قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم (6) : "فعُلم بخبرِه الصِّدقِ أن لا بدَّ أن يكون في أمَّته قومٌ متمسِّكين بهديه الَّذي هو دينُ الإسلام محضًا، وقومٌ منحرفين إلى شُعبة من شُعَب دين اليهودِ أو إلى شُعبة من شُعَب دين النَّصَارى، وإن كان الرَّجلُ لا يكفُر بهذا الانحراف، بل وقد لا يفسُق أيضًا، بل قد يكونُ الانحراف كفرًا، وقد يكونُ فسقًا، وقد يكون سيِّئةً، وقد يكون خطأً.
وهذا الانحراف أمرٌ تتقاضاه الطِّباع، ويُزيِّنُه الشَّيطان، فلذلك أُمِر العبدُ بدوامِ دُعاء الله سبحانه بالهداية إلى الاستقامةِ الَّتي لا يهوديَّةَ فيها، ولا نَصرانيَّةَ أصلاً".
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله معلقاً: "يريد المؤلف رحمه الله أنه وإن كنا قد أمرنا باجتناب طريق اليهود والنصارى فإن ما قضاه الله تعالى في علمه لا بد أن يقع، وهو ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن هذه الأمة تتبع سنن من كان قبلها، و (سنن) بفتح السين، ويجوز ضمها، وعلى الفتح تكون بمعنى الطريق وعلى الضم تكون بمعنى الطرق،لأنها جمع (سنة).
والسنة في اللغة: الطريقة، وقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (فمن؟) هذا استفهام تقريري، لأن الصحابة استغربوا واستنكروا أن تتبع هذه الأمة سنن من كان قبلها، فقالوا : اليهود والنصارى؟ قال : (فمن؟)، وهذا الاستفهام للتقرير، ولكن هذا التقرير لا يعني الإقرار، يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرر بأن هذا سيكون، لكنه لم يقر على اتباعهم،بل نهانا عن ذلك.
ثم بين المؤلف رحمه الله: "أن هذه الأمة لا يمكن أن تكون كلها مشابهة لليهود والنصارى بل لا بد أن يكون منها أمة طائفة منصورة قائمة بأمر الله إلى يوم القيامة".
وكذلك بين رحمه الله: "أن الناس ينحرفون وأن الانحراف أربعة أقسام : كفر وفسق ومعصية وخطأ (أربعة أقسام).
*فإن كان الانحراف يؤدي إلى الردة صار كفرا.
*وإن كان يؤدي إلى خرم المروءة والدين ولكن لا يصل إلى الكفر فهو فسق.
*وإن كان دون ذلك فهو معصية.
*وإن كان ناتجا عن تأويل له مساغ في اللغة يكون خطأ .
ويصح أن يوصف هذا الخطأ بالانحراف، لكن لا يصح أن يوصف قائله بأنه منحرف، إذا علمنا أنه صادر عن اجتهاد، وهذا هو بيت القصيد فيما يرى في كلام بعض الأئمة الذين تشهد لهم الأمة بالنصح لله ولكتابه وللرسول ولأئمة المسلمين من الانحراف، فإن هذا انحراف صادر عن خطأ، ونصف هذا بأنه انحراف وأنه ضلال، لكن لا نصف المنحرف بأنه منحرف، لماذا؟ لأنه وقع عن خطأ، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن من اجتهد من هذه الأمة فأخطأ فله أجر، والذي له أجر لا يمكن أن يقال منحرف، لكن من علم منه سوء القصد والمعاندة حينئذ إذا قال قولا منحرفا، قلنا: "إنه منحرف" (اسم فاعل) وعليه فيجب أن نعرف الفرق بين القائل والمقولة والفاعل والفعل". المصدر: فتح المعين في التعليق على اقتضاء الصراط المستقيم ص 24
وهذا الانحراف أمرٌ تتقاضاه الطِّباع، ويُزيِّنُه الشَّيطان، فلذلك أُمِر العبدُ بدوامِ دُعاء الله سبحانه بالهداية إلى الاستقامةِ الَّتي لا يهوديَّةَ فيها، ولا نَصرانيَّةَ أصلاً".
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله معلقاً: "يريد المؤلف رحمه الله أنه وإن كنا قد أمرنا باجتناب طريق اليهود والنصارى فإن ما قضاه الله تعالى في علمه لا بد أن يقع، وهو ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن هذه الأمة تتبع سنن من كان قبلها، و (سنن) بفتح السين، ويجوز ضمها، وعلى الفتح تكون بمعنى الطريق وعلى الضم تكون بمعنى الطرق،لأنها جمع (سنة).
والسنة في اللغة: الطريقة، وقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (فمن؟) هذا استفهام تقريري، لأن الصحابة استغربوا واستنكروا أن تتبع هذه الأمة سنن من كان قبلها، فقالوا : اليهود والنصارى؟ قال : (فمن؟)، وهذا الاستفهام للتقرير، ولكن هذا التقرير لا يعني الإقرار، يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرر بأن هذا سيكون، لكنه لم يقر على اتباعهم،بل نهانا عن ذلك.
ثم بين المؤلف رحمه الله: "أن هذه الأمة لا يمكن أن تكون كلها مشابهة لليهود والنصارى بل لا بد أن يكون منها أمة طائفة منصورة قائمة بأمر الله إلى يوم القيامة".
وكذلك بين رحمه الله: "أن الناس ينحرفون وأن الانحراف أربعة أقسام : كفر وفسق ومعصية وخطأ (أربعة أقسام).
*فإن كان الانحراف يؤدي إلى الردة صار كفرا.
*وإن كان يؤدي إلى خرم المروءة والدين ولكن لا يصل إلى الكفر فهو فسق.
*وإن كان دون ذلك فهو معصية.
*وإن كان ناتجا عن تأويل له مساغ في اللغة يكون خطأ .
ويصح أن يوصف هذا الخطأ بالانحراف، لكن لا يصح أن يوصف قائله بأنه منحرف، إذا علمنا أنه صادر عن اجتهاد، وهذا هو بيت القصيد فيما يرى في كلام بعض الأئمة الذين تشهد لهم الأمة بالنصح لله ولكتابه وللرسول ولأئمة المسلمين من الانحراف، فإن هذا انحراف صادر عن خطأ، ونصف هذا بأنه انحراف وأنه ضلال، لكن لا نصف المنحرف بأنه منحرف، لماذا؟ لأنه وقع عن خطأ، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن من اجتهد من هذه الأمة فأخطأ فله أجر، والذي له أجر لا يمكن أن يقال منحرف، لكن من علم منه سوء القصد والمعاندة حينئذ إذا قال قولا منحرفا، قلنا: "إنه منحرف" (اسم فاعل) وعليه فيجب أن نعرف الفرق بين القائل والمقولة والفاعل والفعل". المصدر: فتح المعين في التعليق على اقتضاء الصراط المستقيم ص 24