السلام عليكم و رحمة الله...
كنت منذ زمن و أنا عازم على قراءة شرح الشيخ العثيمين على اللمعة, حيث أني كنت قرأت شرحا لغير الشيخ العثيمين على اللمعة و الحمدلله قرأته لكن وقفت على خطأ, ثم رأيت المعلق على اللمعة و هوالشيخ الفاضل أحمد بن سعيد شفان الأهجري نبه عليه أيضا و هو من طلبة الشيخ و هو في دماج, و صراحة لا أعلم هل نبه عليه المحققين على بقية النسخ فرأيت أن أذكره هنا...
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
((الصفة الثالثة : النفس
النفس ثابتة لله تعالى بالكتاب و السنة وإجماع السلف.
قال الله تعالى ((كتب ربكم على نفسه الرحمه)).
و قال عن عيسى أنه قال ((تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك).
و قال النبي صلى الله عليه و سلم : (( سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته)). رواه مسلم, و أجمع السلف على ثبوتها على الوجه الللائق به فيجب إثباتها لله من غير تحريف و لا تعطيل و لا تكييف و لا تمثيل)). ا.هــ كلامه رحمه الله
و هذا الكلام فيه خطأ صريح و فيه رأي مرجوح, فأما الخطأ الصريح و هو إدعاء الإجماع و هوخطأ من الشيخ ووهم ولعله مشى فيما قاله كما قال في بقية الصفات التي تكلم عنها و إلا المسألة ليس فيها إجماع, فقد قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (ج9/ص 292-293) و أفادني المحقق أنه قاله أيضا (ج14/196) وسأنقل ما وقفت عليه:
((فصل
ولكن لفظ الروح والنفس يعبر بهما عن عدة معان فيراد بالروح الهواء الخارج من البدن والهواء الداخل فيه ويراد بالروح البخار الخارج من تجويف القلب من سويداه الساري فى العروق وهو الذي تسميه الأطباء الروح الحيواني فهذان المعنيان غير الروح التى تفارق بالموت التى هي النفس ويراد بنفس الشيء ذاته وعينه كما يقال رأيت زيدا نفسه وقد قال تعالى ((تعلم ما فى نفسي ولا اعلم ما فى نفسك)) وقال ((كتب ربكم على نفسه الرحمة)) وقال تعالى(( ويحذركم الله نفسه)) وفى الحديث الصحيح انه قال لأم المؤمنين ((لقد قلت بعدك اربع كلمات لو وزن بما قلتيه لوزنتهن سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله مداد كلماته)) وفي الحديث الصحيح الالهي عن النبى صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى ((أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني ان ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسي وان ذكرنى فى ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)) فهذه المواضع المراد المراد فيها بلفظ النفس عند جمهور العلماء الله نفسه التى هي ذاته المتصفة بصفاته ليس المراد بها ذاتا منفكة عن الصفات ولا المراد بها صفة للذات وطائفة من الناس يجعلونها من باب الصفات كما يظن طائفة انها الذات المجردة عن الصفات وكلا القولين خطأ))ا.هــ كلامه رحمه الله
و بهذا يتبين أن القول بأنها ذاته هو رأي جمهور العلماء, و هو ما رجحه شيخ الإسلام, أما الرأي الآخر و هو أنه من باب الصفات فقد رجحه ابن خزيمة في كتاب التوحيد, ذكره عبدالرزاق العباد في شرحه على عقيدة المقدسي, و أبوإسماعيل الهروي كما في الأربعين من دلائل التوحيد, و البغوي في شرح السنة, و صديق حسن خان, أفاده المعلق و رجحه هو و أفادني أخ مستفيد أنه أيضا رأي أبا يعلى في كتابه (إبطال تأولات الصفات) بل قال هذا يعتبر من تأويل صفاته الله أي من قال أن المقصود بذلك الذات و هذا يدل على عدم ضبطه رحمه الله للمسألة و إلا فهو رأي جمهور السلف كما ذكره ابن تيمية رحمه الله.
و الشيخ العثيمين رحمه الله كأنه تراجع عن هذا القول كما في شرحه على السفارينية و لا يخفى عليكم أن شرح السفارينية متأخر في عام (1408هـ) و شرح اللمعة كان قديما عام (1392هـ ) فقد قال في شرحه على السفارينية:
((قوله : ( كذاته ) : الكلام على مسألة الذات ؟ ،
أصل الذات : كلمة مولدة بالمعنى المراد بها ، لأن المراد بها عند القائلين كلمة ذات وصفات ، المراد بها النفس ،فذات الإنسان يعني نفس الإنسان ،فالله سبحانه وتعالى لم يعبر عن نفسه بـ ( الذات ) ،إنما عبر عن نفسه بـ ( النفس ) فقال : { ويحذركم الله نفسه } , وقال عز وجل عن عيسى : { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك }علم )) ا.هــ كلامه رحمه الله.
فبين هنا أن الله لم يعبر عن نفسه بلفظ الذات و لكن عبر عن نفسه بلفظ النفس, ثم ذكر الآيتين و فسرها بالذات على خلاف فعله رحمه الله في اللمعة حيث ذكر الآيتين في إثبات النفس و لعل هذا دليل على تراجعه رحمه الله.
تنبيه:
أن قول من قال أن هذا من التأويل مثل أبو يعلى رحمه الله فهذا مردود بل هذه لغة العرب يقال رأيت الرجل نفسه أي ذاته, و يؤيد ترجيح هذا الرأي القاعدة التي يذكرونها أن كل ما أضيف إلى الله فإن كان لا يقوم بنفسه فهو صفة له و إن كان صفة مضافة لمخلوق او مخلوق قائم بنفسه فيكون من إضافة التشريف.
فإن قلنا النفس هنا معناه الروح فهذا مردود عليهم بالقاعدة حيث أن الروح تقوم بنفسها و لا أدل على ذلك من حياة الروح بعد الموت و التنعم بل و صعود الروح إلى السماء السابعة إن كانت صالحة و كلام الله لها فنضطرهم أن يقولوا على هذه القاعدة أنها السماء السابعة إن كانت صالحة و كلام الله لها فنضطرهم أن يقولوا على هذه القاعدة أنها إضافة تشريف و هذا غير مستقيم.
فلم يبق إلا أنها الذات الإلهية و بهذا يستقيم الكلام و تستقيم القاعدة و الله المستعان..
قلت هذه الرد الأخير مني و لا أعرف من استخدم هذه القاعدة في الرد على هذا القول, فإن استطاع أن يعرضه أحدكم على من يعرفه من المشايخ فخير, و إنما ذكرته لأن الأصل قد قال به جمهور العلماء و شيخ الإسلام فلا بأس من أن يجتهد الشخص في إيراد ما يرجح الرأي و الله أعلم.
كنت منذ زمن و أنا عازم على قراءة شرح الشيخ العثيمين على اللمعة, حيث أني كنت قرأت شرحا لغير الشيخ العثيمين على اللمعة و الحمدلله قرأته لكن وقفت على خطأ, ثم رأيت المعلق على اللمعة و هوالشيخ الفاضل أحمد بن سعيد شفان الأهجري نبه عليه أيضا و هو من طلبة الشيخ و هو في دماج, و صراحة لا أعلم هل نبه عليه المحققين على بقية النسخ فرأيت أن أذكره هنا...
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
((الصفة الثالثة : النفس
النفس ثابتة لله تعالى بالكتاب و السنة وإجماع السلف.
قال الله تعالى ((كتب ربكم على نفسه الرحمه)).
و قال عن عيسى أنه قال ((تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك).
و قال النبي صلى الله عليه و سلم : (( سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته)). رواه مسلم, و أجمع السلف على ثبوتها على الوجه الللائق به فيجب إثباتها لله من غير تحريف و لا تعطيل و لا تكييف و لا تمثيل)). ا.هــ كلامه رحمه الله
و هذا الكلام فيه خطأ صريح و فيه رأي مرجوح, فأما الخطأ الصريح و هو إدعاء الإجماع و هوخطأ من الشيخ ووهم ولعله مشى فيما قاله كما قال في بقية الصفات التي تكلم عنها و إلا المسألة ليس فيها إجماع, فقد قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (ج9/ص 292-293) و أفادني المحقق أنه قاله أيضا (ج14/196) وسأنقل ما وقفت عليه:
((فصل
ولكن لفظ الروح والنفس يعبر بهما عن عدة معان فيراد بالروح الهواء الخارج من البدن والهواء الداخل فيه ويراد بالروح البخار الخارج من تجويف القلب من سويداه الساري فى العروق وهو الذي تسميه الأطباء الروح الحيواني فهذان المعنيان غير الروح التى تفارق بالموت التى هي النفس ويراد بنفس الشيء ذاته وعينه كما يقال رأيت زيدا نفسه وقد قال تعالى ((تعلم ما فى نفسي ولا اعلم ما فى نفسك)) وقال ((كتب ربكم على نفسه الرحمة)) وقال تعالى(( ويحذركم الله نفسه)) وفى الحديث الصحيح انه قال لأم المؤمنين ((لقد قلت بعدك اربع كلمات لو وزن بما قلتيه لوزنتهن سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله مداد كلماته)) وفي الحديث الصحيح الالهي عن النبى صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى ((أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني ان ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسي وان ذكرنى فى ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)) فهذه المواضع المراد المراد فيها بلفظ النفس عند جمهور العلماء الله نفسه التى هي ذاته المتصفة بصفاته ليس المراد بها ذاتا منفكة عن الصفات ولا المراد بها صفة للذات وطائفة من الناس يجعلونها من باب الصفات كما يظن طائفة انها الذات المجردة عن الصفات وكلا القولين خطأ))ا.هــ كلامه رحمه الله
و بهذا يتبين أن القول بأنها ذاته هو رأي جمهور العلماء, و هو ما رجحه شيخ الإسلام, أما الرأي الآخر و هو أنه من باب الصفات فقد رجحه ابن خزيمة في كتاب التوحيد, ذكره عبدالرزاق العباد في شرحه على عقيدة المقدسي, و أبوإسماعيل الهروي كما في الأربعين من دلائل التوحيد, و البغوي في شرح السنة, و صديق حسن خان, أفاده المعلق و رجحه هو و أفادني أخ مستفيد أنه أيضا رأي أبا يعلى في كتابه (إبطال تأولات الصفات) بل قال هذا يعتبر من تأويل صفاته الله أي من قال أن المقصود بذلك الذات و هذا يدل على عدم ضبطه رحمه الله للمسألة و إلا فهو رأي جمهور السلف كما ذكره ابن تيمية رحمه الله.
و الشيخ العثيمين رحمه الله كأنه تراجع عن هذا القول كما في شرحه على السفارينية و لا يخفى عليكم أن شرح السفارينية متأخر في عام (1408هـ) و شرح اللمعة كان قديما عام (1392هـ ) فقد قال في شرحه على السفارينية:
((قوله : ( كذاته ) : الكلام على مسألة الذات ؟ ،
أصل الذات : كلمة مولدة بالمعنى المراد بها ، لأن المراد بها عند القائلين كلمة ذات وصفات ، المراد بها النفس ،فذات الإنسان يعني نفس الإنسان ،فالله سبحانه وتعالى لم يعبر عن نفسه بـ ( الذات ) ،إنما عبر عن نفسه بـ ( النفس ) فقال : { ويحذركم الله نفسه } , وقال عز وجل عن عيسى : { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك }علم )) ا.هــ كلامه رحمه الله.
فبين هنا أن الله لم يعبر عن نفسه بلفظ الذات و لكن عبر عن نفسه بلفظ النفس, ثم ذكر الآيتين و فسرها بالذات على خلاف فعله رحمه الله في اللمعة حيث ذكر الآيتين في إثبات النفس و لعل هذا دليل على تراجعه رحمه الله.
تنبيه:
أن قول من قال أن هذا من التأويل مثل أبو يعلى رحمه الله فهذا مردود بل هذه لغة العرب يقال رأيت الرجل نفسه أي ذاته, و يؤيد ترجيح هذا الرأي القاعدة التي يذكرونها أن كل ما أضيف إلى الله فإن كان لا يقوم بنفسه فهو صفة له و إن كان صفة مضافة لمخلوق او مخلوق قائم بنفسه فيكون من إضافة التشريف.
فإن قلنا النفس هنا معناه الروح فهذا مردود عليهم بالقاعدة حيث أن الروح تقوم بنفسها و لا أدل على ذلك من حياة الروح بعد الموت و التنعم بل و صعود الروح إلى السماء السابعة إن كانت صالحة و كلام الله لها فنضطرهم أن يقولوا على هذه القاعدة أنها السماء السابعة إن كانت صالحة و كلام الله لها فنضطرهم أن يقولوا على هذه القاعدة أنها إضافة تشريف و هذا غير مستقيم.
فلم يبق إلا أنها الذات الإلهية و بهذا يستقيم الكلام و تستقيم القاعدة و الله المستعان..
قلت هذه الرد الأخير مني و لا أعرف من استخدم هذه القاعدة في الرد على هذا القول, فإن استطاع أن يعرضه أحدكم على من يعرفه من المشايخ فخير, و إنما ذكرته لأن الأصل قد قال به جمهور العلماء و شيخ الإسلام فلا بأس من أن يجتهد الشخص في إيراد ما يرجح الرأي و الله أعلم.
تعليق