الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أما بعد:
فهذا تفريغ خطبة
الأسماء و الصفات أصل العلم
للشيخ رسلان -حفظه الله-
و هي أمتع و أجمل صوتية سمعتها !
ففيها من المعاني و الفوائد ما لن يدركها إلا القليل.
فاسمعها -رعاك الله- في خلوة بليل و كررها فلن تمل تكرارها بإذن الله.
و جزى الله الأخ الفاضل الذي قام بتفريغها خير الجزاء
و جعلها في ميزان حسناته.
((خطبة الجمعة 17 من رجب 1435هـ الموافق 16-5-2014م)) ))
و هذا جزء منها:
فاللهم إنكَ تَعَلَمُ أنِّي أُحبُّ أنْ أَدُلَّ عَليك وأُرشدَ إلى صرِاطك وأُعَرِّفَ الخَلْقَ بِك، وأَعَلَمُ أنك تعلمُ أني لستُ للدلالةِ عليكَ أهلًا، ولا للإرشادِ إلى صِراطكَ مَحَلًّا، ولا أنا إنْ أردتُ تعريفَ الخَلْقِ بِكَ شيءٌ أصلًا، ما لي شَيء، ولا منِّي شَيء، ولا فيَّ شَيء.
وأعلمُ أنكَ قَضيتَ قضاءً مُبْرمًا لا يُحَلُّ، وأنك قد أمضيتَ قضاءً نافذًا لا يُرَدُّ؛ أنَّ مَن سَمَّعَ؛ سَمَّعْتَ به، ومن رَاءَى؛ راءيتَ به.
فأعوذُ برِضاكَ مِن سَخطِك وبمُعافتك من نِقمتك، وبك مِنك، لا أُحصي ثناءً عليك؛ أنت كما أثنيتَ على نَفْسِك.
اللهم أقمني مَقامَ صِدق، وأَدْخلني مُدْخَلَ صِدق، وأخرجني مُخْرَج صِدق، واجعل لي مِن لدُنكَ سُلطانًا نصيرًا.
أَفْضَلُ العِلمِ والعَمَلِ والحالِ:العِلمُ باللَّهِ وأسمائِهِ وصفاتِهِ وأفعالِهِ،والعملُ بمرْضَاتِهِ،وانجذابُ القلبِ إليهِ بالحُبِّ والخوفِ والرجاءِ، فهذا أشْرَفُ ما في الدُّنيا،وجزَاؤُهُ أشرفُ ما في الآخِرَةِ.
وأَجَلُّ المقاصدِ معرفةُ اللَّهِ ومحبَّتُهُ والأُنْسُ بقُربِهِ،والشَّوقُ إلى لِقَائِهِ والتَّنَعُّمُ بِذِكْرِهِ، وهذا أَجَلُّ سعادةِ الدُّنيا و الآخرةِ،وهذا هوَ الغايَةُ التي تُطْلَبُ لِذَاتِها.
وإنَّما يَشْعرُ العبدُ تمامَ الشُّعورِ بأنَّ ذلكَ عينُ السعادةِ إذا انكشفَ لهُ الغِطاءُ و فارقَ الدُّنيا ودخلَ الآخرةَ، وإلاَّ فهوَ في الدنيا-وإنْ شَعَرَ بذلكَ بعضَ الشعورِ-فليسَ شُعورُهُ كاملًا للمعارضاتِ التي عليهِ،والمِحنِ التي امْتُحِنَ بها، وإلاَّ فليست السعادةُ في الحقيقةِ سِوَى ذلكَ.