(قال له سائر أهل الإثبات لك جوابان ) أحد الجوابين (أن يقال ) أن يقول المثبتة للأشاعرة ( عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين ) هذه القاعدة يجب أن تحفظوها حفظا وهي تنفعكم في كل مقام عند المناظرة مع الخصوم (عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين ) توضيح ذلك (هب أن ما سلكت من الدليل العقلي لا يثبت ذلك) أي لا يثبت ما نفيته من الصفات الخبرية ( ذلك ) اسم الإشارة راجع إلى ما ينفيه الأشعري ( لا يثبت ذلك الذي نفيته من الصفات الخبرية كالرحمة والمحبة والغضب والرضا ) ولكنه ( لا ينفيه) الدليل العقلي الذي أثبت به الصفات التي أثبتها لا ينفي الصفات التي نفيتها وإن كان – لو فرضنا أنه لا يثبتها – (وليس لك أن تنفيه) بغير دليل ، بأي دليل تنفي ؟ ما أثبته أثبتّه بالدليل العقلي وليس لديك دليل عقلي ينفي ما نفيت وكل ما في الأمر لك أن تدعي بأن الدليل العقلي لا يثبتها لكن هل ينفيها ؟
لا .
إذن بأي دليل نفيت ؟
لا (دليل) .
(لأن النافي عليه الدليل ) أنت النافي الآن ناف للرحمة والمحبة مثلا بأي دليل نفيت ؟ وكل الذي قلت : إن الدليل العقلي لا يدل على هذه الصفة ، فرضنا بأن الدليل العقلي لا يدل - ولكنه سوف يدل - على رأيك أنه لا يدل ، هل ينفي ؟
لا .
إذن نفيك لهذه الصفات نفي بغير دليل (لأن النافي عليه الدليل كما على المثبت) نحن نثبت بدليل وأنت تنفي بلا دليل ، أيهما أقوى ؟
جانبنا أقوى ، لأننا نثبت ما نثبت بدليل وننفي ما ننفي بدليل وأنت تثبت ما تثبت بدليل وتنفي ما تنفي بلا دليل ، تناقض .
(والسمع قد دل عليه) السمع : الدليل النقلي والدليل الخبري الذي تقدم الحديث عنه عدة مرات دل على هذه الصفات التي نفيتها ، على الرحمة والمحبة والرضا وغير ذلك .
( ولم يعارض ذلك معارض عقلي ولا سمعي) الدليل السمعي الذي دل على إثبات هذه الصفات لم يعارضه معارض عقلي ولا سمعي ، أما السمعي فواضح ، وأما العقلي لأن المتفق عليه عند جميع العقلاء أن الدليل العقلي الصريح السليم لا يعارض الدليل النقلي الصحيح ، الدليل النقلي الذي أثبتنا به صفة الرحمة وصفة المحبة " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه " دليل نقلي صحيح ، وهل يوجد دليل عقلي صريح سليم يعارض ؟
لا .
إذن أثبتنا ما أثبتنا بدليل سالم عن المعارض ، لا معارض سمعي ولا معارض عقلي .
( فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالم عن المعارض المقاوم) هذه هي النتيجة ، نتيجة المناقشة والمناظرة مع الأشاعرة هي هذه . يقول المثبت (فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالم) الدليل السالم هنا الدليل السمعي ، السالم ( عن المعارض المقاوم) المعارض المقاوم الذي لا وجود له ، لم يوجد هنا : سمعي وعقلي ، لا يوجد معارض مقاوم عقلي ولا معارض مقاوم سمعي ، وما كان كذلك فيجب إثباته ، إذن يجب إثبات الصفات الخبرية الثابتة بالدليل السمعي ، وإن شئت بالدليل النقلي أو الدليل الخبري ، لا تنس دائما هذه الألقاب لملقب واحد . هكذا ينتهي الجواب الأول فأرجو أن يكون مفهوما لأنه مهم جدا .
الدليل الثاني أو الجواب (الثاني أن يقال : يمكن إثبات هذه الصفات بنظير ما أثبت به تلك من العقليات ) يقال له : يمكن عقلا إثبات هذه الصفات الخبرية بنظير ما أثبت به تلك الصفات العقلية (من العقليات) أي بالأدلة العقلية ، يمكن إثبات الصفات الخبرية بالأدلة العقلية أيضا زيادة على ثبوتها بالأدلة النقلية فيقال : - نريد الآن نسوق دليلا عقليا لإثبات صفة الرحمة ، انتبه - (فيقال : نفع العباد بالإحسان إليهم يدل على الرحمة) الله سبحانه وتعالى كما نلاحظ ينفع عباده بالإحسان إليهم بالأمور المادية والأمور المعنوية :
- التوفيق إلى الإيمان من الإحسان .
- والعطاء الجزيل من الإحسان .
- وغفران الذنوب من الإحسان .
فنفع العباد بالإحسان إليهم يدل على الرحمة ( كدلالة التخصيص على المشيئة) إذا كنتم أثبتم المشيئة - وهي الإرادة – بالتخصيص فيجب أن تثبتوا صفة الرحمة بنفع الله عباده بالإحسان إليهم لأن ذلك دليل على أنه أرحم الراحمين " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " هذا الإحسان دليل على الرحمة ، إذن أثبتنا صفة الرحمة بالدليل العقلي كما أثبتنا قبل بالدليل النقلي .
(وإكرام الطائعين) إكرامهم في هذه الدار بالنصر والتأييد والتوفيق والاستقامة ، إكرامهم في دار الكرامة بدخول الجنة والتنعم هناك بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، بل التنعم بالنظر إلى وجه الله الكريم (يدل على محبتهم) بأن الله يحبهم ، لو كان لا يحبهم ما أكرمهم هذا الإكرام ، أثبتنا صفة المحبة بالدليل العقلي وهو الإكرام ، إكرام الطائعين .
(وعقاب الكافرين يدل على بغضهم) عقاب الله تعالى لأعدائه الكفار في الدنيا أحيانا على أيدي أوليائه من المؤمنين بالهزيمة وإدخال الرعب عليهم ، وفي الآخرة في النار ذلك دليل على بغضهم ، بهذا نثبت صفة البغض بأن الله كما يحب أولياءه يبغض أعداءه .
(كما قد ثبت بالشاهد والخبر) " ثبت بالشاهد " أي بالأمور المشاهدة في هذه الدنيا ، ثبت الإكرام وثبت العقاب بالشاهد في الدنيا ، شاهدنا كثيرا وسمعنا وقرأنا كثيرا كيف أكرم الله أولياءه ، كثير من الأنبياء وأتباعهم ، قرأنا وسمعنا وشاهدنا كيف عاقب أعداءه في الدنيا على أيدي أولياءه هذا المشاهد ، " والخبر " خبر الله وخبر رسوله عليه الصلاة والسلام عن إكرام الطائعين في الدار الآخرة وعقاب الكفار وأعداء الله في الدار الآخرة أيضا .
(كما قد ثبت بالشاهد والخبر من إكرام أوليائه وعقاب أعدائه ، والغايات المحمودة في مفعولاته ومأموراته) - بين شرطتين جملة اعتراضية لم يأت الخبر بعد - (– وهي ما تنتهي إليه مفعولاته ومأموراته من العواقب الحميدة – تدل على حكمته البالغة) هذا هو الخبر ، فهمت المبتدأ والخبر ؟ .
(والغايات المحمودة) هذا المبتدأ ، ( الغايات ) مبتدأ و ( المحمودة ) طبعا صفة .
(والغايات المحمودة في مفعولاته) أي مخلوقاته (ومأموراته) وفسر الشيخ هذه الغايات المحمودة بالجملة الاعتراضية حيث قال (– وهي ما تنتهي إليه مفعولاته ومأموراته من العواقب الحميدة – ) هذه العواقب الحميدة قد تكون في الدنيا وغالبا في الآخرة ، العواقب الحميدة كأن يجعل الله للمتقين العاقبة الحميدة بالنصر والتأييد على أعدائه وما يحصل لهم من العاقبة الحميدة التي لا نهاية لها في الآخرة يدل كل ذلك على حكمته البالغة .
شرح التدمرية شريط 5
لا .
إذن بأي دليل نفيت ؟
لا (دليل) .
(لأن النافي عليه الدليل ) أنت النافي الآن ناف للرحمة والمحبة مثلا بأي دليل نفيت ؟ وكل الذي قلت : إن الدليل العقلي لا يدل على هذه الصفة ، فرضنا بأن الدليل العقلي لا يدل - ولكنه سوف يدل - على رأيك أنه لا يدل ، هل ينفي ؟
لا .
إذن نفيك لهذه الصفات نفي بغير دليل (لأن النافي عليه الدليل كما على المثبت) نحن نثبت بدليل وأنت تنفي بلا دليل ، أيهما أقوى ؟
جانبنا أقوى ، لأننا نثبت ما نثبت بدليل وننفي ما ننفي بدليل وأنت تثبت ما تثبت بدليل وتنفي ما تنفي بلا دليل ، تناقض .
(والسمع قد دل عليه) السمع : الدليل النقلي والدليل الخبري الذي تقدم الحديث عنه عدة مرات دل على هذه الصفات التي نفيتها ، على الرحمة والمحبة والرضا وغير ذلك .
( ولم يعارض ذلك معارض عقلي ولا سمعي) الدليل السمعي الذي دل على إثبات هذه الصفات لم يعارضه معارض عقلي ولا سمعي ، أما السمعي فواضح ، وأما العقلي لأن المتفق عليه عند جميع العقلاء أن الدليل العقلي الصريح السليم لا يعارض الدليل النقلي الصحيح ، الدليل النقلي الذي أثبتنا به صفة الرحمة وصفة المحبة " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه " دليل نقلي صحيح ، وهل يوجد دليل عقلي صريح سليم يعارض ؟
لا .
إذن أثبتنا ما أثبتنا بدليل سالم عن المعارض ، لا معارض سمعي ولا معارض عقلي .
( فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالم عن المعارض المقاوم) هذه هي النتيجة ، نتيجة المناقشة والمناظرة مع الأشاعرة هي هذه . يقول المثبت (فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالم) الدليل السالم هنا الدليل السمعي ، السالم ( عن المعارض المقاوم) المعارض المقاوم الذي لا وجود له ، لم يوجد هنا : سمعي وعقلي ، لا يوجد معارض مقاوم عقلي ولا معارض مقاوم سمعي ، وما كان كذلك فيجب إثباته ، إذن يجب إثبات الصفات الخبرية الثابتة بالدليل السمعي ، وإن شئت بالدليل النقلي أو الدليل الخبري ، لا تنس دائما هذه الألقاب لملقب واحد . هكذا ينتهي الجواب الأول فأرجو أن يكون مفهوما لأنه مهم جدا .
الدليل الثاني أو الجواب (الثاني أن يقال : يمكن إثبات هذه الصفات بنظير ما أثبت به تلك من العقليات ) يقال له : يمكن عقلا إثبات هذه الصفات الخبرية بنظير ما أثبت به تلك الصفات العقلية (من العقليات) أي بالأدلة العقلية ، يمكن إثبات الصفات الخبرية بالأدلة العقلية أيضا زيادة على ثبوتها بالأدلة النقلية فيقال : - نريد الآن نسوق دليلا عقليا لإثبات صفة الرحمة ، انتبه - (فيقال : نفع العباد بالإحسان إليهم يدل على الرحمة) الله سبحانه وتعالى كما نلاحظ ينفع عباده بالإحسان إليهم بالأمور المادية والأمور المعنوية :
- التوفيق إلى الإيمان من الإحسان .
- والعطاء الجزيل من الإحسان .
- وغفران الذنوب من الإحسان .
فنفع العباد بالإحسان إليهم يدل على الرحمة ( كدلالة التخصيص على المشيئة) إذا كنتم أثبتم المشيئة - وهي الإرادة – بالتخصيص فيجب أن تثبتوا صفة الرحمة بنفع الله عباده بالإحسان إليهم لأن ذلك دليل على أنه أرحم الراحمين " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " هذا الإحسان دليل على الرحمة ، إذن أثبتنا صفة الرحمة بالدليل العقلي كما أثبتنا قبل بالدليل النقلي .
(وإكرام الطائعين) إكرامهم في هذه الدار بالنصر والتأييد والتوفيق والاستقامة ، إكرامهم في دار الكرامة بدخول الجنة والتنعم هناك بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، بل التنعم بالنظر إلى وجه الله الكريم (يدل على محبتهم) بأن الله يحبهم ، لو كان لا يحبهم ما أكرمهم هذا الإكرام ، أثبتنا صفة المحبة بالدليل العقلي وهو الإكرام ، إكرام الطائعين .
(وعقاب الكافرين يدل على بغضهم) عقاب الله تعالى لأعدائه الكفار في الدنيا أحيانا على أيدي أوليائه من المؤمنين بالهزيمة وإدخال الرعب عليهم ، وفي الآخرة في النار ذلك دليل على بغضهم ، بهذا نثبت صفة البغض بأن الله كما يحب أولياءه يبغض أعداءه .
(كما قد ثبت بالشاهد والخبر) " ثبت بالشاهد " أي بالأمور المشاهدة في هذه الدنيا ، ثبت الإكرام وثبت العقاب بالشاهد في الدنيا ، شاهدنا كثيرا وسمعنا وقرأنا كثيرا كيف أكرم الله أولياءه ، كثير من الأنبياء وأتباعهم ، قرأنا وسمعنا وشاهدنا كيف عاقب أعداءه في الدنيا على أيدي أولياءه هذا المشاهد ، " والخبر " خبر الله وخبر رسوله عليه الصلاة والسلام عن إكرام الطائعين في الدار الآخرة وعقاب الكفار وأعداء الله في الدار الآخرة أيضا .
(كما قد ثبت بالشاهد والخبر من إكرام أوليائه وعقاب أعدائه ، والغايات المحمودة في مفعولاته ومأموراته) - بين شرطتين جملة اعتراضية لم يأت الخبر بعد - (– وهي ما تنتهي إليه مفعولاته ومأموراته من العواقب الحميدة – تدل على حكمته البالغة) هذا هو الخبر ، فهمت المبتدأ والخبر ؟ .
(والغايات المحمودة) هذا المبتدأ ، ( الغايات ) مبتدأ و ( المحمودة ) طبعا صفة .
(والغايات المحمودة في مفعولاته) أي مخلوقاته (ومأموراته) وفسر الشيخ هذه الغايات المحمودة بالجملة الاعتراضية حيث قال (– وهي ما تنتهي إليه مفعولاته ومأموراته من العواقب الحميدة – ) هذه العواقب الحميدة قد تكون في الدنيا وغالبا في الآخرة ، العواقب الحميدة كأن يجعل الله للمتقين العاقبة الحميدة بالنصر والتأييد على أعدائه وما يحصل لهم من العاقبة الحميدة التي لا نهاية لها في الآخرة يدل كل ذلك على حكمته البالغة .
شرح التدمرية شريط 5