قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "يجب أن تعدل اللهجة التي يتفوه بها اليوم كثير من الناس:
لهجة قوم يقاتلون للقومية، القومية العربية، والقتال للقومية العربية قتال جاهلي، من قتل فيه فليس شهيداً، فقد الدنيا وخسر الآخرة، لأن ذلك ليس في سبيل الله، القتال لأجل القومية العربية هو قتال جاهلي لا يفيد الإنسان شيئا.
لذلك؛ على الرغم من قوة الدعاية للقومية العربية لم نستفد منها شيئاً، فاليهود استولوا على بلادنا، نحن تفككنا، دخل في ميزان هذه القومية قوم كفار؛ من النصارى وغير النصارى، وخرج منها قوم مسلمون من غير العرب، فخسرنا ملايين العالم، ملايين الناس، من أجل هذه القومية؛ ودخل فيها قوم لا خير فيهم، قوم إذا دخلوا في شيء كتب عليه الخذلان والخسارة.
واللهجة الثانية: قوم يقاتلون للوطن، ونحن إذا قاتلنا من أجل الوطن؛ لم يكن هناك فرق بين قتالنا وبين قتال الكافر عن وطنه؛ حتى الكافر يقاتل عن وطنه ويدافع عن وطنه.
والذي يقتل من أجل الدفاع عن الوطن فقط ليس بشهيد. ولكن الواجب علينا ونحن مسلمون وفي بلد إسلامي -ولله الحمد- ونسأل الله أن يثبتنا على ذلك، الواجب أن يقاتل من أجل الإسلام في بلادنا، وانتبه للفرق؛ نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا، فنحمي الإسلام الذي في بلادنا سواء كان في أقصى الشرق والغرب، فيجب أن تصحح هذه النقطة: فيقال نحن نقاتل من أجل الإسلام في وطننا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي ندافع عن الإسلام الذي فيه .
أما مجرد الوطنية فإنها نية باطلة لا تفيد الإسلام شيئاً، ولا فرق بين الإنسان الذي يقول إنه مسلم والإنسان الذي يقول إنه كافر إذا كان القتال من أجل الوطن لأنه وطن.
وما يذكر من أن "حب الوطن من الإيمان" وأن ذلك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب.
حب الوطن إن كان إسلامياً فهذا تحبه لأنه إسلامي، ولا فرق بين وطنك الذي هو مسقط رأسك أو الوطن البعيد عن بلاد المسلمين، كلها وطن إسلامي يجب أن نحميه.
على كل حال يجب أن نعلم أن النية الصحيحة هي أن نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي لا لمجرد الوطنية.
أما قتال الدفاع: أي لو أحداً صال عليك في بيتك يريد أخذ مالك أو أن ينتهك عرض أهلك مثلاً فإنك تقاتله كما أمرك بذلك النبي عليه الصلاة والسلام...".(1)
ولذلك يجب علينا في مثل هذه الظروف التي نعيشها اليوم، يجب علينا أن نذكر العامة بأن الدعوة إلى تحرير الوطن، وما أشبه ذلك دعوة غير مناسبة، وأنه يجب أن يعبأ الناس تعبئة دينية، ويقال: إننا ندافع عن ديننا قبل كل شئ؛ لأن بلدنا بلد دين، بلد إسلام يحتاج إلى حماية ودفاع، فلا بد أن ندافع عنها بهذه النية، أما الدفاع بنية الوطنية، أو بنية القومية؛ فهذا يكون من المؤمن والكافر، ولا ينفع صاحبه يوم القيامة، وإذا قتل وهو يدافع بهذه فليس بشهيد؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يقاتل حمية، ويقاتل شجاعة، ويقاتل ليرى مكانه أيُّ ذلك في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".(2)(3)
انتبه إلي هذا القيد "مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" لا لأنه وطنه وإذا كنت تقاتل لوطنك؛ فأنت والكافر سواء، لكن قلت لتكون كلمة الله هي العليا، ممثلة في بلدك؛ لأن بلدك بلد إسلام؛ ففي هذه الحال يكون القتال قتالاً في سبيل الله. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ - أي يخرج - إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا، الدَّمُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ".(4)
فأنظر كيف اشترط النبي صلى الله عليه وسلم للشهادة أن يكون الإنسان يقاتل في سبيل الله، والقتال في سبيل الله؛ أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا.
فيجب على طلبة العلم أن يبينوا للناس أن القتال للوطن ليس قتالاً صحيحاً وإنما يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وأقاتل عن وطني؛ لأنه وطن إسلامي؛ فأحميه من أعدائه وأعداء الإسلام؛ فبهذه النية تكون النية صحيحة".(5)
والحاصل أنه لابد من تصحيح النية، ونرجو منكم أن تنبهوا على هذه المسألة لأننا نرى في الجرائد والصحف: الوطن! الوطن! الوطن! وليس فيها ذكر للإسلام، وهذا نقص عظيم، يجب أن توجه الأمة إلى النهج والمسلك الصحيح ونسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يحب ويرضى.(6)
(1) شرح رياض الصالحين - المجلد الأول - الإخلاص وإحضار النية ، صفحة 69.
(2) أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب من قتل لتكون كلمة الله هي العليا، رقم (2810)، ومسلم ، كتاب الإمارة، باب من قتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، رقم (1904).
(3) شرح رياض الصالحين - المجلد الأول - الإخلاص وإحضار النية ، صفحة 34
(4) أخرجه البخاري، كتاب الجهاد، باب من يخرج في سبيل الله، رقم (2803)، ومسلم ، كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، رقم (1876).
(5) شرح رياض الصالحين - المجلد الأول - الإخلاص وإحضار النية ، صفحة 34.
(6) شرح رياض الصالحين - المجلد الأول - الإخلاص وإحضار النية ، صفحة 69.
لهجة قوم يقاتلون للقومية، القومية العربية، والقتال للقومية العربية قتال جاهلي، من قتل فيه فليس شهيداً، فقد الدنيا وخسر الآخرة، لأن ذلك ليس في سبيل الله، القتال لأجل القومية العربية هو قتال جاهلي لا يفيد الإنسان شيئا.
لذلك؛ على الرغم من قوة الدعاية للقومية العربية لم نستفد منها شيئاً، فاليهود استولوا على بلادنا، نحن تفككنا، دخل في ميزان هذه القومية قوم كفار؛ من النصارى وغير النصارى، وخرج منها قوم مسلمون من غير العرب، فخسرنا ملايين العالم، ملايين الناس، من أجل هذه القومية؛ ودخل فيها قوم لا خير فيهم، قوم إذا دخلوا في شيء كتب عليه الخذلان والخسارة.
واللهجة الثانية: قوم يقاتلون للوطن، ونحن إذا قاتلنا من أجل الوطن؛ لم يكن هناك فرق بين قتالنا وبين قتال الكافر عن وطنه؛ حتى الكافر يقاتل عن وطنه ويدافع عن وطنه.
والذي يقتل من أجل الدفاع عن الوطن فقط ليس بشهيد. ولكن الواجب علينا ونحن مسلمون وفي بلد إسلامي -ولله الحمد- ونسأل الله أن يثبتنا على ذلك، الواجب أن يقاتل من أجل الإسلام في بلادنا، وانتبه للفرق؛ نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا، فنحمي الإسلام الذي في بلادنا سواء كان في أقصى الشرق والغرب، فيجب أن تصحح هذه النقطة: فيقال نحن نقاتل من أجل الإسلام في وطننا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي ندافع عن الإسلام الذي فيه .
أما مجرد الوطنية فإنها نية باطلة لا تفيد الإسلام شيئاً، ولا فرق بين الإنسان الذي يقول إنه مسلم والإنسان الذي يقول إنه كافر إذا كان القتال من أجل الوطن لأنه وطن.
وما يذكر من أن "حب الوطن من الإيمان" وأن ذلك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب.
حب الوطن إن كان إسلامياً فهذا تحبه لأنه إسلامي، ولا فرق بين وطنك الذي هو مسقط رأسك أو الوطن البعيد عن بلاد المسلمين، كلها وطن إسلامي يجب أن نحميه.
على كل حال يجب أن نعلم أن النية الصحيحة هي أن نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي لا لمجرد الوطنية.
أما قتال الدفاع: أي لو أحداً صال عليك في بيتك يريد أخذ مالك أو أن ينتهك عرض أهلك مثلاً فإنك تقاتله كما أمرك بذلك النبي عليه الصلاة والسلام...".(1)
ولذلك يجب علينا في مثل هذه الظروف التي نعيشها اليوم، يجب علينا أن نذكر العامة بأن الدعوة إلى تحرير الوطن، وما أشبه ذلك دعوة غير مناسبة، وأنه يجب أن يعبأ الناس تعبئة دينية، ويقال: إننا ندافع عن ديننا قبل كل شئ؛ لأن بلدنا بلد دين، بلد إسلام يحتاج إلى حماية ودفاع، فلا بد أن ندافع عنها بهذه النية، أما الدفاع بنية الوطنية، أو بنية القومية؛ فهذا يكون من المؤمن والكافر، ولا ينفع صاحبه يوم القيامة، وإذا قتل وهو يدافع بهذه فليس بشهيد؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يقاتل حمية، ويقاتل شجاعة، ويقاتل ليرى مكانه أيُّ ذلك في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".(2)(3)
انتبه إلي هذا القيد "مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" لا لأنه وطنه وإذا كنت تقاتل لوطنك؛ فأنت والكافر سواء، لكن قلت لتكون كلمة الله هي العليا، ممثلة في بلدك؛ لأن بلدك بلد إسلام؛ ففي هذه الحال يكون القتال قتالاً في سبيل الله. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ - أي يخرج - إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا، الدَّمُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ".(4)
فأنظر كيف اشترط النبي صلى الله عليه وسلم للشهادة أن يكون الإنسان يقاتل في سبيل الله، والقتال في سبيل الله؛ أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا.
فيجب على طلبة العلم أن يبينوا للناس أن القتال للوطن ليس قتالاً صحيحاً وإنما يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وأقاتل عن وطني؛ لأنه وطن إسلامي؛ فأحميه من أعدائه وأعداء الإسلام؛ فبهذه النية تكون النية صحيحة".(5)
والحاصل أنه لابد من تصحيح النية، ونرجو منكم أن تنبهوا على هذه المسألة لأننا نرى في الجرائد والصحف: الوطن! الوطن! الوطن! وليس فيها ذكر للإسلام، وهذا نقص عظيم، يجب أن توجه الأمة إلى النهج والمسلك الصحيح ونسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يحب ويرضى.(6)
(1) شرح رياض الصالحين - المجلد الأول - الإخلاص وإحضار النية ، صفحة 69.
(2) أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب من قتل لتكون كلمة الله هي العليا، رقم (2810)، ومسلم ، كتاب الإمارة، باب من قتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، رقم (1904).
(3) شرح رياض الصالحين - المجلد الأول - الإخلاص وإحضار النية ، صفحة 34
(4) أخرجه البخاري، كتاب الجهاد، باب من يخرج في سبيل الله، رقم (2803)، ومسلم ، كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، رقم (1876).
(5) شرح رياض الصالحين - المجلد الأول - الإخلاص وإحضار النية ، صفحة 34.
(6) شرح رياض الصالحين - المجلد الأول - الإخلاص وإحضار النية ، صفحة 69.