلى علم الأصول. 10- الرسالة إلى باب الأبواب. 11- الأبهري (هكذا ذكر المؤلف اسم المؤلف ولم يذكر اسم الكتاب).والمؤلف يشير إلى المصدر الذي نقلَ عنه الإجماع في جانب المسألة كما في الصورة التالية:
وفي أحيان عديدة لا يشير فلا أدري هل ترجع النقول لآخر مصدر ذكره فاكتفى بذكره أم لا؟ لم يظهر لي شيء أكيد ولم يُشِر المحقق لشيء في ذلك فمن وقف من إخواننا على شيء في هذا فليفدنا.
الهدف من هذه الحلقات:
1- تكرار النظر والتأمل في هذه الإجماعات لترسخ في أذهاننا فتكون حاضرة عند الدراسة والكتابة والتدريس وليس المراد حفظ مبناها بل حفظ معناها بعد التمكن منه فإذا قال مثلا:
وأجمعوا على أن اشتقاق الأسامي والأوصاف من كل أفعاله غير حاصل."
وأجمعوا على أن اشتقاق الأسامي والأوصاف من كل أفعاله غير حاصل."
فيكون هدفنا فهم محل الإجماع ثم حفظ المعنى فيصح لنا أن نقول "قد نقل ابن القطان الإجماع على أنه لا يشتق اسم ووصف لله من كل فعل له سبحانه " ثم تمثل مثلا: لا يقال: الله جائي أو المستوي ..الخ.
2- لا بأس من مناقشة بعض الإجماعات المنقولة من قبل الأعضاء أو التحرير لمحل الإجماع أو الاستفسار عن صورة المسألة ولكن لتجعل المشاركة مستقلة ثم يضع العضو الرابط هنا للإحالة حتى تبقى هذه الصفحة فقط لكلام ابن القطان.
3- كذلك من أهداف هذه المشاركة تقريب هذه الإجماعات لإخواني فالقليل ممن يعرف الكتاب وكثير من يجهل أنه قد خصص أبوابا وفصولا لمسائل الإيمان والعقيدة وأقل منهم من جرَدَها وقرأها لطولها وكذا للتكرار أحيانا فأحببت أن أقربها على صورة حلقات مع الانتقاء للإجماعات التي أراها مهمة والله أعلى وأعلم.
4- كذلك سبب اختياري لكتاب ابن القطان أنه كما سبق جمع كتبا كثيرة فقد يصعب على الطالب وغيره أن يحدد ناقل الإجماع لكثرة المصادر لكن بجهد ابن القطان يسهل علينا الإحالة فنقول نقله ابن القطان رحمه الله في كتابه والحمدلله.
وبإذن الله سأبدأ في الحلقة القادمة في ذكر جملة مما ذكره ابن القطان رحمه الله وليس لي في هذه المشاركة شيء والفضل لله ثم لابن القطان رحمه الله تعالى.
تنبيه: نظرا لما حدث من خلل في تنسيق الصفحة ولتسهيل قراءة المشاركة على المتصفح فقد أرفقت ملفا فيه المشاركة منسقة كما كنت أرجو أن تظهر فليحملها من وجد صعوبة في القراءة مباشرة من الموقع.
([1]) أتى عن جماعة من الصحابة وبألفاظ متقاربة وهو حسن بإذن الله عز وجل.
([2]) صحيح موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاله الألباني رحمه الله في تحقيقه على سنن النسائي وكذا الإثيوبي كما في شرحه على منظومته الأصولية واستدل به الثاني على عدم نكارة متن حديث معاذ المشهور (الذي استدل به أهل الأصول على صحة الاستدلال بالقياس) وهو استدلال وجيه وانظر أثر ابن مسعود الآتي والدلالة ظاهرة فيهما على ما أراد والله أعلم.
([3]) هو عند النسائي أيضا وصححه الألباني موقوفا وكذا الإثيوبي.
([4]) والأصول العامة في مسائل العقيدة قد اتفق عليها السلف ووقع الخلاف في مسائل عقدية قليلة – بالنسبة لما أجمعوا عليه- قد تصل إلى العشرين مسألة مثل: هل الحوض خاص بنبينا أم بكل الأنبياء؟ هل القنطرة قبل الصراط أم بعده؟ هل المنافقون يرون الله يوم القيامة أم لا؟.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: فالحاصل أن مسائل العقيدة مهمة، ويجب التناصح فيها، كما يجب التناصح أيضًا في الأمور العملية، وإن كانت دائرة الخلاف بين أهل العلم في المسائل العملية أوسع وأكثر، إذ إن المسائل العلمية العقدية لم يحصل فيها اختلاف في الجملة، وإن كان بعضها قد وقع فيه بعض الخلاف، كمسألة فناء النار، ومسألة عذاب البرزخ، ومسألة الموازين، ومسألة ما يوزن، وأشياء متعددة لكن إذا قستها بالخلاف العملي وجدت أنها في دائرة ضيقة ولله الحمد، ولكن مع هذا يجب علينا فيمن خالفنا في الأمور العلمية أو العملية يجب علينا المناصحة وبيان الحق على كل حال. ا.هــ
قلت: مراد الشيخ بقوله: "مسألة عذاب البرزخ" أي هل هو واقع على البدن والروح أم الروح فقط..الخ؟ أما أصل وقوع العذاب فمتفق عليه بين السلف كما نقلته في مشاركة سابقة في هذا المنتدى وكذا سيأتي نقله في هذه المشاركة من كتاب ابن القطان رحمه الله.
وإن كان هذه المسألة أيضا قد نقل ابن تيمية -رحمه الله- الإجماع عليها في مواضع والخلاف في مواضع فالله أعلم.
([5]) وكذا كتاب الشيخ محمد حفظه الله أشفى الغليل على اختصاره فهو يقع في مئة ورقة -أو أكثر منها قليلا- طبع مؤخرا ولم يرفع على الشبكة أنصح إخواني باقتنائه ففيه من النقول والأدلة والتحرير الشيء الكثير.
([6]) بعضه مستفاد من مقدمة كتاب "الإقناع في مسائل الإجماع" لمحقق طـ دار الفاروق الحديث, فارجع له تجد ترجمةً أوسع عن الحافظ ابن القطان رحمه الله.
[7]) ) مختصر من كلام المحقق.
تعليق