قال العلامة ابن باز رحمه الله: "وهذه أصول المعتزلة، تقدم أن أصولهم الخمسة اخترعوها من كيسهم وعهدتهم، ومن آرائهم الفاسدة التي ليس لها برهان، وخالفوا فيها أهل السنة والجماعة، أخذوا أسماء، بعضها طيب وموافق في الظاهر لما جاءت به النصوص، كالتوحيد والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه أسماء صحيحة، لكن فسروها بغير معناها الذي درج عليه سلف الأمة، فأصولهم الخمسة وهي التوحيد والعدل وإنفاذ الوعيد والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه أصولهم الخمسة، أحدثوا منها اثنين لا أساس لهما، باطلان، وأما الأصول الثلاثة: التوحيد والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذه أصول لها أصل من جهة اللفظ، من جهة الأسماء، ولكن المعاني غير المعاني التي أرادوها هم، فالتوحيد (1) عندهم: نفى الصفات وإبطال الصفات، وزعموا أنا إذا أثبتنا الصفات فقد جعلنا لله شركاء، هذا من الجهل العظيم، فإن الصفات ليست شريكة للموصوف، بل هي شئ منه، فكونه عليما وسميعا وبصيرا وحيا وقيوما ليست شريكة له وليست أضداد له، وليست خارجة عنه، بل هي صفات قائمة به، والمراد بها هو الله وحده سبحانه وتعالى.
وهكذا العدل (2)، العدل اسم محبوب للنفوس والله أمر به {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}النحل: 90، ولكن فسروا العدل بأن قالوا: إن العباد يخلقون أفعالهم، والله ليس خالقا لأفعال العباد، وزعموا أن هذا هو مقتضى العدل، وهذا باطل، بل الله خلق الناس وخلق أفعالهم، الله خالقهم وخالق أفعالهم، ولا يكون في ملكه ما لا يريد، فجميع المخلوقات كلها خلقه سبحانه، فالموجودات خلقه وإيجاده، والله خالق العباد وخالق أفعالهم، أعطاهم القدرة اختيارا ومشيئة وإرادة، فهم يتصرفون مشيئة وقدرة واختيار، لكنها لا تخرج عن مشيئة الله وإرادته سبحانه وتعالى.
وإنفاذ الوعيد (3) شئ اخترعوه، وقالوا: معناه أن ما توعد الله به العصاة فهو نافذ، لا يمكن العفو عنه، فما توعد به العصاة فهو نافذ وهم مخلدون في النار، نسأل الله العافية، وهذا غلط، بل الله يعفو عمن يشاء سبحانه وتعالى، ولا يلزم إثبات الوعيد، فمن صفات الكمال ومن صفات الجود والكرم، العفو وعدم إنفاذ الوعيد.
وهكذا اخترعوا المنزلة بين المنزلتين (4)، وقالوا العاصي لا مؤمن ولا كافر، بل في منزلة بين المنزلتين، وهذا غلط، فالعاصي مسلم، مؤمن ناقص الإيمان، حتى يفعل ما يخرجه عن الإسلام، وليس في منزلة بين المنزلتين، بل هو مؤمن ناقص الإيمان، مؤمن ضعيف الإيمان، ليس في عداد الكفرة، وليس في مرتبة بين الإسلام والكفر، إذ ليس هناك شئ بين الإسلام والكفر، إما كفر وإما إسلام.
والخامس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (5)، وهذا حق، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حق، قد أوجب الله على عباده الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من صفات أهل الإيمان، لكن أدخلوا فيه أن الولاة والأمراء إذا عصوا وجب أن يزالوا وأن يخرج عليهم بالسلاح، وخالفوا في هذا أهل السنة والجماعة، وخالفوا فيها النصوص، فقد قال النبي صلى اله عليه وسلم: "من رأى من أميره شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة" والأحاديث التى جاءت في هذا المعنى.
فالمقصود أن هذه الأصول كلها مدخولة، كلها مخالفة لأهل السنة والجماعة وللنصوص الشرعية، وأصلان منها لا أساس لهما، وهما إنفاذ الوعيد والمنزلة بين المنزلتين، هذان أصلان اخترعوهما لا أساس لهما". المصدر: التعليقات البازية على العقيدة الطحاوية (1249-1250)
(1) التوحيد عند المعتزلة معناه نفي الصفات وتعطيل الله من صفاته، لأن إثبات الصفات عندهم نوع تشبيه وتعدد للآلهة.
(2) العدل عند المعتزلة معناه القول بأن الله عز في علاه لم يخلق أفعال العباد.
(3) إنفاذ الوعيد عند المعتزلة يعنى أن العصاة مخلدون في النار، ويستوجب فيهم وعيد الله، فمن مات على معصيته فهو مخلد في النار، السارق والزاني والقاتل، إذا لم يتوبوا فهم مخلدون في النار، هذا معنى إنفاذ الوعيد
(4) المنزلة بين المنزلتين عند المعتزلة حكم العصاة في الدنيا، لا كفار ولا مسلمون، ولكن منزلة بين المنزلتين، وفي الآخرة من أهل النار.
(5) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند المعتزلة معناه الخروج على ولاة الأمور، إذا عصى ولي الأمر وجب الخروج عليه وقتاله وإن لم يكن كافرا.
قال العلامة ابن باز رحمه الله: "هذه أصولهم الفاسدة، ووافقهم فيها الرافضة إلا في بعض الشئ، وزاد الرافضة عليه الإمامة، فجعلوا الإمامة ركنا من الأركان، وقد ضلوا وأخطأوا في ذلك أيضا، وهم يخرجون من الإسلام بمكفرات كثيرة، مثل عبادتهم أهل البيت واعتقادهم أن أئمتهم يعلمون الغيب، وهم أقسام، فالشيعة كلهم أقسام كثيرة، فيهم المرتد وفيهم دون ذلك، على حسب عقائدهم". المصدر: التعليقات البازية على العقيدة الطحاوية (1247)
وهكذا العدل (2)، العدل اسم محبوب للنفوس والله أمر به {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}النحل: 90، ولكن فسروا العدل بأن قالوا: إن العباد يخلقون أفعالهم، والله ليس خالقا لأفعال العباد، وزعموا أن هذا هو مقتضى العدل، وهذا باطل، بل الله خلق الناس وخلق أفعالهم، الله خالقهم وخالق أفعالهم، ولا يكون في ملكه ما لا يريد، فجميع المخلوقات كلها خلقه سبحانه، فالموجودات خلقه وإيجاده، والله خالق العباد وخالق أفعالهم، أعطاهم القدرة اختيارا ومشيئة وإرادة، فهم يتصرفون مشيئة وقدرة واختيار، لكنها لا تخرج عن مشيئة الله وإرادته سبحانه وتعالى.
وإنفاذ الوعيد (3) شئ اخترعوه، وقالوا: معناه أن ما توعد الله به العصاة فهو نافذ، لا يمكن العفو عنه، فما توعد به العصاة فهو نافذ وهم مخلدون في النار، نسأل الله العافية، وهذا غلط، بل الله يعفو عمن يشاء سبحانه وتعالى، ولا يلزم إثبات الوعيد، فمن صفات الكمال ومن صفات الجود والكرم، العفو وعدم إنفاذ الوعيد.
وهكذا اخترعوا المنزلة بين المنزلتين (4)، وقالوا العاصي لا مؤمن ولا كافر، بل في منزلة بين المنزلتين، وهذا غلط، فالعاصي مسلم، مؤمن ناقص الإيمان، حتى يفعل ما يخرجه عن الإسلام، وليس في منزلة بين المنزلتين، بل هو مؤمن ناقص الإيمان، مؤمن ضعيف الإيمان، ليس في عداد الكفرة، وليس في مرتبة بين الإسلام والكفر، إذ ليس هناك شئ بين الإسلام والكفر، إما كفر وإما إسلام.
والخامس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (5)، وهذا حق، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حق، قد أوجب الله على عباده الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من صفات أهل الإيمان، لكن أدخلوا فيه أن الولاة والأمراء إذا عصوا وجب أن يزالوا وأن يخرج عليهم بالسلاح، وخالفوا في هذا أهل السنة والجماعة، وخالفوا فيها النصوص، فقد قال النبي صلى اله عليه وسلم: "من رأى من أميره شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة" والأحاديث التى جاءت في هذا المعنى.
فالمقصود أن هذه الأصول كلها مدخولة، كلها مخالفة لأهل السنة والجماعة وللنصوص الشرعية، وأصلان منها لا أساس لهما، وهما إنفاذ الوعيد والمنزلة بين المنزلتين، هذان أصلان اخترعوهما لا أساس لهما". المصدر: التعليقات البازية على العقيدة الطحاوية (1249-1250)
(1) التوحيد عند المعتزلة معناه نفي الصفات وتعطيل الله من صفاته، لأن إثبات الصفات عندهم نوع تشبيه وتعدد للآلهة.
(2) العدل عند المعتزلة معناه القول بأن الله عز في علاه لم يخلق أفعال العباد.
(3) إنفاذ الوعيد عند المعتزلة يعنى أن العصاة مخلدون في النار، ويستوجب فيهم وعيد الله، فمن مات على معصيته فهو مخلد في النار، السارق والزاني والقاتل، إذا لم يتوبوا فهم مخلدون في النار، هذا معنى إنفاذ الوعيد
(4) المنزلة بين المنزلتين عند المعتزلة حكم العصاة في الدنيا، لا كفار ولا مسلمون، ولكن منزلة بين المنزلتين، وفي الآخرة من أهل النار.
(5) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند المعتزلة معناه الخروج على ولاة الأمور، إذا عصى ولي الأمر وجب الخروج عليه وقتاله وإن لم يكن كافرا.
قال العلامة ابن باز رحمه الله: "هذه أصولهم الفاسدة، ووافقهم فيها الرافضة إلا في بعض الشئ، وزاد الرافضة عليه الإمامة، فجعلوا الإمامة ركنا من الأركان، وقد ضلوا وأخطأوا في ذلك أيضا، وهم يخرجون من الإسلام بمكفرات كثيرة، مثل عبادتهم أهل البيت واعتقادهم أن أئمتهم يعلمون الغيب، وهم أقسام، فالشيعة كلهم أقسام كثيرة، فيهم المرتد وفيهم دون ذلك، على حسب عقائدهم". المصدر: التعليقات البازية على العقيدة الطحاوية (1247)