عبارة: ماتْ مُوتْ رَبِّي
قال الشيخ عمر الحاج مسعود:
يُقصد بهذه العبارة: أنَّ هذا الميِّت مات موتةً عاديَّةً لم تكن بسبب ظلم أو اعتداء أو حادث سقوط أو اصطدام أو نحو ذلك.
فكأنَّهم يُقسِّمون الموت إلى نوعين: فالموت الَّذي لم يتسبَّب فيه المخلوق موتٌ من الله، وما كان بسببه فهو منه، بدليل أنَّهم يقولون أحيانًا: «يَاكْ مَاتْ مُوتْ رَبِّي، مَا قَتْلُوهْشْ».
وهذا في الحقيقة اعتقادُ المعتزلة القدريَّة الَّذين يرون أنَّ المقتولَ قُطِعَ عنه أجلُه، فلَوْ لَمْ يُقتل لعاشَ أكثر من ذلك حتَّى يبلغ أجله.
وعقيدة أهل السُّنَّة والجماعة: ما دلَّت عليه نصوص الكتاب والسُّنَّة من أنَّ الإنسان يموت بأجَلِه، مهما تعدَّدت الأسباب وتنوَّعت الأحوال، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً﴾[آل عمران:145]، ﴿وَلَن يُؤَخِّرَ الله نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا﴾[المنافقون:11]، وقال ﷺ: «لَنْ يُعَجِّلَ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا عَنْ حِلِّهِ»(33)، وقال ﷺ: «ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ»(34)، وقال ﷺ: «نَفَثَ رُوحُ القُدُسِ في رُوعِي أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا»(35)، وأجل الإنسان: هو الوقت الَّذي يعلم الله أنَّه يموت فيه.
قيل للحسن رحمه الله: رجل قتل رجلاً أفبأجلِه قَتَلَهُ؟ قال: «قَتَلَهُ بأجله، وعصى ربَّه»(36).
وقال العلاَّمة ابن أبي العزِّ الحنفيّ رحمه الله: «المقتول ميِّتٌ بأجله، فَعَلِمَ الله تعالى وقدَّر أنَّ هذا يموت بسبب المرض، وهذا بسبب الهدم، وهذا بالحرق، وهذا بالغرق، إلى غير ذلك من الأسباب، والله سبحانه خَلَقَ الموتَ والحياةَ وخلقَ سبب الموت والحياة»(37).
ومن المحتمل أنَّهم يقصدون أنَّه مات دون سبب من الإنسان، لكن مع ذلك فالعبارة قَلِقَةٌ مُوهِمَة؛ لأنَّ فيها ما ذُكر، وبخاصَّة إذا علمنا انتشار عقيدة القدريَّة بين النَّاس.
المصدر: النبراس في إصلاح كلام الناس
من موقع راية الإصلاح
قال الشيخ عمر الحاج مسعود:
يُقصد بهذه العبارة: أنَّ هذا الميِّت مات موتةً عاديَّةً لم تكن بسبب ظلم أو اعتداء أو حادث سقوط أو اصطدام أو نحو ذلك.
فكأنَّهم يُقسِّمون الموت إلى نوعين: فالموت الَّذي لم يتسبَّب فيه المخلوق موتٌ من الله، وما كان بسببه فهو منه، بدليل أنَّهم يقولون أحيانًا: «يَاكْ مَاتْ مُوتْ رَبِّي، مَا قَتْلُوهْشْ».
وهذا في الحقيقة اعتقادُ المعتزلة القدريَّة الَّذين يرون أنَّ المقتولَ قُطِعَ عنه أجلُه، فلَوْ لَمْ يُقتل لعاشَ أكثر من ذلك حتَّى يبلغ أجله.
وعقيدة أهل السُّنَّة والجماعة: ما دلَّت عليه نصوص الكتاب والسُّنَّة من أنَّ الإنسان يموت بأجَلِه، مهما تعدَّدت الأسباب وتنوَّعت الأحوال، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً﴾[آل عمران:145]، ﴿وَلَن يُؤَخِّرَ الله نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا﴾[المنافقون:11]، وقال ﷺ: «لَنْ يُعَجِّلَ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا عَنْ حِلِّهِ»(33)، وقال ﷺ: «ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ»(34)، وقال ﷺ: «نَفَثَ رُوحُ القُدُسِ في رُوعِي أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا»(35)، وأجل الإنسان: هو الوقت الَّذي يعلم الله أنَّه يموت فيه.
قيل للحسن رحمه الله: رجل قتل رجلاً أفبأجلِه قَتَلَهُ؟ قال: «قَتَلَهُ بأجله، وعصى ربَّه»(36).
وقال العلاَّمة ابن أبي العزِّ الحنفيّ رحمه الله: «المقتول ميِّتٌ بأجله، فَعَلِمَ الله تعالى وقدَّر أنَّ هذا يموت بسبب المرض، وهذا بسبب الهدم، وهذا بالحرق، وهذا بالغرق، إلى غير ذلك من الأسباب، والله سبحانه خَلَقَ الموتَ والحياةَ وخلقَ سبب الموت والحياة»(37).
ومن المحتمل أنَّهم يقصدون أنَّه مات دون سبب من الإنسان، لكن مع ذلك فالعبارة قَلِقَةٌ مُوهِمَة؛ لأنَّ فيها ما ذُكر، وبخاصَّة إذا علمنا انتشار عقيدة القدريَّة بين النَّاس.
المصدر: النبراس في إصلاح كلام الناس
من موقع راية الإصلاح