ما الراجح في حكم التَّسمِّي بـ: "عبد المُطَّلب"؟!
قال ابن حزم: (اتَّفَقُوا عَلَى تَحْرِيمِ كُلِّ اسْمٍ مُعَبَّدٍ لِغَيْرِ الله؛ كَعَبْدِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ الْكَعْبَةِ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ؛ حَاشَا عَبْدِ المُطَّلِب)
قال شيخنا مصطفى مبرم حفظه الله:
(حَاشَا عَبْد المُطَّلِب) ما الَّذي يُفهم من كلام أبي مُحمَّد بن حزم على هذا الأمر؟! هل يُفهم منه الجواز أو يُفهم منه حكاية الخلاف؟! يحتمل هذا ويَحتمل هذا؛ لكن الَّذي يترجَّح من خلال السِّياق أنَّه أراد الخلاف ولَم يُرد الجواز، لأنَّ الأصل في المستثنى أن يكون من المستثنى منه: (اِتَّفَقُوا..)، (حَاشَا) لا أنَّ ابن حزم -رحمه الله- يُريد أن يستثني جواز التَّسمية بعبد المطَّلب.
ومِن ثمَّة اِختلف العُلماء -رحمهم الله تعالى- في هذه الجُزئيَّة لشُهرتها ولأنَّ النَّبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام قال: ((أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ) متى قال هذه؟! يوم حُنين.
والَّذي أجاب به الحافظ ابن رجب وغيره كابن القيِّم شيخه قبله -طبعًا ابن رجب من تلاميذ ابن القيِّم أدرك من حياته سنة فقط، ابن رجب أصغرهم-؛ هما وغيرهما من أهل العلم قالوا:
إنَّ الجواب على قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: (أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ) إنَّما هو من باب الإخبار وليس من باب الإقرار لأنَّ هذا شيء معلوم هذا جهة.
وجهة ثانية قالوا: إنَّنا نظرنا في الحقيقة فإذا عبد المطَّلب ليس اسمًا لشيبة -اسمه شيبة-، لكنَّه كان فيه اسمرارا شديدا فلمَّا رأَوْا مَقدمَهُ من الشَّام -وكان مع عمِّه المطَّلب-، لمَّا رأَوْه على هذه الحال قالوا: (عبد المطَّلب) فظنُّوا أنَّه عبدٌ من باب عُبوديَّة الرِّق الَّتي كانت عند العرب.
فقالوا هذا النَّبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام إنَّما قاله لأنَّ العلم حاصلٌ بأنَّ هذا ليس اسمًا لجدِّه -لأنَّ عبد المطلب هو جدُّ النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام، هو مُحمَّد بن عبد الله بن عبد المطَّلب-، فقالوا هذا نُخرِّجه على هذه الحيثية ويكون النَّوع باقيًّا.
جاء علماء آخرون فقالوا: نحن سننظر في سير الصَّحابة هل سُمِّيَ أحد بعبد المطَّلب؟ -وهنا سيقع الإشكال-، فقالوا: وجدنا في صحيح مُسلم صحابيا من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه: "عبد المطلب بن ربيعة" إلَّا أنَّ -وهذا الَّذي نحا إليه أبو عمر ابن عبد البر النّمري المالكي –رحمه الله- الحافظ -حافظ المغرب في زمانه- وقال بأنَّ هذا من الأسماء الَّتي وقعت في زمن النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام ولم يُغيِّرها؛ وتعقَّبه الحافظ ابن حجر -رحمه الله- بأنَّ الزُّبير بن بكار وغيره من الَّذين كانوا من أعلم النَّاس بأنساب قُريش قالوا بأنَّه ليس اسمًا له، وإنَّما هذا اسمه المطَّلب بن ربيعة وتغيَّر على بعض الرُّواة.
والكلام في هذا يطول، ولكنَّ الَّذي هو أشكل من هذا والَّذي لم يذكره ابن حزم ولم يذكره كثير من الشُّراح وهو أنَّ النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام لمَّا نادى في بطون قريش في الصَّحيحين ماذا قال؟! ((يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ)) ونحمله على ما حملنا عليه هذا -أنَّه من باب الخبر والَّذي لا يمكن أن يتغيَّر، ولو غُيِّر لم يُفهم-.
ولهذا كان المرجَّح ما جزم به ابن القيِّم وجماعة من العلماء واختاره الشيخ ابن عثيمين في شرحه على أنَّه يحرم التَّسمِّي حتَّى بهذا الاسم الَّذي هو عبد المطلب.
قال شيخنا مصطفى مبرم حفظه الله:
(حَاشَا عَبْد المُطَّلِب) ما الَّذي يُفهم من كلام أبي مُحمَّد بن حزم على هذا الأمر؟! هل يُفهم منه الجواز أو يُفهم منه حكاية الخلاف؟! يحتمل هذا ويَحتمل هذا؛ لكن الَّذي يترجَّح من خلال السِّياق أنَّه أراد الخلاف ولَم يُرد الجواز، لأنَّ الأصل في المستثنى أن يكون من المستثنى منه: (اِتَّفَقُوا..)، (حَاشَا) لا أنَّ ابن حزم -رحمه الله- يُريد أن يستثني جواز التَّسمية بعبد المطَّلب.
ومِن ثمَّة اِختلف العُلماء -رحمهم الله تعالى- في هذه الجُزئيَّة لشُهرتها ولأنَّ النَّبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام قال: ((أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ) متى قال هذه؟! يوم حُنين.
والَّذي أجاب به الحافظ ابن رجب وغيره كابن القيِّم شيخه قبله -طبعًا ابن رجب من تلاميذ ابن القيِّم أدرك من حياته سنة فقط، ابن رجب أصغرهم-؛ هما وغيرهما من أهل العلم قالوا:
إنَّ الجواب على قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: (أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ) إنَّما هو من باب الإخبار وليس من باب الإقرار لأنَّ هذا شيء معلوم هذا جهة.
وجهة ثانية قالوا: إنَّنا نظرنا في الحقيقة فإذا عبد المطَّلب ليس اسمًا لشيبة -اسمه شيبة-، لكنَّه كان فيه اسمرارا شديدا فلمَّا رأَوْا مَقدمَهُ من الشَّام -وكان مع عمِّه المطَّلب-، لمَّا رأَوْه على هذه الحال قالوا: (عبد المطَّلب) فظنُّوا أنَّه عبدٌ من باب عُبوديَّة الرِّق الَّتي كانت عند العرب.
فقالوا هذا النَّبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام إنَّما قاله لأنَّ العلم حاصلٌ بأنَّ هذا ليس اسمًا لجدِّه -لأنَّ عبد المطلب هو جدُّ النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام، هو مُحمَّد بن عبد الله بن عبد المطَّلب-، فقالوا هذا نُخرِّجه على هذه الحيثية ويكون النَّوع باقيًّا.
جاء علماء آخرون فقالوا: نحن سننظر في سير الصَّحابة هل سُمِّيَ أحد بعبد المطَّلب؟ -وهنا سيقع الإشكال-، فقالوا: وجدنا في صحيح مُسلم صحابيا من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه: "عبد المطلب بن ربيعة" إلَّا أنَّ -وهذا الَّذي نحا إليه أبو عمر ابن عبد البر النّمري المالكي –رحمه الله- الحافظ -حافظ المغرب في زمانه- وقال بأنَّ هذا من الأسماء الَّتي وقعت في زمن النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام ولم يُغيِّرها؛ وتعقَّبه الحافظ ابن حجر -رحمه الله- بأنَّ الزُّبير بن بكار وغيره من الَّذين كانوا من أعلم النَّاس بأنساب قُريش قالوا بأنَّه ليس اسمًا له، وإنَّما هذا اسمه المطَّلب بن ربيعة وتغيَّر على بعض الرُّواة.
والكلام في هذا يطول، ولكنَّ الَّذي هو أشكل من هذا والَّذي لم يذكره ابن حزم ولم يذكره كثير من الشُّراح وهو أنَّ النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام لمَّا نادى في بطون قريش في الصَّحيحين ماذا قال؟! ((يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ)) ونحمله على ما حملنا عليه هذا -أنَّه من باب الخبر والَّذي لا يمكن أن يتغيَّر، ولو غُيِّر لم يُفهم-.
ولهذا كان المرجَّح ما جزم به ابن القيِّم وجماعة من العلماء واختاره الشيخ ابن عثيمين في شرحه على أنَّه يحرم التَّسمِّي حتَّى بهذا الاسم الَّذي هو عبد المطلب.
شرح كتاب التَّوحيد، بتصرف يسير
نقلا عن قناة (فوائد ش/مصطفى مبرم) الرسمية على تليجرام: