رد: قصص الملائكة
جبريل وهلاك فرعون :
لما خرج موسي ومن معه هربا من فرعون وجنوده اتبعهم فرعون وجنوده ولم يتخلف عنه أحد ممن له دولة وسلطان في سائر مملكته فلحقوهم عند شروق الشمس {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ} [الشعراء:60]
ورأي كل فريق صاحبه رأي العين فعند ذلك {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء:61]
فقال لهم: إني أمرت أن أسلك ها هنا {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:62]
فلما اقترب فرعون وجنوده يحدوهم غضبهم ويسرع بهم حتفهم وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وزلزل أصحاب موسي زلزالًا شديداً، أوحي الله - عز وجل - إليه {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ} [الشعراء:63]
فلما ضربه انفلق بإذن الله – تعالي - وصار فيه طريقا يابسا {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى} [طه:77] فمرموسي ومن معه من المؤمنين
حتي إذا مر آخرهم إذا فرعون يصل هو وجنوده إلي حافته من الناحية الأخري.
فلما رأي ما صار إليه أمر البحر؛ خاف وفزع وهمّ بالرجوع
فذكر المفسرون: أن جبريل - عليه السلام - ظهر في صورة فارس راكب علي فرس حائل: غير حامل تشتهي الفحل، فمر إلي جانب حصان فرعون، فحمحم إليها، فأسرع جبريل - عليه السلام - فاقتحم البحر ودخله؛ فاقتحم وراءه حصان فرعون، وفرعون لا يريد ذلك، ولا يملك لنفسه حولا ولا قوة ولا ضرا ولا نفعا.
فلما رأي أن حصانه اقتحم البحر رغما عنه أظهر التجلد لأمرائه وجنوده، وقال لهم: ليس بنو إسرائيل بأحق بالبحر منا. فلما رأته الجنود قد سلك البحر، اقتحموه وراءه مسرعين.
وكان ميكائيل - عليه السلام - في مؤخرتهم لا يترك منهم أحداً إلا ألحقه بهم، وكان جبريل - عليه السلام - في مقدمتهم يسوقانهم نحو البحر. حتي إذا تكاملوا عن آخرهم، واقترب أولهم من الوصول إلي الناحية الأخري والخروج، أمر الله -عز وجل- موسي -عليه السلام- أن يضرب البحر بعصاه، فضربه؛
فعاد البحر كما كان،
وأخذ الموج فرعون وجنوده فرفعهم وخفضهم، وتراكمت الأمواج فوق فرعون، وغشيته سكرات الموت،
فقال وهو كذلك: {آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس:90]
فعند ذلك جعل جبريل - عليه السلام - يأخذ من طين البحر، وأوحاله فيدسه في فم فرعون؛ مخافة أن يقول لا إله إلا الله، فتسبق رحمة الله فيه غضبه؛ فيمهله في الدنيا، فيعود كما كان: كافرا معاندا، بل وسيشتد كفره وعناده، ولعله يوهم بعض الجاهلين، أو ضعيفي الإيمان ممن جاوز مع موسي البحر، أو غيرهم أنه إله، كما كان يزعم، وأنه لا يموت، بل إن الموت ليس له إليه سبيل. ولا عجب أن يغتر به - والحال هذه - أمثال هؤلاء. والله أعلم.
ومما ورد في ذلك:
عن ابن عباس قال: قال رسول الله ï·؛: " قَالَ لِى جِبْرِيلٌ: لَوْ رَأَيْتَنِى وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ[1] فَأَدُسُّهُ فِى فَمِ فِرْعَوْنَ مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَةُ."[2]
إشكال وجوابه:...
__________________________
[1] من حال البحر : أى من طين البحر .
[2] صحيح لغيره: رواه أبو داود الطيالسى فى مسنده (261 ومن طريقه البيهقى فى شعب الإيمان (9393) وابن أبى حاتم فى تفسيره (11400) والضياء فى المختارة (25 قال أبو داود: حدثنا شعبة عن عدى بن ثابت وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. وجاء من طرق أخرى عن شعبة فرواه عنه :
- محمد بن جعفر: عند أحمد (2144-3154) والنسائى فى الكبرى (1123 والحاكم فى المستدرك (18 وابن حبان فى صحيحه (6215) والتعليقات الحسان على صحيح ابن حبان للشيخ الألبانى (6182) وقال : صحيح لغيره. والبزار فى مسنده (501 والضياء فى المختاره (257) وابن جرير فى التفسير (17858/شاكر).
- وخالد بن الحارث: أخرجه الترمذى (310 وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، والحاكم (189) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى. و(7634) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وله شاهد من حديث على بن زيد. وقال الذهبى: صحيح.
- وأبو النضر: أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (9392) قال تلاثتهم ( محمد بن جعفر وخالد بن الحارث وأبو النضر): رفعه أحدهما - يعنى عطاء بن السائب وعدى بن ثابت - إلى النبى صلى الله عليه وسلم هكذا بالشك قال البيهقى: رفعه أبو داود عن شعبة عنهما من غير شك فذكر طريق أبى داود الطيالسى السابق.
- والنضر بن شميل: رواه عنه ثلاثة من الثقات مرفوعا من طريق عدى بن ثابت وحده وهم: إسحاق بن راهويه وحميد بن زنجويه كما فى تاريخ بغداد 5/276 وسعيد بن مسعود أخرجه الحاكم (3303) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه إلا أن أكثر أصحاب شعبة أوقفوه على ابن عباس. وقال الذهبى: على شرط البخارى ومسلم. وخالف الثلاثة محمدُ بنُ رجاء السندى فرواه عن النضر موقوفا رواه ابن أبى الدنيا فى العقوبات/245 ومن طريقه الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد (5/276) والمرفوع أصح.
- وعمرو بن محمد العنقزى: أخرجه ابن جرير فى تفسيره (17859/ شاكر) بدون شك .
- وعمرو بن حكام: من طريق عطاء بن السائب وحده مرفوعا أخرجه ابن جرير فى التفسير (17865/ شاكر) والخطيب البغدادى فى تاريخه 2/87
- ورواه وكيع عن شعبة به موقوفا كما فى تاريخ بغداد 5/276 وهو شاذ .
وللحديث طريقان وثلاث شواهد فأما الطريقان فأحدهما: عن أبى صالح عن ابن عباس أخرجه ابن مردويه كما فى الدر المنثور 4/386
والآخر من طريق حماد بن سلمة عن على بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس مرفوعا رواه أحمد (2820) والترمذى (3107) وقال: حسن، والحاكم (7635) والطيالسى (2693) وعبد بن حميد فى مسنده (664) والطبرانى فى الكبير (12932) وابن جرير فى التفسير (17861/شاكر) وابن أبى حاتم فى التفسير (11399) والخطيب البغدادي فى تاريخه 8/101وابن عبد الحكم فى " فتوح مصر " /30
وللحديث طريق آخر رواه السرقسطى فى " غريب الحديث " كما فى " تخريج الأحاديث والآثار الواقعة فى تفسير الكشاف " للزيلعى. وابن أبى حاتم فى تفسيره (11401) كلاهما من طريق أبى خالد الأحمر عن عمر بن يعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفا وهذا طريق ضعيف جدا لضعف عمر بن يعلى قال فيه ابن أبى حاتم والدارقطنى : متروك الحديث، وقال البخارى يتكلمون فيه. وقيل: إنه كان يشرب الخمر .
وأما الشواهد :
فأحدها- عن أبى هريرة رواه البيهقى فى الشعب (9390) وابن جرير فى التفسير (17860) وابن عدى فى الكامل 2/381 والجرجانى فى تاريخ جرجان (306) من طريق كثير بن زاذان عن أبى حازم عن أبى هريرة مرفوعا نحوه وتابع كثيراَ سعيدُ بنُ مسروق به رواه الطبرانى فى الأوسط (5823) وذكره الهيثمى فى " مجمع الزوائد " (11070) وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثورى وضعفه جماعة.
ثانيها- عن ابن عمر رواه الطبرانى فى مسند الشاميين (1569) وابن مردويه كما فى الدر المنثور 4/387 وابن عساكر فى تاريخ دمشق 53/124
ثالثها- عن أبى أمامة مرفوعا رواه أبو الشيخ كما فى الدر المنثور 4/387 وفتح القدير للشوكانى 2/680 نحوه.
هذا، وقد ذهب الشيخ شعيب الأرناؤوط إلى أن هذا الحديث صحح موقوفا وأما الشيخ الألبانى - رحمه الله تعالى - فصححه مرفوعا وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
والله أعلم .
[الفصل الخامس]
[جبريل الأمين مع موسي الكليم عليهما السلام ]
[جبريل الأمين مع موسي الكليم عليهما السلام ]
جبريل وهلاك فرعون :
لما خرج موسي ومن معه هربا من فرعون وجنوده اتبعهم فرعون وجنوده ولم يتخلف عنه أحد ممن له دولة وسلطان في سائر مملكته فلحقوهم عند شروق الشمس {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ} [الشعراء:60]
ورأي كل فريق صاحبه رأي العين فعند ذلك {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء:61]
فقال لهم: إني أمرت أن أسلك ها هنا {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:62]
فلما اقترب فرعون وجنوده يحدوهم غضبهم ويسرع بهم حتفهم وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وزلزل أصحاب موسي زلزالًا شديداً، أوحي الله - عز وجل - إليه {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ} [الشعراء:63]
فلما ضربه انفلق بإذن الله – تعالي - وصار فيه طريقا يابسا {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى} [طه:77] فمرموسي ومن معه من المؤمنين
حتي إذا مر آخرهم إذا فرعون يصل هو وجنوده إلي حافته من الناحية الأخري.
فلما رأي ما صار إليه أمر البحر؛ خاف وفزع وهمّ بالرجوع
فذكر المفسرون: أن جبريل - عليه السلام - ظهر في صورة فارس راكب علي فرس حائل: غير حامل تشتهي الفحل، فمر إلي جانب حصان فرعون، فحمحم إليها، فأسرع جبريل - عليه السلام - فاقتحم البحر ودخله؛ فاقتحم وراءه حصان فرعون، وفرعون لا يريد ذلك، ولا يملك لنفسه حولا ولا قوة ولا ضرا ولا نفعا.
فلما رأي أن حصانه اقتحم البحر رغما عنه أظهر التجلد لأمرائه وجنوده، وقال لهم: ليس بنو إسرائيل بأحق بالبحر منا. فلما رأته الجنود قد سلك البحر، اقتحموه وراءه مسرعين.
وكان ميكائيل - عليه السلام - في مؤخرتهم لا يترك منهم أحداً إلا ألحقه بهم، وكان جبريل - عليه السلام - في مقدمتهم يسوقانهم نحو البحر. حتي إذا تكاملوا عن آخرهم، واقترب أولهم من الوصول إلي الناحية الأخري والخروج، أمر الله -عز وجل- موسي -عليه السلام- أن يضرب البحر بعصاه، فضربه؛
فعاد البحر كما كان،
وأخذ الموج فرعون وجنوده فرفعهم وخفضهم، وتراكمت الأمواج فوق فرعون، وغشيته سكرات الموت،
فقال وهو كذلك: {آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس:90]
فعند ذلك جعل جبريل - عليه السلام - يأخذ من طين البحر، وأوحاله فيدسه في فم فرعون؛ مخافة أن يقول لا إله إلا الله، فتسبق رحمة الله فيه غضبه؛ فيمهله في الدنيا، فيعود كما كان: كافرا معاندا، بل وسيشتد كفره وعناده، ولعله يوهم بعض الجاهلين، أو ضعيفي الإيمان ممن جاوز مع موسي البحر، أو غيرهم أنه إله، كما كان يزعم، وأنه لا يموت، بل إن الموت ليس له إليه سبيل. ولا عجب أن يغتر به - والحال هذه - أمثال هؤلاء. والله أعلم.
ومما ورد في ذلك:
عن ابن عباس قال: قال رسول الله ï·؛: " قَالَ لِى جِبْرِيلٌ: لَوْ رَأَيْتَنِى وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ[1] فَأَدُسُّهُ فِى فَمِ فِرْعَوْنَ مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَةُ."[2]
إشكال وجوابه:...
__________________________
[1] من حال البحر : أى من طين البحر .
[2] صحيح لغيره: رواه أبو داود الطيالسى فى مسنده (261 ومن طريقه البيهقى فى شعب الإيمان (9393) وابن أبى حاتم فى تفسيره (11400) والضياء فى المختارة (25 قال أبو داود: حدثنا شعبة عن عدى بن ثابت وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. وجاء من طرق أخرى عن شعبة فرواه عنه :
- محمد بن جعفر: عند أحمد (2144-3154) والنسائى فى الكبرى (1123 والحاكم فى المستدرك (18 وابن حبان فى صحيحه (6215) والتعليقات الحسان على صحيح ابن حبان للشيخ الألبانى (6182) وقال : صحيح لغيره. والبزار فى مسنده (501 والضياء فى المختاره (257) وابن جرير فى التفسير (17858/شاكر).
- وخالد بن الحارث: أخرجه الترمذى (310 وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، والحاكم (189) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى. و(7634) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وله شاهد من حديث على بن زيد. وقال الذهبى: صحيح.
- وأبو النضر: أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (9392) قال تلاثتهم ( محمد بن جعفر وخالد بن الحارث وأبو النضر): رفعه أحدهما - يعنى عطاء بن السائب وعدى بن ثابت - إلى النبى صلى الله عليه وسلم هكذا بالشك قال البيهقى: رفعه أبو داود عن شعبة عنهما من غير شك فذكر طريق أبى داود الطيالسى السابق.
- والنضر بن شميل: رواه عنه ثلاثة من الثقات مرفوعا من طريق عدى بن ثابت وحده وهم: إسحاق بن راهويه وحميد بن زنجويه كما فى تاريخ بغداد 5/276 وسعيد بن مسعود أخرجه الحاكم (3303) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه إلا أن أكثر أصحاب شعبة أوقفوه على ابن عباس. وقال الذهبى: على شرط البخارى ومسلم. وخالف الثلاثة محمدُ بنُ رجاء السندى فرواه عن النضر موقوفا رواه ابن أبى الدنيا فى العقوبات/245 ومن طريقه الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد (5/276) والمرفوع أصح.
- وعمرو بن محمد العنقزى: أخرجه ابن جرير فى تفسيره (17859/ شاكر) بدون شك .
- وعمرو بن حكام: من طريق عطاء بن السائب وحده مرفوعا أخرجه ابن جرير فى التفسير (17865/ شاكر) والخطيب البغدادى فى تاريخه 2/87
- ورواه وكيع عن شعبة به موقوفا كما فى تاريخ بغداد 5/276 وهو شاذ .
وللحديث طريقان وثلاث شواهد فأما الطريقان فأحدهما: عن أبى صالح عن ابن عباس أخرجه ابن مردويه كما فى الدر المنثور 4/386
والآخر من طريق حماد بن سلمة عن على بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس مرفوعا رواه أحمد (2820) والترمذى (3107) وقال: حسن، والحاكم (7635) والطيالسى (2693) وعبد بن حميد فى مسنده (664) والطبرانى فى الكبير (12932) وابن جرير فى التفسير (17861/شاكر) وابن أبى حاتم فى التفسير (11399) والخطيب البغدادي فى تاريخه 8/101وابن عبد الحكم فى " فتوح مصر " /30
وللحديث طريق آخر رواه السرقسطى فى " غريب الحديث " كما فى " تخريج الأحاديث والآثار الواقعة فى تفسير الكشاف " للزيلعى. وابن أبى حاتم فى تفسيره (11401) كلاهما من طريق أبى خالد الأحمر عن عمر بن يعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفا وهذا طريق ضعيف جدا لضعف عمر بن يعلى قال فيه ابن أبى حاتم والدارقطنى : متروك الحديث، وقال البخارى يتكلمون فيه. وقيل: إنه كان يشرب الخمر .
وأما الشواهد :
فأحدها- عن أبى هريرة رواه البيهقى فى الشعب (9390) وابن جرير فى التفسير (17860) وابن عدى فى الكامل 2/381 والجرجانى فى تاريخ جرجان (306) من طريق كثير بن زاذان عن أبى حازم عن أبى هريرة مرفوعا نحوه وتابع كثيراَ سعيدُ بنُ مسروق به رواه الطبرانى فى الأوسط (5823) وذكره الهيثمى فى " مجمع الزوائد " (11070) وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثورى وضعفه جماعة.
ثانيها- عن ابن عمر رواه الطبرانى فى مسند الشاميين (1569) وابن مردويه كما فى الدر المنثور 4/387 وابن عساكر فى تاريخ دمشق 53/124
ثالثها- عن أبى أمامة مرفوعا رواه أبو الشيخ كما فى الدر المنثور 4/387 وفتح القدير للشوكانى 2/680 نحوه.
هذا، وقد ذهب الشيخ شعيب الأرناؤوط إلى أن هذا الحديث صحح موقوفا وأما الشيخ الألبانى - رحمه الله تعالى - فصححه مرفوعا وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
والله أعلم .
تعليق