قال الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب التميمي رحمه الله - في كتاب التّوحيد - :
" باب تفسير التّوحيد و شهادة أن لا إله إلا الله "
[ الشّرح ]
قال الشيخ العلّامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله :
- تفسير التّوحيد و شهادة أن لا إله إلا الله : " هما بمعنى واحد ، فهو من باب عطف المترادفين ، و هذه المسألة أكبر المسائل و أهمّها كما قال المصنّف رحمه الله ،" باب تفسير التّوحيد و شهادة أن لا إله إلا الله "
[ الشّرح ]
قال الشيخ العلّامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله :
و حقيقة تفسير التّوحيد : العلم و الإعتراف بتفرّد الربّ بجميع صفات الكمال و إخلاص العبادة له ،
و ذلك يرجع إلى أمرين :
- نفي الألوهية كلّها عن غير الله بأن يعلم و يعتقد أنّه لا يستحقّ الإلهيّة و لا شيئا من العبوديّة أحد من الخلق ، لا نبيٌ مرسل و لا ملك مقرّب و لا غيرهما ، و أنّه ليس لأحد من الخلق في ذلك حظٌ و لا نصيب .
- و الأمر الثاني إثبات الألوهيّة لله تعالى وحده لا شريك له و تفرّده بمعاني الألوهيّة كلّها و هي نعوت الكمال كلّها .
و لا يكفي هذا الاعتقاد وحده حتى يحقّقه العبد بإخلاص الدّين كلّه لله فيقوم بالإسلام و الإيمان و الإحسان و بحقوق الله و حقوق خلقه قاصدًا بذلك وجه الله و طالبًا رضوانه و ثوابه ، و يعلم أنّ من تمام تفسيرها و تحقيقها البراءة من عبادة غير الله و أنّ إتّخاذَ أندادٍ يُحبّهم كحبِّ الله أو يُطيعهم كطاعةِ الله أو يعمل لهم كما يعمل لله ينافي معنى لا إله إلا الله أشد المنافاة ،
و بيّن المصنّف رحمه الله أنّ من أعظم ما يبيّن معنى لا إله إلا الله قوله صلّى الله عليه و سلّم : ( من قال لا إله إلا الله و كفر بما يُعبد من دون الله حرم ماله و دمه و حسابه على الله ) ، فلم يجعل مجرّد التلفظ بها عاصمًا للدم و المال ، بل و لا معرفة معناها مع لفظها ، بل و لا الإقرار بذلك ، بل و لا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له ، بل لا يحرم ماله ولا دمه حتى يُضيف إلى ذلك الكفر بما يُعبد من دون الله ، فإن شكّ أو توقفّ لم يحرم ماله و لا دمه ،
فتبيّن بذلك أنّه لا بدّ من إعتقاد وجوب عبادة الله وحده لا شريك له ، و لا بدّ من الإقرار بذلك اعتقادًا و نطقًا ، و لا بدّ من القيام بعبوديّة الله وحده طاعةً لله و انقيادًا ، و لا بدّ من البراءة ممّا يُنافي ذلك عقدًا و قولًا و فعلًا ، و لا يتم ذلك إلّا بمحبّة القائمين بتوحيد الله و موالاتهم و نصرتهم ، و بُغض أهل الكفر و الشّرك و مُعاداتهم ، و لا تُغني في هذا المقام الألفاظ المجرّدة و لا الدّعاوي الخالية من الحقيقة ، بل لا بدّ أن يتطابق العلم و الإعتقاد و القول و العمل ، فإنّ هذه الأشياء مُتلازمة متى تخلّف واحدٌ منها تخلّفت البقيّة
و الله أعلم "
[ القول السّديد في مقاصد التّوحيد ]