مميزات أسلوب الشَّيخ محمَّد بن عبد الوهاب في كتاب التَّوحيد
( العناوين والتَّراجم أنموذجًا )
بسم الله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه، وبعد:
( العناوين والتَّراجم أنموذجًا )
بسم الله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه، وبعد:
فلا يشكُّ عاقلٌ في جلالة متن كتاب التَّوحيد، ولا يتبرَّم منصفٌ من إظهار إعجابه بهذا السِّفر الفريد، وسأقوم من خلال هذا الموضوع بإبراز بعض المميزات الَّتي ذكرها أهل العلم في ثنايا شروحهم على هذا الكتاب المبارك.
وستكون أول وقفةٍ -بإذن الله- مع: ( العناوين والتَّراجم ) وذلك من خلال الإشارة أحيانًا والتَّصريح أحيانًا أخرى، وأسأله سبحانه التَّوفيق والتَّسديد.
نستطيع أن نقول أنَّ المتأمِّل في تراجم كتاب التَّوحيد -وهي العناوين الَّتي صدَّر بها الشَّيخ محمَّد (رحمه الله) أبواب كتابه- تميَّزت بالتَّعبير العام عن موضوع الباب، وإعطاء نظرةٍ شاملةٍ عن المقصود من إيراده، بعباراتٍ واضحةٍ بعيدةٍ عن التَّكلف والتَّعقيد، مع وجازتها وقلَّة عدد كلماتها، وحيثما وافقت بعض ألفاظ النُّصوص الشَّرعية - آيةً أو حديثًا - مُراد المؤلِّف من الباب، ترجم بها أو ببعض ألفاظها.
ومتى كان الحكم واضحا متفقًا عليه صرَّح وجزم به، ومتى ما خرج عن هذا المسلك وأبهم؛ فهذا راجعٌ لأحد ثلاثة مقاصدَ -والله أعلم-:
1- إمَّا لأنَّه يشير إلى الخلاف في المسألة.
2- وإمَّا إلى التَّفصيل فيها.
3- وإمَّا أنَّه يريد تحفيز وتنشيط الطَّالب للبحث عن المعنى الَّذي حوته التَّرجمة في المصادر الأخرى (1) ويظهر لي -والله أعلم- أنَّ هذا خاصٌ بالأبواب الَّتي ترجم لها بنصٍ أو بعضه.
ويمكن اعتبار هذا المقصد الثَّالث هو من باب التَّشويق إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنَّ المؤلِّف (رحمه الله) سيورد من الشَّواهد في الباب ما يجلِّي المقصد من التَّرجمة.
وهذا ما يؤكِّد لنا تأثُّر الشَّيخ محمَّد (رحمه الله) بطريقة المحدِّيثين، خاصةً البخاريَّ منهم.
والله أعلم وصلَّى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فكأنَّ المؤلِّف (رحمه الله) يقول لك: ارجع إلى سياق النَّصِّ بسباقه ولحاقه وتأمَّل فيه، أو إلى الكتب الَّتي عنيت بشرحه ليتَّضح لك معنى ما ترجمتُ به.