جواب : مارأيكم في كتاب التوحيد لابن خزيمة .

[أبو حزم فيصل الأثري]

التوحيدلابن خزيمة

وهو كتاب من أنفس الكتب , يذكر المسألة من كلامه بأسلوب واضح مفصل جميل على طريقة أهل السنة والجماعة ثم يستدل لهذه المسألة فما صح عنده من السنة , إلا أن الملاحظ عليه التكرار . فيستدل للمسألة الواحدة بأحاديث ويذكر لكل حديث طرق .
الشيخ عبد الكريم الخضير.
----------------------
ومن الخزي أن يصف الفخر الرازي كتاب التوحيد
لابن خزيمة أنه كتاب الشرك .
و الرازي مع ماعنده من باطل وتأويل وصرف المعاني عن ظاهره وسوء ظن العلماء به وطعنهم في قصده مع هذا كله ينصفه الإمام الجهبذ شيخ الأنام والإسلام ابن تيمية الحراني فيقول في معنى كلامه { ومع طعن الكثير في قصده و الذي آراه أنه ينصر مايراه حقا } .*
فاعتبروا ياأولي الأبصار .
فيصل .
---------
* أفاد هذه المعلومة الشيخ عبد الكريم الخضير حين شرحه كتاب الورقات , طرح عليه سؤال عن تأويل الرازي وكاتبه التفسير فقال هذا الكلام .

[أبو محمد فضل بن محمد]

.

{ ومع طعن الكثير في قصده و الذي آراه أنه ينصر مايراه حقا }

إذا قيل هذا في حق الفخر الرازي فهذا حال كل من وقع في ما وقع فيه من الانحراف

و البدعة و الزيغ بالغا ما بلغ :

" الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " ..

لكن هل هذا مما يشفع لهم ؟ لا ..

قال تعالى عن هؤلاء :

" قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالا ... "

فلهذا لم يكن هذا الظن بالمنحرفين مانعا من إطلاق الحكم عليهم كلا بما يستحق ..

بل حتى الطعن في النيات له وجه في كثير من البدع كقول سفيان رحمه الله في ابن حي

ـ و قد كان من الزهاد العباد و من أوعية العلم لكن تلبس ببدعة الحرورية ـ قال عندما رآه قائما

يصلي في خشوع بالغ : ( لعن الله خشوع النفاق ) ثم أخذ نعليه و خرج من المسجد ..

فلم يمنعه ما يرى من خشوع هذا الرجل فيما يظهر لله رب العالمين من أن يطعن في نيته ..

و وجه ذلك و الله أعلم أنهم إنما ينصرون ما يرونه حقا ، أي ما يرونه هم و لهذا ترى غالبهم

إذا بين له الحق بالحجة الواضحة من الكتاب و السنة كابر و أصر على رأيه و تكلف في رد

الحجة فلو كان مخلصا حقا لم يتعنت و لم يصر ..

فهذا غش في نفسه في العلم و القصد و ربما لم يكن يشعر به وربما كان يُشعِرُ نفسَه أنه ينصر الحق

الذي هو الحق ـ يضحك على نفسه ـ ..

* و أما الرازي فقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 18 / 55 :

( و أبلغ من ذلك أن منهم من يصنف في دين المشركين و الردة عن الإسلام كما صنف الرازي كتابه

في عبادة الكواكب و أقام الأدلة على حسن ذلك و منفعته و رغب فيه و هذه ردة عن الإسلام باتفاق

المسلمين و إن كان قد يكون عاد إلى الإسلام ) ..

فحكم عليه بما يستحق ثم احتمل أن يكون تاب و عاد أو رجى له ذلك

و هذا في حق كل من وقع في كفر أو بدعة أو نحو ذلك

و مات و لم نعلم خاتمته فأمره إلى الله لكن كلامه يحكم عليه به و لا يلتفت إلى القصد فيه ..

و يروى عن الرازي أنه تاب مما كان عليه من الإلحاد و الفلسفة و السفسطة في أُخَـرَة ..

فالخلاصة :

* أن هذا الظن الحسن لا يعتذر به و إنما يؤتى به في الكلام عن المعين الذي لم يعلم حقيقة حاله

أو خاتمته خروجا من التبعة و طلب السلامة و البعد عن الظلم أقصى ما يمكن و الله أعلم ..

و لكل مخالفة معاملة على قدر حجمها و يعلم ذلك العلماء و الأمر إليهم ..

*و أن ذلك لا يردّ وجاهة إساءة الظن فيمن يستحق أن يعامل بها و لهذا شواهد كثيرة من عمل السلف

و ليس ذلك من قلة الإنصاف ، كلا و ربي .

*لا أقول ذلك ردا على الشيخ ـ حاشا ـ فالشيخ ليس محل شبهة ـ حاشاه ـ لكن لأن هذا الوصف بالنصف

موهم و ربما تعلق به من لا خلاق له من أهل الأهواء الذين يستغلون المتشابه لقواعدهم

الباطلة التي يسمونها بأسماء شتى ـ هذا هو الصواب في استعمال ( شتى ) و لا يصح تقديمها ـ و الله المستعان ..

* و ممن سمى كتاب التوحيد لابن خزيمة رحمه الله بما سماه به الرازي في هذا الزمان : الكوثري

الهالك ( انظر وصف الشيخ ابن باز رحمه الله إياه في تقديمه لرسالة الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله

في الرد على هذا المجنون حتى ترى صدق ما أقول و أن التوصيف المذكور لكلام الإمام لا ينبغي إطلاقه ) ..

و الله أعلى و أعلم

و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم ..
.