بسم الله الرحمن الرحيم
بين أيديكم فائدة قيمة في بيان الشرطين لصحة العبادة منقولة من شرح القواعد الأربع للشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى
نسأل الله أن يفيد به الجميع :
بين أيديكم فائدة قيمة في بيان الشرطين لصحة العبادة منقولة من شرح القواعد الأربع للشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى
نسأل الله أن يفيد به الجميع :
[ الشرح ]
إذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فإن العبادة لا تكون صحيحة يرضاها الله ـ سبحانه وتعالى ـ إلا إذا توفّر فيها شرطان، إذا اختلّ شرطٌ من الشرطين بطلت :
الشرط الأوّل : أنْ تكون خالِصة لوجه الله، ليس فيها شرك . فإنْ خالطها شركٌ بطلتْ، مثْل الطهارة إذا خالطها حدث بطلت، كذلك إذا عبدت الله ثم أشركت به بطلت عبادتك . هذا الشرط الأوّل .
الشرط الثاني : المتابَعة للرسول ، فأيّ عبادة لم يأتِ بها الرسول فإنّها باطلة ومرفوضة، لأنّها بدعة وخُرافة، ولهذا يقول : (( مَنْ عمِل عملاً ليس عليه أمرُنا فهو رَدّ ))، وفي رواية : (( مَنْ أحدَث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدّ ))، فلا بدّ أنْ تكون العبادة موافِقة لِمَا جاء به الرّسول ، لا باستحسانات الناس ونيّاتاهم ومقاصدهم ما دام أنها لم يدلّ عليها دليل من الشرع فهي بدعة ولا تنفع صاحبها بل تضرّه لأنها معصية، وإنْ زعم أنه تقرّب بها إلى الله ـ عزّ وجل ـ .
فلا بد في العبادة من هذين الشرطين: الإخلاص، والمتابعة للرّسول حتى تكون عبادةً صحيحة نافعة لصاحبها، فإنْ دخلها شركٌ بطلتْ، وإذا صارت مبتَدَعة ليس عليها دليل فهي باطلة أيضـًا، بدون هذين الشرطين لا فائدة من العبادة، لأنّها على غير ما شرع الله ـ سبحانه وتعالى ـ، والله لا يقبل إلا ما شَرع في كتابه أو على لسان رسوله .
فلا هناك أحد من الخلق يجب اتّباعه إلاّ الرسول ، أما ما عدا الرسول فإنه يُتْبَع ويُطاع إذا اتّبع الرسول، أما إذا خالف الرّسول فلا طاعة، يقول الله ـ تعالى ـ : { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم }، وأولوا الأمر هم : الأمراء والعلماء، فإذا أطاعوا الله وجبتْ طاعتهم واتّباعهم، أما إذا خالفوا أمر الله فإنها لا تجوز طاعتهم ولا اتّباعُهم فيما خالفوا فيه، لأنّه ليس هناك أحدٌ يُطاع استقلالاً من الخلق إلا رسول الله ، وما عداه فإنّه يُطاع ويُتّبَع إذا أطاع الرّسول واتّبَع الرسول، هذه هي العبادة الصحيحة .