بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم
ذمّ سؤال النَّاس
ذمّ سؤال النَّاس
قال شيخنا مصطفى مبرم حفظه الله:
الإمام أحمد -رحمه الله- كما ذكر شيخ الإسلام عنه يدلُّ ظاهر مذهبه على أنَّ من اضطرّ فلم يجد إلَّا ميتة أو يسأل النَّاس أن يأكل الميتة، انظر إلى هذه الدِّقَّة في الفقه، لماذا؟ لأنَّ الله رخَّص في الميتة ولم يُرخِّص في المسألة.
وممَّا بايع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عليه أصحابه أنَّه بايعهم على أن لا يسألوا النَّاس شيئًا، قال: ((ألا تُبايِعُونِي)) إلى أن قال: ((وَلَا تَسألُوا النَّاسَ شيئًا))[1] وشيئًا هنا نكرة في سياق النَّهي، فهي تعم.
حتَّى جاء أنَّ أبا بكر وغيره من الصَّحابة كان إذا وقع سوط أحدهم لم يسأل أحدًا أن يأته به بل يأخذه بنفسه
وذكر شيخ الإسلام كلامًا عظيمًا نفيسًا لا ينبغي لمسلمٍ موحِّدٍ أن يفوته مثل هذا الكتاب -كتاب "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة"- على الأقل أن تُراجعه ولو عبر الحاسوب عند كلامه على قوله تعالى في سورة اللَّيل في آخرها:{وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى . إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى . وَلَسَوْفَ يَرْضَى}[2] â–«أنَّ هذه الآيات من ضمن من نزلت فيهم: أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه، وأنَّه كان لا يسأل أحدًا شيئًا، حتَّى أنَّه لم يُعرف عنه أنَّه سأل النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم الدُّعاء لتعظيم جناب المسألة.
وأشار شيخ الإسلام رحمه الله تعالى- إلى أنَّ السَّائل يقع في قلبه ذلٌّ للمسؤول، وحاجة ورغبة لهذا المسؤول، وهذا من حقوق الرَّبِّ -تبارك وتعالى-.
هذا الباب على كلِّ حال هو بابٌ عظيم لو استطردنا في الكلام عليه وذكرنا نماذج من سير السَّلف وسير الصَّالحين في تركهم للمسألة.
وقد صنَّف شيخنا مقبل بن هادي الوادعي -رحمة الله عليه- كتاب "ذمِّ المسألة" في وقتٍ كان لا يجد هو وطلَّابه الصَّابون الَّذي تُغسل به الملابس وإنَّما كانوا يغسلونها بالتُّراب ليُزيل الوسخ منها.
هذا الكتاب هو من أنفس كتب الشَّيخ -رحمه الله- كتاب "ذم المسألة" مطبوع أكثر من مرَّة، في مجموع الرَّسائل ومطبوع مفرد، وهو محتاجٌ إلى دراسة، كنَّا درَّسناه في بعض المساجد عندنا، وتدريسه قليل في الحقيقة مع حاجة النَّاس لأنَّه قد ذكر فيه جمل من الأحاديث والصَّبر والقناعة وما كان عليه النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام وأصحابه إلى غيره.
شرح كتاب التَّوحيد.
________[1] قَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((ألَا تُبَايِعُونِي عَلَى أنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشرِكُوا بِهِ شَيئًا، وَأنْ تُقِيمُوا الصَّلَواتِ الخَمْسَ، وتُؤْتُوا الزَّكاةَ، وَتَسْمَعُوا وتُطِيعُوا، ولَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا؟)) [صحَّحه الألباني رحمه الله في "صحيح الجامع"]
[2] سورة اللَّيل:19-21
رابط كتاب "ذم المسألة" للعلَّامة مقبل الوادعي رحمه الله:
https://goo.gl/aoJMB6
المصدر الأصلي: قناة (فوائد ش/مصطفى مبرم) الرسمية على تليجرام:
http://Telegram.me/fawaidmbrm
https://goo.gl/aoJMB6
المصدر الأصلي: قناة (فوائد ش/مصطفى مبرم) الرسمية على تليجرام:
http://Telegram.me/fawaidmbrm
تعليق