فالفلاسفة (1)، عندهم التوحيد: "إثبات وجود مجرد عن الماهية (2) والصفة ، بل هو وجود مطلق، لا يعرض لشيء من الماهيات، ولا يقوم به وصف، ولا يتخصص بنعت، بل صفاته كلها سلوب وإضافات، فتوحيد هؤلاء: هو غاية الإلحاد والجحد والكفر، وفروع هذا التوحيد: إنكار ذات الرب، والقول بقدم الأفلاك، وأن الله لا يبعث من في القبور، وأن النبوة مكتسبة، وأنها حرفة من الحرف، كالولاية والسياسة، وأن الله لا يعلم عدد الأفلاك ولا الكواكب، ولا يعلم شيئا من الموجودات المعينة البتة، وأنه لا يقدر على قلب شيء من أعيان العالم ولا شق الأفلاك ولا خرقها، وأنه: لا حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي، ولا جنة ولا نار، فهذا توحيد هؤلاء"(3).
يقول ابن سينا، الفيلسوف: "إن وجود الباري سبحانه وتعالى وجود معقول(4)".(5)
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "كان ابن سينا – كما أخبر عن نفسه – هو وأبوه، من أهل دعوة الحاكم(6)، من القرامطة الباطنيين".(7)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: تكلم ابن سينا في أشياء من الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع، لم يتكلم فيها سلفه، ولا وصلت إليها عقولهم، ولا بلغتها علومهم، فإنه استفادها من المسلمين، وإن كان إنما أخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى المسلمين كالإسماعيلية. وكان هو وأهل بيته وأتباعهم معروفين عند المسلمين بالإلحاد، وأحسن ما يظهرون دين الرفض وهم في الباطن يبطنون الكفر المحض.(
فإن مذهبهم أن الله سبحانه موجود لا ماهية له ولا حقيقة، فلا يعلم الجزئيات بأعيانها، وكل موجود في الخارج فهو جزئي، ولا يفعل عندهم بقدرته ومشيئته، وإنما العالم عندهم لازم له أزلاً وأبداً، وإن سموه مفعولاً له فمصانعة ومصالحة للمسلمين في اللفظ، وليس عندهم بمفعول ولا مخلوق ولا مقدور عليه، وينفون عنه سمعه وبصره وسائر صفاته! فهذا إيمانهم بالله".(9)
فأنكر الفلاسفة علمه تعالـى بالجزئيات، وقالوا: إنه يعلم الأشياء على وجه كلى ثابت(10)، وحقيقة قولهم أنه لا يعلم شيئا؛ فإن كل ما في الخارج هو جزئى ".(11)
والمراد بالخارج: "خارج الذهن؛ كل ما في خارج الذهن فهو جزئي". (12)
فمن علم حقيقة قولهم: "علم أنهم لم يؤمنوا بالله ولا رسله ولا كتبه ولا ملائكته ولا باليوم الآخر".(13)
(1) والفيلسوف أصله: "فيلا سوفا" أي: محب الحكمة، ففيلا هي المحب، وسوفا : هي الحكمة. إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (20، وقيل: فيلا صوفيا.
(2) انظر ابن تيمية في مجموع الرسائل والمسائل (4-19)، وحقيقة مذهب الاتحاديين (4-15،16).
(3) ابن القيم، مدارج السالكين: 3-448.
(4) أي وجود مجرد.
(5) كتاب التعليقات لابن سينا - تحقيق عبد الرحمن بدوي ص: 61.
(6) الذي ادعى الألوهية.
(7) راجع الأعلام للزركلي عن ابن سينا (2-241).
من أتباع الحاكم العبيدي الخليفة السادس الدولة العبيدية ممن كان يدعي الربوبية والإلهية حيث قال عنه الذهبي: "الإسماعيلي ، الزنديق ، المدعي الربوبية" السير ( 15-173 )، وقال عنه أيضاً: يقال: إنه أراد أن يدّعي الإلهية، وشرع في ذلك! فكلّمه أعيان دولته، وخوَّفوه بخروج النّاس كلهم عليه، فانتهى. السير ( 15- 176 ).
( راجع الأعلام للزركلي عن ابن سينا (2-241).
(9) ابن أبي العز رحمه الله شرح العقيدة الطحاوية (2-400).
(10) الكلي أمر ذهني لذلك يلزم من كلامهم بأن الله لا يعلم هذه الأشياء الموجودات كلها.
(11) شرح العقيدة الطحاوية العلامة محمد خليل هراس رحمه الله ص 94.
(12) شرح العقيدة الطحاوية العلامة محمد خليل هراس رحمه الله - محمد أمان الجامي رحمه الله الشريط الرابع.
(13) شرح العقيدة الطحاوية العلامة محمد خليل هراس رحمه الله ص 94.
يقول ابن سينا، الفيلسوف: "إن وجود الباري سبحانه وتعالى وجود معقول(4)".(5)
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "كان ابن سينا – كما أخبر عن نفسه – هو وأبوه، من أهل دعوة الحاكم(6)، من القرامطة الباطنيين".(7)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: تكلم ابن سينا في أشياء من الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع، لم يتكلم فيها سلفه، ولا وصلت إليها عقولهم، ولا بلغتها علومهم، فإنه استفادها من المسلمين، وإن كان إنما أخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى المسلمين كالإسماعيلية. وكان هو وأهل بيته وأتباعهم معروفين عند المسلمين بالإلحاد، وأحسن ما يظهرون دين الرفض وهم في الباطن يبطنون الكفر المحض.(
فإن مذهبهم أن الله سبحانه موجود لا ماهية له ولا حقيقة، فلا يعلم الجزئيات بأعيانها، وكل موجود في الخارج فهو جزئي، ولا يفعل عندهم بقدرته ومشيئته، وإنما العالم عندهم لازم له أزلاً وأبداً، وإن سموه مفعولاً له فمصانعة ومصالحة للمسلمين في اللفظ، وليس عندهم بمفعول ولا مخلوق ولا مقدور عليه، وينفون عنه سمعه وبصره وسائر صفاته! فهذا إيمانهم بالله".(9)
فأنكر الفلاسفة علمه تعالـى بالجزئيات، وقالوا: إنه يعلم الأشياء على وجه كلى ثابت(10)، وحقيقة قولهم أنه لا يعلم شيئا؛ فإن كل ما في الخارج هو جزئى ".(11)
والمراد بالخارج: "خارج الذهن؛ كل ما في خارج الذهن فهو جزئي". (12)
فمن علم حقيقة قولهم: "علم أنهم لم يؤمنوا بالله ولا رسله ولا كتبه ولا ملائكته ولا باليوم الآخر".(13)
(1) والفيلسوف أصله: "فيلا سوفا" أي: محب الحكمة، ففيلا هي المحب، وسوفا : هي الحكمة. إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (20، وقيل: فيلا صوفيا.
(2) انظر ابن تيمية في مجموع الرسائل والمسائل (4-19)، وحقيقة مذهب الاتحاديين (4-15،16).
(3) ابن القيم، مدارج السالكين: 3-448.
(4) أي وجود مجرد.
(5) كتاب التعليقات لابن سينا - تحقيق عبد الرحمن بدوي ص: 61.
(6) الذي ادعى الألوهية.
(7) راجع الأعلام للزركلي عن ابن سينا (2-241).
من أتباع الحاكم العبيدي الخليفة السادس الدولة العبيدية ممن كان يدعي الربوبية والإلهية حيث قال عنه الذهبي: "الإسماعيلي ، الزنديق ، المدعي الربوبية" السير ( 15-173 )، وقال عنه أيضاً: يقال: إنه أراد أن يدّعي الإلهية، وشرع في ذلك! فكلّمه أعيان دولته، وخوَّفوه بخروج النّاس كلهم عليه، فانتهى. السير ( 15- 176 ).
( راجع الأعلام للزركلي عن ابن سينا (2-241).
(9) ابن أبي العز رحمه الله شرح العقيدة الطحاوية (2-400).
(10) الكلي أمر ذهني لذلك يلزم من كلامهم بأن الله لا يعلم هذه الأشياء الموجودات كلها.
(11) شرح العقيدة الطحاوية العلامة محمد خليل هراس رحمه الله ص 94.
(12) شرح العقيدة الطحاوية العلامة محمد خليل هراس رحمه الله - محمد أمان الجامي رحمه الله الشريط الرابع.
(13) شرح العقيدة الطحاوية العلامة محمد خليل هراس رحمه الله ص 94.
تعليق