*****
مطوية / تعريف السنة - من كتاب: فضل اتباع السنة
فضيلة الشـيخ محمـد عمر بـازمــول حفظه الله
-------------------------
نسخة للطبع المنزلي بالابيض والاسود
سهلة للطبع العادي او النسخ -فوتوكوبي-
*****
*****
تعريف السنة
(من كتاب فضل اتباع السنة)
بقلم الشيخ محمد عمر بازمول حفظه الله
السنة في اللغة :
- السيرة والطريقة, تقول فلان على سنة فلان أي: على طريقة فلان أي على سيرة فلان هذا هو المعنى في اللغة .
السنة في الشرع :- إتباع ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأوامر وترك ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم فهي تشمل في الشرع كل ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أمور واجبة وأمور مستحبة وترك الأمور المحرمة وترك الأمور المكروهة . ثم بعد ذلك أصبح للسنة اصطلاح عند العلماء:
فالسنة عند المحدثين :
- ما أضيف للرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية .
فأما ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول يعني حديث فيه قول للرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى . الحديث )) هذه سنة قوليه
.
وأمّا الفعل فهو السنة الفعلية: أن ينقل إلينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعل كذا وكان يترك كذا مثل قول أنس رضي الله عنه كان
رسول الله يحب الدباء هذا أمر من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم
.
وأيضاً من السنة الفعلية ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أفعال في الصلاة أو أفعال في الزكاة أو أفعال في الصوم أو أفعال في الحج هذه كلها تدخل تحت السنة الفعلية.
وأمّا التقرير فهذه السنة التقريرية : وهي أن يحدث الفعل أمام الرسول صلى الله عليه وسلم أو في زمنه والوحي ينزل ويقر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ويقر الوحي ذلك فلا ينكر ولا يغير فتكون بذلك تقرير شرعي للفعل! ودلالة السنة التقريرية بمجردها على الاستحباب ضعيفة!
وأما الصفة الخُلُقية : فهي ما نقل إلينا من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم كيف كانت وسئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان خلقه القرآن".
وأما الصفة الخلقية فما ينقل لنا عن هيئته صلى الله عليه وسلم كما يأتي في بعض الأحاديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة لا بالطويل ولا بالقصير إذا وقف بين الطوال طالهم وكان صلى الله عليه وسلم أبيض الوجه وجهه كأنه فلقة القمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ... إلى أخر ما يذكر في صفات خلقه صلى الله عليه وسلم!
إذاً السنة عند المحدثين ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية
.
والسنة عند الأصوليين والفقهاء :
ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.
لأن الفقيه والأصولي إنما ينظر في السنة من جهة أنها دليل شرعي وبالتالي لا يكتسب عنده سمة الدليل إلا هذه الأمور الثلاثة وهي : القول و الفعل والتقرير.
والفقهاء حينما يذكرون السنة ويريدون بها هذا المعنى ينبهون أن لهم اصطلاحاً آخر يطلقون فيه كلمة السنة بمعنى المستحب والمندوب ويجعلونها مرتبة من مراتب الحكم الشرعي
التكليفي فيقولون :
الأحكام الشرعية: خمسة الواجب والمحرم والمكروه والمباح والمستحب.
وهذا المستحب يعبرون عنه بالمندوب ويعبرون عنه بالسنة
.
- وشاع عند بعض الناس أن السنة هي فقط المستحب الذي ثمرته أنه يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه والواقع أن هذا الاصطلاح اصطلاح حادث جرى عليه أهل الأصول وأهل الفقه في بيان مرتبة من مراتب الحكم الشرعي التكليفي لكن لا يصح لنا أن نفسر كلمة سنة إذا جاءت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو في كلام الصحابة أو في كلام التابعين أو الأئمة الكبار بمعنى المستحب فالسنة عندهم أعم من ذلك تشمل المستحب والواجب بل تشمل ما يكفر مخالفه، ولذلك أئمة السلف والأئمة الكبار في القرون الثلاثة الفاضلة الذين ألفوا وصنفوا لهم كتب اسمها كتب السنة تشتمل على أمور الاعتقاد والتي يكفر مخالفها ككتاب السنة لابن أبي عاصم وكتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل وكتاب السنة للمروزي وغيرهم.
إذاً ينبغي ألا يهجم المرء على تفسير كلمة السنة إذا وردت في كلام الصحابة أو في كلام الأئمة التابعين أو الأئمة الكبار بأنها بمعنى المستحب فقط لأن هذا اصطلاح حادث لا ينبغي أن يفسر عليه كلام أولئك القوم.
*****
تعليق