« مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ »
عن عُقبة بن عامر الجُهنيّ (ت: 58هـ)-رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُ-: "أنَّ رسُول اللَّـه صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبل إليهِ رهطٌ، فبايعَ تسعةً وأمسكَ عَنْ واحدٍ. فقالوا:
يا رسُول اللَّـه! بايعتَ تسعةً وتركتَ هذا؟. قالَ: ((إنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً)). فأدخلَ يده فقطعها فبايعه. وَقَالَ: ((مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ))".اهـ.
[أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4/156) (1745، وصحَّحه الإمام الألباني في "الصَّحيحة" (1/2/889) (492)].
قالَ الإمامُ مُحمَّد بن ناصر الدِّين الألبانيُّ (ت: 1420هـ) -رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى- في كتابه "سلسلة الأحاديث الصَّحيحة"(1/2/890،891): "«فائدة»: التَّميمة: خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتَّقون بها العين في زعمهم، فأبطلها الإسلام. كما في "النِّهاية" لابن الأثير.
قلتُ: ولا تزال هذه الضَّلالة فاشية بين البدو والفلاحين وبعض المدنيين،ومثلها الخرزات الَّتي يضعها بعض السَّائقين أمامهم في السّيارة يعلقونها على المرآة!.
وبعضهم يعلق نعلًا في مقدمة السّيارة أو في مؤخرتها!، وغيرهم يعلقون نعل فرس في واجهة الدَّار أو الدّكان! كل ذلك لدفع العين زعموا، وغير ذلك ممَّا عمَّ وطمَّ بسبب الجهل بالتَّوحيد، وما ينافيه من الشِّركيَّات والوثنيات الَّتي ما بعثت الرُّسل وأنزلت الكتب إلَّا من أجل إبطالها والقضاء عليها، فإلى الله المشتكىٰ من جهل المسلمين اليوم، وبُعدهم عن الدِّين.
ولم يقف الأمر ببعضهم عند مجرد المخالفة؛ بل تعدَّاه إلى التَّقرب بها إلى اللهتعالىٰ! فهذا الشَّيخ الجزولي صاحب "دلائل الخيرات" يقول في الحزب السَّابع في يوم الأحد، «ص: 111 طبع بولاق»: "اللَّهُمَّ! صلّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، ما سجعت الحمائم، وحمت الحوائم وسرحت البهائم، ونفعت التَّمائم"!.
وتأويل الشَّارح لـ"الدَّلائل" بأنَّ "التَّمائم جمع تميمة، وهي الورقة الَّتي يكتبفيها شيء من الأسماء أو الآيات وتعلّق على الرَّأس مثلًا للتَّبرك". فما لا يصحّ؛ لأنَّ التَّمائم عند الإطلاق إنَّما هي الخرزات كما سبق عن ابن الأثير، على أنَّهُ لو سلم بهذا التَّأويل فلا دليل في الشَّرع على أنَّ التَّميمة بهذا المعنى تنفع، ولذلك جاء عن بعض السَّلف كراهة ذلك كما بينته في تعليقي على "الكلم الطَّيب" (ص: 44، 45 طبع المكتب الإسلامي)".اهـ.
(["سلسلة الأحاديث الصَّحيحة" / (1/2/890،891)])
عن عُقبة بن عامر الجُهنيّ (ت: 58هـ)-رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُ-: "أنَّ رسُول اللَّـه صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبل إليهِ رهطٌ، فبايعَ تسعةً وأمسكَ عَنْ واحدٍ. فقالوا:
يا رسُول اللَّـه! بايعتَ تسعةً وتركتَ هذا؟. قالَ: ((إنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً)). فأدخلَ يده فقطعها فبايعه. وَقَالَ: ((مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ))".اهـ.
[أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4/156) (1745، وصحَّحه الإمام الألباني في "الصَّحيحة" (1/2/889) (492)].
قالَ الإمامُ مُحمَّد بن ناصر الدِّين الألبانيُّ (ت: 1420هـ) -رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى- في كتابه "سلسلة الأحاديث الصَّحيحة"(1/2/890،891): "«فائدة»: التَّميمة: خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتَّقون بها العين في زعمهم، فأبطلها الإسلام. كما في "النِّهاية" لابن الأثير.
قلتُ: ولا تزال هذه الضَّلالة فاشية بين البدو والفلاحين وبعض المدنيين،ومثلها الخرزات الَّتي يضعها بعض السَّائقين أمامهم في السّيارة يعلقونها على المرآة!.
وبعضهم يعلق نعلًا في مقدمة السّيارة أو في مؤخرتها!، وغيرهم يعلقون نعل فرس في واجهة الدَّار أو الدّكان! كل ذلك لدفع العين زعموا، وغير ذلك ممَّا عمَّ وطمَّ بسبب الجهل بالتَّوحيد، وما ينافيه من الشِّركيَّات والوثنيات الَّتي ما بعثت الرُّسل وأنزلت الكتب إلَّا من أجل إبطالها والقضاء عليها، فإلى الله المشتكىٰ من جهل المسلمين اليوم، وبُعدهم عن الدِّين.
ولم يقف الأمر ببعضهم عند مجرد المخالفة؛ بل تعدَّاه إلى التَّقرب بها إلى اللهتعالىٰ! فهذا الشَّيخ الجزولي صاحب "دلائل الخيرات" يقول في الحزب السَّابع في يوم الأحد، «ص: 111 طبع بولاق»: "اللَّهُمَّ! صلّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، ما سجعت الحمائم، وحمت الحوائم وسرحت البهائم، ونفعت التَّمائم"!.
وتأويل الشَّارح لـ"الدَّلائل" بأنَّ "التَّمائم جمع تميمة، وهي الورقة الَّتي يكتبفيها شيء من الأسماء أو الآيات وتعلّق على الرَّأس مثلًا للتَّبرك". فما لا يصحّ؛ لأنَّ التَّمائم عند الإطلاق إنَّما هي الخرزات كما سبق عن ابن الأثير، على أنَّهُ لو سلم بهذا التَّأويل فلا دليل في الشَّرع على أنَّ التَّميمة بهذا المعنى تنفع، ولذلك جاء عن بعض السَّلف كراهة ذلك كما بينته في تعليقي على "الكلم الطَّيب" (ص: 44، 45 طبع المكتب الإسلامي)".اهـ.
(["سلسلة الأحاديث الصَّحيحة" / (1/2/890،891)])