الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
1 - تمهيد في بيان أهميته :
لا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على جانب عظيم من الدين ، حتى عده بعض العلماء من أركان الإسلام ، وفي بيان جبريل -عليه السلام- لما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام وذكر له أركان الإسلام الخمسة ، قال : ... وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .
وكان الصحابة يبايعون النبي - صلى الله عليه وسلم - على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
وذلك أن الناس ، وإن كانوا مسلمين ومؤمنين ، لكن تقع منهم مخالفات ، فالإنسان ضعيف تجره الشهوة والفتن إلى الشر ، ويحتاج إلى من يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ؛ لأن داعي الشهوات والشبهات داع كبير ، والله -جل وعلا- يمتحن إيمانه نقص ، أو المنافق الذي ليس عنده إيمان أصلا ، فالله يمتحنهم ويبتليهم بما يعرض لهم من الشهوات والشبهات ودواعي الشرور ، فكان لا بد من قيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ لأجل إصلاح ذلك الخلل .
فقد شبه النبي - صلى الله عليه وسلم - " القائم على حدود الله " ، أي : الملتزم بحكم الله القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " والواقع فيها " ، أي : العاصي والمخالف ، شبههم بقوم استهموا على سفينة في البحر ، بعضهم أصاب أعلاها ، أي الطابق العلوي ، وبعضهم أصاب أسفلها ، فكان الذين في الدور الأسفل يحتاجون إلى أن يصعدوا على الدور الأعلى ليستقوا الماء ويأخذوه للشرب والاستعمال ، فقال بعضهم لبعض ، أي : الذين في الدور الأسفل : لو خرقنا في قسمنا خرقًا نأخذ منه الماء ولا نؤذي من فوقنا ، فلو تركهم أهل الدور العلوي يخرقون السفينة ، لغرق الجميع ؛ إذ يدخل الماء السفينة ويغرق الجميع ، وإن أخذوا على أيديهم ومنعوهم من خرق السفينة نجا الجميع .
فكذلك في حدود الله ، والسفينة هنا : هي الشريعة ؛ لأنه لا نجاة للبشر إلا بهذه الشريعة ، والذي يخرقها : هو الذي يعصي ويخالف ، وهم أهل الدور الأسفل ، والذين يمنعونهم ويأخذون على أيديهم هم أهل العلم والعقل والإيمان في الدور الأعلى ، ولو تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لخرقت الشريعة وغرقوا جميعًا .
هذا مثل مطابق للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، وأنه إذا قام أهل العلم وأهل العقول السليمة يأخذون على أيدي السفهاء ، نجوا جميعًا من الهلاك والعذاب ، وأما إذا تركوهم وشأنهم وتساهلوا في أمرهم ، فإنهم يخرقون الشريعة بالمعاصي ويغرق الجميع .
فهذا من الأمثلة النبوية العظيمة التي ضربها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، والمخالفين .
من موقع الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى
من هنا الرابط http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Libr...18§ionid=1 نسال الله الاخلاص والتوفيق.
__________________
__________________
1 - تمهيد في بيان أهميته :
لا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على جانب عظيم من الدين ، حتى عده بعض العلماء من أركان الإسلام ، وفي بيان جبريل -عليه السلام- لما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام وذكر له أركان الإسلام الخمسة ، قال : ... وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .
وكان الصحابة يبايعون النبي - صلى الله عليه وسلم - على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
وذلك أن الناس ، وإن كانوا مسلمين ومؤمنين ، لكن تقع منهم مخالفات ، فالإنسان ضعيف تجره الشهوة والفتن إلى الشر ، ويحتاج إلى من يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ؛ لأن داعي الشهوات والشبهات داع كبير ، والله -جل وعلا- يمتحن إيمانه نقص ، أو المنافق الذي ليس عنده إيمان أصلا ، فالله يمتحنهم ويبتليهم بما يعرض لهم من الشهوات والشبهات ودواعي الشرور ، فكان لا بد من قيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ لأجل إصلاح ذلك الخلل .
فقد شبه النبي - صلى الله عليه وسلم - " القائم على حدود الله " ، أي : الملتزم بحكم الله القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " والواقع فيها " ، أي : العاصي والمخالف ، شبههم بقوم استهموا على سفينة في البحر ، بعضهم أصاب أعلاها ، أي الطابق العلوي ، وبعضهم أصاب أسفلها ، فكان الذين في الدور الأسفل يحتاجون إلى أن يصعدوا على الدور الأعلى ليستقوا الماء ويأخذوه للشرب والاستعمال ، فقال بعضهم لبعض ، أي : الذين في الدور الأسفل : لو خرقنا في قسمنا خرقًا نأخذ منه الماء ولا نؤذي من فوقنا ، فلو تركهم أهل الدور العلوي يخرقون السفينة ، لغرق الجميع ؛ إذ يدخل الماء السفينة ويغرق الجميع ، وإن أخذوا على أيديهم ومنعوهم من خرق السفينة نجا الجميع .
فكذلك في حدود الله ، والسفينة هنا : هي الشريعة ؛ لأنه لا نجاة للبشر إلا بهذه الشريعة ، والذي يخرقها : هو الذي يعصي ويخالف ، وهم أهل الدور الأسفل ، والذين يمنعونهم ويأخذون على أيديهم هم أهل العلم والعقل والإيمان في الدور الأعلى ، ولو تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لخرقت الشريعة وغرقوا جميعًا .
هذا مثل مطابق للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، وأنه إذا قام أهل العلم وأهل العقول السليمة يأخذون على أيدي السفهاء ، نجوا جميعًا من الهلاك والعذاب ، وأما إذا تركوهم وشأنهم وتساهلوا في أمرهم ، فإنهم يخرقون الشريعة بالمعاصي ويغرق الجميع .
فهذا من الأمثلة النبوية العظيمة التي ضربها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، والمخالفين .
من موقع الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى
من هنا الرابط http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Libr...18§ionid=1 نسال الله الاخلاص والتوفيق.
__________________
__________________