وصية اليوم وهي قول لبعض أحد العلماء الفضلاء المتقدّمين وهو الفضيل بن عياض –رحمه الله الله تعالى- قال: عليك بطرق الهدى ولا يضرّك قلّة السّالكين وإيّاك وطرق الضّلالة ولا تغترّ بكثرة الهالكين".
وافق الشّيخ محمد بن عبد الوهّاب –رحمه الله- هذه المقولة في كتابه، كتاب التّوحيد وبالتّحديد باب " باب: من حقّق التّوحيد دخل الجنّة بغير حساب وفي مسائله على حديث عرض الأمم على رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- وفيه ( فرأيتُ النّبيّ ومعه الرّهط والنّبيّ ومعه الرّجل والرّجلان والنّبيّ وليس معه أحد) قال -رحمه الله- :" عُمق هذا العلم فلا يجوز الاغترار بالكثرة ولا الزّهد في القلّة"؛ فاجتمعت المقولتان مع الحديث وهم مستنبطتان منه ومن غيره ممّا هو مثله في هذا الباب على ماذا يصنع المسلم صاحب السّنّة إذا رأى كثرة المخالفين له.
تفريغ شرح نواقض الاسلام الدرس7 لفضيلة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله من الدقيقة 0 الى 6:20
*********
النصيحة الثانية
عن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: " لا يزال النّاس صالحين متماسكين ما اتاهم العلم عن أصحاب محمد وأكابرهم فإذا أتاهم العلم عن أضاغرهم هلكوا"
هذه الوصيّة تتضمّن أنّ نجاة النّاس وتماسكهم وهو تمسّكهم بالسّنّة وبما أوجبه الله عليهم من حقّه وحقّ عباده يكون عن طائفتين الطائفة الأولى هم الصّحابة –رضي الله عنهم- فإنّهم تلقّوا الدّين عضّا طريّا عن محمد –صلّى الله عليه وسلّم- ، تلقّوا منه الكتاب وتلقّوا منه بيان الكتاب وتلقّوا منه جميع الوحي، فهديهم بعد رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- هو أكمل هدي وسيراتهم خير سيرة وسبيلهم أقوم سبيل.
والطّائفة الثّانية، الأكابر من أهل العلم؛ والأكابر هم من عُرفوا بالرّسوخ في العلم والفقه في دين الله وحسن النّصحية للأمّة، يربّون النّاس على الكتاب والسّنّة. وسيرة السّلف الصّالح بدءا بصغار العلم قبل كباره .
وهلاكهم على طائفة أخرى وهم الأصاغر. والأصاغر هم الجهّال الذّين يتكلّمون في مسائل الشّرع وليس عندهم من العلم بشرع الله ما يؤهّلهم للحديث في هذه المسائل. هذا تحذير من رجل هو من فقهاء الصّحابة –رضي الله عنهم- وحفّاظهم القرآن ومن فقهائهم في القراءة قال النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- فيه (من أراد أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه قراءة ابن أم عبد.) أو كما قال –صلّى الله عليه وسلّم-. رجل فقيه جليل صحابي من السّابقين الأوّلين –رضي الله عنه -.
وواقع النّاس اليوم وتفكّكهم وركوبهم المحدثات يشهد لهذا. فلمّا زهد النّاس في العلماء الفضلاء المعروفين بالرّسوخ في العلم والفقه في الدّين وحسن نصح السّنّة ابتلوا بطائفتين من النّاس:
1-طائفة هم أهل الهوى. اقتسموا النّاس فأخذ كلّ فريق منهم طائفة من المسلمين إلّا من رحم الله.
2-والثّاني الجهلة.
من تفريغ الدرس 6 من شرح نواقض الاسلام لشيخ الفاضل عبيد الجابري من دقيقة 0 الى6:26
ملاحظة تم تعديل لفظ الحديث
تعليق