السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
فهذه فائدة كنت وجدتها في الكتاب الممتع (الدرر السنية)من خلال قرائتي له في المجلد الثالث الذي يتكلم عن الاسماء والصفات عن العقيدة السنوسية وصاحبها السنوسي المغربي وهل هو من اهل السنة والجماعة ام لا ؟ وهذا هو نص السؤال اجاب عنه ابناء الشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ حمد بن ناصررحمهم الله تعالي.........
(وقال السائل، أيضاً: السنوسي المغربي، مصنف السنوسية، هو من أئمة أهل السنة والجماعة، وتكلم بالسنوسية المعروفة بعلم الصفات، فهل تنقمون عليه شيئاً من ذلك ؟ الخ .
فاجابوابقولهم:_(السنوسي ليس من أئمة السنة والجماعة، فإن أهل السنة والجماعة، هم الذين نعتهم النبيصلي الله عليه وسلم لما ذكر ((أن بني إسرائيل افترقت على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي علي ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)) قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال: (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) والسنوسي المذكور، صنف كتابه: أم البراهين، على مذهب الأشاعرة، وفيها أشياء كثيرة، مخالفة ما عليه أهل السنة، فإن الأشاعرة، قد خالفوا ما عليه السلف الصالح في مسائل: منها مسألة العلو، ومسألة الصفات، ومسألة الحرف والصوت .
فالسلف، والأئمة يصفون الله بما وصف به نفسه، في كتابه، وعلى لسان رسولهصلي الله عليه وسلم، من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، بل يثبتون ما أثبت لنفسه من الأسماء الحسنى، والصفات العلى، ويعلمون أنه ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فإنه كما أن ذاته ليست كالذوات المخلوقات، فصفاته ليست كالصفات المخلوقات، بل هو سبحانه موصوف بصفات الكمال، منزه عن كل نقص وعيب، فهم متفقون على أن الله فوق سماواته، على عرشه، بائن من خلقه، ليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته .
وقد قال مالك بن أنس: إن الله في السماء، وعلمه في كل مكان؛ وقالوا لعبد الله بن المبارك: بماذا نعرف ربنا ؟ قال: بأنه فوق سماواته، على عرشه، بائن من خلقه؛وقال أحمد بن حنبل كما قال هذا، وهذا؛ وقال الشافعي خلافة أبي بكر حق، قضاها الله فوق سماوته، وجمع عليها قلوب أوليائه، وقال الأوزاعي: كنا والتابعون متوافرون، نقول بأن الله فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته .
والسنوسي: قد خالف أئمة السنة، في هذه المسألة؛ وعبارته في أم البراهين، قال: ومما تستحيل في صفته تعالى: عشرون صفة، فذكر منها، وأن يكون في جهة؛ قال الشارح لها، وهو محمد بن عمر التلمساني، هذا أيضاً، من أنواع المماثلة المستحيلة، وهي: كونه تعالى في جهة، فلا يقال: إنه تعالى فوق العرش؛ فقد تبين لك مخالفته السلف الصالح؛ ومنها: مسألة الصفات، فإن السنوسي أثبت الصفات السبع، فقط .
وأما أهل السنة والجماعة: فيصفون الله بجميع ما وصف به نفسه، كما يليق بجلاله وعظمته، فيثبتون النزول، كما وردت بذلك السنة الصحيحة عن رسول اللهصلي الله عليه وسلمأنه قال: ((ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل)) الخ؛ ويثبتون صفة اليدين، كما يليق بجلاله وعظمته، وكذلك صفة الوجه الكريم ، كما يليق بجلاله وعظمته، وكذلك الضحك الذي وردت به السنة، والتعجب، والغضب، والرضى، والقبضتان، والأصابع؛ فيصفون الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله؛ ولا يفهمون من جميع ذلك، إلا ما يليق بالله وعظمته، لا ما يليق بالمخلوقات، من الأعضاء، والجوارح، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
فيحصل بذلك: إثبات ما وصف به نفسه في كتابه، وفي سنة رسولهصلي الله عليه وسلم.
ويحصل أيضاً: نفي التشبيه، والتكييف في صفاته، ويحصل أيضاً: ترك التأويل، والتحريف، المؤدي إلى التعطيل، ويحصل أيضاً: إثبات الصفات على ما يليق بجلال الله وعظمته، لا على ما نعقله نحن من صفات المخلوقين؛ وأما الأشاعرة: فيؤلون النصوص الواردة في كتاب الله وسنة رسوله، فيؤلون الاِستواء، بالاستيلاء، والنزول، بنزول الأمر، واليدين، بالقدرتين، والنعمتين؛ والقدم، بقدم صدق؛ وأمثال ذلك .
وأما أهل السنة والجماعة، فيصفون الله بهذه الصفات، وغيرها، مما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يكيفون، ولا يشبهون؛ والكلام عندهم في الصفات، فرع على الكلام في الذات، فكما أن ذاته لا تشبه ذوات خلقه، فكذلك صفاته لا تشبه صفات خلقه، فإذا ثبت وصفه تعالى بالصفات السبع ،على ما يليق بجلاله، فكذلك باقي الصفات .
وأما: مسألة الحرف، والصوت، فتساق هذا المساق؛ فإن الله تعالى: قد تكلم بالقرآن المجيد، وبجميع حروفه، فقال: (الم) وقال: (المص) وقال: (ق) وكذلك جاء في الحديث ((فينادي يوم القيامة بصوت يسمعه من بعد، كما يسمعه من قرب)) وفي الحديث ((لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) فهؤلاء، أي: الأشاعرة، ما فهموا من كلام الله، إلا ما فهموا من كلام المخلوقين، فقال: إذا قلنا بالحرف، أدى ذلك إلى القول بالجوارح، واللهوات؛ وكذلك: إذا قلنا بالصوت، أدى ذلك إلى الحلق، والحنجرة، عملوا في هذا من التخبيط، كما عملوا فيما تقدم من الصفات .
والتحقيق هو: أن الله تكلم بالحروف، كما يليق بجلاله وعظمته؛ فإنه قادر، لا يحتاج إلى جوارح، ولا إلى لهوات؛ وكذلك: له صوت كما يليق به، يسمع، ولا يفتقر ذلك الصوت المقدس، إلى الحلق والحنجرة؛ كلام الله يليق به، وصوته كما يليق به؛ ولا ننفي الحروف والصوت عن كلامه، لافتقارهما هنا إلى الجوارح، واللهوات، فإنهما في جناب الحق: لا يفتقران إلى ذلك، وهذا ينشرح الصدر له، ويستريح الإنسان به، من التعسف والتكلف؛ لا قوله: هذا عبارة عن ذلك .
فإن قيل: هذا الذي يقرأ القارىء، هو عين قراءة الله، وعين تكلمه به هو ؟
قلنا: لا، بل القارىء يؤدي كلام الله؛ والكلام إنما ينسب إلى من قاله مبتدياً، لا إلى من قاله مؤدياً مبلغاً، ولفظ القاري في غير القرآن مخلوق، وفي غير القرآن: لا يتميز اللفظ المؤدى عن الكلام المؤدي عنه؛ ولهذا: منع
السلف، عن قول: لفظي بالقرآن مخلوق ؛لأنه يتميز، كما منعوا عن قول: لفظي بالقرآن غير مخلوق؛ فإن لفظ العبد في غير التلاوة مخلوق، وفي التلاوة مسكوت عنه، لئلا يؤدي الكلام في ذلك إلى القول بخلق القرآن؛ وأما: ما أمر السلف بالسكوت عنه، فيجب السكوت عنه، انتهى من قول: بعض مشائخ الإِسلام.) انتهي بنصه من ص23 الي ص28
فهذه فائدة كنت وجدتها في الكتاب الممتع (الدرر السنية)من خلال قرائتي له في المجلد الثالث الذي يتكلم عن الاسماء والصفات عن العقيدة السنوسية وصاحبها السنوسي المغربي وهل هو من اهل السنة والجماعة ام لا ؟ وهذا هو نص السؤال اجاب عنه ابناء الشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ حمد بن ناصررحمهم الله تعالي.........
(وقال السائل، أيضاً: السنوسي المغربي، مصنف السنوسية، هو من أئمة أهل السنة والجماعة، وتكلم بالسنوسية المعروفة بعلم الصفات، فهل تنقمون عليه شيئاً من ذلك ؟ الخ .
فاجابوابقولهم:_(السنوسي ليس من أئمة السنة والجماعة، فإن أهل السنة والجماعة، هم الذين نعتهم النبيصلي الله عليه وسلم لما ذكر ((أن بني إسرائيل افترقت على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي علي ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)) قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال: (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) والسنوسي المذكور، صنف كتابه: أم البراهين، على مذهب الأشاعرة، وفيها أشياء كثيرة، مخالفة ما عليه أهل السنة، فإن الأشاعرة، قد خالفوا ما عليه السلف الصالح في مسائل: منها مسألة العلو، ومسألة الصفات، ومسألة الحرف والصوت .
فالسلف، والأئمة يصفون الله بما وصف به نفسه، في كتابه، وعلى لسان رسولهصلي الله عليه وسلم، من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، بل يثبتون ما أثبت لنفسه من الأسماء الحسنى، والصفات العلى، ويعلمون أنه ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فإنه كما أن ذاته ليست كالذوات المخلوقات، فصفاته ليست كالصفات المخلوقات، بل هو سبحانه موصوف بصفات الكمال، منزه عن كل نقص وعيب، فهم متفقون على أن الله فوق سماواته، على عرشه، بائن من خلقه، ليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته .
وقد قال مالك بن أنس: إن الله في السماء، وعلمه في كل مكان؛ وقالوا لعبد الله بن المبارك: بماذا نعرف ربنا ؟ قال: بأنه فوق سماواته، على عرشه، بائن من خلقه؛وقال أحمد بن حنبل كما قال هذا، وهذا؛ وقال الشافعي خلافة أبي بكر حق، قضاها الله فوق سماوته، وجمع عليها قلوب أوليائه، وقال الأوزاعي: كنا والتابعون متوافرون، نقول بأن الله فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته .
والسنوسي: قد خالف أئمة السنة، في هذه المسألة؛ وعبارته في أم البراهين، قال: ومما تستحيل في صفته تعالى: عشرون صفة، فذكر منها، وأن يكون في جهة؛ قال الشارح لها، وهو محمد بن عمر التلمساني، هذا أيضاً، من أنواع المماثلة المستحيلة، وهي: كونه تعالى في جهة، فلا يقال: إنه تعالى فوق العرش؛ فقد تبين لك مخالفته السلف الصالح؛ ومنها: مسألة الصفات، فإن السنوسي أثبت الصفات السبع، فقط .
وأما أهل السنة والجماعة: فيصفون الله بجميع ما وصف به نفسه، كما يليق بجلاله وعظمته، فيثبتون النزول، كما وردت بذلك السنة الصحيحة عن رسول اللهصلي الله عليه وسلمأنه قال: ((ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل)) الخ؛ ويثبتون صفة اليدين، كما يليق بجلاله وعظمته، وكذلك صفة الوجه الكريم ، كما يليق بجلاله وعظمته، وكذلك الضحك الذي وردت به السنة، والتعجب، والغضب، والرضى، والقبضتان، والأصابع؛ فيصفون الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله؛ ولا يفهمون من جميع ذلك، إلا ما يليق بالله وعظمته، لا ما يليق بالمخلوقات، من الأعضاء، والجوارح، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
فيحصل بذلك: إثبات ما وصف به نفسه في كتابه، وفي سنة رسولهصلي الله عليه وسلم.
ويحصل أيضاً: نفي التشبيه، والتكييف في صفاته، ويحصل أيضاً: ترك التأويل، والتحريف، المؤدي إلى التعطيل، ويحصل أيضاً: إثبات الصفات على ما يليق بجلال الله وعظمته، لا على ما نعقله نحن من صفات المخلوقين؛ وأما الأشاعرة: فيؤلون النصوص الواردة في كتاب الله وسنة رسوله، فيؤلون الاِستواء، بالاستيلاء، والنزول، بنزول الأمر، واليدين، بالقدرتين، والنعمتين؛ والقدم، بقدم صدق؛ وأمثال ذلك .
وأما أهل السنة والجماعة، فيصفون الله بهذه الصفات، وغيرها، مما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يكيفون، ولا يشبهون؛ والكلام عندهم في الصفات، فرع على الكلام في الذات، فكما أن ذاته لا تشبه ذوات خلقه، فكذلك صفاته لا تشبه صفات خلقه، فإذا ثبت وصفه تعالى بالصفات السبع ،على ما يليق بجلاله، فكذلك باقي الصفات .
وأما: مسألة الحرف، والصوت، فتساق هذا المساق؛ فإن الله تعالى: قد تكلم بالقرآن المجيد، وبجميع حروفه، فقال: (الم) وقال: (المص) وقال: (ق) وكذلك جاء في الحديث ((فينادي يوم القيامة بصوت يسمعه من بعد، كما يسمعه من قرب)) وفي الحديث ((لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) فهؤلاء، أي: الأشاعرة، ما فهموا من كلام الله، إلا ما فهموا من كلام المخلوقين، فقال: إذا قلنا بالحرف، أدى ذلك إلى القول بالجوارح، واللهوات؛ وكذلك: إذا قلنا بالصوت، أدى ذلك إلى الحلق، والحنجرة، عملوا في هذا من التخبيط، كما عملوا فيما تقدم من الصفات .
والتحقيق هو: أن الله تكلم بالحروف، كما يليق بجلاله وعظمته؛ فإنه قادر، لا يحتاج إلى جوارح، ولا إلى لهوات؛ وكذلك: له صوت كما يليق به، يسمع، ولا يفتقر ذلك الصوت المقدس، إلى الحلق والحنجرة؛ كلام الله يليق به، وصوته كما يليق به؛ ولا ننفي الحروف والصوت عن كلامه، لافتقارهما هنا إلى الجوارح، واللهوات، فإنهما في جناب الحق: لا يفتقران إلى ذلك، وهذا ينشرح الصدر له، ويستريح الإنسان به، من التعسف والتكلف؛ لا قوله: هذا عبارة عن ذلك .
فإن قيل: هذا الذي يقرأ القارىء، هو عين قراءة الله، وعين تكلمه به هو ؟
قلنا: لا، بل القارىء يؤدي كلام الله؛ والكلام إنما ينسب إلى من قاله مبتدياً، لا إلى من قاله مؤدياً مبلغاً، ولفظ القاري في غير القرآن مخلوق، وفي غير القرآن: لا يتميز اللفظ المؤدى عن الكلام المؤدي عنه؛ ولهذا: منع
السلف، عن قول: لفظي بالقرآن مخلوق ؛لأنه يتميز، كما منعوا عن قول: لفظي بالقرآن غير مخلوق؛ فإن لفظ العبد في غير التلاوة مخلوق، وفي التلاوة مسكوت عنه، لئلا يؤدي الكلام في ذلك إلى القول بخلق القرآن؛ وأما: ما أمر السلف بالسكوت عنه، فيجب السكوت عنه، انتهى من قول: بعض مشائخ الإِسلام.) انتهي بنصه من ص23 الي ص28
تعليق