بسم الله الرحمن الرحيم
المنقذ
المنقذ
الحمد لله المنقذ من الضلال المرشد إلى الحق الهادي من يشاء إلى صراطه المستقيم [1]
أما بعد:
فالمنقذ من الضلال والمفرج للأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها هو الله الذي بيده النفع والضر.
فقد أصبح كثير من الناس عند هذه الأزمات وتلك الملمات وعند الفتن التي تموج موج البحر تتطلع لمنقذ من البشر !! فما أن يظهر أحد من العلماء أو المصلحين أو الساسة أو غيرهم ويضع حلول لهذه الأزمات وتلك النكبات، إلا وتجد من الناس من يعلق قلبه به ناسيا ربه وخالقه الذي أرحم بها من أبيه وأمه.
والأدهى من هذا والأمر ما يفعه البعض من اللجوء للأصحاب القبور وعرض على هؤلاء الأموات الكربات وطلب تفريجها.
فهذه الأزمات التي تمر بالأمة الإسلامية لا تنفرج إلا إذا أراد الله تعالى أن تنفرج، وهذه النكبات الواقعة هنا وهناك لا يأتي أحد بحل إلا إذا أراد الله عز وجل أن تنجلي.
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أنه ركب خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا غلام، إني معلمك كلمات: احفظ الله
فإذا كان رسول الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف)).
أخرجه أحمد في ((المسند)) والترمذي في ((السنن)) وغيرهما
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح الأربعين النووية)) : ((الأمة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في الحقيقة لأنه هو الذي كتبه له وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله عزّ وجل ونعلم أن الأمة لا يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عزّ وجل)) اهـ.
فهذه الحقيقة التي يعرفها أبناء الموحدين، عند الشدائد تخفي على بعضنا.
وهذا يذكرني بما وصف به بعضهم فالح الحربي الحدادي بأنه: (الشيخ الجهبذ والعلامة المنقذ).
قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في ((مناقشة فالح في قضية التقليد)) : ((بل كلمة منقذ لا يجوز إطلاقها على الأنبياء لأن الذي ينقذ الشدائد والضلال إنما هو رب العالمين، قال الله تعالى: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء} هذا من الإنقاذ من المهالك وأما الإنقاذ من الضلال فهو الله الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ولقد قال تعالى لرسوله الكريم: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء})) اهـ.
فاحذر أخي المسلم أن تعلق قلبك عند الأزمات والكربات بغير الله فتعليق القلوب بالناس داء وتعليقها بالله دواء، وهذا إذا كان هؤلاء الناس خيرة البشر وصفوة الخلق، فكيف بمن يعلق قلبه بأصحاب القبور أو بالأمم الكافر – الأمم المتحدة - لتخرجه من عنق الزجاجة كما يقال ؟!
فاللهم فرج كرب المكروبين وفرج هم المهمومين من المسلمين.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 30 جمادي الأول سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 25 يناير سنة 2020 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 30 جمادي الأول سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 25 يناير سنة 2020 ف
[1] مقدمة الذهبي لكتابه المنتقى من منهاج الاعتدال.