ردٌّ جيدٌ على الأشاعرةِ و من نحا نحوهم من الذين أوَّلوا صفةَ الغضبِ
يثبتُ أهلُ السنةِ و الجماعة صفاتِ ربِّ العالمين الثابتةَ في نصوصِ الوحْيَيْن من غير تحريفٍ ولا تعطيل ومن غير تكييف و لا تمثيل و من تلكم الصفاتِ التي يثبتها أهلُ السنة صفةُ الغضب حيث قال ربنا سبحانه و تعالى في كتابه {غضبَ اللهُ عليهم} (المجادلة 14).
و قد خالفَ أهلُ البدعِ و الإهواء أهلَ السنة في صفاتِ الله تعالى و منْ تلكم الصفات التي خالفوا فيها هذه الصفة، حيثُ أولها الأشاعرةُ، و غيرهم.
فقالوا الغضبُ : هو إرادةُ الانتقام، لأنَّ حقيقة الغضب هو : غليانُ دم القلب، و هذا يُنزه عنه الله تعالى.
لكن يقالُ لهم الصوابُ أنّ الغضب صفةٌ ينشأ عنها في ابنِ آدم غليانُ دمِ القلب، لأنّ ابن آدم أولاً يغضبُ، ثم بعد غضبه ينتج عنه غليانُ دم القلب.
و يظهرُ ذلك في احمرار الوجه و الانتفاخ وغيرها، و هذا أمر ينشأ منَ الغضب و ليس هو الغضب نفسه.
فهم إذا تأولوا هذه الصفة بناء على مقدمة باطلة أدت إلى معتقد فاسد، فيبقى الحق و الصواب في قول أهل الحق أهل السنة و الجماعة و هو إثبات عذه الصفة من غير تحريفٍ ولا تعطيل ومن غير تكييف و لا تمثيل.
نقلتُ الفائدةَ مختصرةً مع تصرفٍ و زيادةٍ منْ كتابِ "شرحِ لمعةِ الاعتقادِ" لفضيلةِ الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى.