(ولهذا لا يوجد لنفاة بعض الصفات دون بعض) هم الأشاعرة كما علمتم (الذين يوجبون فيما نفوه إما التفويض وإما التأويل المخالف لمقتضى اللفظ) هذه عندهم قاعدة وهذه القاعدة عبر عنها صاحب جوهرة التوحيد ببيته الآتي :
وكل نص أوهم التشبيها ... أوله أو فوض ورم تنزيها
هذا البيت يعتبر عند الأشاعرة قاعدة لا ينبغي أو لا تجوز مخالفتها . ( وكل نص أوهم التشبيها أوله ) بدأ بالتأويل لأن هذا هو الأولى عندهم ( أوله أو فوض ورم تنزيها ) وفي كلتا الحالتين ( رم تنزيها ) أي اقصد التنزيه في تأويلك وفي تفويضك ، كأنه دين جديد ، أين الذين قبلكم من المسلمين ؟، هذه القاعدة التي تقعدونها الآن من جديد ويسيرون عليها في عقيدتكم هل علمها من كان قبلكم ؟ هذا سؤال .
السؤال الثاني هل يجوز اعتقاد أن في كتاب الله وفي السنة الصحيحة ما يدل على ما يوهم التشبيه؟ (وكل نص أوهم التشبيها) لا يجوز اتهام كتاب الله والسنة الصحيحة بأنه يوجد فيهما ما يوهم التشبيه ، " الرحمن على العرش استوى " لا يوهم التشبيه هذا الذي يعنونه ، " ينزل ربنا " لا يوهم التشبيه لأن هذه صفات أضيفت إلى الله بعد إضافته إلى الله لا توهم التشبيه أبدا وإنما التشبيه كما قلنا يقع في المعنى العام ، اتهام كتاب الله وسنة رسوله الصحيحة بأنهما يوهمان التشبيه إساءة إلى الكتاب والسنة وإلى من أنزلهما ، ثم أوجب التأويل بقوله ( أوله أو فوض ) معنى التفويض أن يدعي الإنسان أنه لا يفهم معنى (استوى) ولا معنى (نزل) ولا معنى (جاء) ولا معنى (الغضب) ولا معنى (المحبة والرضا) يفوض المعنى .
التفويض تفويضان :
- تفويض مذموم .
- وتفويض مقبول بل لا بد منه بل واجب .
تفويض المعاني هذا مذموم ، من يدعي أنه لا يفهم معاني النصوص هذا التفويض مغالطة يغالط الإنسان نفسه لأن أي عربي يدعي أنه لا يفهم معنى (نزل) ومعنى (جاء) ومعنى (استوى) إنما يغالط نفسه اللهم إلا إذا كان لا يعرف اللغة العربية جهله هنا لعدم معرفة اللغة أما إذا كان يعرف اللغة ثم يدعي لا يفهم معنى هذه النصوص أو معاني هذه النصوص هذه مغالطة .
ثم إن اتهم السلف بأن هذا مذهبهم أي أن السلف مفوضة ، وهذا اتهام للسلف بأنهم أميون يقرءون النصوص فقط ولا يفهمون معاني النصوص خصوصا نصوص الصفات هذا خطأ ، ولكن التفويض الذي هو منهج السلف تفويض الحقيقة والكيفية ، أي كما أخذ من كلام الإمام مالك ( الاستواء معلوم ) من حيث المعنى (مجهول) من حيث الحقيقة والكنه ، نفوض الكنه والحقيقة في جميع الصفات في الخبرية في الصفات العقلية في الصفات الذاتية في الصفات الفعلية كلها نفوض الحقيقة إلى الله ، هذا التفويض هو منهج السلف وليس تفويض المعاني .
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى (ولهذا لا يوجد لنفاة بعض الصفات دون بعض الذين يوجبون فيما نفوه إما التفويض وإما التأويل) على ما شرح (المخالف لمقتضى اللفظ) أي يجب أن تخرج النصوص عن مقتضى اللفظ أي أن ظاهر نصوص الصفات ليس مرادا لله بل المراد خلاف ذلك وهو التأويل .
ليس لهم (قانون مستقيم) نظام مستقيم يمشون عليه .
(فإذا قيل لهم لم تأولتم هذا) لم تأولتم الاستواء والنزول والمحبة والرضا مثلا.
(وأقررتم هذا) أقررتم القدرة والحياة والعلم والسمع مثلا .
(والسؤال فيهما واحد لم يكن لهم جواب صحيح فهذا تناقضهم فى النفي) كما قلنا الجواب إما أن يقولوا هذه عقيدتنا ، للأسف كثيرا ما يقولون هذه عقيدة أهل السنة والجماعة ، ظلموا أهل السنة والجماعة وافتروا عليهم هذه ليست عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة أهل السنة والجماعة الإثبات ، إثبات لا يصل إلى درجة التشبيه والتمثيل ، تنزيه لا يصل إلى درجة التعطيل إلى درجة النفي والتعطيل ، هذا مذهب أهل السنة والجماعة ومذهب سلف هذه الأمة ...
نكتفي بهذا المقدار .
والله أعلم .
شرح التدمرية نهاية الشريط الحادي عشر
وكل نص أوهم التشبيها ... أوله أو فوض ورم تنزيها
هذا البيت يعتبر عند الأشاعرة قاعدة لا ينبغي أو لا تجوز مخالفتها . ( وكل نص أوهم التشبيها أوله ) بدأ بالتأويل لأن هذا هو الأولى عندهم ( أوله أو فوض ورم تنزيها ) وفي كلتا الحالتين ( رم تنزيها ) أي اقصد التنزيه في تأويلك وفي تفويضك ، كأنه دين جديد ، أين الذين قبلكم من المسلمين ؟، هذه القاعدة التي تقعدونها الآن من جديد ويسيرون عليها في عقيدتكم هل علمها من كان قبلكم ؟ هذا سؤال .
السؤال الثاني هل يجوز اعتقاد أن في كتاب الله وفي السنة الصحيحة ما يدل على ما يوهم التشبيه؟ (وكل نص أوهم التشبيها) لا يجوز اتهام كتاب الله والسنة الصحيحة بأنه يوجد فيهما ما يوهم التشبيه ، " الرحمن على العرش استوى " لا يوهم التشبيه هذا الذي يعنونه ، " ينزل ربنا " لا يوهم التشبيه لأن هذه صفات أضيفت إلى الله بعد إضافته إلى الله لا توهم التشبيه أبدا وإنما التشبيه كما قلنا يقع في المعنى العام ، اتهام كتاب الله وسنة رسوله الصحيحة بأنهما يوهمان التشبيه إساءة إلى الكتاب والسنة وإلى من أنزلهما ، ثم أوجب التأويل بقوله ( أوله أو فوض ) معنى التفويض أن يدعي الإنسان أنه لا يفهم معنى (استوى) ولا معنى (نزل) ولا معنى (جاء) ولا معنى (الغضب) ولا معنى (المحبة والرضا) يفوض المعنى .
التفويض تفويضان :
- تفويض مذموم .
- وتفويض مقبول بل لا بد منه بل واجب .
تفويض المعاني هذا مذموم ، من يدعي أنه لا يفهم معاني النصوص هذا التفويض مغالطة يغالط الإنسان نفسه لأن أي عربي يدعي أنه لا يفهم معنى (نزل) ومعنى (جاء) ومعنى (استوى) إنما يغالط نفسه اللهم إلا إذا كان لا يعرف اللغة العربية جهله هنا لعدم معرفة اللغة أما إذا كان يعرف اللغة ثم يدعي لا يفهم معنى هذه النصوص أو معاني هذه النصوص هذه مغالطة .
ثم إن اتهم السلف بأن هذا مذهبهم أي أن السلف مفوضة ، وهذا اتهام للسلف بأنهم أميون يقرءون النصوص فقط ولا يفهمون معاني النصوص خصوصا نصوص الصفات هذا خطأ ، ولكن التفويض الذي هو منهج السلف تفويض الحقيقة والكيفية ، أي كما أخذ من كلام الإمام مالك ( الاستواء معلوم ) من حيث المعنى (مجهول) من حيث الحقيقة والكنه ، نفوض الكنه والحقيقة في جميع الصفات في الخبرية في الصفات العقلية في الصفات الذاتية في الصفات الفعلية كلها نفوض الحقيقة إلى الله ، هذا التفويض هو منهج السلف وليس تفويض المعاني .
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى (ولهذا لا يوجد لنفاة بعض الصفات دون بعض الذين يوجبون فيما نفوه إما التفويض وإما التأويل) على ما شرح (المخالف لمقتضى اللفظ) أي يجب أن تخرج النصوص عن مقتضى اللفظ أي أن ظاهر نصوص الصفات ليس مرادا لله بل المراد خلاف ذلك وهو التأويل .
ليس لهم (قانون مستقيم) نظام مستقيم يمشون عليه .
(فإذا قيل لهم لم تأولتم هذا) لم تأولتم الاستواء والنزول والمحبة والرضا مثلا.
(وأقررتم هذا) أقررتم القدرة والحياة والعلم والسمع مثلا .
(والسؤال فيهما واحد لم يكن لهم جواب صحيح فهذا تناقضهم فى النفي) كما قلنا الجواب إما أن يقولوا هذه عقيدتنا ، للأسف كثيرا ما يقولون هذه عقيدة أهل السنة والجماعة ، ظلموا أهل السنة والجماعة وافتروا عليهم هذه ليست عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة أهل السنة والجماعة الإثبات ، إثبات لا يصل إلى درجة التشبيه والتمثيل ، تنزيه لا يصل إلى درجة التعطيل إلى درجة النفي والتعطيل ، هذا مذهب أهل السنة والجماعة ومذهب سلف هذه الأمة ...
نكتفي بهذا المقدار .
والله أعلم .
شرح التدمرية نهاية الشريط الحادي عشر