أفراخ إبليس الداعين لخلاف ما يعتقدون من هدي النبيين والمرسلين
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:
فهذه قصة تبين لنا ما يقوم به إبليس اللعين من زرع العقائد الباطلة والشبه المضلة خلاف لم للاعتقاد الصحيح.
قال يحيى بن يوسف الزمي رحمه الله: بينا أنا قائل في بعض بيوت خانات مرو فإذا أنا بهول عظيم ، قد دخل علي ، فقلت : من أنت ؟
فقال : ليس تخاف ، يا أبا زكريا .
قال : قلت : من أنت ؟
قال : وقمت فتهيأت لقتاله .
فقال : أنا أبو مرة .
فقلت : لا حياك الله .
فقال : لو علمت أنك بهذا البيت لم أدخل ، وكنت أنزل بيتاً آخر، وكان هذا منزلي حين آتي خراسان.
قلت : من أين أتيت به .
قال : من العراق .
قلت : وما عملت في العراق .
قال : خلفت فيها خليفة .
قلت : ومن هو ؟
قال : بشر المريسي .
قلت : وإلام يدعو ؟
قال : إلى خلق القرآن ، قال : وآتي خراسان فاخلف بها خليفة أيضاً .
قلت : إيش تقول في القرآن أنت ؟
قال : أنا وإن كنت شيطاناً رجيماً أقول : القرآن كلام الله عز وجل ، غير مخلوق .
هذا الأثر أخرجه الآجري في ((الشريعة)) وابن بشران في ((أماليه)) الخطيب في ((تاريخ بغداد)) وصححه العلامة ربيع في ((الذريعة)).
فهذا حال أب الشياطين أبو مرة إبليس يروج لعقائد باطلة مع اعتقاده الصحيح في أن القرآن كلام الله غير مخلوق.
قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في ((الشريعة إلى بيان مقاصد كتاب الشريعة)) (1/464): ((بعض الدعاة يقول لك: هو ما يؤمن بهذا مثلا، ما يقول بوحدة الوجود لكن يدعو إليها، مثل الشيطان يدعو إلى ضلالة لا يومن بها)) اهــ.
فمن فعل فعله كان مثله.
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 15 ربيع الثاني سنة 1440 هـ
الموافق 22 ديسمبر 2018 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 15 ربيع الثاني سنة 1440 هـ
الموافق 22 ديسمبر 2018 ف