رد: قصص الملائكة
الأولى: سبب مجئ جبريل - عليه السلام - بهذه الطريقة أمام الصحابة وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم هو ما ورد فى بعض طرق الحديث عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سلونى" فهابوه أن يسألوه. فجاء رجل فجلس عند ركبتيه..." الحديث.
الثانية: جاء فى بعض ألفاظ الحديث من رواية عمر رضي الله عنه: "فلبثتُ مَلِيّا" ومعناه: وقتا طويلا.
وفى رواية: أنه صلى الله عليه وسلم سأل عمر عن السائل بعد ثلاثة أيام.
وفى شرح التنبيه للبغوى: "بعد ثلاث فأكثر"
وظاهر هذا مخالف لقول أبى هريرة فى حديثه: ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ردوا علىَّ الرجل" فأخذوا يردونه فلم يَرَوا شيئا فقال صلى الله عليه وسلم: "هذا جبريل".
فيمكن الجمع بينهما بأن عمر لم يحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم فى الحال بل كان قد قام من المجلس فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الحاضرين فى الحال، وأخبر عمر بعد ثلاث إذ لم يكن حاضرا عند إخبار الباقين.[1]
الثالثة: معنى تمثل الملَك رجلا تقدم ذكر معناه.
الرابعة: فى الحديث بيان جواز تمثل الملَكِ لغير النبي صلى الله عليه وسلم فيراه ويتكلم بحضرته وهو يسمع.[2]
الخامسة: أنكر الحافظ قوله فى آخر الحديث: "وإنه لجبريل نزل فى صورة دحية الكلبى." لأن دحية معروف عندهم وقد قال عمر: ما يعرفه منا أحد.[3]
قال السندى: كونه فى صورة دحية لا يقتضى أن لا يمتاز عنه بشئ أصلا سيما الامتياز بالأمور الخارجة فيجوز أنه ظهر لهم ببعض القرائن الخارجة بل الداخلة الخفية أنه غير دحية؛ فلا وجه لتوهيم الرواة بما ذكر فليتأمل قوله.[4]
قلت: لعل الحق مع الحافظ فإن جبريل – عليه السلام – لم يكن يتميز عن دحية إذا نزل فى صورته كما فى حديث أم سلمة المتقدم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "مَنْ هَذَا؟" قالت: هذا دحية. قالت أم سلمة: ايْمُ الله ما حسبته إلا إياه... الحديث.
وأيضا فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعرفْه كما فى الفائدة التالية.
___________________
[1] مسلم بشرح النووى 1/ 142، شرح الأربعين النووية له / 13
[2] فتح البارى 1/ 170
[3] فتح البارى 1/ 171
[4] حاشية السندى على النسائى 4/ 437
فوائد:
الأولى: سبب مجئ جبريل - عليه السلام - بهذه الطريقة أمام الصحابة وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم هو ما ورد فى بعض طرق الحديث عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سلونى" فهابوه أن يسألوه. فجاء رجل فجلس عند ركبتيه..." الحديث.
الثانية: جاء فى بعض ألفاظ الحديث من رواية عمر رضي الله عنه: "فلبثتُ مَلِيّا" ومعناه: وقتا طويلا.
وفى رواية: أنه صلى الله عليه وسلم سأل عمر عن السائل بعد ثلاثة أيام.
وفى شرح التنبيه للبغوى: "بعد ثلاث فأكثر"
وظاهر هذا مخالف لقول أبى هريرة فى حديثه: ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ردوا علىَّ الرجل" فأخذوا يردونه فلم يَرَوا شيئا فقال صلى الله عليه وسلم: "هذا جبريل".
فيمكن الجمع بينهما بأن عمر لم يحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم فى الحال بل كان قد قام من المجلس فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الحاضرين فى الحال، وأخبر عمر بعد ثلاث إذ لم يكن حاضرا عند إخبار الباقين.[1]
الثالثة: معنى تمثل الملَك رجلا تقدم ذكر معناه.
الرابعة: فى الحديث بيان جواز تمثل الملَكِ لغير النبي صلى الله عليه وسلم فيراه ويتكلم بحضرته وهو يسمع.[2]
الخامسة: أنكر الحافظ قوله فى آخر الحديث: "وإنه لجبريل نزل فى صورة دحية الكلبى." لأن دحية معروف عندهم وقد قال عمر: ما يعرفه منا أحد.[3]
قال السندى: كونه فى صورة دحية لا يقتضى أن لا يمتاز عنه بشئ أصلا سيما الامتياز بالأمور الخارجة فيجوز أنه ظهر لهم ببعض القرائن الخارجة بل الداخلة الخفية أنه غير دحية؛ فلا وجه لتوهيم الرواة بما ذكر فليتأمل قوله.[4]
قلت: لعل الحق مع الحافظ فإن جبريل – عليه السلام – لم يكن يتميز عن دحية إذا نزل فى صورته كما فى حديث أم سلمة المتقدم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "مَنْ هَذَا؟" قالت: هذا دحية. قالت أم سلمة: ايْمُ الله ما حسبته إلا إياه... الحديث.
وأيضا فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعرفْه كما فى الفائدة التالية.
___________________
[1] مسلم بشرح النووى 1/ 142، شرح الأربعين النووية له / 13
[2] فتح البارى 1/ 170
[3] فتح البارى 1/ 171
[4] حاشية السندى على النسائى 4/ 437
تعليق