الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد فإن أهم سبب ينجي الانسان من النار هو اخلاص التوحيد الى الله و التوحيد لغة : " مصدر وحديوحد، أي جعل الشيء واحداً " وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات، نفي الحكم عما سوىالمُوحَّد، وإثباته له، فمثلاً نقول : إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لاإله إلا الله فينفي الألوهية عما سوى الله عز وجل ويثبتها لله وحده، وذلك أن النفيالمحض تعطيل محض، والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم، فلو قلت مثلاً : " فلان قائم " فهنا أثبتَّ له القيام لكنك لم توحده به، لأنه من الجائز أن يشاركهغيره في هذا القيام، ولو قلت : " لا قائم " فقد نفيت محضاً ولم تثبت القيام لأحد،فإذا قلت: "لا قائم إلا زيد " فحينئذ تكون وحدت زيداً بالقيام حيث نفيت القيام عمنسواه، وهذا هو تحقيق التوحيد في الواقع، أي إن التوحيد لا يكون توحيداً حتى يتضمننفياً وإثباتاً .
وأنواع التوحيد بالنسبة لله عز وجل تدخل كلها في تعريف عام وهو " إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به " .
وهي حسب ما ذكره أهل العلم ثلاثة :
الأول : توحيد الربوبية .
الثاني : توحيد الألوهية .
الثالث : توحيدالأسماء والصفات .
وعلموا ذلك بالتتبع والاستقراء و النظر في الآيات والأحاديثفوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأنواع الثلاثة فنوعوا التوحيد إلى ثلاثة أنواع :
الأول : توحيد الربوبية : وهو " إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق، والملك،والتدبير " وتفصيل ذلك :
أولاً:بالنسبة لإفراد الله تعالى بالخلق فالله تعالىوحده هو الخالق لا خالق سواه قال الله تعالى :
( هل من خالق غير الله يرزقكم منالسماء والأرض لا إله إلا هو ) .
وقال تعالى مبيناً بطلان آلهة الكفار : ( أفمنيخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ) . فالله تعالى وحده هو الخالق خلق كل شيء فقدرهتقديراً ، وخَلْقُهُ يشمل ما يقع من مفعولاته، وما يقع من مفعولات خلقه أيضاً،ولهذا كان من تمام الإيمان بالقدر أن تؤمن بأن الله تعالى خالقٌ لأفعال العباد كماقال الله تعالى : ( والله خلقكم وما تعملون ) .
ووجه ذلك أن فعل العبد من صفاته،والعبد مخلوق لله، وخالق الشيء خالق لصفاته، ووجه آخر أن فعل العبد حاصل بإرادةجازمة وقدرة تامة، والإرادة والقدرة كلتاهما مخلوقتان لله عز وجل وخالق السبب التامخالق للمسبب .
فإن قيل : كيف نجمع بين إفراد الله عز وجل بالخلق مع أن الخلق قديثبت لغير الله كما يدل عليه قول الله تعالى : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) . وقول النبي صلى الله عليه وسلم في المصورين : " يقال : لهم : أحيوا ما خلقتم " ؟
فالجواب على ذلك : أن غير الله تعالى لا يخلق كخلق الله فلا يمكنه إيجاد معدوم،ولا إحياء ميت، وإنما خلق غير الله تعالى يكون بالتغيير وتحويل الشيء من صفة إلىصفة أخرى وهو مخلوق لله - عز وجل - فالمصور مثلاً، إذا صور صورة فإنه لم يحدث شيئاًغاية ما هنالك أنه حول شيئاً إلى شيء كما يحول الطين إلى صورة طير أو صورة جمل،وكما يحول بالتلوين الرقعة البيضاء إلى صورة ملونة فالمداد من خلق الله عز وجل،والورقة البيضاء من خلق الله عز وجل، هذا هو الفرق بين إثبات الخلق بالنسبة إلىالله، عز وجل وإثبات الخلق بالنسبة إلى المخلوق . وعلى هذا يكون الله سبحانه وتعالىمنفرداً بالخلق الذي يختص به .
ثانياً : إفراد الله تعالى بالملك فالله تعالىوحده هو المالك كما قال الله تعالى : ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ) .
وقال تعالى : ( قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ) . فالمالك الملك المطلق العام الشامل هو الله سبحانه وتعالى وحده، ونسبة الملك إلىغيره نسبة إضافية فقد أثبت الله عز وجل لغيره الملك كما في قوله تعالى : ( أو ماملكتم مفاتحه ) . وقوله ( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ) . إلى غير ذلك منالنصوص الدالة على أن لغير الله تعالى ملكاً لكن هذا الملك ليس كملك الله عز وجلفهو ملك قاصر، وملك مقيد، ملك قاصر لا يشمل، فالبيت الذي لزيد لا يملكه عمرو،والبيت الذي لعمرو لا يملكه زيد، ثم هذا الملك مقيد بحيث لا يتصرف الإنسان فيما ملكإلا على الوجه الذي أذن الله فيه ولهذا نهى النبي، صلى الله عليه وسلم عن إضاعةالمال وقال الله تبارك وتعالى : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكمقياماً ) . وهذا دليل على أن ملك الإنسان ملك قاصر وملك مقيد، بخلاف ملك اللهسبحانه وتعالى فهو ملك عام شامل وملك مطلق يفعل الله سبحانه وتعالى ما يشاء ولايسأل عما يفعل وهم يسألون .
ثالثاً : التدبير فالله عز وجل منفرد بالتدبير فهوالذي يدبر الخلق ويدبر السماوات والأرض كما قال الله سبحانه وتعالى : ( ألا لهالخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) . وهذا التدبير شامل لا يحول دونه شيء ولايعارضه شيء . والتدبير الذي يكون لبعض المخلوقات كتدبير الإنسان أمواله وغلمانهوخدمه وما أشبه ذلك هو تدبير ضيق محدود، ومقيد غير مطلق فظهر بذلك صدق صحة قولنا : إن توحيد الربوبية هو " إفراد الله بالخلق والملك، والتدبير " .
النوع الثاني : توحيد الألوهية وهو " إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة " بأن لا يتخذ الإنسان معالله أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه وهذا النوع منالتوحيد هو الذي ضل فيه المشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستباحدماءهم وأموالهم وأرضهم وديارهم وسبى نساءهم وذريتهم، وهو الذي بعثت به الرسلوأنزلت به الكتب مع أخويه توحيدي الربوبية، والأسماء والصفات، لكن أكثر ما يعالجالرسل أقوامهم على هذا النوع من التوحيد وهو توحيد الألوهية بحيث لا يصرف الإنسانشيئاً من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، ولا لوليصالح، ولا لأي أحد من المخلوقين، لأن العبادة لا تصح إلا لله عز وجل، ومن أخل بهذاالتوحيد فهو مشرك كافر وإن أقر بتوحيد الربوبية، وبتوحيد الأسماء والصفات . فلو أنرجلاً من الناس يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور،وأنه سبحانه وتعالى المستحق لما يستحقه من الأسماء والصفات لكنيعبد مع الله غيره لمينفعه إقراره بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات . فلو فرض أن رجلاً يقر إقراراًكاملاً بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات لكن يذهب إلى القبر فيعبد صاحبه أوينذر له قرباناً يتقرب به إليه فإن هذا مشرك كافر خالد في النار، قال الله تباركوتعالى : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمينمن أنصار ) . ومن المعلوم لكل من قرأ كتاب الله عز وجل أن المشركين الذين قاتلهمالنبي صلى الله عليه وسلم واستحل دماءهم، وأموالهم وسبى نساءهم، وذريتهم، وغنمأرضهم كانوا مقرين بأن الله تعالى وحده هو الرب الخالق لا يشكون في ذلك، ولكن لماكانوا يعبدون معه غيره صاروا بذلك مشركين مباحي الدم والمال .
النوع الثالث : توحيد الأسماء والصفات وهو " إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى الله به نفسه ووصفبه نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك بإثبات ما أثبته منغير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل " . فلابد من الإيمان بما سمى اللهبه نفسه ووصف به نفسه على وجه الحقيقة لا المجاز، ولكن من غير تكييف، ولاتمثيل.
كتبه ابو هيثم احمد الدوسري غفر الله له ولجميع المسلمين
وأنواع التوحيد بالنسبة لله عز وجل تدخل كلها في تعريف عام وهو " إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به " .
وهي حسب ما ذكره أهل العلم ثلاثة :
الأول : توحيد الربوبية .
الثاني : توحيد الألوهية .
الثالث : توحيدالأسماء والصفات .
وعلموا ذلك بالتتبع والاستقراء و النظر في الآيات والأحاديثفوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأنواع الثلاثة فنوعوا التوحيد إلى ثلاثة أنواع :
الأول : توحيد الربوبية : وهو " إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق، والملك،والتدبير " وتفصيل ذلك :
أولاً:بالنسبة لإفراد الله تعالى بالخلق فالله تعالىوحده هو الخالق لا خالق سواه قال الله تعالى :
( هل من خالق غير الله يرزقكم منالسماء والأرض لا إله إلا هو ) .
وقال تعالى مبيناً بطلان آلهة الكفار : ( أفمنيخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ) . فالله تعالى وحده هو الخالق خلق كل شيء فقدرهتقديراً ، وخَلْقُهُ يشمل ما يقع من مفعولاته، وما يقع من مفعولات خلقه أيضاً،ولهذا كان من تمام الإيمان بالقدر أن تؤمن بأن الله تعالى خالقٌ لأفعال العباد كماقال الله تعالى : ( والله خلقكم وما تعملون ) .
ووجه ذلك أن فعل العبد من صفاته،والعبد مخلوق لله، وخالق الشيء خالق لصفاته، ووجه آخر أن فعل العبد حاصل بإرادةجازمة وقدرة تامة، والإرادة والقدرة كلتاهما مخلوقتان لله عز وجل وخالق السبب التامخالق للمسبب .
فإن قيل : كيف نجمع بين إفراد الله عز وجل بالخلق مع أن الخلق قديثبت لغير الله كما يدل عليه قول الله تعالى : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) . وقول النبي صلى الله عليه وسلم في المصورين : " يقال : لهم : أحيوا ما خلقتم " ؟
فالجواب على ذلك : أن غير الله تعالى لا يخلق كخلق الله فلا يمكنه إيجاد معدوم،ولا إحياء ميت، وإنما خلق غير الله تعالى يكون بالتغيير وتحويل الشيء من صفة إلىصفة أخرى وهو مخلوق لله - عز وجل - فالمصور مثلاً، إذا صور صورة فإنه لم يحدث شيئاًغاية ما هنالك أنه حول شيئاً إلى شيء كما يحول الطين إلى صورة طير أو صورة جمل،وكما يحول بالتلوين الرقعة البيضاء إلى صورة ملونة فالمداد من خلق الله عز وجل،والورقة البيضاء من خلق الله عز وجل، هذا هو الفرق بين إثبات الخلق بالنسبة إلىالله، عز وجل وإثبات الخلق بالنسبة إلى المخلوق . وعلى هذا يكون الله سبحانه وتعالىمنفرداً بالخلق الذي يختص به .
ثانياً : إفراد الله تعالى بالملك فالله تعالىوحده هو المالك كما قال الله تعالى : ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ) .
وقال تعالى : ( قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ) . فالمالك الملك المطلق العام الشامل هو الله سبحانه وتعالى وحده، ونسبة الملك إلىغيره نسبة إضافية فقد أثبت الله عز وجل لغيره الملك كما في قوله تعالى : ( أو ماملكتم مفاتحه ) . وقوله ( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ) . إلى غير ذلك منالنصوص الدالة على أن لغير الله تعالى ملكاً لكن هذا الملك ليس كملك الله عز وجلفهو ملك قاصر، وملك مقيد، ملك قاصر لا يشمل، فالبيت الذي لزيد لا يملكه عمرو،والبيت الذي لعمرو لا يملكه زيد، ثم هذا الملك مقيد بحيث لا يتصرف الإنسان فيما ملكإلا على الوجه الذي أذن الله فيه ولهذا نهى النبي، صلى الله عليه وسلم عن إضاعةالمال وقال الله تبارك وتعالى : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكمقياماً ) . وهذا دليل على أن ملك الإنسان ملك قاصر وملك مقيد، بخلاف ملك اللهسبحانه وتعالى فهو ملك عام شامل وملك مطلق يفعل الله سبحانه وتعالى ما يشاء ولايسأل عما يفعل وهم يسألون .
ثالثاً : التدبير فالله عز وجل منفرد بالتدبير فهوالذي يدبر الخلق ويدبر السماوات والأرض كما قال الله سبحانه وتعالى : ( ألا لهالخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) . وهذا التدبير شامل لا يحول دونه شيء ولايعارضه شيء . والتدبير الذي يكون لبعض المخلوقات كتدبير الإنسان أمواله وغلمانهوخدمه وما أشبه ذلك هو تدبير ضيق محدود، ومقيد غير مطلق فظهر بذلك صدق صحة قولنا : إن توحيد الربوبية هو " إفراد الله بالخلق والملك، والتدبير " .
النوع الثاني : توحيد الألوهية وهو " إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة " بأن لا يتخذ الإنسان معالله أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه وهذا النوع منالتوحيد هو الذي ضل فيه المشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستباحدماءهم وأموالهم وأرضهم وديارهم وسبى نساءهم وذريتهم، وهو الذي بعثت به الرسلوأنزلت به الكتب مع أخويه توحيدي الربوبية، والأسماء والصفات، لكن أكثر ما يعالجالرسل أقوامهم على هذا النوع من التوحيد وهو توحيد الألوهية بحيث لا يصرف الإنسانشيئاً من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، ولا لوليصالح، ولا لأي أحد من المخلوقين، لأن العبادة لا تصح إلا لله عز وجل، ومن أخل بهذاالتوحيد فهو مشرك كافر وإن أقر بتوحيد الربوبية، وبتوحيد الأسماء والصفات . فلو أنرجلاً من الناس يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور،وأنه سبحانه وتعالى المستحق لما يستحقه من الأسماء والصفات لكنيعبد مع الله غيره لمينفعه إقراره بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات . فلو فرض أن رجلاً يقر إقراراًكاملاً بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات لكن يذهب إلى القبر فيعبد صاحبه أوينذر له قرباناً يتقرب به إليه فإن هذا مشرك كافر خالد في النار، قال الله تباركوتعالى : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمينمن أنصار ) . ومن المعلوم لكل من قرأ كتاب الله عز وجل أن المشركين الذين قاتلهمالنبي صلى الله عليه وسلم واستحل دماءهم، وأموالهم وسبى نساءهم، وذريتهم، وغنمأرضهم كانوا مقرين بأن الله تعالى وحده هو الرب الخالق لا يشكون في ذلك، ولكن لماكانوا يعبدون معه غيره صاروا بذلك مشركين مباحي الدم والمال .
النوع الثالث : توحيد الأسماء والصفات وهو " إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى الله به نفسه ووصفبه نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك بإثبات ما أثبته منغير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل " . فلابد من الإيمان بما سمى اللهبه نفسه ووصف به نفسه على وجه الحقيقة لا المجاز، ولكن من غير تكييف، ولاتمثيل.
كتبه ابو هيثم احمد الدوسري غفر الله له ولجميع المسلمين