ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى شيخ الإسلام (وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل) (علم أن طريقة السلف ) نقف عند السلف ، من هم السلف ؟ ومتى سموا بالسلف ؟ وما السبب في هذه التسمية ؟ وهل هناك أناس غير السلف ؟ هنا بحث ينبغي أن يفهمه طالب العلم .
السلف من حيث اللغة كل من سلفك وسبقك ، كل من سبقك من آبائك وأجدادك وشيوخك سلفك ، إذن سلفنا كل من سبقنا بالإيمان بالله وبرسوله وبكتابه وبالعمل بذلك ، أولئك هم السلف ، بالنسبة للتابعين سلفهم الصحابة ، وبالنسبة لتابع التابعين سلفهم الصحابة والتابعون ، وبالنسبة لنا : الصحابة والتابعون وتابع التابعين حتى أتباع التابعين ممن لم يغيروا ولم يبدلوا من سلفنا لأنهم سبقونا إلى هذا الميدان إلى هذه العقيدة .
لفظة ( السلف ) لقب اصطلاحي ، ( السلف وأهل السنة والجماعة والأثري ) هذه الألفاظ الثلاثة اصطلح عليها بعد أن تغيرت الأحوال وقل الذين يتبعون الصحابة ، أي في عهد العباسيين بعد أن دخل علم الكلام فغير مفاهيم كثيرة ونضج هذا العلم وغطى على منهج السلف حتى كاد يُجْهَل كما قال المقريزي عند ذلك إذا رأوا إنسانا ملتزما متمسكا ينهج منهج الصحابة قالوا هذا سلفي ، هذا أثري ، أي يتبع السلف ويتبع الأثر ، الأثر السنة ، وقالوا هذا من أهل السنة والجماعة ، وفي وقت متأخر ربما أطلقوا على هؤلاء أنه حنبلي نسبة إلى الإمام أحمد صاحب الامتحان الذي امتحن ونجح نجاحا جعل أهل عصره يعترفون له أنه إمام أهل السنة والجماعة وقامع البدعة ، لذلك كل من ينسب إليه يقال له حنبلي ، ومن توفيق الله تعالى كل الذين تمذهبوا بمذهب الإمام أحمد حتى في الفقهيات كانوا كلهم على منهج السلف إلا الأفراد القليلين الذين تأثروا بالأشعرية فيما بعد .
الشاهد لفظ السلف ، عندنا ( سلف ) و ( سلفيون ) و ( خلف ) والناس ثلاثة في هذا الباب ، إما سلف وهم الذين عنتهم الآية الكريمة " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " هؤلاء هم السلف الأول وهم الجماعة ، أما السلفيون داخلون في هذا العطف العظيم عطفهم الله على السابقين بقوله " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان " هؤلاء هم السلفيون ، الذين اتبعوا السلف بإحسان ، أي قبل أن يغيروا أو يبدلوا ونهجوا نفس المنهج ، هؤلاء والذين اتبعوا السلف بإحسان هم السلفيون .
بقي فريق ثالث ( الخلف ) كل من جاء بعد من قبله مغيرا لما كان عليه من قبله ومخالفا لمن كان قبله يقال له ( خَلَفَ ) أو ( خلْف ) لأنه خالف وقد أطلق القرآن على هؤلاء لقب ( الخلْف ) في موضعين " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " في سورة مريم ، وقال " فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب " في آل عمران [1] أطلق القرآن على الخَف لفظة الخلف بالسكون في موضعين ، الغالب كما يقول أهل اللغة : إذا كان مخالفا لمن قبله إلى الشر الغالب بالسكون ( الخلْف ) وقد يطلق بالخلَف .
إذن الناس في هذا الباب ثلاثة : ( سلف ) ( وسلفي ) ( وخلْف أو خلَف ) ولا يوجد في باب العقيدة المذاهب الأربعة ، لا توجد في هذا الباب المذاهب الأربعة ، هما مذهبان ( سلفي ) ( وخلفي ) لا ثالث لهما ، أما في باب الفروع كما يعلم طلاب العلم المذاهب المشهورة عند المسلمين أربعة وإلا هي أكثر من أربعين ، مذاهب أهل العلم في الفقهيات كما تعلمون من دراسة كتب الفقه والحديث أكثر من أربعين فقيها ، لكن هؤلاء الأربعة بارك الله في تلامذتهم وسجلوا آراءهم واستنتاجاتهم واستنباطاتهم فعرفت مذاهبهم وإلا يوجد من هو أعلم من بعضهم ، قيل : الليث بن سعد أعلم من مالك ، هما يعيشان في وقت واحد ، الوقت الذي كان يعيش فيه مالك في هذا المسجد يعيش الليث بن سعد في مصر إمام أهل مصر .
الشاهد في بابنا هذا المذهب مذهبان ( حق ) و ( باطل ) :
أما مذهب السلف فكله حق لأنه ليس مذهبا وضعيا اجتهاديا وقد أثنى الله على السلف في الآية السابقة من قال الله فيهم "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها " هذا الوعد العظيم والثناء العظيم إنما هو لخير هذه الأمة " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذي يلونهم " ونحن نطمع طمعا شديدا أن ندخل في المعطوفين " والذين اتبعوهم بإحسان " من فاز بهذا العطف فقد فاز ولكن نستعيذ بالله أن نكون ممن غير وبدل ، هذا الذي ينبغي أن يفهم ، لأن علم هذا الباب علم عملي ليس علم حكاية لذلك ينبغي أن تُعرف هذه الطوائف وهذه الطبقات من الناس والعمل على ضوء ذلك العلم .
[1] ) سبق لسان من الشيخ رحمه الله تعالى والصواب الأعراف .
شرح التدمرية شريط 1
السلف من حيث اللغة كل من سلفك وسبقك ، كل من سبقك من آبائك وأجدادك وشيوخك سلفك ، إذن سلفنا كل من سبقنا بالإيمان بالله وبرسوله وبكتابه وبالعمل بذلك ، أولئك هم السلف ، بالنسبة للتابعين سلفهم الصحابة ، وبالنسبة لتابع التابعين سلفهم الصحابة والتابعون ، وبالنسبة لنا : الصحابة والتابعون وتابع التابعين حتى أتباع التابعين ممن لم يغيروا ولم يبدلوا من سلفنا لأنهم سبقونا إلى هذا الميدان إلى هذه العقيدة .
لفظة ( السلف ) لقب اصطلاحي ، ( السلف وأهل السنة والجماعة والأثري ) هذه الألفاظ الثلاثة اصطلح عليها بعد أن تغيرت الأحوال وقل الذين يتبعون الصحابة ، أي في عهد العباسيين بعد أن دخل علم الكلام فغير مفاهيم كثيرة ونضج هذا العلم وغطى على منهج السلف حتى كاد يُجْهَل كما قال المقريزي عند ذلك إذا رأوا إنسانا ملتزما متمسكا ينهج منهج الصحابة قالوا هذا سلفي ، هذا أثري ، أي يتبع السلف ويتبع الأثر ، الأثر السنة ، وقالوا هذا من أهل السنة والجماعة ، وفي وقت متأخر ربما أطلقوا على هؤلاء أنه حنبلي نسبة إلى الإمام أحمد صاحب الامتحان الذي امتحن ونجح نجاحا جعل أهل عصره يعترفون له أنه إمام أهل السنة والجماعة وقامع البدعة ، لذلك كل من ينسب إليه يقال له حنبلي ، ومن توفيق الله تعالى كل الذين تمذهبوا بمذهب الإمام أحمد حتى في الفقهيات كانوا كلهم على منهج السلف إلا الأفراد القليلين الذين تأثروا بالأشعرية فيما بعد .
الشاهد لفظ السلف ، عندنا ( سلف ) و ( سلفيون ) و ( خلف ) والناس ثلاثة في هذا الباب ، إما سلف وهم الذين عنتهم الآية الكريمة " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " هؤلاء هم السلف الأول وهم الجماعة ، أما السلفيون داخلون في هذا العطف العظيم عطفهم الله على السابقين بقوله " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان " هؤلاء هم السلفيون ، الذين اتبعوا السلف بإحسان ، أي قبل أن يغيروا أو يبدلوا ونهجوا نفس المنهج ، هؤلاء والذين اتبعوا السلف بإحسان هم السلفيون .
بقي فريق ثالث ( الخلف ) كل من جاء بعد من قبله مغيرا لما كان عليه من قبله ومخالفا لمن كان قبله يقال له ( خَلَفَ ) أو ( خلْف ) لأنه خالف وقد أطلق القرآن على هؤلاء لقب ( الخلْف ) في موضعين " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " في سورة مريم ، وقال " فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب " في آل عمران [1] أطلق القرآن على الخَف لفظة الخلف بالسكون في موضعين ، الغالب كما يقول أهل اللغة : إذا كان مخالفا لمن قبله إلى الشر الغالب بالسكون ( الخلْف ) وقد يطلق بالخلَف .
إذن الناس في هذا الباب ثلاثة : ( سلف ) ( وسلفي ) ( وخلْف أو خلَف ) ولا يوجد في باب العقيدة المذاهب الأربعة ، لا توجد في هذا الباب المذاهب الأربعة ، هما مذهبان ( سلفي ) ( وخلفي ) لا ثالث لهما ، أما في باب الفروع كما يعلم طلاب العلم المذاهب المشهورة عند المسلمين أربعة وإلا هي أكثر من أربعين ، مذاهب أهل العلم في الفقهيات كما تعلمون من دراسة كتب الفقه والحديث أكثر من أربعين فقيها ، لكن هؤلاء الأربعة بارك الله في تلامذتهم وسجلوا آراءهم واستنتاجاتهم واستنباطاتهم فعرفت مذاهبهم وإلا يوجد من هو أعلم من بعضهم ، قيل : الليث بن سعد أعلم من مالك ، هما يعيشان في وقت واحد ، الوقت الذي كان يعيش فيه مالك في هذا المسجد يعيش الليث بن سعد في مصر إمام أهل مصر .
الشاهد في بابنا هذا المذهب مذهبان ( حق ) و ( باطل ) :
أما مذهب السلف فكله حق لأنه ليس مذهبا وضعيا اجتهاديا وقد أثنى الله على السلف في الآية السابقة من قال الله فيهم "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها " هذا الوعد العظيم والثناء العظيم إنما هو لخير هذه الأمة " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذي يلونهم " ونحن نطمع طمعا شديدا أن ندخل في المعطوفين " والذين اتبعوهم بإحسان " من فاز بهذا العطف فقد فاز ولكن نستعيذ بالله أن نكون ممن غير وبدل ، هذا الذي ينبغي أن يفهم ، لأن علم هذا الباب علم عملي ليس علم حكاية لذلك ينبغي أن تُعرف هذه الطوائف وهذه الطبقات من الناس والعمل على ضوء ذلك العلم .
[1] ) سبق لسان من الشيخ رحمه الله تعالى والصواب الأعراف .
شرح التدمرية شريط 1