ما هو الدليل على تعريف شيخ الإسلام للعبادة؟

[أبو أسماء علي الطرابلسي]

السلام عليكم و رحمة الله..

أما بعد فكلنا يعرف تعريف العبادة لشيخ الإسلام (إبن تيمية رحمه الله), فما الدليل على هذا التعريف.

[أبو عبد الله الآجري]

العبادة هي كلّ ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .

أريد أن أعينك على الإجابة بتلميح؛ فهذا سؤال ينبغي على كل طالب علم أن يعلم إجابته، ولعلك بهذا التلميح تضع قدميك على أول درجات طلب العلم الشرعي . .

راجع بداية متن الأصول الثلاثة، فقد ذكر الشيخ المجدد / محمد ابن عبد الوهَّاب الكثير من الأدلَّة في المتن . .

أرجو أن تنقل لنا الإجابة هنا بعدها، وتكون مأجورًا لو كان ذلك من حفظك، فحفظ تلك الأدلة سهل .

وفقك الله ورعاك .

[أبو أسماء علي الطرابلسي]

بارك الله فيك أخي أبو عبد الله على مجهوداتك و أسأل الله أن يرزقك الإخلاص في القول و العمل.

يبدو أني أخطأت في كتابة صيغة السؤال,

بعد دراستي لمتن الأصول الثلاثة, عرفت تعريف العبادة و لكن ما أريد أن أعرفه هو من أين جاء هذا التعريف و وجه إستنباطه.

كما فهمت من شرح الشيخ صالح آل الشيخ : أنه يتم الإستدلال على أمر ما بأنه من العبادة بعرضه على هذا التعريف.
مثال: قوله تعالى:(و على الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين), هنا أمر بالتوكل على الله, فدل هذا على أنه أمر يحبه الله و يرضاه فينطبق عليه تعريف العبادة فيكون من العبادة.
هنا يتم عرض الآيات و الأحاديث على هذا التعريف؟؟؟ فمن أين جاء هذا التعريف.

و بارك الله في جميع الإخوة ..

[أبو حفص عبد الرحمن السلفي]

الـسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لعل من باب التعريف اللغوي للإله حيث أن معنى إله في اللغة العربية : المعبود حبًا وتعظيمًا

قال الراجز

لله در الغانيات المده ... سبحن وأسترجعن من تألهِ

فكون معنى إله معبود بحب وتعظيم فلعل شيخ الإسلام بن تيميه أستنبط من فهم إله اللغوي لمعنى العبادة

ولعلك أخي الكريم لو تراجع شرح الشيخ صالح ال الشيخ لكتاب التوحيد الشريط الأول تجد إن شاء الله تعالى الجواب الوافي

والله أعلم

[أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني]

أخي -بارك الله فيك ونفع بك- أنت إذا سرت خطوة خطوة ستصل في النهاية إلى تعريف شيخ الإسلام -رحمه الله- فالآن انسَ تعريف شيخ الإسلام وقل لي أنت كيف تعرف أن هذا الأمر عبادة؟
ستقول: بأن الله أمرني به في القرآن أو أمرني رسوله - صلى الله عليه وسلم- في السنة إما بفعله, أو تركه.
سأقول: طيب هذا الذي أمرك الله أو رسوله بفعله أو تركه, هل يحبون منك هذا ويرضون بأن تمتثل له أم أن الله ورسوله يبغضون امتثالك.؟
ستقول: بلا شك أن الله ورسوله يحبون ويرضون أن أمتثل لأمرهم وإلا فلماذا أمروني بالفعل أو الترك لكان عبثا.
سأقول: حسناً فالآن ما هي محال العبادات التي أمرك الله بها؟ أي بماذا تفعل هذه العبادات؟
ستقول: منها ما يفعل بالقلب كالحب والبغض في الله ومنها بالجوارح كالصلاة ومنها باللسان كالذكر.
سأقول: حسناً, فالآن إذا وجدت في القرآن أو السنة أن الله يحب عملا ما من العباد دون التصريح بالأمر بفعله, هل يعقل أن الله لا يريدك أن تفعله أو أن الموافق للعقل أن الله يحب منك فعله؟
ستقول: بل الموافق أن الله يحب مني فعله.
فالآن اجمع جميع ما أجبتني به وحاول صياغته بعبارة مختصرة فستخرج بتعريف شيخ الإسلام فمن الجواب الأول والثالث " كل ما يحبه الله ويرضاه" ومن الجواب الثاني "من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة".
فإن قلت لكن كيف ربطتها بلفظ "العبادة"؟ سأقول: لأن معنى أعبد فلان ..أنك تتذلل إليه وهل يتذلل إليه إلا بما يحب ويرضى, وهذا ما أشار إليه أخونا الليبي.
وهكذا أخي معظم التعاريف في كلام العلماء لا تطمع أن تجد نصاً من كلام الله أو كلام رسوله فيه التعريف.لا!! إنما هي بإعمال العقل في النصوص الشرعية ومحاولة جميع أفراد المسألة المراد تعريفها بعبارة مختصرة والله أعلم.

[أبو عبد الله الآجري]

أعجبتني عبارة أخينا عاصم الأغبري -وفقه الله ورعاه- حين قال:

وهكذا أخي معظم التعاريف في كلام العلماء لا تطمع أن تجد نصاً من كلام الله أو كلام رسوله فيه التعريف.لا!! إنما هي بإعمال العقل في النصوص الشرعية ومحاولة جميع أفراد المسألة المراد تعريفها بعبارة مختصرة والله أعلم.

وأقول: هذا ما يُعبّر عنه العلماء بـ "الاستقراء والتتبع" فمثله تقسيم التوحيد إلى أقسامه الثلاثة، ومثله شروط الصلاة وأركانها وواجباتها مجموعة بالصورة التي نراها، ومثل ذلك معظم التعريفات، على أننا قد نجد تعريفًا بنص، كما في تعريفه -صلى الله عليه وسلَّم- للإحسان وغير ذلك .

ومن شروط التعريف أن يكون جامعًا مانعًا؛ جامعًا لأفراد المسألة فلا ينقص فرد منها ويقصر عن عبارة التعريف، ولا يدخل ما ليس من المسألة في التعريف فهو ممنوع من ذلك.

[أبو أسماء علي الطرابلسي]

شكرا

بارك الله فيكم جميعا, مع العلم بأني صاحب السؤال و قد غيرت إسمى إلى طالب الهدى

[أمين الجزائري]

السلام عليكم و رحمة الله..

أما بعد فكلنا يعرف تعريف العبادة لشيخ الإسلام (إبن تيمية رحمه الله), فما الدليل على هذا التعريف.

و عليكم السلام و رحمة الله

أخي الكريم وفقك الله لكل خير

أما بخصوص ما سألت عنه فإن كنت تريد دليلا بمعنى النص فإنني لم أسمع من قبل أن التعريف يطلب له دليل فلا يقال مثلا في الصلاة ما الدليل على تعريفها بأنها عبادة مفتتحة بالتكبير ........

بل ينظر في التعريف هل يقع مطابقا للمعرف أم لا

و يورد أهل العلم في مناقشتهم للتعريف مسألة هلى التعريف عليه اعتراضات أم لا فكلما كانت الاعترضات عليه قليلة فهو أقرب للصواب

و يشترط فيه المناطقة أن يكون جامعا مانعا

و أمّا إن كنت تريد أن تعرف الطريقة التي يتوصل بها إلى التعريف فهي التتبع و الاستقراء لجزئيات المعرف و ما هي الأشياء التي تميزه عن غيره

و الاستقرا إما أن يكون تاما و إما أن يكون أغلبيا و الأول هو الذي عليه المعول

و العبادة عرفت باعتبارات مختلفة قال الشيخ العثيمين رحمه الله :

والعبادة تطلق على شيئين:
الأول: التعبد بمعنى التذلل لله- عز وجل- بفعل أوامره واجتناب نواهيه; محبة وتعظيما.
الثاني: المتعبد به; فمعناها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
مثال ذلك: الصلاة; ففعلها عبادة، وهو التعبد. القول المفيد

و قال السعدي رحمه الله :

كل أمر مدحه الشارع
أو أثنى على من قام به
أو أمر به فهو عبادة .

فإن العبادة ( اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة ) . القول السديد


فالعبادة لاحظوا فيها بالاستقراء أنها لابد أن تكون محبوبة لله و مرادة شرعا و يعرف ذلك بما ذكرت لك من كلام السعدي رحمه الله تعالى

و أنها إما أعمال قلبية أو ظاهرة و يدخل فيها القول و الترك

و لا تثبت إلا بنص فهي توقيفية و عليه فمن ادعى في عمل أنه عبادة فهو المطالب بالدليل و إلا حكم على عمله أنه بدعة

و إذا ثبتت بنص فهي عبادة و عليه فمن صرفها لغير الله فقد أشرك مع الله غيره لأنه لا يجوز صرف العبادة لغير الله إلا إذا كان العمل يقع على وجوه فهنا لابد من التفصيل

و الشرك هو أعظم الذنوب فمن مات مصرا على شرك أي أنه لم يتب منه فإن الله لا يغفر له.


و العلم عند الله .

[أبو ناصر فارس الجزائري]

لتوضيح معنى العبادة شرح الجامع لعبادة الله وحده

شرح الجامع لعبادة الله وحده
لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي شرح فضيلة الشيخ الدكتور أبي عبد الله محمد بن بن سعيد الرسلان.
صيغة الكتاب pdf
تجده في المرفقات