المعالم العقدية في الجنة والنار عند أهل السنة
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .. أما بعد :
فمن آكد أمور الإيمان ، الإيمان بالجنة والنار .. وأنهما داري الجزاء ومثوى عباد الله عقوبة وثوابا خالدين فيهما أبدا بما كسبت أيدي الناس ..
والجنة هي قمة الفرح والسرور والنعيم الذي لا يدانيه ولا يماثله نعيم ..
والنار هي قمة الذل والبؤس والشقاء والعذاب الذي لا يدانيه عذاب ..
وقد يجمع هذا كله ويصوره أتم تصوير وأبلغه ، ذلك الحديث العظيم الذي رواه مسلم [2807] في صحيحه عن أنس بن مالك قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول لا والله يا رب ..
ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط ؟ وهل مر بك شدة قط ؟ فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط .
اعتقاد أهل السنة والجماعة في الجنة والنار.
ومن اعتقاد أهل السنة والجماعة :
الإيمان بالجنة والنار وأنهما حق من عند الله ، وأنهما مخلوقتان وموجدتان الآن ، وأن مكان الجنة فوق السماء السابعة وتحت عرش الرحمن ، وأن النار في مكان يعلمه الله ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآهما بعينيه ، وأن الله خلق لكل منهما أهلاً ، وأن لكل واحد في الدنيا منزلان أحدهما في الجنة والآخر في النار ، وأنه حف الجنة بالمكاره وحف النار بالشهوات ، وأنه أعطى النار نفسين في الصيف والشتاء ، وأنهما خالدتان لا يفنيان ، وأنهما عظيمتان في الاتساع وكبر الحجم .. كما نطقت بذلك الأدلة الصحيحة الصريحة في القرآن والسنة ..
وهذه نقاط بلغت أربعة عشرة مسألة جمعتها في عجالة عن بعض خصائصهما مشتركة .. لعل الله أن يبصر بها قلوبنا ، فيهدينا إلى العمل للجنة والفرار من النار ..
فنقول والله ولي التوفيق والسداد .
1- الجنة والنار حق
كما جاء في الصحيحين [البخاري 1120 ومسلم 199 ] عن ترجمان القرآن من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن ، أنت الحق ، وقولك الحق ، ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة حق .. الحديث . [ ورواه وأبو داود 766 وابن ماجة 1355 كلهم عن ابن عباس]
وهذا من أساسيات الإيمان وثوابته ، إذ لو لم يكن جنة ولا نار .. لم يكن ليخاف العاصي من عقاب ، ولم يكن ليفرح المطيع بثواب .
2- وأنهما مخلوقتان وموجدتان الآن
ومن الأدلة على خلقهما ووجودهما أنه تعالى قال عن الجنة : ( وسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) [آل عمران-133]
وقال عن النار: ( وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ) [آل عمران-131]
قال ابن كثير : وقد استدل كثير من أئمة السنة بهذه الآية على أن النار موجودة الآن لقوله تعالى : أُعِدَّتْ .. أي أرصدت وهيئت .. أهـ
وفي المسند والسنن من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
لما خلق الله الجنة قال لجبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها ، ثم حفها بالمكاره ثم قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد ..
قال : فلما خلق الله النار قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها ، فحفها بالشهوات ثم قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها .
[ رواه أحمد 8379 بسند حسن وأبو داود 4731 والترمذي2560 والنسائي 3772]
وفي صحيح مسلم [2844 ] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أتدرون ما هذا ؟ قلنا الله ورسوله أعلم ..
قال : هذا حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفا ، فالآن حين انتهى إلى قعرها .
ومعنى أرسله الله في جهنم من سبعين خريفاً : أي أنها مخلوقة موجودة .
وهناك كثير من الأحاديث المتواترة في هذا المعنى ..
وقد رأي النبي صلى الله عليه وسلم فيها قصراً لعمر ورأى مناديل سعد وسمع صوت خشخشة بلال في الجنة ورأى عمرو بن لحي يجر قصبه في النار وغير ذلك مما صح ونقل في الأخبار ..
وقد خالفت المعتزلة بجهلهم في هذه المسألة ، وقالوا أن الجنة والنار يخلقهما الله يوم القيامة !! وقد رد عليهم كثير من أئمة أهل السنة وبينوا جهلهم بالآثار والسنن .
3- الجنة فوق السماء السابعة وتحت عرش الرحمن
قال تعالى: ( عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ ) [النجم- 15]
وفي صحيح البخاري [ 7423 ] عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة .
فثبت بهذا الحديث أن الجنة تحت عرش الرحمن ..
ونربطه بالحديث الآتي في قصة الإسراء في صحيح مسلم [ 162 ] من رواية أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم :
.. وقال في السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمارها كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها وأوحى إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة كل يوم وليلة .. الحديث ..
وثبت بهذا الحديث أن سدرة المنتهى فوق السماء السابعة ، وعليه فالجنة يقيناً – والعلم الحق عند الله – فوق السماء السابعة وتحت عرش الرحمن كما دل عليه هذين الحديثين .
4- وأن النار في مكان يعلمه الله
أما مكان النار فقيل فيه قوله تعالى : ( كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ* كِتَابٌ مَّرْقُومٌ ) [ المطففين ]
قال ابن كثير : والصحيح أن سجيناً مأخوذ من السجن وهو الضيق ، فإن المخلوقات كل ما تسافل منها ضاق وكل ما تعالى منها اتسع ، فإن الأفلاك السبعة كل واحد منها أوسع وأعلى من الذي دونه ، وكذلك الأرضون كل واحدة أوسع من التي دونها حتى ينتهي السفول المطلق والمحل الأضيق إلى المركز في وسط الأرض السابعة ، ولما كان مصير الفجار إلى جهنم وهي أسفل السافلين كما قال تعالى : ( ثُمَّ رَدَدْنَـٰهُ أَسْفَلَ سَـٰفِلِينَ * إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ .. )
وقال هاهنا : ( كَلاَّ إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلْفُجَّارِ لَفِى سِجِّينٍ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ .. )
وهو يجمع الضيق والسفول كما قال تعالى :
( وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً ) . اهـ
فالحق أنه لم يأت دليل صحيح يعين مكان جهنم الآن ، غير أننا على يقين بأن الله خلقها وأنها موجودة وأنها تأتي يوم القيامة من مكان آخر غير التي ستكون فيه يوم القيامة كما دلت الآيات والأحاديث ..
ولعل عدم إطلاعنا على مكان النار من حكمة الله تبارك وتعالى .. إذ إنه لو علم مكانها يقيناً لما فرح مخلوق على وجه الأرض .. والله تعالى أحكم وأعلم .
5- وأن رسول الله رآهما حقاً
وفي ذلك أحاديث كثيرة .. منها : حديث ابن عباس في قصة الخسوف :
ففي الصحيحين [ البخاري 5197 ومسلم 907] قال النبي صلى الله عليه وسلم : إني رأيت الجنة أو أريت الجنة فتناولت منها عنقوداً ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ، ورأيت النار فلم أر كاليوم منظراً قط ورأيت أكثر أهلها النساء. الحديث .
وفي حديث الإسراء قال النبي صلى الله عليه وسلم : أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل يضع حافره عند منتهى طرفه فلم نزايل ظهره أنا وجبريل حتى أتيت بيت المقدس ففتحت لي أبواب السماء ورأيت الجنة والنار .
[ أنظره في صحيح الجامع الصغير للألباني 128 وقد حسنه ]
وفي صحيح مسلم [ 426 والنسائي 1363] من حديث أنس قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا - ثم قال- والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً .. قلنا ما رأيت يا رسول الله ؟ قال رأيت الجنة والنار .
والأحاديث في هذا كثيرة مشهورة جمعها ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم وابن القيم في حادي الأرواح وغيرهما ..
6- وأنهما تتكلمان وتتحاجان
صح في الحديث أن النار تكلمت واشتكت إلى ربها فقالت : رب أكل بعضي بعضا . كما سيأتي بتمامه ..
وفي الصحيحين [البخاري 4850 ومسلم 2846] من حديث أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم ؟ قال الله تعالى للجنة : إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار : إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها .. فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله رجله فتقول قط قط قط .. فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض فلا يظلم الله من خلقه أحدا .. وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا .
7- وأن الله خلق لكل منهما أهلاً
كما في صحيح مسلم [2662] عن عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم :
يا عائشة إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلاً وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم وخلق النار وخلق لها أهلاً وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم .
[ ورواه أبو داود 4701 وابن ماجة 82 والنسائي 1946]
وهذا الحديث مجمل بينه الحديث الصحيح الذي فيه أن أهل الجنة وأهل النار معلومين بأسمائهم وأسماء آبائهم وأسماء قبائلهم وأنهم مكتوبين في كتاب من عند رب العالمين ، وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذين الكتابين كما رآهما بعض أصحابه رضي الله عنهم أجمعين ..
ففي المسند من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان ، فقال أتدرون ما هذان الكتابان ؟ فقلنا : لا يا رسول الله إلا أن تخبرنا ..
فقال للذي في يده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين تبارك وتعالى بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً ، ثم قال للذي في يساره : هذا كتاب أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً ..
فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلأي شيء إذاً نعمل إن كان أمراً قد فرغ منه ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا ، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل ، وإن صاحب النار ليختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل ، ثم قال بيده فقبضها ثم قال : فرغ ربكم عز وجل من العباد ثم قال باليمنى فنبذ بها فقال : فريق في الجنة ، ونبذ باليسرى فقال : فريق في السعير .
[ رواه أحمد في المسند وصححه شاكر 6/132 رقم 6563 وصحيح الترمذى2/255 رقم1740 وقال الشيخ أحمد شاكر في شرحه : ظاهر الحديث أنهما كتابان حسيان حقيقيان وهما من عالم الغيب الذي أمرنا أن نؤمن به إيماناً وتسليماً. وراجع كذلك تحفة الأحوذي 6/296 للمباركفوري ]
8- وأن لكل واحد منزل في الجنة وآخر في النار
كما روى ابن ماجة عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما منكم من أحد إلا له منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى : أولئك هم الوارثون .
[رواه ابن ماجة4341 وابن أبي حاتم كما عند ابن كثير وصححه الألباني في الصحيحة 2279]
ومعنى الحديث كما هو ظاهر : أن الله كتب لكل واحد من أهل الدنيا منزلان أحدهما في الجنة لو عمل الصالحات ، والآخر في النار لو عمل السيئات ..
فإذا دخل رجل الجنة بقي له بيت في النار فيرثه الكافر .. وإذا دخل رجل النار بقي له بيت في الجنة فيرثه المؤمن .. والعلم عند الله ..
فإن قيل :
لماذا يخلق الله له منزلان وفي علم الله أنه سيكون في الجنة أو في النار ؟
فالجواب والله أعلم : أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغنا في حديث سيأتي في بعض صور نعيم أهل الجنة ، أن المؤمن وهو في الجنة سيرى مكانه في النار لو عمل السيئات فيزداد شكراً على نعمة الله وعلى نجاته من النار ..
وأن الضال سيرى مكانه في الجنة لو كان عمل الصالحات فيزداد حسرة على عذابه .. وفي هذين الصورتين زيادة فرح وسرور أهل الجنة وزيادة عذاب وحسرة أهل النار .. نسأل الله العافية .
9- وأنه حف الجنة بالمكاره وحف النار بالشهوات ..
في الصحيحين [ البخاري 6487 ومسلم 2823 ] من حديث أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره.
وفي رواية مسلم : حفت بدل حجبت .
يقول ابن حجر : وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وبديع بلاغته في ذم الشهوات وإن مالت إليها النفوس والحض على الطاعات وان كرهتها النفوس وشق عليها.
10- وجعل للنار نفسين في الصيف والشتاء
كما في الصحيحين [ البخاري 3087 ومسلم 615 ، 617 ] من حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير.
وفي رواية للبخاري : فأشد ما تجدون من الحر فمن سمومها وأشد ما تجدون من البرد فمن زمهريرها .
وأن الجنة يشتم رائحتها أهل الإيمان والجهاد ..
كما في مسند أحمد [2/194] وسنن الترمذي [3200] والنسائي [ كبرى 8291] بسند صحيح عن أنس قال : غاب عمى أنس بن النضر عن قتال بدر فلما قدم قال : غبت عن أول قتال قاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشركين ، لئن أشهدني الله قتالا ليرين الله ما أصنع ، فلما كان يوم أحد انكشف الناس فقال : اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعنى المشركين وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعنى المسلمين ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال : أي سعد والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد واها لريح الجنة قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس : فوجدناه بين القتلى ، به بضع وثمانون من بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم قد مثلوا به فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه قال أنس : فكنا نقول : أنزلت هذه الآية ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) [الأحزاب-23] أنها فيه وفى أصحابه .
لأن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف كما في مسند أحمد [4/396] وصحيح مسلم [1902] من حديث أبي موسى مرفوعا : إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف .
فيالها من نعمة يستحقها أهلها ..
تعليق