... ولهذا قرر الإمام مالك هذه القاعدة آخذا لها من قوله جل وعلا " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " ، فقال لمن سأله عن الاستواء : الاستواء معلوم والكيف غير معقول ـ وهذه أثبت من الرواية الأخرى التي فيها : الكيف مجهول ـ والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة .
" الاستواء معلوم " يعني في اللغة معلوم المعنى وأن معنى الاستواء العلو والارتفاع ، " والكيف غير معقول " لا تعقل كيفية استواء الله جل وعلا ، فإيمان المؤمن باستواء الله جل وعلا إيمان معنى لا إيمان كيفية ، لأنه إيمان بما دل عليه ظاهر اللفظ أما الكيفية فإن قلب المؤمن قد انقطعت علائقه انقطع طمعه وانقطع طلبه للدرك والادراك لكيفية الاتصاف ، فإن هذا لا يعلمه إلا الله جل وعلا ، وهذه قاعدة تقولها في كل صفة ، إذا قيل لك كيف النزول قل النزول معلوم والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة . كيف غضب الله جل وعلا تقول الغضب معلوم والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة ، كيف الاستواء كيف الرضا كيف الاسف كيف الرحمة كيف المجيء كيف الاتيان ونحو ذلك ، كل هذا هذه معلومة المعنى لكن كيفياتها غير معقولة .
المصدر
شرح العقيدة الواسطية
للشيخ العلامة
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
شرح العقيدة الواسطية
للشيخ العلامة
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ