بسم الله الرحمن الرحيم
من فوائد فضيلة الشيخ محمد بن صالح الصوملي حفظه الله تعالى
من خطبة تحقيق العبادة لله
من فوائد فضيلة الشيخ محمد بن صالح الصوملي حفظه الله تعالى
من خطبة تحقيق العبادة لله
أما بعد عباد الله، اتقوا الله -عَزَّ وَجَلَّ- بلزوم طاعته وطاعة رسوله -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-، أيها المسلمون إن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لنا الدين ورضي لنا الإسلام دينا حيث قال -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (أَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًاۚ) المائدة:3 أيها المسلمون، إن شرعنا قد كمُل بحمد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-فلا يحتاج إلى من يكمّله، ولا يقبل الزيادة ولا النقصان، وما لحِق النبي-صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ- بالرفيق الأعلى بأبي هو وأمي ونفسي والناس أجمع إلا بعد أن بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمّة وترك أمته على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .
أيها الناس، إن ديننا قد كمُل ولا يقبل استحسانات المستحسنين التي ليس لها أصل في شرعنا، فإن النبي -صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ- قد قال في الحديث المتفق عليه من حديث أمّ المؤمنين عائشة -رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهَا- قال -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» وفي رواية عند مسلم -رَحِمَهُالله-: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ألا فاكتفوا عباد الله، واتبعوا سنة محمد بن عبد الله، اكتفوا بما اكتفى به نبيكم وبما اكتفى به الخلفاء الراشدين المهديين ،نعم عباد الله، واعلموا يا معشر المسلمين أن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قد أمرنا باتباع ما أنزل من عنده وما بلّغنا به رسوله -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فقال جلّ من قائل كريم : (اتَّبِعُوامَ اأُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) الأعراف:3 وقال-سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام:153 نعم عباد الله ،وقال -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) آل عمران:31-32 نعم يا عباد الله، وقال -سُبْحَانَهُ-:(وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) النساء:115 ويقول المولى -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم فَقَدِ اهْتَدَواوَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * صِبْغَةَ اللَّهِۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةًۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ * قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ) البقرة:137-139 إلى غير ذلكم من الآيات التي تأمر باتبّاع النبي -عَلَيْهِالصَّلَاةُوَالسَّلَامُ-وتحذّر عن البدع والمحدثات ،فإن الله -سُبْحَانَهُوَتَعَالَى- يقول : (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) آل عمران:7 قد (9:27) النبي -صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ-تلكم الآيات كما جاء في الصحيحين من حديث عائشة -رَضِيَ الله عَنْهَا- قالت : تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) آلعمران:7 الآية ،قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:«إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ»، ألا فكن على حذر يا عبد الله ممن زاغت قلوبهم ولم يكتفوا بما اكتفى بهرسول الله -صَلَوَاتُ الله وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ-، ويقول -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- في كتابه الكريم : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَيُخَالِفُونَعَنْأَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النور:63 فليحذر الذين يخالفون أمر رسول الله -صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ- أن تصيبهم فتنة ؛ من فتنة الكفر والشرك والإبتداع كما قال العلماء -رحمهم الله تعالى- .