العفـــــــــو الغفور
-العفو الغفور من لوازم ذاته , لايكون إلا كذلك ولاتزال آثار ذلك ومتعلقاته تشمل الخليقة آناء الليل والنهار فعفوه ومغفرته وسعت المخلوقات والذنوب والجرائم .
والتقصير الواقع من الخلق يقتضي العقوبات المتنوعة ولكن عفو الله ومغفرته تدفع هذه الموجبات والعقوبات, فلو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ماترك على ظهرها من دابة.
وعفوه تعالى نوعان :
عفوه العام : عن جميع المجرمين من الكفار وغبرهم , بدفع العقوبات المنعقدة أسبابها والمقتضية لقطع النعم عنهم ,فهم يؤذونه بالسبب والشرك وغيرها من أصناف المخالفات وهو يعافيهم ويرزقهم ,ويدر عليهم النعم الظاهرة والباطنة , ويبسط لهم الدنيا ويعطيهم من نعيمها ومنافعها ,ويمهلهم ولا يهملهم بعفوه وحلمه.
والنوع الثاني : عفوه الخاص : ومغفرته الخاصة للتائبين والمستغفربن , والداعيين والعابدبن , والمصابين بالمصائب المحتسبين ,فكل من تاب إلبه توبه نصوحا وهي الخالصة لوجه الله , العامة الشاملة التي لا يصحبها تردد ولا إصرار , فإن الله يغفر له من أي ذنب كان , من كفر وفسوق وعصيان , وكلها داخلة في قوله :
°°°(قل ياعباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رّحمة الله إنّ الله بغفر الذنوب جميعا ))°°°الزمر 53
وقد تواثرت النصوص من الكتاب والسنة في قبول توبة الله من عباده من أي ذنب يكون , وكذلك الاستغفار المجرد يجصل به من مغفرة الذنوب والسيئات بحسبه ,وكذلك فعل الحسنات والأعمال الصالحة تكفر بها الخطايا :
°°°(( إن الحسنات يُذهبن السّيئات ))°°°هود 114
-وقد وردت أحاديث كثيرة في تتكفير كثير من الأعمال للسيئات مع اقتضائها لزيادة الحسنات والدرجات , كما وردت نصوص كثيرة في تكفير المصائب للسيئات خصوصا الذي يحتسب ثوابها , وبقوم بوظيفة الصبر والرضا , فإنه يحصل له التكفير من جهتين :
من جهة نفس المصيبة وألمها القلبي والبدني .
ومن جهة مقابلة العبد لها بالصبر والرضا اللذين هما من أعظم أعمال القلوب , فإنّ أعمال القلوب في تكفيرها السيئات أعظم من أعمال الأبدان.
-واعلم أن توبة الله على عبده تتقدمها توبة منه عليه ,حيث أذن له ووفقه وحرك دواعي قلبه لذلك , حتى قام بالتوبة توفيقا من الله , ثم لما تاب بالفعل تاب الله عليه فقبل توبته , وعفا عن خطاياه وذنوبه , وكل الأعمال الصالحة بهذه المتابة , فالله ألهمها للعبد , وحرك قلبه لفعلها , وهيأ له أسبابها , وصرف عنه موانعها والله تعالى هو الذب بتقبلها منه ويثيبه عليها أفضل الثواب , فعلى العبد أن يعلم أن الله هو الأول واللآخر ,وأنه هو المبتدئ بالإحسان والنعم , المتفضل بالجود والكرم , بالأسباب والمسببات بالوسائل والمقاصد.
ومن أخص أسباب العفو والمغفرة أن الله يجازي العبد بما فعله العبد مع عباد الله فمن عفا عنهم , عفا الله عنه ومن غفر لهم إساءتهم إليه وتغـا ضى عن هفواتهم نحوه , غفر له , سامحه الله.
ومـن أسباب التوسل إلى الله بصفات عفوه ومغفرته كقول العبد :
" اللـــــــهم إنــــك عفو تحب العفــــو فاعف عنـــي " ياواسع المغفرة اغفرلي , اللهم اغفرلي وارحمني ’ إنك أنت العفـــــو الغفــــــــــور.
اهـ نقلته بتوفيق من الله وتسديده من
رسالة :فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق والأحكام المستنبطة من القرآن للشيخ : العلامة عبد الرحمن السعدي -رحمه الله وعفا عنه ص:27-29-
-العفو الغفور من لوازم ذاته , لايكون إلا كذلك ولاتزال آثار ذلك ومتعلقاته تشمل الخليقة آناء الليل والنهار فعفوه ومغفرته وسعت المخلوقات والذنوب والجرائم .
والتقصير الواقع من الخلق يقتضي العقوبات المتنوعة ولكن عفو الله ومغفرته تدفع هذه الموجبات والعقوبات, فلو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ماترك على ظهرها من دابة.
وعفوه تعالى نوعان :
عفوه العام : عن جميع المجرمين من الكفار وغبرهم , بدفع العقوبات المنعقدة أسبابها والمقتضية لقطع النعم عنهم ,فهم يؤذونه بالسبب والشرك وغيرها من أصناف المخالفات وهو يعافيهم ويرزقهم ,ويدر عليهم النعم الظاهرة والباطنة , ويبسط لهم الدنيا ويعطيهم من نعيمها ومنافعها ,ويمهلهم ولا يهملهم بعفوه وحلمه.
والنوع الثاني : عفوه الخاص : ومغفرته الخاصة للتائبين والمستغفربن , والداعيين والعابدبن , والمصابين بالمصائب المحتسبين ,فكل من تاب إلبه توبه نصوحا وهي الخالصة لوجه الله , العامة الشاملة التي لا يصحبها تردد ولا إصرار , فإن الله يغفر له من أي ذنب كان , من كفر وفسوق وعصيان , وكلها داخلة في قوله :
°°°(قل ياعباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رّحمة الله إنّ الله بغفر الذنوب جميعا ))°°°الزمر 53
وقد تواثرت النصوص من الكتاب والسنة في قبول توبة الله من عباده من أي ذنب يكون , وكذلك الاستغفار المجرد يجصل به من مغفرة الذنوب والسيئات بحسبه ,وكذلك فعل الحسنات والأعمال الصالحة تكفر بها الخطايا :
°°°(( إن الحسنات يُذهبن السّيئات ))°°°هود 114
-وقد وردت أحاديث كثيرة في تتكفير كثير من الأعمال للسيئات مع اقتضائها لزيادة الحسنات والدرجات , كما وردت نصوص كثيرة في تكفير المصائب للسيئات خصوصا الذي يحتسب ثوابها , وبقوم بوظيفة الصبر والرضا , فإنه يحصل له التكفير من جهتين :
من جهة نفس المصيبة وألمها القلبي والبدني .
ومن جهة مقابلة العبد لها بالصبر والرضا اللذين هما من أعظم أعمال القلوب , فإنّ أعمال القلوب في تكفيرها السيئات أعظم من أعمال الأبدان.
-واعلم أن توبة الله على عبده تتقدمها توبة منه عليه ,حيث أذن له ووفقه وحرك دواعي قلبه لذلك , حتى قام بالتوبة توفيقا من الله , ثم لما تاب بالفعل تاب الله عليه فقبل توبته , وعفا عن خطاياه وذنوبه , وكل الأعمال الصالحة بهذه المتابة , فالله ألهمها للعبد , وحرك قلبه لفعلها , وهيأ له أسبابها , وصرف عنه موانعها والله تعالى هو الذب بتقبلها منه ويثيبه عليها أفضل الثواب , فعلى العبد أن يعلم أن الله هو الأول واللآخر ,وأنه هو المبتدئ بالإحسان والنعم , المتفضل بالجود والكرم , بالأسباب والمسببات بالوسائل والمقاصد.
ومن أخص أسباب العفو والمغفرة أن الله يجازي العبد بما فعله العبد مع عباد الله فمن عفا عنهم , عفا الله عنه ومن غفر لهم إساءتهم إليه وتغـا ضى عن هفواتهم نحوه , غفر له , سامحه الله.
ومـن أسباب التوسل إلى الله بصفات عفوه ومغفرته كقول العبد :
" اللـــــــهم إنــــك عفو تحب العفــــو فاعف عنـــي " ياواسع المغفرة اغفرلي , اللهم اغفرلي وارحمني ’ إنك أنت العفـــــو الغفــــــــــور.
اهـ نقلته بتوفيق من الله وتسديده من
رسالة :فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق والأحكام المستنبطة من القرآن للشيخ : العلامة عبد الرحمن السعدي -رحمه الله وعفا عنه ص:27-29-
تعليق