بسم الله الرحمـــن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أما بعد
من كتب السلطان محمد بن عبد الله بن إسماعيل العلوي ( 1134هـ / 1710م - 1134هـ/1790م) رحمه الله
"مواهب المنان بما يتأكد على المعلمين تعليمه للصبيان "
و هذا الكتاب نصح به شيخنا الحبيب محمد بن هادي المدخلي حفظه الله و أثنى على مؤلفه كثيرا و دعا له بالخير و أوصى الإخوة القائمين على دور الحديث بتدريس الكتاب و الإعتناء به كما نقل ذلك عنه أخونا أبو أسامة الكوري جزاه الله خيرا
ويعتبر هذا الكتاب بمثابة مقرر دراسي وضعه السلطان رحمه الله لمدرسي الكتاتيب القرآنية , مع انه نافع لغيرهم من الشيوخ والكهول والشبان
وقد ضمنه مقدمة عقدية سلفية اقتطعها من رسالة ابن أبـي زيد القيرواني ثم أحكام الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة ثم ختمه بذكر ما ينبغي للمسلم أن يتحلى به من مكارم الأخلاق ويبتعد عنه من مساوئها
لهذا الكتاب نسختان مخطوطتان الأولى موجودة في الخزانة العامة بالرباط ونسخة بالخزانة العامة
طبع هذا الكتاب سنة 1414 هـ الموافق ل:1996 مـ وأشرف على طبعه وتصحيحه الأستاذ احمد العلوي العبداللوي بتقديم الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري وزير الأوقاف السابق
وقد تحدث السلطان العلوي عن أسباب تأليف هذا الكتاب بقوله: "حملني ذلك -لما انطوى عليه الفؤاد من حب النصح للمسلمين- أن أجمع لهم مسائل مهمات عن علم أمور الدين، قريبة المقاصد، شهيرة الموارد، مقتصرًا فيه على الضروري ليسهل حفظه على الصبيان. وهي نافعة لمن اقتصر عليها في دينه من الشيوخ والكهول والشبان... وسميته (مواهب المنان بما يتأكد على المعلمين تعليمه للصبيان) ".
" كان السلطان سيدي محمد بن عبد الله رحمه الله محبا للعلماء وأهل الخير مقربا لهم لا يغيبون عن مجلسه في أكثر الأوقات... وكان... ينهى عن قراءة كتب التوحيد المؤسسة على القواعد الكلامية المحررة على مذهب الأشعرية ... وكان يحض الناس على مذهب السلف من الاكتفاء بالاعتقاد المأخوذ من ظاهر الكتاب والسنة بلا تأويل وكان يقول عن نفسه حسبما صرح به في آخر كتابه الموضوع في الأحاديث المخرجة من الأئمة الأربعة أنه مالكي مذهبا حنبلي اعتقادا يعني أنه لا يرى الخوض في علم الكلام على طريقة المتأخرين" الإستقصا لتاريخ دول المغرب الأقصى (ج3 ص66-6 للناصري بتصرف
وفي منشور إصلاح نظام جامعة القرويين بخصوص المدرسين بها وسائر فروعها، قال:
" إننا نأمرهم أن لا يدرسوا إلا كتاب الله تعالى بتفسيره، ومن كتب الحديث : "المسانيد"، الكتب المستخرجة منها، و"البخاري و مسلما" وغيرهما من الكتب الصحاح، ومن كتب الفقه : "المدونة والبيان" و"التحصيل" و"المقدمة لابن رشد" و"الجواهر لابن شاس"، وكتاب "النوادر" و"الرسالة لابن أبي زيد"، وغير ذلك من كتب الأقدمين، وعلى الذين يريدون تدريس "مختصر الشيخ خليل" أن يدرسوه بشرح "الشيخ بهرام الكبير" و"المواق" و"الحطاب" والشيخ "علي الأجهوري" و"الخرشي الكبير" لا غير...
وعلى العلماء أن يدرسوا سيرة النبي عليه الصلاة والسلام " للإمام الحافظ أبي الربيع سليمان بن سالم المشهور بالكلاعي" و"ابن سيد الناس البعمري" وكذا كتب النحو، فإن الدراسة ينبغي أن تعتمد على كتاب "التسهيل والألفية" وغيرهما من كتب الفن المتخصصة، وعليهم أن يدرسوا علم البيان بكتاب الإيضاح والمطول، وكتب التصريف، ودواوين الشعراء الستة، ومقامات الحريري، والقاموس ولسان العرب و أمثالها مما يعين على فهم كلام العرب...
ومن أراد علم الكلام "فعقيدة ابن أبي زيد رضي الله عنه" كافية شافية يستغني بها جميع المسلمين.
وكذلك الفقهاء الذين يقرؤون "الاسترلاب" و"علم الحساب"، فينبغي أن يأخذوا حظهم من الأوقاف، لما في ذلك من المنفعة العظيمة لأوقات الصلاة والميراث، ومن أراد أن يخوض في علم الكلام والمنطق وعلوم الفلسفة، وكتب غلاة الصوفية، وكتب القصص، فليتعاط ذلك في منزلة مع رفاقه الذين لا يدرون أنهم لا يدرون، ومن تعاط ما ذكرناه في المسجد، ونالته عقوبة فلا يلومن إلا نفسه ..."
إصلاح برامج التربية والتعليم بالقرويين في العهد العلوي
محمد الواسطي - مجلة دعوة الحق العدد 363 ذو القعدة 1422 لكاتبه
كما أكد من خلال كتابه " مواهب المنان بما يتأكد على المعلمين تعليمه للصبيان" بأن الحفظ وحده لا يفيد في العملية التعليمية بل لا بد من الفهم .
اللهم ارحمه رحمة واسعة و جازه عنا خيرا . اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم بالتوحيد قائمين و لسنة نبيك منقادين يا رب العالمين، اللهم أصلحهم ففي صلاحهم خير للإسلام والمسلمين، اللهم احيي بهم السنة و اقمع بهم البدعة و أهلها يا أرحم الراحمين و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم و الحمد لله رب العالمين
حمل الكتاب من المرفقات أو انقر هنا