السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على نبيه وعبده وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ؛ أما بعد :
فمعلوم لدى كل طالب علم فضلاً عن العقلاء ! غزارة علم وفقه وفهم علمائنا السابقون من أهل السُّنَّة أهل الحديث من أمثال شيخ الإسلام أحمد بن تيميّة الحراني وتلميذه النجيب شيخ الإسلام الثاني شمس الدين ابن قَيِّم الجوزيَّة رحمهما الله ، فمن أجل ذلك أحببتُ أن أنقل لكم بعض كلام ابن قيم الجوزية رحمه الله الذي تكلم فيه عن عاقبة الإخلاص من كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين ، عسى الله أن ينفعنا به جميعاً .
قالَ الإمام ابن قيِّم الجوزيَّة (ت: 751هـ) -رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَىٰ-:
" فصلٌ: « عاقبة الإخلاص للَّـه »: قوله: "فمن خلصت نيَّته في الحق ولو علىٰ نفسه كفاه اللَّـه ما بينه وبين النَّاس، ومن تزين بما ليس فيه شانه اللَّـه" هذا شقيق كلام النُّبوَّة، وهُو جدير بأنْ يخرج من مشكاة المحدِّث الملهم، وهاتان الكلمتان مِنْ كُنوز العلم، ومِنْ أحسن الإنفاق منهما، نفع غيره وانتفع غاية الانتفاع.
• فأمَّا الكلمة الأولىٰ: فهي منبع الخير وأصله.
• والثَّانية: أصل الشَّر وفصله، فإنَّ العبد إذا خلصت نيَّته للَّـه تعالىٰ وكان قصده وهمّه علمه لوجهه سُبحانه كان اللَّـه معه، فإنَّهُ سُبحانه مع: ﴿الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾.
ورأس التَّقوىٰ والإحسان: خلوص النِّيَّة للَّـهِ في إقامة الحقّ، واللَّـهُ سُبحانه لا غالبَ لهُ، فمَنْ كان معهُ فمَنْ ذا الَّذي يغلبه، أو ينالهُ بسوء، فإنْ كان اللَّـه معَ العبد فمَنْ يخاف؟، وإنْ لم يكن معهُ فمَنْ يرجُو؟، وبمَنْ يثق؟، ومَنْ ينصره مِنْ بعده؟، فإذا قام العبد بالحق علىٰ غيره وعلىٰ نفسه أوَّلًا، وكان قيامه باللَّـه وللَّـه، لم يقم لهُ شيء ولو كادته السَّماوات والأرض والجبال لكفاه اللَّـه مؤنتها، وجعل لهُ فرجًا مخرجًا، وإنَّما يؤتىٰ العبد مِنْ تفريطه وتقصيره في هذه الأمور الثَّلاثة، أو في اثنين منها، أو في واحد.
فمَنْ كان قيامه في باطل لم يُنصر، وإنْ نُصر نصرًا عارضًا فلا عاقبة لهُ، وهو مذمومٌ مخذولٌ، وإنْ قام في حقّ لكن لم يقم فيه للَّـه وإنَّما قام لطلب المحمدة والشّكور والجزاء من الخلق أو التَّوصل إلىٰ غرض دنيوي؛ كانَ هُو المقصود أوَّلًا، والقيام في الحق وسيلة إليه، فهذا لم تضمن له النُّصرة.
فإنَّ اللَّـه إنَّما ضمن النُّصرة لمن جاهد في سبيله، وقاتل لتكون كلمة اللَّـه هي العُليا، لا لمن كان قيامه لنفسه ولهواه، فإنَّهُ ليس مِن المتقين، ولا مِن المحسنين، وإنْ نُصر فبحسب ما معه مِن الحق، فإنَّ اللَّـه لا ينصر إلَّا الحق، وإذا كانت الدّولة لأهل الباطل فبحسب ما معهم من الصَّبر، والصَّبر منصور أبدًا، فإنْ كان صاحبه محقًّا كانَ منصورًا لهُ العاقبة، وإنْ كانَ مُبطلًا لم يكن له عاقبة، وإذا قام العبد في الحقّ للَّـه، ولكن قام بنفسه وقوَّته ولم يقم باللَّـه مُستعينًا به مُتوكِّلًا عليه مُفوضًا إليه بريئًا من الحول والقوَّة إلَّا به، فلهُ مِن الخذلان وضعف النُّصرة بحسب ما قام به من ذلك.
ونكتة المسألة: أنَّ تجريد التَّوحيدين في أمر اللَّـه لا يقوم لهُ شيء البتَّة، وصاحبه مُؤيّدٌ منصورٌ ولو توالت عليه زُمر الأعداء.
قالَ الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللَّـهُ-: «حدَّثنا داود، أنبأنا شُعبة، عن واقد بن مُحمَّد بن زيد، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن القاسم بن مُحمَّد، عن عائشة -رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهَا- قالت: "مَنْ أسْخط النَّاس برضاء اللَّـه عزَّ وجلَّ كفاه اللَّـه النَّاس، ومن أرضىٰ النَّاس بسخط اللَّـه وكله إلىٰ النَّاس"».
والعبد إذا عزم علىٰ فعل أمر فعليه أنْ يعلم: أوَّلًا هل هُو طاعة للَّـه أم لا؟، فإنْ لم يكن طاعة فلا يفعله إلَّا أن يكون مباحًا يستعين به علىٰ الطَّاعة، وحينئذٍ يصير طاعة، فإذا بانَ لهُ أنَّهُ طاعة فلا يُقدم عليه حتَّى ينظر هل هو مُعان عليه أم لا، فإنْ لم يكن معانًا عليه فلا يُقدم عليه، فيذل نفسه، وإنْ كان معانًا عليه بقي عليه نظر آخر: وهُو أنْ يأتيه مِنْ بابه، فإنْ أتاه مِنْ غير بابه أضاعه أو فرط فيه، أو أفسد منه شيئًا، فهذه الأمور الثَّلاثة أصل سعادة العبد وفلاحه، وهي معنىٰ قول العبد: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
فأسعد الخلق: أهل العبادة، والاسْتعانة، والهداية إلىٰ المطلوب.
وأشقاهم: مَنْ عدم الأمور الثَّلاثة.
ومنهم: مَنْ يكون لهُ نصيب مِنْ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، ونصيبه مِنْ ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، معدوم أو ضعيف، فهذا مخذول مهين محزون.
ومنهم: مَنْ يكون نصيبه مِنْ ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قويًّا، ونصيبه مِنْ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ ضعيفًا أو مفقودًا، فهذا لهُ نفوذ وتسلّط وقوَّة، ولكن لا عاقبة له، بل عاقبته أسوأ عاقبة.
ومنهم: مَنْ يكون له نصيب مِنْ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، ولكن نصيبه مِن الهداية إلىٰ المقصود ضعيف جدًّا، كحال كثير مِن العُبَّاد والزُّهاد الَّذين قلَّ علمهم بحقائق ما بعث اللَّـه به رسُوله صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الهدىٰ ودين الحق.
وَقول عُمر رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُ: "فمَنْ خلصت نيَّته في الحقّ ولو علىٰ نفسه"، إشارة إلىٰ: أنَّهُ لا يكفي قيامه في الحق للَّـه إذا كان علىٰ غيره، حتَّىٰ يكون أوَّل قائم به علىٰ نفسه، فحينئذٍ يُقبل قيامه به علىٰ غيره، وإلَّا فكيف يُقبل الحق ممَّن أهملَ القيام به علىٰ نفسه؟.
وَخَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ! أَلَا تَسْمَعُونَ؟ فَقَالَ سَلْمَانُ: لَا نَسْمَعُ، فَقَالَ عُمَرُ: وَلِمَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: إنَّك قَسَّمْت عَلَيْنَا ثَوْبًا ثَوْبًا وَعَلَيْك ثَوْبَانِ، فَقَالَ: لَا تَعْجَلْ. يَا عَبْدَ اللَّهِ!، يَا عَبْدَ اللَّهِ!، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ!، فَقَالَ: لَبَّيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ!، فَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللَّهَ الثَّوْبُ الَّذِي ائْتَزَرْتُ بِهِ أَهْوَ ثَوْبُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَقَالَ سَلْمَانُ: أَمَّا الْآنَ فَقُلْ نَسْمَعْ»".اهـ.
["إعلام الموقعين" / (2/178،180)]
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على نبيه وعبده وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ؛ أما بعد :
فمعلوم لدى كل طالب علم فضلاً عن العقلاء ! غزارة علم وفقه وفهم علمائنا السابقون من أهل السُّنَّة أهل الحديث من أمثال شيخ الإسلام أحمد بن تيميّة الحراني وتلميذه النجيب شيخ الإسلام الثاني شمس الدين ابن قَيِّم الجوزيَّة رحمهما الله ، فمن أجل ذلك أحببتُ أن أنقل لكم بعض كلام ابن قيم الجوزية رحمه الله الذي تكلم فيه عن عاقبة الإخلاص من كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين ، عسى الله أن ينفعنا به جميعاً .
قالَ الإمام ابن قيِّم الجوزيَّة (ت: 751هـ) -رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَىٰ-:
" فصلٌ: « عاقبة الإخلاص للَّـه »: قوله: "فمن خلصت نيَّته في الحق ولو علىٰ نفسه كفاه اللَّـه ما بينه وبين النَّاس، ومن تزين بما ليس فيه شانه اللَّـه" هذا شقيق كلام النُّبوَّة، وهُو جدير بأنْ يخرج من مشكاة المحدِّث الملهم، وهاتان الكلمتان مِنْ كُنوز العلم، ومِنْ أحسن الإنفاق منهما، نفع غيره وانتفع غاية الانتفاع.
• فأمَّا الكلمة الأولىٰ: فهي منبع الخير وأصله.
• والثَّانية: أصل الشَّر وفصله، فإنَّ العبد إذا خلصت نيَّته للَّـه تعالىٰ وكان قصده وهمّه علمه لوجهه سُبحانه كان اللَّـه معه، فإنَّهُ سُبحانه مع: ﴿الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾.
ورأس التَّقوىٰ والإحسان: خلوص النِّيَّة للَّـهِ في إقامة الحقّ، واللَّـهُ سُبحانه لا غالبَ لهُ، فمَنْ كان معهُ فمَنْ ذا الَّذي يغلبه، أو ينالهُ بسوء، فإنْ كان اللَّـه معَ العبد فمَنْ يخاف؟، وإنْ لم يكن معهُ فمَنْ يرجُو؟، وبمَنْ يثق؟، ومَنْ ينصره مِنْ بعده؟، فإذا قام العبد بالحق علىٰ غيره وعلىٰ نفسه أوَّلًا، وكان قيامه باللَّـه وللَّـه، لم يقم لهُ شيء ولو كادته السَّماوات والأرض والجبال لكفاه اللَّـه مؤنتها، وجعل لهُ فرجًا مخرجًا، وإنَّما يؤتىٰ العبد مِنْ تفريطه وتقصيره في هذه الأمور الثَّلاثة، أو في اثنين منها، أو في واحد.
فمَنْ كان قيامه في باطل لم يُنصر، وإنْ نُصر نصرًا عارضًا فلا عاقبة لهُ، وهو مذمومٌ مخذولٌ، وإنْ قام في حقّ لكن لم يقم فيه للَّـه وإنَّما قام لطلب المحمدة والشّكور والجزاء من الخلق أو التَّوصل إلىٰ غرض دنيوي؛ كانَ هُو المقصود أوَّلًا، والقيام في الحق وسيلة إليه، فهذا لم تضمن له النُّصرة.
فإنَّ اللَّـه إنَّما ضمن النُّصرة لمن جاهد في سبيله، وقاتل لتكون كلمة اللَّـه هي العُليا، لا لمن كان قيامه لنفسه ولهواه، فإنَّهُ ليس مِن المتقين، ولا مِن المحسنين، وإنْ نُصر فبحسب ما معه مِن الحق، فإنَّ اللَّـه لا ينصر إلَّا الحق، وإذا كانت الدّولة لأهل الباطل فبحسب ما معهم من الصَّبر، والصَّبر منصور أبدًا، فإنْ كان صاحبه محقًّا كانَ منصورًا لهُ العاقبة، وإنْ كانَ مُبطلًا لم يكن له عاقبة، وإذا قام العبد في الحقّ للَّـه، ولكن قام بنفسه وقوَّته ولم يقم باللَّـه مُستعينًا به مُتوكِّلًا عليه مُفوضًا إليه بريئًا من الحول والقوَّة إلَّا به، فلهُ مِن الخذلان وضعف النُّصرة بحسب ما قام به من ذلك.
ونكتة المسألة: أنَّ تجريد التَّوحيدين في أمر اللَّـه لا يقوم لهُ شيء البتَّة، وصاحبه مُؤيّدٌ منصورٌ ولو توالت عليه زُمر الأعداء.
قالَ الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللَّـهُ-: «حدَّثنا داود، أنبأنا شُعبة، عن واقد بن مُحمَّد بن زيد، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن القاسم بن مُحمَّد، عن عائشة -رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهَا- قالت: "مَنْ أسْخط النَّاس برضاء اللَّـه عزَّ وجلَّ كفاه اللَّـه النَّاس، ومن أرضىٰ النَّاس بسخط اللَّـه وكله إلىٰ النَّاس"».
والعبد إذا عزم علىٰ فعل أمر فعليه أنْ يعلم: أوَّلًا هل هُو طاعة للَّـه أم لا؟، فإنْ لم يكن طاعة فلا يفعله إلَّا أن يكون مباحًا يستعين به علىٰ الطَّاعة، وحينئذٍ يصير طاعة، فإذا بانَ لهُ أنَّهُ طاعة فلا يُقدم عليه حتَّى ينظر هل هو مُعان عليه أم لا، فإنْ لم يكن معانًا عليه فلا يُقدم عليه، فيذل نفسه، وإنْ كان معانًا عليه بقي عليه نظر آخر: وهُو أنْ يأتيه مِنْ بابه، فإنْ أتاه مِنْ غير بابه أضاعه أو فرط فيه، أو أفسد منه شيئًا، فهذه الأمور الثَّلاثة أصل سعادة العبد وفلاحه، وهي معنىٰ قول العبد: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
فأسعد الخلق: أهل العبادة، والاسْتعانة، والهداية إلىٰ المطلوب.
وأشقاهم: مَنْ عدم الأمور الثَّلاثة.
ومنهم: مَنْ يكون لهُ نصيب مِنْ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، ونصيبه مِنْ ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، معدوم أو ضعيف، فهذا مخذول مهين محزون.
ومنهم: مَنْ يكون نصيبه مِنْ ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قويًّا، ونصيبه مِنْ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ ضعيفًا أو مفقودًا، فهذا لهُ نفوذ وتسلّط وقوَّة، ولكن لا عاقبة له، بل عاقبته أسوأ عاقبة.
ومنهم: مَنْ يكون له نصيب مِنْ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، ولكن نصيبه مِن الهداية إلىٰ المقصود ضعيف جدًّا، كحال كثير مِن العُبَّاد والزُّهاد الَّذين قلَّ علمهم بحقائق ما بعث اللَّـه به رسُوله صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الهدىٰ ودين الحق.
وَقول عُمر رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُ: "فمَنْ خلصت نيَّته في الحقّ ولو علىٰ نفسه"، إشارة إلىٰ: أنَّهُ لا يكفي قيامه في الحق للَّـه إذا كان علىٰ غيره، حتَّىٰ يكون أوَّل قائم به علىٰ نفسه، فحينئذٍ يُقبل قيامه به علىٰ غيره، وإلَّا فكيف يُقبل الحق ممَّن أهملَ القيام به علىٰ نفسه؟.
وَخَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ! أَلَا تَسْمَعُونَ؟ فَقَالَ سَلْمَانُ: لَا نَسْمَعُ، فَقَالَ عُمَرُ: وَلِمَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: إنَّك قَسَّمْت عَلَيْنَا ثَوْبًا ثَوْبًا وَعَلَيْك ثَوْبَانِ، فَقَالَ: لَا تَعْجَلْ. يَا عَبْدَ اللَّهِ!، يَا عَبْدَ اللَّهِ!، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ!، فَقَالَ: لَبَّيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ!، فَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللَّهَ الثَّوْبُ الَّذِي ائْتَزَرْتُ بِهِ أَهْوَ ثَوْبُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَقَالَ سَلْمَانُ: أَمَّا الْآنَ فَقُلْ نَسْمَعْ»".اهـ.
["إعلام الموقعين" / (2/178،180)]