المختصر المفيد فى علم التوحيد
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا اله ألا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد
فهذا جزء مختصر فيما يتعلق بالعقيدة جمعته من كتب أهل العلم وأسأل الله جل وعلا أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم ( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) .
العقيدة
العقيدة لغة
مأخوذة من العقد وهو ربط الشيء ، واعتقدت كذا : عقدت عليه القلب والضمير , والعقيدة : ما يدين به الإنسان ، يقال : له عقيدة حسنة ، أي : سالمةٌ من الشك. , والعقيدةُ عمل قلبي ، وهي إيمانُ القلب بالشيء وتصديقه به .
العقيدةُ شرعًا
هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره ، وتُسمَّى هذه أركانُ الإيمان .
الإسلام و أركانه
الإسلام
هو الاستسلام لله بالتوحيد والأنقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله .
الإسلام بالمعنى العام
هو التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة كما ذكر عز وجل ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله عز وجل .
الإسلام بالمعنى الخاص
يختص بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم لأن ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان السابقة فصار من أتبعه مسلماً ومن خالفه ليس بمسلم ، فأتباع الرسل مسلمون في زمن رسلهم ، فاليهود مسلمون في زمن موسى صلى الله عليه وسلم والنصارى مسلمون في زمن عيسى صلى الله عليه وسلم ، وأما حين بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكفروا به فليسوا بمسلمين .
الشهادتين
معنى شهادة أن لا اله إلا الله
معنى شهادة أن لا إله إلا الله الاعتقاد والإقرار ، بأنه لا معبودَ بحقٍّ إلا الله .
أركان شهادة أن لا اله إلا الله
نفي
أما النفي فمأخوذ من " لا إله" , ف" لا إله" تنفى جميع ما يعبد من دون الله على اختلاف أصناف المعبودات .
إثبات
أما الإثبات فمأخوذ من "إلا الله", ف"إلا الله" تثبت العبادة لله وحده دون سواه .
شروط لا إله إلا الله
1)- العلم :
أي العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تُثبته، المنافي للجهل بذلك ، قال الله سبحانه و تعالى::( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) و قال صلى الله عليه وسلم : ( من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة ) .
2)- اليقين :
بأن يكون قائلها مستيقنًا بما تدلّ عليه ؛ فإن كان شاكًّا لم تنفعه ، قال تعالى:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ) 3)- القبول :
لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده ، وترك عبادة ما سواه ؛ فمن قالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به كان من الذين قال الله فيهم : ( إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ) .
4)- الإنقياد :
لما دلت عليه ، قال تعالى : ( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى والعروة الوثقى : لا إله إلا الله ؛ ومعنى يسلم وجهه : أي ينقاد لله بالإخلاص له .
5)- الصدق :
وهو أن يقولَ هذه الكلمة مصدقًا بها قلبُه ، فإن قالَها بلسانه ولم يصدق بها قلبُه ؛ كان منافقًا كاذبًا ، قال الله سبحانه وتعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) إلى قوله( وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) .
6)- الإخلاصُ :
وهو تصفيةُ العمل من جميع شوائب الشرك ؛ بأن لا يقصد بقولها طمعًا في الدنيا ، ولا رياء ولا سمعة .
7)- المحبة :
لهذه الكلمة ، ولما تدل عليه ، ولأهلها العاملين بمقتضاها , فأهل (لا إله إلا الله) يحبون الله حبًّا خالصًا وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره .
معنى شهادة أن محمدًا رسول الله
هو الإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله – عز وجل – إلى جميع الخلق من الجن والإنس ولا يعبد الله تعالى إلا عن طريق الوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وأن يصدق فيما أخبر، وأن يمتثل أمره فيما أمر، وأن يجتنب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع وأن لا يعتقد أن له حقاً في الربوبية وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة ، بل هو صلى الله عليه وسلم عبدا لا يعبد ورسولا لا يكذب، ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع أو الضر إلا ما شاء الله .
نوا قض الشهادتين
1)- الشرك في عبادة الله
وذلك بأن تجعل لله شريكا في عبادة كالذبح للأضرحة أو الذبح للجن .
2)- من جعل بينَهُ وبينَ الله وسائط
بأن يدعوهم أو يسألهم الشفاعة أو يتوكل عليهم ؛ فإنه يكفر إجماعًا .
3)- من لم يكفر المشركين
أومن يشكّ في كفرهم ، أو صحح مذهبهم ؛ كفر .
4)- من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه
أو أن حكم غيره أحسن من حكمه ، كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ويفضلون حكم القوانين على حكم الإسلام .
5)- من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
ولو عمل به كفر .
6)- من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم
أو ثوابه أو عقابه ؛ كفر .
7)- السحرُ
ومنهُ الصرفُ والعطفُ .
:cool:- مظاهرة المشركين
ومعاونتهم على المسلمين .
9)- من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم
كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى ، عليه السلام ؛ فهو كافر .
10)- الإعراض عن دين الله
لا يتعلمُهُ، ولا يعمل به .
الإيمان وأركانه
الإيمان لغة
هو التصديق .
الإيمان شرعا
هو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعات و ينقص بالعصيان , ومن هذا التعريف يتضح أن الإيمان قول وعمل : قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح .
فأما قول القلب
فهو الاعتقاد والتصديق ، فلابد من تصديق الرسل عليهم الصلاة والسلام فيما أخبروا به ، " فإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء، فإن تصديق القلب شرط صحة في الإيمان .
وأما عمل القلب
وأعمال القلوب كثيرة منها الإخلاص ، والحب ، والخوف ، والرجاء ، والتعظيم ، و الإنقياد ، والتوكل وغيرها من أعمال القلوب فإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق ، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب , وعمل القلب شرط لصحة الإيمان .
وأما قول اللسان
فهو النطق بالشهادتين والإقرار بلوازمهما , وهو شرط لصحة الإيمان , يقول ابن تيمية: " من لم يصدق بلسانه مع القدرة ، لا يسمى في لغة القوم مؤمناً ، كما اتفق على ذلك سلف الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان .
وأما عمل الجوارح
عمل الجوارح هو العمل الذي يؤدى بها , مثل الصلاة ، والحج ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فكما يجب على الخلق أن يصدقوا الرسل عليهم السلام فيما أخبروا، فعليهم أن يطيعوهم فيما أمروا فلا يتحقق الإيمان بالرسول مع ترك الطاعة بالكلية وأعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب ، ولازمة لها فالقلب إذا كان فيه معرفة وإرادة ، سرى ذلك إلى البدن بالضرورة ، ولا يمكن أن يختلف البدن عما يريده القلب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح( ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ، ألا وهي القلب ) ) فإذا كان القلب صالحاً بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبياً ، لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر، والعمل بالإيمان المطلق ، كما قال أئمة أهل الحديث: " قول وعمل " قول باطن وظاهر، وعمل باطن وظاهر، والظاهر تابع للباطن لازم له، متى صلح الباطن ، صلح الظاهر ، وإذا فسد ، فسد , وعلى هذا فإنه يمتنع أن يكون الشخص مؤمناً بالله تعالى، مقراً بالفرائض ، ومع ذلك فهو تارك لتلك الطاعات، ممتنع عن فعلها , غير أن أهل السنة والجماعة يعتبرون العمل بالجوارح شرط لكمال الإيمان أي أن عمل الجوارح يزيد في الإيمان وينقصه وبدونه لا ينتفي الإيمان بالكلية .
أركان الإيمان
الإيمان بالله
الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:
الأول:الإيمان بوجود الله تعالى .
وهذا الأمر معناه أن تؤمن بأن الله تعالى موجود سبحانه وتعالى .
الثاني: الإيمان بربوبيته:
أي أنه وحده الرب لا شريك له ولا معين .
الثالث: الإيمان بألوهيته:
أي أنه وحده الإله الحق لا شريك له .
الرابع : الإيمان بأسمائه وصفاته :
أي أن تثبت ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل .
الإيمان بالملائكة
الملائكة:
عالم غيبي مخلوقون ، عابدون لله تعالى ، وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء ، خلقهم الله تعالى من نور ، ومنحهم الأنقياد التام لأمره والقوة على تنفيذه , وهم عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى .
والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجودهم
أي الإيمان والتصديق بوجود الملائكة على وجه الإجمال .
الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه
كجبريل عليه السلام ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالاً .
الثالث: الإيمان بما علمنا من صفاتهم
كصفة ( جبريل ) فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق , وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى إلى هيئة رجل ، كما حصل (لجبريل) حين أرسله تعالى إلى- مريم- فتمثل لها بشراً سوياً ، وحين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه جاءه بصفة لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه أحد من الصحابة ، وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم ، ولوط كانوا في صورة رجال .
الرابع: الإيمان بما علمنا من أعمالهم
كتسبيحه ، والتعبد له ليلاً ونهاراً بدون ملل ولا فتور.
وقد يكون لبعضهم أعمال خاصة .
مثل : جبريل الأمين على وحي الله تعالى يرسله به إلى الأنبياء والرسل .
ومثل : ميكائيل الموكل بالقطر أي بالمطر والنبات .
ومثل : إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق .
ومثل : ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت .
ومثل : مالك وهو خازن النار .
ومثل : الملائكة الموكلين بالأجنة في الأرحام إذا تم للإنسان أربعة أشهر في بطن امه ، بعث الله إليه ملكاً وأمره بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد .
ومثل : الملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص ، ملكان : أحدهما عن اليمين ، والثاني عن الشمال .
ومثل : الملائكة الموكلين بالسؤال إذا وضع في قبره يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ، ودينه ، ونبيه .
الإيمان بالكتب
الكتب
هي التي أنزلها الله تعالى على رسله رحمة للخلق ، وهداية لهم ، ليصلوا بها إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة .
والإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور:
الأول : الإيمان بأن نزولها من عند الله حقاً .
بأن تعتقد بأن هذه الكتب أنزلها الله تعالى على رسله .
الثاني : الإيمان بما علمنا أسمه منها
كالقرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، والتوراة التي أنزلت على موسى صلى الله عليه وسلم ، والإنجيل الذي أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم، والزبور الذي أوتيه داود صلى الله عليه وسلم وأما ما لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالا ً.
الثالث : تصديق ما صح من أخبارها
كأخبار القرآن ، وأخبار ما لم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة .
الرابع : العمل بأحكامها
ما لم ينسخ منها ، والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها ، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم , وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن .
الإيمان بالرسل
الرسل :
جمع رسول بمعنى مرسل أي مبعوث بإبلاغ شيء , والمراد هنا من أوحى إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه , والرسل بشر مخلوقين ليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء ، وتلحقهم خصائص البشرية من المرض ، والموت ، والحاجة إلى الطعام والشراب ، وغير ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) .
والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور :
الأول : الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى
فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع .
الثاني : الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه
مثل : محمد وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ونوح عليهم الصلاة والسلام ، وهؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل ، وأما من لم نعلم أسمه منهم فنؤمن به إجمالاً .
الثالث : تصديق ما صح عنهم من أخبارهم
الرابع : العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم
وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم المرسل إلى جميع الناس .
الإيمان باليوم الآخر
اليوم الآخر:
يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء , وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده ، حيث يستقر أهل الجنة في منازهم ، وأهل النار في منازلهم .
والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور: الأول : الإيمان بالبعث :
وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية، فيقوم الناس لرب العالمين ، حفاة غير منتعلين ، عراة غير مستترين ، غر غير مختتنين .
الثاني : الإيمان بالحساب والجزاء :
يحاسب العبد على عمله ، ويجازى عليه ، وقد دل على ذلك الكتاب ، والسنة ، وإجماع المسلمين .
الثالث : الإيمان بالجنة والنار
وأنهما المآل الأبدي للخلق ، فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين ، فيها من أنواع النعيم مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر , وأما النار فهي دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين ، فيها من أنواع العذاب والنكال مالا يخطر على البال .
ويلتحق بالإيمان باليوم الآخر : الإيمان بكل ما يكون بعد الموت مثل :
فتنة القبر:
وهي سؤال الميت بعد دفنه عن ربه ، ودينه ، ونبيه ، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ، فيقول ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم , ويضل الله الظالمين فيقول الكافر هاه ، هاه ، لا أدري , ويقول المنافق أو المرتاب لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته .
عذاب القبر ونعيمه:
فيكون العذاب للظالمين من المنافقين والكافرين .
الإيمان بالقدر خيره وشره
القدر
هو تقدير الله عز و جل للكائنات وهو سر الله مكتوب لا يعلمه إلا الله أو من شاء من خلقه .
مراتب القدر
1)- العلم :
وذلك بأن تؤمن بأن الله سبحانه و تعالى علم كل شي جملة وتفصيلا , فعلم ما كان , وما يكون , فكل شيء معلوم لله تعالى .
2)-الكتابة :
وذلك بأن تؤمن بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ .
3)-المشيئة :
وذلك بأن تؤمن بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعل المخلوقين .
4)-الخلق :
وذلك بأن تؤمن بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها ، وصفاتها ، وحركاتها .
الإحسان
الإحسان
ضد الإساءة وهو أن يبذل الإنسان المعروف ويكف الأذى فيبذل المعروف لعباد الله في ماله ، وجاهه ، وعلمه ، وبدنه .
الإحسان في العبادة
هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
العبادة وأنواعها
العبادة
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنية , وكل عمل يكون عبادة إذا كمل فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل .
شروط قبول العمل
1)_ الإيمان :
فلا يقبل الله العمل من غير المؤمن .
2)_ الإخلاص :
فلا يقبل الله العمل إلا إذا كان خالصا لله وحده .
3)_الإتباع :
فيجب أن يكون العمل موافقا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
أنواع العبادة
اعلم أن العبادة لا تخرج من الأنواع الثلاثة الاتية :
1)- اعتقادية :
وهي أساسها ، وذلك أن يعتقد أنه الرب الواحد الأحد الذي له الخلق والأمر وبيده النفع والضر وأنه الذي لا شريك له ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ، وأنه لا معبود بحق غيره ، وغير ذلك من لوازم الألوهية , ويجب أن ينطق بكلمة التوحيد ، فمن اعتقد ما ذكر ولم ينطق بها لم يحقن دمه ولا ماله، وكان كإبليس فإنه يعتقد التوحيد بل ويقر به ، إلا أنه لم يمتثل أمر الله فكفر , ومن نطق ولم يعتقد حقن ماله ودمه وحسابه على الله ، وحكمه حكم المنافقين .
2)- بدنية :
كالقيام والركوع والسجود في الصلاة , ومنها الصوم وأفعال الحج والطواف .
3)- مالية :
كإخراج جزء من المال امتثالا لما أمر الله تعالى به. وأنواع الواجبات والمندوبات في الأموال والأبدان والأفعال والأقوال كثيرة، لكن هذه أمهاتها .
فإفراد الله تعالى بتوحيد العبادة لا يتم إلا بأن يكون الدعاء كله له والنداء في الشدائد والرخاء لا يكون إلا لله وحده، والاستعانة بالله وحده واللجوء إلى الله والنذر والنحر له تعالى وجميع أنواع العبادات من الخضوع والقيام تذللا لله تعالى والركوع والسجود والطواف والتجرد عن الثياب والحلق والتقصير كله لا يكون إلا لله عز وجل .
ومن أنواع العبادة
الدعاء وأنواعه
معنى الدعاء
استدعاء العبد ربه عز وجل العناية ، واستمداده إياه المعونة، وحقيقته: إظهار الافتقار إليه ، والتبرؤ من الحول والقوة ، وهو سمة العبودية ، واستشعار الذلة البشرية ، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل وإضافة الجود ، والكرم إليه .
أنواع الدعاء
1)- دعاء مسألة
فدعاء المسألة هو دعاء الطلب أي طلب الحاجات وهو عبادة إذا كان من العبد لربه ، لأنه يتضمن الإفتقار إلى الله تعالى واللجوء إليه ، واعتقاد أنه قادر كريم واسع الفضل والرحمة , ويجوز إذا صدر من العبد لمثله من المخلوقين إذا كان المدعو يعقل الدعاء ويقدر على الإجابة .
2)- دعاء العبادة
وهو إن يتعبد به للمدعو طلباً لثوابه وخوفاً من عقابه وهذا لا يصح لغير الله وصرفه لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة .
الخوف وأنواعه
الخوف
هو الذعر وهو انفعال يحصل بتوقع ما فيه هلاك أو ضرراً أو أذى ، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن خوف أولياء الشيطان وأمر بخوفه وحده .
أنواع الخوف
1)- خوف طبيعي
كخوف الإنسان من السبع والنار والغرق وهذا لا يلام عليه العبد .
2)- خوف العبادة
أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله تعالى , وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر .
3)- خوف السر
كأن يخاف صاحب القبر ، أو ولياً بعيداً عنه لا يؤثر فيه لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً من الشرك .
الرجاء
الرجاء
هو طمع الإنسان في أمر قريب المنال ، وقد يكون في بعيد المنال تنزيلاً له منزلة القريب , والرجاء المتضمن للذل والخضوع لا يكون إلا لله عز وجل وصرفه لغير الله تعالى شرك إما أصغر ، وإما أكبر بحسب ما يقوم بقلب الراجي .
وأعلم أن الرجاء المحمود لا يكون إلا لمن عمل بطاعة الله ورجا ثوابها، أو تاب من معصيته ورجا قبول توبته ، فأما الرجاء بلا عمل فهو غرور وتمن مذموم .
التوكل وأنواعه
التوكل
التوكل على الشيء الإعتماد عليه , والتوكل على الله تعالى الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار وهو من تمام الإيمان .
أنواع التوكل
1)- التوكل على الله تعالى
وهو من تمام الإيمان وعلامات صدقه وهو واجب لا يتم الإيمان إلا به .
2)- توكل السر
بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة ، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر ؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون ، ولا فر ق بين أن يكون نبياً ، أو ولياً ، أو طاغوتاً عدوا لله تعالى .
3)- التوكل على الغير
فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته وانحطاط مرتبة المتوكل عنه مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه فهذا نوع من الشرك الأصغر لقوة تعلق القلب به والاعتماد عليه , أما لو أعتمد عليه على أنه سبب وأن الله تعالى هو الذي قدر ذلك على يده فإن ذلك لا بأس به .
الرغبة
الرغبة
هي محبة الوصول إلى الشيء المحبوب .
الرهبة
الرهبة
هي الخوف المثمر للهرب من المخوف فهي خوف مقرون بعمل .
الخشوع
الخشوع
هوالذل والتطامن لعظمة الله بحيث يستسلم لقضائه الكوني والشرعي.
الخشية
الخشية
الخشية اخص من الخوف ويتضح الفرق بين الخوف و الخشية بالمثال الأتي إذا خفت من شخص لا تدري هل هو قادر عليك أم لا فهذا خوف ، وإذا خفت من شخص تعلم أنه قادر عليك فهذه خشية .
الإنابة
الإنابة
الرجوع إلى الله بالقيام بطاعته واجتناب معصيته وهي قريبة من معنى التوبة إلا أنها أرق منها لما تشعر به من الاعتماد على الله واللجوء إليه ولا تكون إلا لله تعالى .
الإستعانة وانواعها
الإستعانة
طلب العون .
أنواع الاستعانة
1)- الإستعانة بالله
وهي الإستعانة المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه ، وتفويض الأمر إليه ، واعتقاد كفايته وهذه لا تكون إلا لله تعالى .
2)- الإستعانة بالمخلوق على أمر يقدر عليه
فهذه على حسب المستعان عليه فإن كانت على بر فهي جائزة للمستعين مشروعة للمعين , وإن كانت على مباح فهي جائزة للمستعين والمعين لكن المعين قد يثاب على ذلك ثواب الإحسان إلى الغير ومن ثم تكون في حقه مشروعة .
3)- الاستعانة بمخلوق حي حاضر غير قادر
فهذه لغو لا طائل تحتها مثل أن يستعين بشخص ضعيف على حمل شيء ثقيل .
4)- الاستعانة بالأموات مطلقاً
أو بالأحياء غير حاضرين لا يقدرون على مباشرته فهذا شرك لأنه لا يقع إلا من شخص يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفيا في الكون .
5)- الاستعانة بالأعمال
والأحوال المحبوبة إلى الله تعالى وهذه مشروعة .
الاستعاذة وانواعها
الاستعاذة
هي طلب العوذ , وأعوذ : معناها ألتجئُ وأعتصمُ وأتحرز , تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , معناها ألتجئ وأعتصم وأتحرز بالله من شر الشيطان الرجيم , فإذن الاستعاذة طلب العوذ طلب المعتصَم , طلب الحِرز , طلب ما يعص م , طلب ما يحمي , هذه الاستعاذة .
أنواع الاستعاذة
1)- الإستعاذة بالله تعالى
وهي المتضمنة لكمال الافتقار إليه والاعتصام به واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل ، صغير أو كبير .
2)- الاستعاذة بصفة
ككلامه وعظمته وعزته ونحو ذلك .
3)- الإستعاذة بالأموات
أو الأحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ فهذا شرك .
4)- الإستعاذة بما يمكن العوذ به
من المخلوقين من البشر أو الأماكن أو غيرها فهذا جائز .
الاستغاثة وأنواعها
الاستغاثة
طلب الغوث وهو الإنقاذ من الشدة والهلاك , والغوث يُفسر بأنه الإغاثة, المدد، النصرة ونحو ذلك, فإذا وقع مثلا أحد في غرق ينادي أَغثني أغثني, يطلب الإغاثة, يطلب إزالة هذا الشيء, يطلب النصرة .
أنواع الاستغاثة
1)- الإستغاثة بالله عز وجل
وهي من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل وأتباعهم .
2)- الإستغاثة بالأموات
أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين على الإغاثة فهذا شرك ؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفياً في الكون فيجعل لهم حظاً من الربوبية .
3)- الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين على الإغاثة
فهذا جائز كالاستعانة بهم .
4)- الاستغاثة بحي غير قادر
من غير أن يعتقد أن له قوة خفية مثل أن يستغيث الغريق برجل مشلول فهذا لغو وسخرية بمن استغاث به فيمنع منه لهذه العله، ولعلة أخرى وهي الغريق ربما أغتر بذلك غيره فتوهم أن لهذا المشلول قوة خفية ينقذ بها من الشدة .
الذبح وأنواعه
الذبح
هو إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص , والذبح يشمل النحر الخاص ويشمل الذبح الذي هو قسيم النحر لأن النحر هو الطعن بسكين أو بالحَرْبَة ، مثل ما يُفعل بالإبل فهي لا تذبح ذبحا، لكن هي تطعن في وَحدتها وإذا طُعنت وحُرِّكت السكين واندثر الدم ماتت , كذلك البقر قد تُنحر , وأما الذبح : فيكون في الغنم من الظأن والماعز وكذلك في البقر .
أنواع الذبح
1)- أن يقع عبادة
بأن يقصد به تعظيم المذبوح له والتذلل له والتقرب إليه فهذا لا يكون إلا لله تعالى على الوجه الذي شرعه الله تعالى ، وصرفه لغير الله شرك أكبر .
2)- أن يقع إكراماً لضيف
أو وليمة لعرس أو نحو ذلك فهذا مأمور به إما وجوباً أو إستحباباً .
3)- أن يقع على وجه التمتع
كالأكل أو الإتجار به ونحو ذلك فهذا من قسم المباح فالأصل فيه الإباحة .
النذر وأنواعه
النذر
هو إيجاب المرء على نفسه شيئا لم يجب عليه، وتارة يكون النذر مطلقا، وتارة يكون بالمقابلة مُقيّد، والنذر المطلق غير مكروه ، والنذر المقيد مكروه .
أنواع النذر
1)- النذر المطلق
لا يكون عن مقابلة ، وهذا غير مكروه، أن يوجب على نفسه عبادة لله جل وعلا بدون مقابلة، فيقول لله عليَّ نذر، مثلا يقول قائل : لله عليَّ نذر أن أصلّي الليلة عشرة ركعات طويلات. بدون مقابلة ، هذا إيجاب المرء على نفسه عبادة لم تجب عليه دون أن يقابلها شيء ، هذا النوع مطلق ، وهذا محمود .
2)- النذر المقيد
وهو ما كان عن مقابلة ، وهو أن يقول قائل مثلا : إن شفى الله جل وعلا مريضي صُمْتُ يوما ، إن نجحت في الاختبار صليت ركعتين ، هذا مشروط يوجب عبادة على نفسه ، مشروطة بشيء يحصل له قدرا ، وهذا مكروه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( إنما يُستخرج به من البخيل ) لأن المؤمن المقبل على ربه ما يعبد الله جل وعلا بالمقايضة ، يعبد الله جل وعلا ويتقرب إليه لأن الله يستحق ذلك منه ، فهذا النوع مكروه
والوفاء بالنذر في كلا النوعين واجب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه ) .
التوسل وأنواعه
التوسل
هو التقرب إلى الشيء والتوصل إليه ، والوسيلة القربة، قال الله تعالى : ( وابتغوا إليه الوسيلة ) أي القربة إليه سبحانه بطاعته واتباع مرضاته .
أنواع التوسل
1)- توسل مشروع
وهو أنواع :-
النوع الأول :
التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته كما أمر الله تعالى بذلك في قوله ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون )
النوع الثاني :
التوسل إلى الله تعالى بالإيمان والأعمال الصالحة التي قام بها المتوسل .
النوع الثالث :
التوسل إلى الله تعالى بتوحيده كما توسل يونس عليه السلام( فنادى في الظلمات أن لا له إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .
النوع الرابع :
التوسل إلى الله تعالى بإظهار الضعف والحاجة والافتقار إلى الله كما قال أيوب عليه السلام ( أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) .
النوع الخامس :
التوسل إلى الله بدعاء الصالحين الأحياء وكما كان الصحابة إذا أجدبوا طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم ولما توفي صاروا يطلبون من عمه العباس رضى الله عنه فيدعوا لهم .
النوع السادس :
التوسل إلى الله بالاعتراف بالذنب ( قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ) .
2)- توسل غير مشروع
وهو التوسل بما عدا الأنواع المذكورة في التوسل المشروع كالتوسل بطلب الدعاء والشفاعة من الأموات والتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، والتوسل بذوات المخلوقين أو حقهم .
الشفاعة وأنواعها
الشفاعة لغة
اسم من شفع يشفع ، إذا جعل الشيء اثنين، والشفع ضد الوتر، قال تعالى ( والشفع والوتر )
الشفاعة اصطلاحا
التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة , مثال جلب المنفعة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجنة بدخولها , مثال دفعة المضرة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن استحق النار أن لا يدخلها .
أنواع الشفاعة
1)- الشفاعة الخاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم
وهي أنواع :
النوع الأول: الشفاعة العظمى
وهي من المقام المحمود الذي وعده الله ، فإن الناس يلحقهم يوم القيامة في ذلك الموقف العظيم من الغم والكرب ما لا يطيقونه، فيقول بعضهم لبعض: اطلبوا من يشفع لنا عند الله، فيذهبون إلى آدم أبي البشر، فيذكرون من أوصافه التي ميزه الله بها أن الله خلقه بيده ، وأسجد له ملائكته ، وعلمه أسماء كل شيء، فيقولون اشفع لنا عند ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟! فيعتذر لأنه عصى الله بأكله من الشجرة ، ومعلوم أن الشافع إذا كان عنده شيء يخدش كرامته عند المشفوع إليه ، فإنه لا يشفع لخجله من ذلك ، مع أن آدم عليه السلام قد تاب الله عليه واجتباه وهداه ، لكن لقوة حيائه من الله اعتذر , ثم يذهبون إلى نوح ويذكرون من أوصافه التي امتاز بها بأنه أول رسول أرسله الله إلى الأرض ، فيعتذر بأنه سأل الله ما ليس له به علم حين قال : ( رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ) , ثم يذهبون إلى عيسى عليه الصلاة والسلام ، فيذكرون من أوصافه ما يقتضي أن يشفع ، فلا يعتذر بشيء ، لكن يحيل إلى من هو أعلى مقاماً ، فيقول اذهبوا إلى محمد ، عبد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم ، فيشفع إلى الله ليريح أهل الموقف .
النوع الثاني : شفاعتة في أهل الجنة أن يدخلوها
لأنهم إذا عبروا الصراط ووصلوا إليها وجدوها مغلقة ، فيطلبون من يشفع له ، فيشفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله في فتح أبواب الجنة لأهلها .
النوع الثالث : شفاعته صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب
أن يخفف عنه العذاب ، وهذه مستثناة من قوله تعالى ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) ، وذلك لما كان لأبي طالب من نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم ودفاع عنه ، وهو لم يخرج من النار ، لكن خفف عنه حتى صار - والعياذ بالله - في ضحضاح من نار ، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه ، وهذه الشفاعة خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم لا أحد يشفع في كافر أبداً إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك لم تقبل الشفاعة كاملة ، وإنما هي تخفيف فقط .
2)- الشفاعة العامة له صلى الله عليه وسلم ولجميع المؤمنين .
وهي أنواع :
النوع الأول : الشفاعة فيمن استحق النار أن لا يدخلها
وهذه قد يستدل لها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً، إلا شفعهم الله فيه )
النوع الثاني : الشفاعة فيمن دخل النار أن يخرج منها
وقد تواترت بها الأحاديث وأجمع عليها الصحابة .
النوع الثالث : الشفاعة في رفع درجات المؤمنين
وهذه تؤخذ من دعاء المؤمنين بعضهم لبعض كما قال صلى الله عليه وسلم في أبي سلمة ( اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، وأفسح له في قبره، ونور له فيه، واخلفه في عقبه ) ، والدعاء شفاعة، كما قال صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً، إلا شفعهم الله فيه ) .
الولاء والبراء
إن أصل الدين أن من دخل في ( لا إله إلا الله ) فإنه يحب هذه الكلمة وما دلت عليه من التوحيد ، ويحب أهلها، ويُبغض الشرك المناقض لهذه الكلمة ، ويبغض أهله , فكلمة الولاء والبراء هي معنى الموالاة والمعاداة ، وهي بمعنى الحب والبغض ، فإذا قيل الولاء والبراء في الله هو بمعنى الحب والبُغض في الله وهو بمعنى الموالاة والمعاداة في الله ، فإذا أحبَّ القلبُ الشرك صار مواليا للشرك ، وإذا أحب القلبُ أهل الشرك صار مواليا لأهل الشرك، كذلك إذا أحب القلبُ الإيمان صار مواليا لأهل الإيمان ، وإذا أحب القلبُ اللهَ صار مواليا لله ، وإذا أحب القلبُ الرسول صلى الله عليه وسلم صار مواليا للرسول صلى الله عليه وسلم وإذا أحب القلبُ المؤمنين صار مواليا ووليا للمؤمنين وموالاة المشركين والكفار محرمة وكبيرة من الكبائر ، وقد تصل بصاحبها إلى الكفر والشرك، ولهذا ضبطها العلماء بأن قالوا تنقسم المولاة إلى قسمين :
الأول التولِّي
معناه محبة الشرك وأهل الشرك ( لاحظ الواو ) يعني يحب الشرك وأهل الشرك جميعا مجتمعة ، أو أن لا يحب الشرك ولكن ينصرُ المشركَ على المسلم ، قاصدا ظهور الشرك على الإسلام ، هذا الكفر الأكبر الذي إذا فعله مسلم صار رِدَّة في حقه والعياذ بالله .
الثاني المولاة
والموالاة المحرّمة من جنس محبة المشركين والكفار، لأجل دنياهم ، أو لأجل قراباتهم ، أو لنحو ذلك وضابطه أن تكون محبة أهل الشرك لأجل الدنيا ، ولا يكون معها نصرة ؛ لأنه إذا كان معها نصرة على مسلم بقصد ظهور الشرك على الإسلام صار توليا ، وهو في القسم المُكَفِّر ، فإن أحب المشرك والكافر لدنيا وصار معه نوع موالاة لأجل الدنيا ، فهذا محرم ومعصية ، وليس كفرا .
التوحيد وأقسامه
التوحيد لغة
مشتق من وحد الشيء إذا جعله واحداً ، فهو مصدر وحد يوحد ، أي : جعل الشيء واحداً .
التوحيد شرعا
هو إفراد الله بالخلق والملك والتدبر ، وإخلاص العبادة له، وترك عبادة ما سواه ، وإثبات ما لَهُ من الأسماء الحسنى ، والصفات العليا، وتنزيهه عن النقص والعيب .
أقسام التوحيد
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام :
1)- توحيد الربوبية
هو إفرادُ الله تعالى بأفعاله ؛ بأن يُعتقَدَ أنه وحده الخالق لجميع المخلوقات ( الله خالق كل شيء ) .
وأنه الرازق لجميع الدواب والآدميين وغيرهم ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) .
وأنه مالكُ الملك ، والمدبرُ لشئون العالم كله ؛ يُولِّي ويعزل ، ويُعزُّ ويُذل ، قادرٌ على كل شيء ، يُصَرِّفُ الليل والنهار ، ويُحيي ويُميت .
2)- توحيد الألوهية
ويقال له توحيد العبادة ؛ فاعتبار إضافته إلى الله يسمى توحيد الألوهية ، وباعتبار إضافته إلى الخلق يسمى توحيد العبادة , وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة .
3)- توحيد الأسماء والصفات
وهو إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات , وذلك بأن نثبت لله عز وجل جميع أسمائه وصفاته التي أثبتها لنفسه في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل و لا تكييف و لا تمثيل .
ولقد اجتمعت أنواع التوحيد الثلاثة في قوله تعالى ( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ً) .
الشرك و أقسامه
الشرك
هو جعل شريك لله تعالى في ربوبيته اوإلهيته .
أقسام الشرك
1)- شرك أكبر
يُخرج من الملة ، ويخلَّدُ صاحبُهُ في النار ، إذا مات ولم يتب منه ، وهو صرفُ شيء من أنواع العبادة لغير الله، كدعاء غير الله ، والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين ، والخوف من الموتى أو الجن أو الشياطين أن يضروه أو يُمرضوه ، ورجاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من قضاء الحاجات ، وتفريج الكُربات ، مما يُمارسُ الآن حولََ الأضرحة المبنية على قبور الأولياء والصاحين .
2)- شرك أصغر
لا يخرج من الملة ؛ لكنه وسيلة إلى الشرك الأكبر ، وهو قسمان :
القسم الأول : شرك ظاهر على اللسان والجوارح
وهو ألفاظ وأفعال ، فالألفاظ كالحلف بغير الله ، وقول ما شاء الله وشئت ، وأما الأفعال فمثل لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه ، ومثل تعليق التمائم خوفًا من العين وغيرها ؛ إذا اعتقد أن هذه أسباب لرفع البلاء أو دفعه ، فهذا شرك أصغر ؛ لأن الله لم يجعل هذه أسبابًا ، أما إن اعتقد أنها تدفع أو ترفع البلاء بنفسها ؛ فهذا شرك أكبر لأنه تَعلَّق بغير الله .
القسم الثاني : شرك خفي
وهو الشرك في الإرادات والنيات ، كالرياء والسمعة ، كأن يعمل عملًا مما يتقرب به إلى الله؛ يريد به ثناء الناس عليه ، كأنه يُحسن صلاته ، أو يتصدق ؛ لأجل أن يُمدح ويُثنى عليه ، أو يتلفظ بالذكر ويحسن صوته بالتلاوة لأجل أن يسمعه الناس، فيُثنوا عليه ويمدحوه , والرياء إذا خالط العمل أبطله .
الكفروأنواعه
الكفر لغة
التغطية والستر .
الكفر شرعًا
ضد الإيمان ، فإن الكفر عدم الإيمان بالله ورسله، سواء كان معه تكذيب ، أو لم يكن معه تكذيب ، بل مجرد شك وريب أو إعراض أو حسد ، أو كبر أو اتباع لبعض الأهواء الصادة عن اتابع الرسالة , وإن كان المكذب أعظم كفرًا ، وكذلك الجاحدُ والمكذِّب حسدًا ؛ مع استيقان صدق الرسل .
أنواع الكفر
1)- كفر أكبر
يخرج من الملة ، وهو خمسة أقسام :
القسم الأول : كفر التكذيب
والدليل : قوله تعالى ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين ) .
القسم الثاني : كفر الإباء والاستكبار مع التصديق
والدليل قوله تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) .
القسم الثالث : كفر الشك
وهو كفر الظن ، والدليل قوله تعالى ( ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدًا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرًا منها منقلبًا ) .
القسم الرابع : كفرُ الإعراض
والدليل قوله تعالى ( والذين كفروا عما أنذروا معرضون ) .
القسم الخامس : كفر النفاق
والدليل قوله تعالى ( ذلك بأنهم ءامنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ) .
2)- كفرٌ أصغرُ
لا يُخرجُ من الملة، وهو الكُفرُ العملي ، وهو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب والسنة كفرًا، وهي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر، مثل كفر النعمة المذكور في قوله تعالى ( وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان فكفرت بأنعم الله ) , ومثلُ قتال المسلم المذكور في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر ) , ومثل الحلف بغير الله، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) .
الطاغوت وأنواعه
الطاغوت
هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود ، أو متبوع ، أو مطاع .
أنواع الطواغيت
1)- إبليس
هو الشيطان الرجيم اللعين وكان إبليس مع الملائكة صحبتهم يعمل بعملهم ، ولما أمر بالسجود لآدم ظهر ما فيه من الخبث والإباء والإستكبار فأبى وأستكبر وكان من الكافرين فطرد من رحمة .
2)- من عبد وهو راض
أي عبد من دون الله وهو راض أن يعبد من دون الله فإنه من رؤوس الطواغيت والعياذ بالله وسواء عبد في حياته أو بعد مماته إذا مات وهو راض بذلك .
3)- من دعا الناس إلى عبادة نفسه
أي من دعا الناس إلى عبادة نفسه وإن لم يعبدوه فإنه من رؤوس الطواغيت سواء أجيب لما دعا إليه أم لم يجيب .
4)- من أدعى شيئاً من علم الغيب
الغيب ما غاب عن الإنسان وهو نوعان :
واقع ، ومستقبل , فغيب الواقع نسبي يكون لشخص معلوماً ولآخر مجهولاً ، وغيب المستقبل حقيقي لا يكون معلوماً لأحد إلا الله وحده أو من أطلعه عليه من الرسل فمن أدعى علمه فهو كافر .
5)- من حكم بغير ما أنزل الله
الحكم بما أنزل الله تعالى من توحيد الربوبية ؛ لأنه تنفيذ لحكم الله الذي هو مقتضى ربوبيته، وكمال ملكه وتصرفه .
النفاق وأنواعه
النفاق لغة
مصدر نافق ، يُقال نافق يُنافق نفاقًا ومنافقة ، وهو مأخوذ من النافقاء: أحد مخارج اليربوع من جحره فإنه إذا طلب من مخرج هرب إلى الآخر ، وخرج منه، وقيل هو من النفق وهو السرب الذي يستتر فيه .
النفاق شرعا
هو إظهارُ الإسلام والخير ، وإبطانُ الكفر والشر ؛ سمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب، ويخرج منه من باب آخر .
أنواع النفاق
النوع الأول : النفاقُ ألاعتقادي
وهو النفاق الأكبر الذي يُظهر صاحبه الإسلام، ويُبطن الكفر، وهذا النوع مخرج من الدين بالكلية، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار .
وهذا النفاق ستة أنواع
1 ـ تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم
2 ـ تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسل.
3 ـ بُغضُ الرسول صلى الله عليه وسلم
4 ـ بغضُ بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
5 ـ المسرَّة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم
6 ـ الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم
النوع الثاني : النفاق العملي
وهو عمل شيء من أعمال المنافقين ؛ مع بقاء الإيمان في القلب ، وهذا لا يُخرج من الملة، لكنه وسيلة إلى ذلك ، وصاحبه يكونُ فيه إيمان ونفاق ، وإذا كثر ؛ صارَ بسببه منافقًا خالصًا .
الردة وأنواعها
الردة لغة
الرجوع .
الردة في الاصطلاح الشرعي
هي الكفر بعد الإسلام .
أنواع الردة
الردة تحصل بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام ، ونواقض الإسلام كثيرة ترجع إلى أربعة أقسام ، هي :
1 ـ الردة بالقول
كسبِّ الله تعالى ، أو رسوله صلى الله عليه وسلم، أو ملائكته ، أو أحد من رسله , أو ادّعاء علم الغيب ، أو ادّعاء النبوة ، أو تصديق من يدعيها , أو دعاء غير الله ، أو الاستعانة به فيما لا يقدر عليه إلا الله والاستعاذة به في ذلك .
2 ـ الردة بالفعل
كالسجود للصنم والشجر ، والحجر والقبور ، والذبح لها , وإلقاء المصحف في المواطن القذرة ، وعمل السحر ، وتعلمه وتعليمه ، والحكم بغير ما أنزل الله معتقدًا حله .
3 ـ الردة بالاعتقاد
كاعتقاد الشريك لله ، أو أن الزنا والخمر والربا حلال ، أو أن الخبز حرام ، وأن الصلاة غير واجبة ، ونحو ذلك مما أُجمع على حله ، أو حرمته أو وجوبه ، إجماعًا قطعيًا ، ومثله لا يجهله .
4 ـ الردة بالشك
في شيء مما سبق، كمن شك في تحريم الشرك ، أو تحريم الزنا والخمر ، أو في حل الخبز ، أو شك في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم أو رسالة غيره من الأنبياء، أو في صدقه ، أو في دين الإسلام ، أو في صلاحيته لهذا الزمان .
5 ـ الردة بالترك
كمن ترك الصلاة متعمدًا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( بين العبد وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ) وغيره من الأدلة على كفر تارك الصلاة .
الفسق
الفسق لغة
هو الخروج .
الفسق شرعًا
الخروج عن طاعة الله ، وهو يشمل الخروج الكلي ، فيقالُ للكافر فاسق ، والخروج الجزئي ؛ فيقال للمؤمن المرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب فاسق .
ومن التعريف يتضح أن الفسق فسقان فسق ينقل عن الملة ، وهو الكفر ، فيسمى الكافر فاسقًا ، فقد ذكر الله إبليس فقال ( ففسق عن أمر ربه ) ويسمى مرتكب الكبيرة من المسلمين فاسقًا ، ولم يخرجه فسقه من الإسلام ، قال الله تعالى ( والذين يرمون المحصانات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم أبدًا وأولئك هم الفاسقون ) .
الضلال
الضلال
هي العدول عن الطريق المستقيم، وهو ضد الهداية، قال تعالى ( من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ) .
السحر
السحر لغة
ما خفي ولطف سببه ، ومنه سمي السَّحَر لأخر الليل ، لأن الأفعال التي تقع فيه تكون خفية ، وكذلك سمي السحور ، لما يؤكل في آخر الليل ، لأنه يكون خفياً ، فكل شيء خفي سببه يسمى سحراً .
وأما في الشرع
فإنه ينقسم إلى قسمين:
الأول : عقد ورقي
أي قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين فيما يريد به ضرر المسحور .
الثاني : أدوية وعقاقير
تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله، فتجده ينصرف ويميل ، وهو ما يسمى عندهم بالصرف والعطف , فيجعلون الإنسان ينعطف على زوجته أو امرأة أخرى ، حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء ، والصرف بالعكس من ذلك .
فالنوع الأول شرك ، وهو الذي يكون بواسطة الشياطين ، يعبدهم ويتقرب إليهم ليسلطهم على المسحور .
و الثاني عدوان ، وفسق وهو الذي يكون بواسطة الأدوية والعقاقير ونحوها .
الكهان والعراف
الكهان
جمع كاهن ، والكهنة أيضاً جمع كاهن ، وهم قوم يكونون في أحياء العرب يتحاكم الناس إليهم، وتتصل بهم الشياطين، وتخبرهم عما كان في السماء، تسترق السمع من السماء ، وتخبر الكاهن به ، ثم الكاهن يضيف إلى هذا الخبر ما يضيف من الأخبار الكاذبة ، ويخبر الناس ، فإذا وقع مما أخبر به شيء ، اعتقده الناس عالماً بالغيب ، فصاروا يتحاكمون إليهم .
والعراف
صيغة مبالغة من العارف ، أو نسبة ، أي من ينتسب إلى العرافة والعراف قيل هو الكاهن وهو الذي يخبر عن المستقبل وقيل هو اسم عام للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم .
النشرة وأنواعها
النشرة لغة
بضم النون فعلة من النشر، وهو التفريق .
النشرة الاصطلاح
حل السحر عن المسحور .
أنواع النشرة
1)- حل بسحر مثله
وهو الذي من عمل الشيطان .
2)- النشرة بالرقية
والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة ، فهذا جائز.
الرقى وأنواعها
الرقى
هي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى و الصرع ، و غير ذلك من الآفات ، و يسمونها العزائم .
أنواع الرقى
1)- ما كان خاليًا من الشرك
بأن يقرأ على المريض شيء من القرآن ، أو يعوذ بأسماء الله و صفاته، فهذا مباح .
ولكي تكون الرقى جائزة يجب من توفر ثلاثة شروط وهى :
أن تكون بكلام الله ، أو بأسماء الله و صفاته
أن تكون باللسان العربي، و ما يعرف معناه
أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله تعالى
2)- ما لم يخل من الشرك
و هي الرقى التي يستعان فيها بغير الله، من دعاء غير الله و الاستغاثة و الاستعاذة به ، كالرقى بأسماء الجن ، أو بأسماء الملائكة و الأنبياء و الصالحين ، فهذا دعاء لغير الله ، و هو شرك أكبر , أو يكون بغير اللسان العربي ، أو بما لا يعرف معناه ، لأنه يخشى أن يدخلها كفر أو شرك و لا يعلم عنه، فهذا النوع من الرقية ممنوع .
التمائم وأنواعها
التمائم
جمع تميمة ، و هي ما يعلق بأعناق الصبيان ؛ لدفع العين ، و قد يعلق على الكبار من الرجال و النساء .
أنواع التمائم
1)- ما كان من القرآن
بأن يكتب آيات من القرآن أو من أسماء الله و صفاته ، و يعلقها للاستشفاء بها؛ فهذا النوع قد اختلف فيه العلماء في حكم تعليقه على قولين القول الأول: الجواز القول الثاني: المنع من ذلك , والقول الصحيح عدم الجواز وذلك لما يأتي :
1- قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الرقى و التمائم و التولة شرك ) , وهذا النهي عام و لا مخصص له .
2- سد الذريعة فإنها تفضي إلى تعليق ما ليس مباحًا .
3- أنه إذا علق شيئًا من القرآن، فقد يمتهنه المعلق بحمله معه في حال قضاء الحاجة و الاستنجاء و نحو ذلك .
2)- ما كان من غير القرآن
كالخرز و العظام و الودع و الخيوط و النعال و المسامير، و أسماء الشياطين و الجن و الطلاسم، فهذا محرم قطعًا، و هو من الشرك ؛ لأنه تعلق على غير الله سبحانه وأسمائه و صفاته و آياته، و في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : (من تعلق شيئًا وكل إليه ) .
الغلو و الإطراء
الغلو
هو تجاوز الحد، يقال غلا غلوا، إذا تجاوز الحد في القدر، قال تعالى ( لا تغلوا في دينكم ) أي لا تتجاوزوا الحد .
والمراد بالغلو في حق النبي صلى الله عليه وسلم مجاوزة الحد في قدره ؛ بأن يرفع فوق مرتبة العبودية والرسالة ، و يجعل له شيء من خصائص الإلهية ، بأن يدعى ويستغاث به من دون الله ، ويحلف به .
الإطراء
هومجاوزة الحد في المدح ، و الكذب فيه، و المراد بالإطراء في حقه صلى الله عليه وسلم أن يزاد في مدحه ، فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله و رسوله ) أي لا تمدحوني بالباطل ، و لا تجاوزوا الحد في مدحي ، كما غلت النصارى في عيسى عليه السلام فادعوا فيه الألوهية ، و صفوني بما و صفني به ربي ، فقولوا عبد الله و رسوله .
البدعة وأنواعها
البدعة في اللغة
مأخوذة من البَدْع ، وهو الاختراع على غير مثال سابق و منه قوله تعالى ( بديع السماوات و الأرض ) .
البدعة في الشرع
هي كل عبادة أحدثها الناس ليس لها أصل في الكتاب ولا في السنة ولا في عمل الخلفاء الأربعة الراشدين .
أنواع البدعة
1)- ابتداع في العادات
كابتداع المخترعات الحديثة ، و هذا مباح ؛ لأن الأصل في العادات الإباحة .
2)- ابتداع في الدين
و هذا مُحرَّم؛ لأن الأصل فيه التوقيف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) .
وهذا النوع ينقسم إلى
النوع الأول : بدعة قولية اعتقادية
كمقالات الجهمية و المعتزلة و الرافضة ، و سائر الفرق الضالة ، و اعتقادهم .
النوع الثاني : بدعة في العبادات
كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها ، و هي أقسام :
القسم الأول :
ما يكون في أصل العبادة بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع ، كأن يحدث صلاة غير مشروعة أو صيامًا غير مشروع أصلًا ، أو أعيادًا غير مشروعة كأعياد الموالد و غيرها.
القسم الثاني :
ما يكون من الزيادة في العبادة المشروعة ، كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلًا.
القسم الثالث :
ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة ؛ بأن يؤديها على صفة غير مشروعة ، و ذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مُطربة .
القسم الرابع :
ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة ؛ لم يخصصه الشرع كتخصيص يوم النصف من شعبان و ليلته بصيام و قيام، فإن أصل الصيام و القيام مشروع ، و لكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل .
والحكم على البدعة في الدين بجميع أنواعها محرمة و ضلال ، لقوله صلى الله عليه وسلم( و إياكم و محدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ) لكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة فمنها ما هو كفر صراح ، كالطواف بالقبور ، و تقديم الذبائح و النذور لها ، و كأقوال غلاة الجهمية و المعتزلة و منها ما هو من وسائل الشرك ، كالبناء على القبور و الصلاة و الدعاء عندها و منها ما هو فسق اعتقادي كبدعة الخوارج و القدرية و المرجئة في أقوالهم و اعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية ، و منها ما هو معصية كبدعة التبتل و الصيام قائمًا في الشمس .
المراجع
القول المفيد في شرح كتاب التوحيد ( الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله )
شرح الأصول الثلاثة (الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله )
شرح الأصول الثلاثة ( الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله )
كتاب التوحيد (الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى )
مجموعة فتاوى (سماحه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى )
شرح القواعد الأربعة (الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى )
200 سؤال في العقيدة ( الحافظ احمد الحكمي رحمه الله تعالى ) .
تيسير الإله بشرح أدلة شروط لا إله إلا الله ( الشيخ عبيد بن الجابري حفظه الله تعالى )
تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد ( محمد بن الأمير الصنعاني رحمه الله تعالى )
منقول من شبكة سحاب http://www.sahab.net/sahab/printthre...hreadid=313804
تعليق