بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
أَحمدُهُ وأُصَلِّي علَى رسُولِه الكريمِ (1) ..
أَيُّها الإِخْوةُ الكِرامُ ، هذِه فُـرْصَةٌ سَعيدَةٌ بِالنِّسْبَـةِ لِي لأَنْ أَرَى هذِه الوُجُوهَ الطَّـيِّـبةَ المباركةَ الـمَيْمُونةَ .
[ الشـيعة : ]
لَفْظَـةُ ( الشِّيعةِ ) تُطْلَـقُ علَى كُلِّ شَخْصٍ يسُّبُّ أَصْحابَ رسُولِ الله صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، ويُنْكِرُ القُرْآنَ الموْجُودَ ، ويُنْكِرُ سُنَّـةَ رسُولِ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، ويُفارِقُ جَماعةَ المسْلِمينَ .
فهذِه اللَّفْظةُ تُطْلَقُ علَى قَوْمٍ يَختَـلِفُونَ عَنِ الـمُسْلِمينَ في الأُصُولِ ؛ لأَنَّ كثـيرًا مِنَ الإِخْوةِ يَظُـنُّونَ أَنَّ اخْتِلافَنا معَهُمْ كاخْتِلافِـنَا معَ المذَاهِبِ الأُخْرَى الفِقْهِيَّـةِ ، أَوْ كما يَقُولُ بَعْضُ السُّذَّجِ (2) : إِنَّ اخْتِلافَنا في الفُرُوعِ .
لا ، إِنَّ اخْتِلافَـنَا معَ الشِّيعةِ في الأُصُولِ .
وحينَما أَقُولُ : ( الشِّيعةَ ) لا أسْتَـثْنِـي مِنْهُمْ أَحدًا لأنَّ لَفْظةَ ( الشِّيعةِ ) حينَما تُطْلَقُ الآنَ لا يُرادُ بِها إِلَّا ( الشِّيعةُ الاثْنَى عَشَرِيَّـةُ ) أَو ( الجعْفَرِيَّـةُ ) .
وهُناكَ قَاعِدةٌ في أُصُولِ الفِقْهِ تَقُولُ : ( إِذَا أُطْلِقَ الفَرْدُ المطلَقُ يُرادُ بِه الفَرْدُ الكامِلُ ) .
لأنَّ هُناكَ أَقْسَامًا مِنَ الشِّيعةِ لكنَّهُمْ سَمَّوْا أَنْفُسَهُمْ بِأَسْماء أُخْرَى ، مِثْلَ ( الزَّيْدِيَّةِ ) ، أَوْ مِثْلَ ( الإسْماعِلِـيَّـةِ ) أَوْ مِثْلَ ( النُّصَيْرِيَّـةِ ) أَوْ مِثْلَ ( الدُّرُوزِ ) أَوْ غير ذلِكَ .
[ حقيقة دعوى الشيعة موالاة أهل البيت ]
فَالشِّيعةُ كلُّـهُمْ يَـدَّعُونَ بِأَنَّـهُمْ مُوالُونَ لأَهْلِ البَـيْـتِ ومُحِـبُّونَ لَـهُمْ ، وهذِه كلِمةٌ دِعائِـيَّـةٌ اسْتَعْمَلُوها خِدَاعًا ومَكْرًا لِكَيْ يَخدَعُوا بِها السُّذَّجَ مِنَ النَّاسِ ؛ لأَنَّ كثيرًا مِنَّا ـ ولَيْسَ الخاصَّةُ ـ لا يَعْرِفُ ماذَا يُـرِيدُونَ مِنْ وراءِ لَفْظَةِ ( آلِ البَـيْتِ ) .
أَكثرُ النَّاسِ ـ العُلَماءُ وغَيْرُ العُـلَماءِ ـ يظُـنُّونَ بِأَنَّهمْ يَقْصِدُونَ مِنْ كلِمةِ ( أَهْلِ البَيْتِ ) أَهلَ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ! ، ولكنَّه غيْرُ صَحيحٍ ؛ لأَنَّ القَوْمَ أَنْفُسُهُمْ يُصَرِّحُونَ بِأَنَّهمْ لا يَقْصِدُونَ مِنْ كلِمةِ ( أَهْلِ البيْتِ ) أَهْلَ بيْتِ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، كما سَأُبَـيِّنُ .
وأَنا في هذِه الجلْسَةِ ـ إِنْ شاءَ الله ـ أُحاوِلُ أَنْ لَا أُورِدَ رِوايَـةً واحِدَةً مِنَ ( السُّنَّـةِ ) ولا أُورِدَ حديثًا واحِدًا مِنْ كُتُبِ المسلِمينَ ! ، بلْ كُـلَّما أُورِدُ رِوايَـةً أَوْ أَسْتنِدُ إِلَى حديثٍ أَوْ أَسْتشْهِدُ بِكلامٍ لا أَسْتَشْهِدُ ولا أَسْتَنِدُ ولا أَسْتَدِلُّ إِلَّا بِكلامٍ شِيعِيٍّ وحديثٍ شِيعِيٍّ ورِوايَةٍ شِيعِيَّةٍ .
وهذَا يَنبَغي أَنْ يكُونَ معلُومًا قَبْلَ ذلِكَ ، وأَنا ـ إِنْ شاءَ الله ـ أَذْكُرُ أَسْماءَ الكُتُبِ الَّتي أُورِدُ مِنْها هذِه الرِّواياتِ والأَحاديثَ والكلامَ .
فالمقْصُودُ أَنَّ الشِّيعةَ حينَما يَقُولُونَ ( حُبَّ أَهْلَ البَيْتِ ) فيَنْبَغي أَنْ تكُونَ عِنْدَنا مَعْرِفَةٌ ـ لأنَّ كـثيرًا مِنَ النَّاسِ إِذَا تكلَّمنا في الشِّيعةِ يَـقُولُ : دَعُوهُمْ ، علَى الأَقلِ هؤُلاءِ مُحبُّونَ لأَهْلِ البَـيْتِ ! ـ ينبَغي أنْ نكُونَ مُدْرِكينَ بِأَنَّهُمْ لا يَقْصِدُونَ مِنْ كلِمةِ ( أَهْلِ البَيْتِ ) ( مُوالاةِ أَهلِ البيْتِ ) و ( حُبِّ أَهْلِ البَيْتِ ) أَهْلَ بَيْتِ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ؛ لأَنَّهُمْ أَكثرُ النَّاسِ بُغْضًا لأَهْلِ بَيْتِ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ .
* فهُمْ يُكَفِّرُونَ العَبَّاسَ رضِيَ الله تَعالَى عنهُ وهُو عَمُّ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ .
* ويُكفِّرُونَ أَمَّهاتِ المؤْمِنينَ ، هُنَّ أَهْلُ البَيْتِ أَصْلًا وحقيقَةً ؛ لأَنَّ لَفْظةَ ( أَهْلِ البَيْتِ ) بِهذَا التَّرْكيبِ لَمْ تَـرِدْ في القُرْآنِ إِلَّا مَـرَّتَيْنِ ، والمرَّتانِ لَمْ تَرِدْ هذِه الكلِمةُ إِلَّا لِلْأَزْواجِ :
ـ ورَدَتْ هذِه الكلِمةُ في سُورةِ ( هُودٍ علَيْه السَّلَامُ ) عِنْدَ ذِكْرِ إِبْراهيمَ علَيْه الصَّلاةُ والسَّلامُ : "ولَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْراهِيمَ بِالبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجْلٍ حَنيذٍ (69) فَلَـمَّا رَأَى أَيديَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُـهُ قَائِـمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَـشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَـتَا أَ أَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَـيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ الله رَحْمتُ الله وبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ إِنَّـهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) " ؛ فلَمْ تُطْلَقْ كلِمةُ ( أَهْلِ البَـيْتِ ) في هذِه الآيَـةِ المبارَكةِ إِلَّا علَى زَوْجَةِ إِبْراهيمَ خلِيلِ الله علَيْه الصَّلاةُ والسَّلامُ .
وهكذَا ورَدَتْ هَـذِه الكَـلِمَـةُ في سُورةِ الأَحْزابِ في الجُزْءِ الثَّاني والعِشْرِينَ مِنَ القُرْآنِ حينَما ذَكَـرَ الله تعالَى نِسَاءَ النَّبِـيِّ صَلَّى الله علَـيْـهِ وعلَى آلِـهِ وسَلَّمَ فَـقَالَ مُـخَاطِـبًا إِيَّـاهُنَّ : "وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ الله وَالحِكْمَةِ إِنَّ الله كَانَ لَطيفًا خَبِيرًا (34) " ، وَقَالَ في سِياقِ هذِه الآياتِ : " إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِـيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " ، يَعْني : قَبْلَ هذِه الآيةِ نَفْسِها : "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ" ، قالَ في سِياقِ هذِه الآياتِ : " إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِـيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ " ؛ فَـ ( أَهلُ البَيْتِ ) مِصْداقُه الأَوَّليُّ والحقيقِيُّ والأَصْلِيُّ هُو : الأَزْواجُ .
وهُمْ قَاطِبةً مِنْ بَكْرَةِ أَبيهِمْ يُكَفِّـرُونَ أَزْواجَ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ بِاسْتِثْناءِ خَديجةَ رَضِيَ الله عَنْهُنَّ .
وهُمْ لا يُطْلِقُونَ علَى أَزْواجِ النَّبيِّ صَلَّى الله عليْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ إِلَّا كلِماتِ اللَّعْنِ والطَّعْنِ ؛ فكُتُبُ القَوْمِ ملِيئَـةٌ مِنَ السِّبابِ والشَّتائِمِ .
* وحتَّى تَجرَّؤُوا علَى القَوْلِ بِأنَّ عائِشَةَ رَضِيَ الله عَنهَا ـ الصِّدِّيقَةُ الطَّـيِّبةُ الطَّاهِرَةُ رضِيَ الله عنهَا الَّتي نَـزَلَتْ في بَـرَاءَتِها آياتٌ مِنَ السَّماءِ ثَمانِيَ عَشَـرَةَ آيةً ـ يَـتَّهِمُونَها بِالفِسْقِ والفُجُورِ عِياذًا بِالله .
فَهُمْ أَكبرُ أعْداءِ أَهْلِ البَيْتِ ، ينْبَغي أَنْ يكُونَ عِندَنا الفَهْمُ والإِدْراكُ بِأَنَّهُمْ أَكبرُ أَعْداءِ أَهلِ البَيْتِ ، وهُمْ يَدَّعُونَ بِأَنَّهُمْ مُحِبُّونَ لأَهْلِ البَيْتِ ! ، فَماذَا يَقْصِدُونَ مِنْ وَراءِ ذلِكَ ؟ .
* وأَمَّا العَبَّاسُ ـ كما ذَكرْتُ هُو عَمُّ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ـ فـيَـقُولُ الكَشِّي في كِتابِ ( رِجالِ الكَشِّي ) وهذَا أَقْـدَمُ (3) كِتابٍ لِلْقَوْمِ في الرِّجالِ ، يَقُولُ الكَشِّي في هذَا الكِتابِ بِأَنَّ هذِه الآيةَ : "وَمَنْ كَانَ في هَذِه أَعْمَى فَهُوَ في الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا" (4) نَـزَلَتْ في العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ؛ فَـهُمْ يَسُبُّونَ عَمَّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ .
* وكذلِكَ يُكَفِّرُونَ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ وعُبَـيْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُم .
* وكذلِكَ لا يَعْتَـقِدُونَ بِـإِيمانِ عَقيلٍ بْنِ أَبي طالِبٍ رَضِيَ الله عنهُ ، وهُو أَخٌ لِعلِيٍّ بْنِ أَبي طالِبٍ رَضِيَ الله تَعالَى عنهُ .
فالمضْمُونُ بِأَنَّهُمْ لا يُوالُونَ ولا يُحِـبُّونَ أَهْلَ بَيْتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، فماذَا يُريدُونَ مِنْ وراءِ ذَلِكَ ؟!
فيَقُولُ كَبيرُهُمْ ـ أَوْ كبيرُ مُجْرِميهِمْ ـ مُحْسِنُ الأَمينِ في كِتابِه ( أَعْيانُ الشِّيعةِ ) ما معْنَى الشِّيعةِ وما معْنَى أَهلِ البَيْتِ ، فَـقَالَ : ( الشِّيعةُ قَوْمٌ يَهْوونَ هَوَى عِتْرَةِ علِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُم ، ويُوالُونَه وأَوْلادَهُ ) اهـ ؛ فيقْصِدُونَ مِنْ وراءِ كلِمةِ ( أَهْلِ البَـيْتِ ) علِـيًّا وأَوْلادَهُ رِضْوانُ الله علَيْهِمْ أَجْمعينَ .
فأَوَّلُ نُقْطَةٍ : بِأَنَّهُمْ لا يُـرِيدُونَ مِنْ وراءِ كلِمةِ ( أَهْلِ البَـيْتِ ) أَهْلَ بَـيْتِ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، بلْ يَقْصِدُونَ مِنْ وراءِ ذلِكَ أَهْلَ بَيْتِ علِيٍّ رَضِيَ الله عنهُ .
وهكَذَا صَرَّحَ بِذلِكَ واحِدٌ مِنْ بِلادِكُمْ (5) واسْمُهُ ( القَزْوِينِيُّ ) في كِتابِه ( الشِّيعةُ وعَقائِدُها ) ذكَرَ أنَّ الشِّيعةَ هُمْ قَوْمٌ يُوالُونَ علِيًّـا وأَوْلادَهُ .
وهذَا مَذْكُورٌ في كُـتُبِـهِمْ جَميعًا بِأَنَّهُمْ لا يَقْصِدُونَ مِنْ وراءِ كلِمَـةِ ( أَهْلِ البَـيْتِ ) أَهْلَ بَيْتِ النَّـبِـيِّ صَلَّى الله علَـيْه وعَـلَى آلِـهِ وسَلَّـمَ ، بَـلْ يَـقْـصِدُونَ مِنْ وراءِ ذلِـكَ أَهْلَ بَـيْتِ عَـلِيٍّ رَضِيَ الله عنهُ .
* ومِنَ الغَرائِبِ ـ ما دُمنَا بَدَأْنا في الكَلامِ فنُـكْمِلُ البَحْثَ ـ : أَنَّهُمْ لا يَعُدُّونَ علِـيًّا أَيْضًا مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ؛ لأنَّه لَوْ كانَ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ لَصَارَ جَميعُ أَوْلادِه مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ؛ فَإِنَّهُ إِذَا كانَ هذَا قُـرَشِيًّا فجميعُ أَوْلادِه قُرَشِيُّونَ ، وهذَا هاشِميًّا فجميعُ أَوْلادِه هاشِمِيُّونَ ، وهذَا بَكْرِيًّا فجميعُ أَوْلادِه بَكْرِيُّونَ ، وهذَا مِنْ بَني ... فجَميعُ أَولادِه مِنْ بَني ... ، أَلَيْسَ كذلِكَ ؟
لكِنَّهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّ أَوْلادَ عَـليٍّ رَضِيَ الله تعالَى عنهُ لَـيْسُوا مِنْ أَهْلِ البَـيْتِ كلُّهُمْ إِلَّا الحسَنُ والـحُسَـيْنُ رَضِيَ الله عنهُمْ .
والمعْرُوفُ بِأنَّه كانَ لِعليٍّ رَضِيَ الله تعالَى عنهُ أَربَعةَ عَشَرَ ولَدًا وثَمانِيَ عشرَةَ بِنْـتًا .
أَخْرَجُوا جَميعَ أَوْلادِ عليٍّ رَضِيَ الله تعالَى عنهُ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ولَمْ يُطْلِقُوا هذِه الكلِمَـةَ إِلَّا علَى الحسَنِ والحسَيْنِ رَضِيَ الله عنهُما .
* وأغْربُ مِنْ ذلِكَ ـ وهِذِه نُقْطَةٌ هَامَّـةٌ ـ : لا يَجعلُونَ فاطِمةَ رَضِيَ الله عنهَا مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ؛ فَهؤُلاءِ مُدَّعُونَ ، والنَّاسُ يُخْدَعُونَ ويَغْـتَـرُّونَ بِكلِماتِهمْ ؛ يَقُولُونَ : ( إِنَّـنَا مُحِبُّونَ لِأَهْلَ البَيْتِ ) ! وهُمْ لا يَجْعلُونَ فاطِمةَ رَضِيَ الله عنهَا مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ! ؛ ولِذَلِكَ لا يَعُدُّونَ أَوْلادَها : أُمَّ كلْثُومٍ وزَيْنبَ لا يَعُدُّونَهُما مِنْ أَهْلِ البَـيْتِ .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذِه طَريقةُ أَهلِ تِلْكَ البِلادِ في اخْتِصَارِ الـخُطبةِ ، ومرجِعُ الضَّميرِ معْهُودٌ ذِهْنِـيًّا .
(2) جَمعُ ( سَاذَج ) فارِسِيَّـةٌ مُعرَّبَـةٌ أَصْلُها ( سَادَهْ ) ونَظيرُها ( فالُوذَجْ ) الحلْوَى المعْرُوفةُ أَصْلُها ( فالُودَهْ ) ولَعلَّ هذه جادَّةٌ واحِدةٌ في تَعْريبِ مِثْلِ هذِه الكلِماتِ ، ومَعْنَى ( سَادَهْ = ساذَجْ ) : غَيرُ مَشُوبٍ ، ثُمَّ اسْتَعْملتِ العامَّـةُ الكلِمةَ علَى أَصْلِها فقالَتْ : ( شايٌ سَادَه ) أَيْ غَيْرُ محلًّى .
(3) أَوْ قالَ الشَّيْخُ رحمهُ الله : ( أَكبرُ .. ) لَمْ يتَـبَـيَّنْ لِي ، وعلَى كلٍّ فَلَيْس مدْحًا ، لكِنْ ما كانَ كذلِكَ فهُو أَقْوَى في الاحْتِجاجِ علَيْهِمْ لأَنَّه عنْدَهُم بِمثابَـةٍ ! .
وأَمَّا حَقيقَةُ مُصَنَّفاتِهمْ فلا تُسَاوي بَعْرَةً ـ أَعَزَّكُمُ الله ـ ، ومِنَ العَجيبِ الَّذي لا يَنْقَضِي منهُ العَجبُ أَنْ نَرَى بَعْضَ مَنْ ينتَسِبُ إِلَى أَهلِ السُّنَّـةِ ـ بَلْهَ السَّلَفِيَّـةَ ـ ويَعْتَزِي إِلَى التَّحْقِيقِ يَعْتَمِدُ علَى مِثْلِ ( رَوْضَاتِ الجنَّاتِ ) لِلْخوانْسَارِي ! ، أَفي تَآلِيفِ أَهْلِ الحقِّ عَوزٌ إِلَى هذِه الغايَـةِ ؟! .
(4) سُورةُ الإِسْراءِ .
(5) الظَّاهِرُ أَنَّها : الكُوَيْتُ .
هذا تفريغُ العشرِ دقائقَ الأولَى والمحاضرَةُ ساعةٌ ونصفٌ وزيادةٌ ! فصبرًا ..
تعليق