فدرسنا هذه الليلة في مناقشة الأشاعرة .
(فإن قال) أي المفرق بين الصفات الذي يثبت بعض الصفات وينفي البعض الآخر إن قال (تلك الصفات أثبتها بالعقل) الصفات السبع المعروفة عند الأشاعرة أثبتها بالعقل ولذلك تسمى الصفات العقلية وصفات المعاني في اصطلاحهم .
كيفية الاستدلال بالدليل العقلي : (لأن الفعل الحادث دل على القدرة ) لذلك أثبتّ صفة القدرة ، الفعل الحادث الذي يحدث في كل وقت وفي كل لحظة وفي كل ثانية وتجدد هذا الكون ووجوده بعد عدم دل على القدرة ، إذن يجب إثبات القدرة لله تعالى ، وأنت تلاحظ أن الأشعري يثبت ما يثبت بالدليل العقلي ولا يلتفت إلى الدليل النقلي ولو كان موجودا ، وهو موجود بالفعل لكنه لا يسأل عنه ، لماذا ؟
لأن الدليل العقلي هو العمدة عندهم وهو الدليل القطعي ، ويسمون الدليل النقلي السمعي الخبري كما علمنا يسمونه ظنيا لأنه لفظي والدليل اللفظي عندهم ظني ولا يدل على اليقين ، الدليل الذي يدل على اليقين عندهم هو الدليل العقلي لذلك يثبتون ما يثبتون بالدليل العقلي ولا يلتفتون إلى الدليل النقلي ، وإن ذكروا أحيانا كذكرهم قوله تعالى عند السمع والبصر " وهو السميع البصير " يقولون ( يذكر الدليل النقلي استئناسا واعتضادا لا اعتمادا والاعتماد على الدليل العقلي ) " لأن الفعل الحادث دل على القدرة " لذلك نثبت القدرة ( والتخصيص دل على الإرادة ) التخصيص له معان كثيرة :
- تخصيص العباد وتفضيلهم بعضهم على بعض : أنبياء ، والأنبياء أنفسهم مفضل بعضهم على بعض .
- وتخصيص بعض العباد بالسعادة والبعض الآخر بالشقاوة ، وتخصيص بعض الناس بسعة الرزق والآخرون بضيق الرزق .
وغير ذلك من معاني التخصيص .
هذا التخصيص يدل على أنه يفعل ما يفعل بإرادته ، كلام مسلَّم .
(والإحكام) الإحكام : وهو الإتقان إتقان ما أوجده وخلقه (دل على العلم) بهذا أثبتنا صفة العلم ، مسلَّم .
(وهذه الصفات مستلزمة للحياة) كيفية الاستدلال بالدليل العقلي على صفة الحياة بعد أن تثبت هذه الصفات تقول : إن القدرة والإرادة والعلم هذه الصفات تستلزم الحياة ، من يتصف بالقدرة والإرادة والعلم يجب أن يكون حيا .
(والحي لا يخلو عن السمع والبصر والكلام أو ضد ذلك ) كيفية الاستدلال بالدليل العقلي على إثبات السمع والبصر والكلام كأن تقول الحي لا يخلو من أحد حالين :
- إما أن يكون سميعا بصيرا متكلما .
- أو متصفا بضد ذلك .
والاتصاف بضد السمع والبصر والكلام نقص ، فالله سبحانه وتعالى لا يوصف بالنقص وإنما يوصف بالكمال ، السمع والبصر والكلام من صفات الكمال ، إذن يلزم عقلا إثبات صفة السمع والبصر والكلام للحي .
هكذا أثبتوا الصفات العقلية وهي صفات المعاني عند القوم .
كم هذه الصفات الآن ؟
القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام ، وفي الكلام كلام ، إثباتهم للكلام إثبات شكلي ليس هو إثبات ، لأن الكلام الذي أثبتوه غير كلام الله غير كلام الله المثبت بالكتاب والسنة ، وهو الكلام النفسي لكن القوم لكن المُثبِتَة يتساهلون تساهلا مع الأشاعرة لإثباتهم هذه الصفات فيقولون إنهم مثبتة لهذه الصفات بما في ذلك صفة الكلام ، وعند التحقيق لم يثبتوا صفة الكلام الثابتة بالكتاب والسنة ولكنهم أثبتوا صفة الكلام على اصطلاحهم وهو الكلام النفسي الذي ليس بحرف ولا صوت وهو معنى واحد لا يتعدد ، لا يتجزأ لا يكون له أول وآخر ولا تكون له حروف وأصوات ، وهذا ليس بكلام ، وهذا يسمى حديث النفس وحديث النفس ليس بكلام باتفاق العقلاء وأهل اللغة .
( قال له سائر أهل الإثبات) كلمة ( سائر ) ما معناها هنا (قال له سائر أهل الإثبات ) ؟ هل معناه جميع أهل الإثبات أو بقية أهل الإثبات ؟ .
يحتمل ، إن قلنا بقية أهل الإثبات لأن الأشاعرة داخلون في المثبتة ، مثبتة بنوع معين ولذلك يقال (قال له سائر أهل الإثبات) بقية أهل الإثبات الذين لم يكونوا من الأشاعرة .
أو (قال له سائر أهل الإثبات) جميع أهل الإثبات باعتبار أنهم ليسوا بمثبتة لأن إثباتهم إثبات ناقص .
ولكن في الغالب الكثير أتباع السلف يطلقون على الأشاعرة بأنهم مثبتة ، وإذا جاءوا يبحثون في الجهمية أطلقوا عليهم أنهم جهمية ، أي أنهم مثبتة باعتبار وجهمية باعتبار ، باعتبار إثباتهم الصفات السبع بل أكثر من السبع وإن كان اشتهرت هذه السبع وإلا هم يثبتون أكثر ، يثبتون : البقاء والقدم ومخالفته للحوادث وقيامه بنفسه والوحدانية ، هذه يسمونها الصفات السلبية ، خمسة ، يثبتونها ، ويثبتون صفة يسمونها الصفة النفسية وهي صفة الوجود ، لذلك إذا عددوا هذه الصفات بأضدادها مع الجائز تصبح العقيدة عندهم خمسين عقيدة وهي التي يجب على كل مسلم أن يعرفها بأدلتها وليس هذا مقام تفصيلها .
شرح التدمرية شريط 5
الصوتي من المرفقات
(فإن قال) أي المفرق بين الصفات الذي يثبت بعض الصفات وينفي البعض الآخر إن قال (تلك الصفات أثبتها بالعقل) الصفات السبع المعروفة عند الأشاعرة أثبتها بالعقل ولذلك تسمى الصفات العقلية وصفات المعاني في اصطلاحهم .
كيفية الاستدلال بالدليل العقلي : (لأن الفعل الحادث دل على القدرة ) لذلك أثبتّ صفة القدرة ، الفعل الحادث الذي يحدث في كل وقت وفي كل لحظة وفي كل ثانية وتجدد هذا الكون ووجوده بعد عدم دل على القدرة ، إذن يجب إثبات القدرة لله تعالى ، وأنت تلاحظ أن الأشعري يثبت ما يثبت بالدليل العقلي ولا يلتفت إلى الدليل النقلي ولو كان موجودا ، وهو موجود بالفعل لكنه لا يسأل عنه ، لماذا ؟
لأن الدليل العقلي هو العمدة عندهم وهو الدليل القطعي ، ويسمون الدليل النقلي السمعي الخبري كما علمنا يسمونه ظنيا لأنه لفظي والدليل اللفظي عندهم ظني ولا يدل على اليقين ، الدليل الذي يدل على اليقين عندهم هو الدليل العقلي لذلك يثبتون ما يثبتون بالدليل العقلي ولا يلتفتون إلى الدليل النقلي ، وإن ذكروا أحيانا كذكرهم قوله تعالى عند السمع والبصر " وهو السميع البصير " يقولون ( يذكر الدليل النقلي استئناسا واعتضادا لا اعتمادا والاعتماد على الدليل العقلي ) " لأن الفعل الحادث دل على القدرة " لذلك نثبت القدرة ( والتخصيص دل على الإرادة ) التخصيص له معان كثيرة :
- تخصيص العباد وتفضيلهم بعضهم على بعض : أنبياء ، والأنبياء أنفسهم مفضل بعضهم على بعض .
- وتخصيص بعض العباد بالسعادة والبعض الآخر بالشقاوة ، وتخصيص بعض الناس بسعة الرزق والآخرون بضيق الرزق .
وغير ذلك من معاني التخصيص .
هذا التخصيص يدل على أنه يفعل ما يفعل بإرادته ، كلام مسلَّم .
(والإحكام) الإحكام : وهو الإتقان إتقان ما أوجده وخلقه (دل على العلم) بهذا أثبتنا صفة العلم ، مسلَّم .
(وهذه الصفات مستلزمة للحياة) كيفية الاستدلال بالدليل العقلي على صفة الحياة بعد أن تثبت هذه الصفات تقول : إن القدرة والإرادة والعلم هذه الصفات تستلزم الحياة ، من يتصف بالقدرة والإرادة والعلم يجب أن يكون حيا .
(والحي لا يخلو عن السمع والبصر والكلام أو ضد ذلك ) كيفية الاستدلال بالدليل العقلي على إثبات السمع والبصر والكلام كأن تقول الحي لا يخلو من أحد حالين :
- إما أن يكون سميعا بصيرا متكلما .
- أو متصفا بضد ذلك .
والاتصاف بضد السمع والبصر والكلام نقص ، فالله سبحانه وتعالى لا يوصف بالنقص وإنما يوصف بالكمال ، السمع والبصر والكلام من صفات الكمال ، إذن يلزم عقلا إثبات صفة السمع والبصر والكلام للحي .
هكذا أثبتوا الصفات العقلية وهي صفات المعاني عند القوم .
كم هذه الصفات الآن ؟
القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام ، وفي الكلام كلام ، إثباتهم للكلام إثبات شكلي ليس هو إثبات ، لأن الكلام الذي أثبتوه غير كلام الله غير كلام الله المثبت بالكتاب والسنة ، وهو الكلام النفسي لكن القوم لكن المُثبِتَة يتساهلون تساهلا مع الأشاعرة لإثباتهم هذه الصفات فيقولون إنهم مثبتة لهذه الصفات بما في ذلك صفة الكلام ، وعند التحقيق لم يثبتوا صفة الكلام الثابتة بالكتاب والسنة ولكنهم أثبتوا صفة الكلام على اصطلاحهم وهو الكلام النفسي الذي ليس بحرف ولا صوت وهو معنى واحد لا يتعدد ، لا يتجزأ لا يكون له أول وآخر ولا تكون له حروف وأصوات ، وهذا ليس بكلام ، وهذا يسمى حديث النفس وحديث النفس ليس بكلام باتفاق العقلاء وأهل اللغة .
( قال له سائر أهل الإثبات) كلمة ( سائر ) ما معناها هنا (قال له سائر أهل الإثبات ) ؟ هل معناه جميع أهل الإثبات أو بقية أهل الإثبات ؟ .
يحتمل ، إن قلنا بقية أهل الإثبات لأن الأشاعرة داخلون في المثبتة ، مثبتة بنوع معين ولذلك يقال (قال له سائر أهل الإثبات) بقية أهل الإثبات الذين لم يكونوا من الأشاعرة .
أو (قال له سائر أهل الإثبات) جميع أهل الإثبات باعتبار أنهم ليسوا بمثبتة لأن إثباتهم إثبات ناقص .
ولكن في الغالب الكثير أتباع السلف يطلقون على الأشاعرة بأنهم مثبتة ، وإذا جاءوا يبحثون في الجهمية أطلقوا عليهم أنهم جهمية ، أي أنهم مثبتة باعتبار وجهمية باعتبار ، باعتبار إثباتهم الصفات السبع بل أكثر من السبع وإن كان اشتهرت هذه السبع وإلا هم يثبتون أكثر ، يثبتون : البقاء والقدم ومخالفته للحوادث وقيامه بنفسه والوحدانية ، هذه يسمونها الصفات السلبية ، خمسة ، يثبتونها ، ويثبتون صفة يسمونها الصفة النفسية وهي صفة الوجود ، لذلك إذا عددوا هذه الصفات بأضدادها مع الجائز تصبح العقيدة عندهم خمسين عقيدة وهي التي يجب على كل مسلم أن يعرفها بأدلتها وليس هذا مقام تفصيلها .
شرح التدمرية شريط 5
الصوتي من المرفقات