باسم الله
والْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِأما بَعْد:
فالله – سبحانه وتعالى- منزه عن مشاركة خلقه.
تجد منْ يقول هناك أسماء مشتركة بين الخلق والخالق -سُبحانه- وهذا مما لا ينبغي فالله تعالى –سُبحانه – منزه عن ذلك.
قال العلامة محمد أمان الجامي – رحمه الله تعالى - :
إنّما هذا الاشتراكُ في اللفظِ وفي المعنى العامِ المُطْلق قبْلَ أنْ يُضافَ عِلْمُ اللهِ إلى اللهِ ، وقبْلَ أنْ يُضافَ عِلْمُ المخْلوقِ إلى المَخْلُوقِ ، فإذَا أُضِيفَ عِلْمُ اللهِ إلى اللهِ ، وعِلْمُ المخْلُوقِ إلى المَخْلوق لا تبقى هناكَ مشاركةٌ أبدًا ،أي : فاللهُ مُنَزْهٌ بأنْ يشاركَ العبدَ في حقائقِ صفاتِ عِلْمِهِ ، وفي مواصفاتِ صفاتِ عِلْمِ المخْلُوقِ مِنْ كونِه مُكْتَسَبًا قَاصِرًا ذاهبًا .
ومستحِيلٌ أنْ يُشاركَ العبْدُ ربَّه في ذلكَ العِلْمِ المُحيطِ بجمِيعِ المَعْلوماتِ ،العِلْمِ القديمِ ، لذلكَ تُسمّى الإضافات :إضافة تخصيصٍ عِلْمُ اللهِ ،هذه الإضافةُ مِنْ بعضِ إضافة الصفةِ إلى المَوْصوفِ ، فهي إضافةُ تخصيص ، تخصْص العِلْمَ بالله ، كما أنّ إضافة عِلْم العبْد إلى العَبْد إضافة صفة إلى المَوْصُوفِ وإضافةُ تخْصيصِ ، مُسْتَحِيِلٌ أنْ يُشارِكَ اللهُ ـــ سُبْحانه وتعالى ـــ في خصائصَ صفاتِ العبْدِ ، قسْ على هذا جَمِيعِ الصفات ،التي فيها المُشاركة في اللفظ مِنَ " السمعِ ، والبصرِ، والعِلم ِ، والقدْرة، والإرادةِ وغيرِ ذلكَ.