معاني التسبيح
وأذكار الصلاة من «الله أكبر» إلى «السلام عليكم ورحمة الله» كلها تـــــوحيد، ودعاء الاستفــــتاح «سبــــحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غــــيرك»، وقولك في الركوع «سبحان ربي العظيم»، وفي السجود «سبحان ربي الأعلى»، وهذا التسبيح هو خلاصة التوحيد، ولذلك جاء في البخاري «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم».
التسبيح ما معناه؟ هو تنزيه الله عن النقائص والعيوب، عن النقص في الربوبية أن يكون هناك رب غير الله جل وعلا يدبر هذا الملكوت، ثم تنطلق منها في أنواع الربوبية، في الخلق والرزق والإحياء والإماتة والتسيير والمطر، المعنى الثاني هو تنزيه الله على أن يكون معه شريك في استحقاقه للعبادة في الألوهية، الثالث تنزيه الله جل وعلا أن يكون معه مماثل في أسمائه وصفاته (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، الرابع تنزيه الله من أن يكون في ملكوته ما ليس موافقا للعدل والحكمة، فليس في ملكه شر، والشر ليس إليه، وليس فيه ظلم لأحد، فالله هو الحكم العدل، سبحانه وتعالى، يعطي من حرمه بأعظم مما حرمه منه، فإن خلق معاقا مثلا، فظاهر الشأن شيء، لكن ما يجري الله لهذا المعاق إذا آمن بأن هذا منه فهو خير وأعظم، الخامس تنزيه الله عن النقائص في شرعه، فلا يكون نقص في القرآن لا في الحكم ولا في التشريع ولا في الأخلاق، ولا نقص في السنة كذلك، لا في الحكم ولا في التشريع ولا في الأخلاق ولا في الآداب ولا في الحياة الأسرية، هذا التسبيح تنطلق منه سنة كاملة تشرح فيه معنى التوحيد ويمكن لا تنتهي.
نقلا عن جريدة الأنباء الكويتية